جنوب أفريقيا أمام "محكمة العدل": إسرائيل تواصل مسعاها لمسح الفلسطينيين من على وجه الأرض
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
لاهاي- رويترز
طلبت جنوب أفريقيا من أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، قائلة إنه يجب "وقف" إسرائيل لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.
وتأتي جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، في لاهاي بعد أن طالبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية رفح في جنوب قطاع غزة التي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني.
كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلا عن الصحفيين والمحققين بالدخول إلى القطاع دون عوائق. وأضافت أن إسرائيل تتجاهل وتنتهك حتى الآن الأوامر التي سبق أن أصدرتها المحكمة.
وقال تيمبيكا نجكوكايتوبي، محامي جنوب أفريقيا، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية استهدفت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، ودمرت البنية التحتية المدنية وجوعت السكان. وأضاف "منذ البداية، كان قصد إسرائيل دائما تدمير الحياة الفلسطينية ومسحهم (الفلسطينيين) من على وجه الأرض. ورفح هي المكان الأخير".
وقالت عديلة هاشم، وهي محامية أخرى لجنوب أفريقيا، "يتعين وقف إسرائيل. جنوب أفريقيا أمامكم مرة أخرى اليوم لتطلب باحترام من المحكمة استدعاء سلطاتها... أن تأمر بوسيلة توقف إسرائيل".
وترد إسرائيل على جنوب أفريقيا أمام المحكمة غدا الجمعة، وتندد باتهامها لها بأنها تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1949 وتقول إن هذه ادعاءات لا أساس لها.
وفي إيداعات سابقة أكدت إسرائيل أنها كثفت جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة كما أمرت محكمة العدل الدولية.
وقال ماكس دو بليسس، محامي جنوب أفريقيا، إن ما أعلنته إسرائيل بشأن "مناطق آمنة" هو "تشويه فظيع" ذلك لأن الناس في كثير من الأحيان يتضورون جوعا بحيث لا يستطيعون الفرار إليها، أما الذين ما زالوا قادرين على المغادرة فكانوا يتعرضون في بعض الأحيان للهجوم من قبل القوات الإسرائيلية. وأضاف "لا يوجد شيء إنساني في هذه المناطق الإنسانية.. إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين مستمرة عبر الهجمات العسكرية والمجاعة من صنع الإنسان".
وقال جلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة لراديو الجيش أمس الأربعاء إن الإشعار القصير المدة الذي أعطته المحكمة قبل جلسات الاستماع لم يسمح بالإعداد القانوني الكافي، مضيفا أن في ذلك "إشارة واضحة".
وتتهم جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وفي يناير، أمرت المحكمة إسرائيل بضمان عدم ارتكاب قواتها أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، والحفاظ على أي أدلة على الانتهاكات.
وستركز جلسات الاستماع يومي 16 و17 مايو فقط على إصدار إجراءات الطوارئ لمنع تصاعد الخلاف. ومن المرجح أن يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتخذ المحكمة قرارها في موضوع القضية.
وأحكام محكمة العدل الدولية مُلزمة وغير قابلة للاستئناف. لكن لا تملك المحكمة آلية لإنفاذ أحكامها، غير أن صدور أمر ضد دولة ما قد يضُر بسمعتها الدولية ويُشكِّل سابقةً قانونيةً.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يُعدم عشرات الفلسطينيين ويصيب المئات جراء استهدافه مواقع توزيع مساعدات جنوب غزة
الأمم المتحدة: توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بات “فخاً مميتاً”
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات من الجوعى برصاص جيش العدو الإسرائيلي، صباح أمس، أثناء توجه الآلاف لتسلم مساعدات إغاثية من مركز “مؤسسة غزة الإنسانية” بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وتوافد الآلاف في الصباح الباكر نحو مركز توزيع المساعدات الواقع غربي مدينة رفح والتابع للشركة الأمريكية المدعومة “إسرائيليا” والمسؤولة عن التوزيع، ليفاجأوا بإطلاق النار باتجاههم.
لم يكتف العدو بإطلاق الرصاص الحي على حشود الجياع من قبل آلياته المتمركزة بمحيط الموقع، بل أرسل طائراته المسيرة لإلقاء قنابلها على رؤوس الأبرياء ما تسبب في استشهاد 49 مواطنا وإصابة أكثر من ثلاثمائة آخرين في إحصائية غير نهائية كما تسبب الاستهداف بحالة من الفوضى والهلع في صفوف السكان الذين توجهوا لاستلام المساعدات بناء على إعلان الشركة الأمريكية.
كما استهدف جنود العدو المواطنين الذين توجهوا لمركز توزيع المساعدات الأمريكي المحاذي لمحور نتساريم وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية إنه أصيب ما لا يقل عن 20 استقبلهم مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط القطاع، جراء إطلاق نار صهيوني استهدف حشود المواطنين في محيط مركز توزيع المساعدات قرب مدخل مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.
ومنذ نحو أسبوع، أطلقت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة صهيونياً، مشروعها لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان في غزة، الذين تجوعهم إسرائيل منذ أكثر من 80 يوماً.
وتسببت هذه الآلية بحالة من الفوضى منذ اليوم الأول لإطلاقها في رفح جنوبي القطاع، حيث فقدت الشركة الأمنية السيطرة على حشود الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام المساعدات، في حين يستمر الجيش الاحتلال باستهداف الفلسطينيين في محيط مراكز توزيع المساعدات موقعا قتلى وجرحى.
وقوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع وتشكيك في أهدافها وجدواها، كما أعلنت المؤسسات الأممية رفضها التعاون معها باعتبار أنها لا تلبي المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات، وسط مطالب بالعودة للآلية السابقة عبر مؤسسات الأمم المتحدة والجهات الشريكة.
إلى ذلك أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، امس، أن عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة باتت تشكل “فخاً مميتاً” في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وشدد لازاريني، على ضرورة تأمين بيئة آمنة تُمكّن فرق الإغاثة من أداء مهامها دون تعريض المدنيين أو العاملين للخطر، وفق وكالة “معا” الإخبارية.
وأوضح أن تسليم وتوزيع المساعدات لا يمكن أن يتم بشكل آمن في غزة إلا من خلال الأمم المتحدة، داعياً إلى توفير الضمانات الدولية اللازمة التي تضمن سلامة الطواقم الإنسانية وسير العمليات الإغاثية دون استهداف.
وطالب المفوض العام لـ”أنروا” الكيان الإسرائيلي برفع الحصار المفروض على القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، مؤكداً أن ذلك يمثل مسؤولية قانونية وإنسانية ملحّة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، قد أعلن أمس، عن ارتفاع عدد ضحايا مجازر ما يُسمى بـ”مراكز توزيع المساعدات”، إلى 49 شهيداً فلسطينياً و305 جرحى منذ بدء العمل بها في 27 مايو الفائت، نتيجة استهدافهم برصاص قوات العدو الإسرائيلي.
من جهته طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بتحرك فوري صارم لإلزام الكيان الإسرائيلي، بوقف العمل بآليته غير الإنسانية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، عقب المذبحة الدموية بحق المجوّعين صباح أمس.
وأشار المرصد في بيان، إلى أن هذه المجزرة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 300 منهم برصاص جيش العدو الإسرائيلي قرب إحدى نقاط المساعدات المدعومة أمريكيًّا جنوبي رفح.
وقال إنّ فريقه الميداني وثّق إطلاق جيش العدو النار تجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا فجر اليوم، في حي تل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة، قرب نقطة مساعدات أقامها الجيش، ما أدّى إلى استشهاد نحو 30 مدنيًا – بينهم امرأتان – على الأقل، في حصيلة أولية غير نهائية وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح، وفقدان عدد آخر غير محدد.
ولفت إلى أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع، نظرًا لوجود عدد كبير من الإصابات الخطرة، والتدني الحاد في مستوى الرعاية الصحية بسبب الحصار والاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الطبية.
وذكر أنّ جيش العدو الإسرائيلي والمنظمة الأمريكية التي أسسها، وجّه الفلسطينيين لاستلام مساعدات من المنطقة، وطلب منهم الانتظار حتى الساعة السادسة صباح اليوم، للمرور عبر بوابات التفتيش للحصول على المساعدات، قبل أن يستهدفهم بإطلاق نار مباشر من طائرات “كواد كوبتر” المسيّرة، ومن ثم بقذائف الدبابات، إلى جانب إطلاق عناصر الشركة الأمريكية قنابل الغاز على جموع المُجوَّعين، ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا وحدوث تدافع كبير للهروب من الموت وإطلاق النار.