مازلت المهن القديمة بل التراثية تعانق شوارع عروس البحر لتكون شاهدة علي التاريخ الذي مضي و عند مرورك بمنطقة اللبان احد اشهر المناطق القديمة في الاسكندرية تشتم رائحة صهر المعادن، وترى الأدخنة ترتفع فى أعلى الشوارع والازقة الضيقة، إذن أنت فى حى المسابك الحى الذى اشتهر بورش صهر المعادن وتصنيع قطع الغيار المختلفة والمنتجات المعدنية وفق ما يتطلبة السوق المحلى، أصبح الآن مجموعة من الورش الصغيرة المغلقة بعد اندثار الصناعة.

تعتبر هذه الورش الأقدم فى مصر، وبها عمال يمتهنون مهنة صهر و تشكيل المعادن منذ أربعين عامًا وأكثر، منهم من ورثها، وآخرون بدأوا حياتهم بها واستمروا فيها، وعلى الرغم مما بها من إرهاق شديد وتأثيرات صحية خطيرة، سواء على المدى القصير أو الطويل، يجمعهم جميعًا حبها وتفضيلهم إياها عن أى مهنة أخرى بأجساد طُبعت عليها حكايات الزمن، يقف أصحاب الورش وعمالها أمام النيران الحارقة، يصهرون مختلف أنواع المعادن، ويحولونها إلى أشكال معدنية نستخدمها في مختلف جوانب الحياة في كل قطعة معدنية تُصنع في حى المسابك، تُسكب روح الحرفيين وإبداعهم، لتُصبح شاهداً على مهارة تقاوم الزمن. يتقن الحرفيون هنا فنوناً مختلفة، من صهر المعادن إلى تشكيلها، مروراً باللحام والتزيين. كلّ خطوة تتطلب دقة ومهارة عالية، وكلّ قطعة معدنية تُصنع بعناية فائقة.

وتوجهت عدسة الأسبوع الي احدي مسابك النحاس بمنطقة اللبان لمعرفة كل ما يخص تلك المهنه الشاقه و تعرف علي اشهر صاحب ورشه التقي في قلب الحي اللبان، حيث تتربع الورشة في صناعة مسابك النحاس، و شاهدةً على تاريخ عريق يمتد لأكثر من 100 عام التي تُعدّ من أقدم ورش صناعة النحاس في المدينة، حيث لا تزال تحافظ على عبق الماضي حيث يتوارث مهنة صناعة النحاس أباً عن جدّ، حاملاً مشعل الإبداع والإتقان عبر الأجيال.

يقول عم «رجب عبد العزيز»، صاحب ورشه لمسابك النحاس في منطقة اللبان بوسط الإسكندرية، إن قصة شغفه بمهنة سبك المعادن وتشكيلها في القوالب الرملية، قد ورثها عن والده، وأتقنها على مدار أكثر من 40 عامًا، ليصبح واحداً من أقدم الحرفيين في حى المسابك. يتذكر كيف كان يعمل مع والده منذ صغره، و تعلم أسرار المهنة ويُتقن فنونها قائلا: المهنة صعبة، لكنها جميلة. فيها تعب وجهد، لكن فيها أيضاً إبداع وإتقان. عندما أرى قطعة المعدن تتحول بين يدي إلى شكل فني يُستخدم في الحياة، أشعر بالفخر والسعادة و لم أرغب في ترك هذه المهنة، حتى لو واجهت بعض التحديات. فهي جزء من تراثنا، ومهنة آباءنا وأجدادنا. لا أستطيع أن أتخيل نفسي أعمل في أي مهنة أخرى لافتا أن المهنة ليست مجرد حرفة تقليدية، بل هي فن يعتمد على تراكم الخبرات ومهارة وإبداع صانعها أن سرّ إتقان هذه المهنة يكمن في الصبر والدقة والاهتمام بأدق التفاصيل، للوصول إلى صناعة قالب دقيق ويراعي جميع تفاصيل الشكل المراد تنفيذه.

وأشار لـ «الاسبوع» إن مرحلة تجهيز النحاس الخام قبل صناعته، تبدأ بجمع النحاس الخردة وإعادة تدويره، بفرز خردة النحاس عن المواد الأخرى، ثم يتم تقطيع خردة النحاس إلى قطع أصغر لتسهيل عملية الصهر و توضع قطع النحاس في موقد تتراوح درجة حرارته بين 1150 و 1300 درجة مئوية، لتحويله إلى سائل، وأثناء عملية الصهر، تطفو الشوائب على سطح المعدن المنصهر، بينما يغرق النحاس النقي في القاع، وعند هذه المرحلة تزال الشوائب العالقة من على السطح لضمان الحصول على النحاس النقي.

وأضاف أن صناعة الأشكال النحاسية تمر بالعديد من المراحل، تُجسّد مهارة الحرفي وتُظهر دقته، وتساهم كل مرحلة في تحويل قطعة النحاس الخام إلى تحفة فنية و أولى هذه المراحل تبدأ بتصميم الشكل المراد تنفيذه، ثم صناعة القالب الرملي، وتُعدّ هذه المرحلة من أهم مراحل صناعة الأشكال النحاسية، حيث تعتمد عليها دقة المنتج النهائي ويلي ذلك مرحلة صبّ النحاس المنصهر بعناية داخل القالب الرملي، مع التأكد من ملء جميع التفاصيل بدقة، وذلك بعد تعرض النحاس لدرجات حرارة عالية داخل أفران خاصة حتى يصبح النحاس سائلا و يُترك القالب ليبرد تدريجيًا حتى يتصلّب النحاس تمامًا، وتأتي مرحلة تكسير القالب الرملي لإخراج قطعة النحاس المصبوبة وأخيرا تأتي مرحلة تشطيب قطعة النحاس التي تعد من أهم مراحل صناعة الأشكال النحاسية.

وأضاف رجب أن المهنة تتطلب استخدام العديد من الأدوات، منها الموقد الذي يستخدم لتسخين النحاس حتى يصل إلى حالة الانصهار السائلة، حيث يعمل بالسولار لضمان شدة اللهب، كما يستخدم المسبك لصهر النحاس به، وهو وعاء معدني مصنوع من الفولاذ لتحمل درجات الحرارة العالية و يستخدم الكوشك لرفع قطع النحاس المنصهرة من الموقد لسكبه في القوالب الرملية، فضلا عن الرمال الصفراء المضغوطة، التي تستخدم في صناعة القوالب والمخصصة لهذا الغرض وتأتي من القاهرة ورشيد.و انه يمكن صناعة جميع المشغولات والحلي النحاسية لتزيين الموبيليا والأثاث والأنتيكات والتحف النحاسية، بالإضافة إلى النجف النحاسي بمختلف الأشكال والأحجام المختلفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية النحاس فی

إقرأ أيضاً:

الملا: التحول الرقمي خطوة تطويرية مهمة تضيف لصناعة البترول المصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أهمية ما تم تطبيقه من تحول رقمى فى إدارة ومراقبة منظومتى مصافى التكرير، ونقل وتوزيع المنتجات البترولية، التى توفر على مدار الساعة بيانات لحظية حول عمل المصافى ومعامل الجودة بها، وتوفير المنتجات البترولية وأنماط استهلاكها وتوفير الاحتياجات المطلوبة بالكميات الكافية، ومن أهم هذه التقنيات إدارة وتشغيل مجموعة نظم البرمجة الخطية LP، ونظام قياس أرصدة الوقود آلياً فى خزانات المستودعات ATG، ونظام تتبع حركة أسطول نقل الوقود آلياً GPS، ومتابعة ورصد حركة توزيع المنتجات من المستودعات إلى نقطة البيع وشبكة الاسكادا لتغطية ومتابعة خطوط الأنابيب.

 


وأكد الملا، خلال تفقده سير العمل بغرفتى التحكم والمتابعة الآلية لمنظومة تكرير وتصنيع البترول بمصافى التكرير المصرية، ومنظومة نقل وتوزيع المنتجات البترولية بالهيئة المصرية العامة للبترول، أن بناء نظام مراقبة وتحكم آلى خطوة تطويرية مهمة تضيف لصناعة البترول المصرية والكوادر العاملة بها التى اكتسبت خبرات مهمة من خلال معاصرتها لعمليات التطوير، ووجه بأهمية زيادة تأمين الأرصدة وإمدادات المنتجات البترولية على كل المحاور والطرق الحيوية والمناطق الجغرافية، وتكثيف عمليات المرور على المستودعات والمحطات وخطوط الأنابيب  على مدار فترة إجازات عيد الأضحى وما بعدها.
واستمع الوزير إلى عرض توضيحي حول موقف تشغيل مصافى التكرير خلال الشهرين الحالى والقادم، وتقدم الأعمال بالمرحلة الثانية من مجموعة نظم البرمجة الخطية LP  ، كما تم عرض موقف مراقبة إدارة معامل الجودة بمصافى التكرير وقياس وتحليل العينات والتقارير التى توفرها المنظومة حولها.
واستمع الوزير خلال التواجد فى غرفة التحكم والمتابعة الآلية لمنظومة نقل وتوزيع وتداول المنتجات البترولية، لعرض توضيحى  حول عمل الغرفة والاستعدادات اللازمة لتوفير المنتجات البترولية والبوتاجاز فى المستودعات ومحطات الوقود، وتوفير السيارات الصهريجية اللازمة والمحملة بمخزون استراتيجى للاستعانة بها حال الاحتياج لكميات زائدة.

 

وتابع الوزير من الغرفة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، استعدادات شركات النقل والتوزيع والتسويق لتنفيذ الخطة الموضوعة لتأمين الإمدادات البترولية لكل المناطق والقطاعات خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وما يتبعها من حركة مكثفة على الطرق والمحاور وخاصة المرتبطة بالمناطق السياحية، وأوضح رؤساء الشركات مدى جاهزيتهم وتنسيق غرف المراقبة والطوارئ بالشركات مع الغرفة الرئيسية بالوزارة والهيئة على مدار الساعة.
حضر الجولة الجيولوجي علاء البطل الرئيس التنفيذي لهيئة البترول ونوابه للتكرير الكيميائى محمد على  والنقل والتوزيع المهندس أيمن عبد البديع والمهندس محمود ناجى رئيس الإدارة المركزية للنقل والتسويق بالوزارة.

مقالات مشابهة

  • لو مسافر.. ننشر مواعيد قطارات السكة الحديد على خط القاهرة - الإسكندرية اليوم
  • تصل للعنف الجنسي.. انتهاكات خطيرة في السجون العراقية وبيئة لصناعة المافيات
  • تصل للعنف الجنسي.. انتهاكات خطيرة في السجون العراقية وبيئة لصناعة المافيات- عاجل
  • محاربة الظلام.. حكاية بصيرةٍ من الموصل صنعت الإنجاز
  • القبض على متهم أقدم على قتل شقيقه شرقي بغداد
  • متحف كفر الشيخ ينظم ورشة أشغال فنية لتعليم الأطفال صناعة مجسم الكعبة
  • 5 أمور تدفعك لشراء الذهب الوردي.. أرخص من الأصفر ويجلب الطاقة الإيجابية
  • اتفاقية تعاون بين نقابة الصحفيين ونظيرتها الفلسطينية لتعزيز التضامن المهني
  • هشام عاشور: نيللي كريم عمرها ما رشحتني لأي دور
  • الملا: التحول الرقمي خطوة تطويرية مهمة تضيف لصناعة البترول المصرية