سرايا - أدت الإجراءات والتدابير المشددة بوجه المخالفين لنظام الإقامة والعمالة من النازحين السوريين في كثير من المناطق اللبنانية، بخاصة بعد خطف وقتل منسّق حزب «القوات اللبنانية» في قضاء جبيل، باسكال سليمان، مطلع أبريل (نيسان) الماضي، إلى موجة نزوح جديدة داخل الأراضي اللبنانية، بشكل خاص من مناطق ذات غالبية مسيحية إلى أخرى ذات غالبية سنية، تقع بشكل رئيسي في شمال البلاد.



بدأت هذه الموجة قبل أشهر مع اندلاع المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» على الحدود الجنوبية، مع قرار الأخير فتح هذه الجبهة دعماً لغزة، ما دفع بمئات النازحين السوريين لترك القرى والبلدات الحدودية اللبنانية التي كانوا يعيشون فيها، متجهين إلى مناطق أخرى أكثر أماناً. ومع مقتل المسؤول «القواتي» على يد عصابة خطف معظم أفرادها من السوريين، أقدم عدد من القرى والمدن ذات الغالبية المسيحية على طرد النازحين وإقفال محالهم التجارية، ما دفع معظمهم للانتقال إلى مناطق في طرابلس وعكار والمنية والضنية شمال البلاد، حيث الغالبية السنية.

ويؤكد أحمد الخير، النائب في تكتل «الاعتدال الوطني» عن دائرة الشمال الثانية (طرابلس - المنية - الضنية) هذه المعطيات، متحدثاً عن «سببين رئيسيين لموجة النزوح الجديدة، الأول هو الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ما تسبب بنزوح السوريين من قرى الجنوب باتجاه الشمال، والثاني بفعل التحريض والممارسات العنصرية والاعتداءات التي حصلت ضد السوريين في مناطق أخرى»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نسبة هؤلاء كبيرة، وقد بات واضحاً اليوم، بفعل هذا الواقع المستجد، أن مناطق البقاع والشمال أكثر من يتحمل أعباء النزوح السوري، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ولا بد للدولة اللبنانية من أن تسارع بكل أجهزتها إلى رسم خريطة طريق واضحة لكيفية التعامل مع أزمة النزوح السوري بشكل عام، والنزوح السوري المستجد بالداخل اللبناني إلى مناطق الشمال والبقاع بشكل خاص».

ويشير الخير إلى أن «التعويل في هذا السياق هو على ما برز في الأيام الماضية، وخلال جلسة مجلس النواب، من تقاطع وطني كنا جزءاً منه، على توحيد الموقف والمقاربة في كيفية التعاطي مع واقع النزوح السوري في كل لبنان، تحديداً الواقع المستجد في مناطق الشمال والبقاع».

ويقول «مازن د.» (55 عاماً)، أحد سكان عكار، إن «الكثير من النازحين غادروا مناطق البترون وبشري وجبيل، واتجهوا إلى طرابلس وعكار، لأنهم يعدّون أن المناطق السنية بيئات أكثر أماناً لهم اليوم، ويمكن الحديث عن ارتفاع عدد النازحين في هذه المناطق بما نسبته 12 في المائة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «تراجع وجود السوريين على الطرقات وفي الأسواق، كما إلى تراجع احتكاكهم مع اللبنانيين، وإغلاقهم أغلب محالهم غير الشرعية، واقتصار أعمالهم على الحرف وفي الورش». ويضيف: «إن قسماً كبيراً منهم أعلن الإضراب لأيام، ولم يتوجه إلى العمل، استنكاراً للتضييق الكبير الذي يتعرض له».

ويبدو أن القسم الأكبر من النازحين الجدد توجهوا إلى الشمال، لا إلى البقاع، كما يؤكد مصدر رسمي مسؤول، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لم تُسجل أي حركة جدية في هذا الإطار في المناطق شرق البلاد، ولا في المخيمات القائمة هناك.

من جهته، يتحدث النائب في دائرة البقاع الأوسط، الدكتور بلال الحشيمي، عن بعض الحركة باتجاه المنطقة، بالتحديد إلى البلدات والقرى ذات الغالبية السنية، «بحيث يعدها النازحون أكثر أماناً بعد الخطابات الطائفية والشعبوية والعنصرية غير المقبولة بحقهم». ويقر الحشيمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بوجود مشكلة بسبب النزوح، «لكن حلها يكون بطريقة عقلانية، ومن خلال تنظيم الوجود ومسار العودة ضمن مهل محددة، وليس كما يحصل اليوم». ويسأل الحشيمي: «لماذا في التوصيات التي صدرت مؤخراً عن مجلس النواب لم تتم دعوة (حزب الله) للانسحاب من المناطق السورية الحدودية التي يوجد فيها، وهي بلدات وقرى لحوالي 400 ألف من النازحين السوريين الموجودين في لبنان؟».

الشرق الاوسط


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: النزوح السوری من النازحین

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة اللبنانية: نزعنا السلاح من أكثر من 500 مخزن في جنوب لبنان

رام الله - دنيا الوطن
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن الحكومة حققت إنجازات عدة أبرزها استعادة سيادة لبنان وضمان الأمن على كافة أراضيه، كاشفا عن نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في الجنوب.

وقال سلام في مؤتمر "إعادة بناء لبنان إطار الاستثمار وفرص الأعمال" إن انهيار القطاع المالي في لبنان هو نتيجة الحوكمة السيئة والإفلات من العقاب والبلد يواجه تحديات كبرى"، مشيرا إلى أن "الهجمات الإسرائيلية دمرّت البنى التحتية وأثرت على حياة اللبنانيين والشعب صمد بثبات وإصرار كما صمدت الشركات والمؤسسات رغم الانهيار".

وشدد على أن "الحكومة حققت الحكومة إنجازات عدة أبرزها استعادة سيادة لبنان وضمان الأمن على كافة أراضيه فضلاً عن الإصلاحات الاقتصادية والمالية"، مؤكدا أنه "حان الوقت لبناء الدولة الذي هو من أوّل مهمّات حكومتي وأعمدة رؤية حكومتي هي استعادة السيادة وضمان الأمن والاستقرار على كل مساحة الأراضي اللبنانية".

وكشف سلام أنه "تم نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في الجنوب وعزّزنا الأمن في مطار بيروت ونعمل مع القنوات الدبلوماسية لتوقف إسرائيل هجماتها على لبنان وتنسحب من النقاط الـ5"، جازما أنه "على الدولة ان يكون لديها السيطرة الكاملة على كل القوات المسلحة وتحقيق السلام وتطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701".

ولفت إلى "أننا نعمل على إعادة إرساء السيطرة والمراقبة في كل القطاعات وخاصة مطار بيروت وقريباً مطار القليعات في غضون عام"، مضيفا: "أنجزنا تقدما حقيقيا لإعادة حقوق المودعين وقد أدخلنا معايير شفافة في التعيينات".

مقالات مشابهة

  • بآليتين وجرافة مجنزرة.. قوة إسرائيلية تتوغل داخل الأراضي اللبنانية
  • الخارجية اللبنانية تدين الاعتداء على عنصر من قوات اليونيفيل
  • العدو الصهيوني يجبر الفلسطينيين على النزوح قسرا من مناطق في شمال قطاع غزة
  • رئيس الحكومة اللبنانية: نزعنا السلاح من أكثر من 500 مخزن في جنوب لبنان
  • خطة عودة السوريين أُنجزت... هل تتوافر الأموال اللازمة؟
  • استغاثة عاجلة من الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب
  • خطة لبنانية متعددة المراحل لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم
  • جبور: تدفق النازحين لم يتأثر بأي وضعية جديدة وأي تمويل
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزارة الإعلام اللبنانية تحذر مواطنيها من التفاعل مع المتحدثين باسم جيش الاحتلال