ارتفاع في عدد أعضاء الكونغرس الرافضين لحضور نتنياهو في المجلس .. وأحدهم يتعهد بتسليمه للعدالة !
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
سرايا - رفض عدد متزايد من الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي يوم الجمعة الضغوط الرامية إلى تأييد دعوة رئيس مجلس النواب مايك جونسون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس – حتى في الوقت الذي تتهم فيه حكومته بارتكاب إبادة جماعية وصدور أوامر باعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة .
وتزايدت المعارضة لدعوة جونسون (الجمهوري عن ولاية لويزيانا) – التي أعلنها رئيس البرلمان رسميًا يوم الخميس – في أعقاب أنباء عن أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب إصدار أوامر اعتقال لاعتقال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة لإسرائيل بوقف هجومها على رفح على الفور، وفقا لعدة صحف من بينها “الاندبندنت” و”اكسيوس” و”كومن دريمز”.
وقال النائب سكوت بيترز (ديمقراطي من كاليفورنيا): “أعتقد أن هذا وقت غريب لدعوة نتنياهو؛ إنها خطوة مثيرة للانقسام حقًا”.
وقال النائب دان كيلدي (ديمقراطي من ميشيغان): “لا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب… دعونا لا نعقد الوضع المعقد بالفعل”.
وأكد عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جيم هايمز (ديمقراطي من كونيتيكت) أن نتنياهو “يجب أن يركز على تحرير الرهائن، وليس على المشرعين “.
وفيما يتعلق بما إذا كان شومر سيوقع على الدعوة، قالت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) ببساطة: “لا”.
وكانت بيلوسي وهيمز وبيترز من بين 173 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب صوتوا الشهر الماضي بالموافقة على 26 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة لإسرائيل، بالإضافة إلى ما يقرب من 4 مليارات دولار تحصل عليها بالفعل من واشنطن كل عام، وصوت كيلدي ضد حزمة المساعدات.
وقد أعرب التقدميون في الكونغرس عن معارضتهم لخطاب نتنياهو لعدة أيام، حيث أشار السيناتور بيرني ساندرز (المستقل عن ولاية فيرمونت) – الذي يتجمع مع الديمقراطيين – يوم الأربعاء إلى أنه سيقاطع أي خطاب لرئيس الوزراء ووصف الدعوة بأنها “فكرة سيئة”.
وأضاف ساندرز أن “5% من السكان قتلوا أو جرحوا الآن. و60% منهم من النساء والأطفال. وقد تم تدمير حوالي 200 ألف وحدة سكنية بالكامل”. “لقد تم قصف كل جامعة في غزة . وهناك الآن مجاعة وشيكة.”
وقال: “فلماذا إذن تدعو شخصا ارتكب مثل هذه الأشياء المروعة بالشعب الفلسطيني؟ . “أعتقد أنها فكرة سيئة للغاية.”
وقال النائب مارك بوكان (ديمقراطي من ولاية ويسكونسن) في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه “إذا جاء نتنياهو ليخاطب الكونغرس، سأكون سعيدًا جدًا بأن أوضح للمحكمة الجنائية الدولية الطريق إلى قاعة مجلس النواب لإصدار مذكرة التوقيف هذه”.
ونتنياهو – الذي يواجه العديد من تهم الفساد الجنائية إضافة لجرائمه في غزة- خاطب الكونغرس ثلاث مرات. وإذا فعل ذلك مرة أخرى، فسيكون قد تحدث أمام الكونغرس أكثر من أي مسؤول أجنبي آخر.
والجدل حول خطاب محتمل لنتنياهو يتجاوز غزة وتهم الفساد، حسبما لاحظ بريت وليكنز من “”كومن دريمز”، حيث أثار رئيس الوزراء “المطلوب للعدالة” الدهشة في عام 2008 بعد أن قال إن إسرائيل “استفادت” من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة- التي وصفها في وقت سابق بأنها دولة “يمكن تحريكها بسهولة”.
إقرأ أيضاً : فنزويلا تدعم دعوة جنوب إفريقيا "لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين"إقرأ أيضاً : سوريا .. مقتل شخص جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارتهإقرأ أيضاً : واشنطن لم تعلق على قرار العدل الدولية .. ما سر هذا الصمت ؟
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مجلس النواب دیمقراطی من
إقرأ أيضاً:
هل تدفع الضغوط الدولية نتنياهو للتراجع عن احتلال غزة؟
منذ مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ترددت العديد من الأسئلة بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيقها، لا سيما أن تبني هذا الطرح جاء في ظل خلافات علنية عميقة بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل.
ولكن إصرار نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية بغزة- ومعه وزراء اليمين المتطرف على التوجه نحو هذا السيناريو كان جامحا وتم تمرير خطته بعد جلسة للكابينت استمرت أكثر من 10 ساعات.
وبعد أن أصبح على المؤسسة الأمنية الإذعان لهذه الرغبة، وبات قادتها بين خياري التنفيذ أو الإقالة، ربما يبحث وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير عن الطريقة التي يمكن بها المضي قدما لتطبيق رؤية نتنياهو المتمثلة في 5 مبادئ، هي نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى الأحياء منهم والأموات، وتجريد غزة من السلاح، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، مع إنشاء إدارة مدنية لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وفي الوقت الذي لم تأبه فيه حكومة نتنياهو لعاصفة الانتقادات الدولية التي قوبلت بها الخطة الجديدة بشأن غزة، بل بادرت لتوجيه الاتهامات للدول التي عارضتها بأنها تكافئ حماس، يبدو أن الهوة بين تل أبيب والمجتمع الدولي آخذة في الاتساع مع تبني المزيد من دول العالم مواقف لا تنسجم مع مزاج صانع القرار الإسرائيلي وداعمه الأقوى وربما الأوحد الآن الولايات المتحدة.
ووضع التطور الأخير الجيش الإسرائيلي في موقف صعب يتخطى مخاوفه التي أعرب عنها علانية والمتمثلة في حالة الإرهاق بين الجنود واهتراء الآليات الثقيلة والدبابات بسبب الحرب التي شارفت على إتمام عامها الثاني، وسط تحذيرات من تحول السيطرة على غزة إلى "خطر وفخ تكتيكي"، حسبما نقل موقع "والا" عن مصادر عسكرية.
إعلانوللمفارقة أقر الكابينت التوجه دون خطة واضحة، ليبدأ بعدها رئيس الأركان مشاوراته مع قادة الجيش للتخطيط لمستقبل العملية في غزة، وليس العكس.
المواقف الدولية
العملية الجديدة التي لم يطلق عليها حتى الآن اسم يضاف إلى سابقاتها من العمليات، التي كان آخرها عربات جدعون، ربما تعد الأخطر في الحرب الإسرائيلية على غزة، بحسب الكثير من المراقبين، ليس بسبب التحذيرات التي أطلقها ساسة وعسكريون إسرائيليون فحسب من سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجيش والتضحية بمن تبقى من الرهائن، ولكن بسبب مواقف العديد من دول العالم التي بدأت تتبلور في صورة إجراءات فعلية تتعدى حدود التنديد والإدانة.
ففي أوضح تحول في موقف ألمانيا حيال التصعيد العسكري الإسرائيلي، أعلن المستشار فريدريش ميرتس تعليق منح أي تراخيص جديدة لتصدير أسلحة يمكن استخدامها في القطاع، مع احتمال تعليق تسليم أسلحة من صفقات مبرمة سابقا إذا كانت هناك إمكانية لاستخدامها في غزة.
ويأتي هذا التحرك وسط ضغوط متزايدة وتحذيرات من جانب برلين من أي خطوات إسرائيلية لإعادة احتلال القطاع أو ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، جاء قرار هولندا بسحب ثلاثة تراخيص لتصدير مكونات سفن حربية إلى إسرائيل بسبب تدهور الوضع في غزة ومخاطر "الاستخدام غير المرغوب فيه"، بالتزامن مع مناقشة طارئة في البرلمان الهولندي لمقترحات بحظر شامل للسلاح وعقوبات أوسع مع الاعتراف بدولة فلسطين.
وتزامن ذلك مع استدعاء بلجيكا سفيرة إسرائيل في بروكسل احتجاجا على خطة السيطرة على غزة أو احتلالها كما سمتها وسائل إعلام إسرائيلية، وذلك للتعبير عن رفض الدولة الشديد لقرار حكومة نتنياهو والتحذير من تداعياتها.
ولم يكن استدعاء السفيرة الإسرائيلية مجرد إجراء دبلوماسي للتعبير عن رفض تلك الخطوة، لكنه كان شاهدا على التأكيد على موقف بلجيكا المؤيد لحل الدولتين مع التعبير عن رؤية مفادها أن هدف القضاء على حماس "لا يبرر عمليات غير متناسبة تزيد معاناة المدنيين الفلسطينيين".
وبعد إعلان بريطانيا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل، واصل رئيس حكومتها كير ستارمر توجيه الانتقادات لإسرائيل، ورأى أن الخطة الجديدة "لن تسهم في إنهاء الحرب أو في تأمين إطلاق سراح الرهائن، بل ستفاقم سفك الدماء".
وألقت هذه المواقف المتوالية بظلالها على الداخل الإسرائيلي، حيث نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين في الجيش مخاوفهم من تداعيات المقاطعة الدولية فيما يتعلق بشراء الأسلحة ومواد الصناعات الدفاعية.
تخبط إسرائيلي
ووسط قنبلة السيطرة على غزة بالكامل ووضع أهداف فشل الجيش في تحقيقها على مدار 22 شهرا، دون تنسيق مع قادة المؤسسة الأمنية، تجلى التخبط في التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن كاتس وزامير.
فذكرت إذاعة الجيش أن وزير الدفاع سيطرح في اجتماع الحكومة المقبل قرار استدعاء 430 ألف جندي على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما نقلت هيئة البث عن رئيس الأركان تقديراته أن خطة السيطرة على غزة ستحتاج إلى 200 ألف جندي احتياط، في حين أوردت القناة 15 أنه سيتم إرسال 250 ألف أمر استدعاء لجنود الاحتياط.
إعلانويرى مراقبون أن إدراك المسؤولين الإسرائيليين لتشابك الموقف داخليا وخارجيا وما تنطوي عليه الخطة الجديدة من مخاطر ربما دفع بعضهم لترك الباب مفتوحا أمام التراجع عنها، ورهنوا ذلك بتلقي مقترحا للصفقة أو طلب من جانب حماس للانخراط في المفاوضات مجددا، حسبما جاء على لسان زعيم حزب شاس آرييه درعي.