موقع النيلين:
2025-05-31@14:18:37 GMT

أسبوعان في بورتسودان

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

ليلة الأحد الموافق الثاني عشر من مايو الجاري، حطت بنا رحلة طائرة “بدر” في مطار بورتسودان قادمين من القاهرة، ونحن ثلة من الصحفيين والصحفيات قَدِمتا للمشاركة في ورشة عن الإعلام ينظمها مركز جمال عنقرة للخدمات الصحفية ويرعاها نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، تحت شعار “نحو دور رائد للصحافة والإعلام في السودان”.

لم تكن وطأة إطارات الطائرة لأرض المطار سلسة، كان هبوطاً غير ناعم، لكنه على كل حال لم يكن أخشن من بقية تجاربنا خلال عام مضى، قضاه أغلبنا بين نازح وراحل ولاجئ .. وبرغم أن الليل قد انتصف حين وصولنا، إلا أن درجة الحرارة كانت عند الثلاثين، مع درجة رطوبة لا تخطئها عدسات النظارات !!

وبرغم أن العهد لم يطل بي من هذه المدينة، فقد كنت فيها قبل نحو أربعة أشهر، إلا أنني كنت مشغولاً برصد المتغيرات من خلال المَشاهد التي تبدو للعيان وبالتفرس فيمن حولي، من المستقبلين والقادمين، أتأمل الحركة والوجوه التي كان البِشرُ يملؤها، وقد حرص “الأمير” جمال عنقرة أن يكون على رأس المستقبلين برغم ما أصاب حباله الصوتية من رَهَق، يعاونه فريق من الشباب المميزين الذين أكرموا وفادتنا، وأنجزوا إجراءات الجوازات واستلام العفش بيسر.

كانت ورشة الإعلام التي انعقدت يومي 12 و 13 مايو، حدثاً حرّك الساحة الإعلامية في العاصمة المؤقتة، بورتسودان، بعد أن كانت راكدة، فقد شارك فيها بالحضور والنقاش نحواً من مائتي صحفي وإعلامي وناشط، جاء نحو ثلاثين منهم من الخارج، وقد حرص أغلب المشاركين من الداخل أن يُسمِع صوته من خلال فرص النقاش التي أتيحت عقب تقديم الأوراق، حتى ولو كان ما يود قوله ليس في صلب الموضوع الذي تناولته الورقة المحددة.

وبمثل ما كان برنامج الورشة مزدحماً بالأوراق، كان البرنامج المصاحب للورشة كثيفاً، أُتيح لنا من خلاله مقابلة عدد من الوزراء والمسؤولين، بمن في ذلك بعض الولاة الذين تصادف وجودهم في بورتسودان، وقد شكل ذلك كله، فرصة للإعلاميين أن يُحدثوا رصيدهم من المعرفة بأحوال البلاد والعباد من المصادر الرسمية، ويتزودوا بقدر وافر من الرؤى التي من شأنها أن تعينهم في معالجة الملفات التي ظلوا يتابعونها منذ اندلاع الحرب.

سألني كثيرون عن رأيي الخاص في الورشة، وقد كنت قلت بعضه في حينه من خلال تصريحات للوسائط والفضائيات التي غطت فعاليات الورشة، وما يمكن أن أضيفه هنا، هو أن الورشة أثبتت أمرين هامين: أولهما الغياب شبه الكامل لمؤسسات الإعلام الرسمي عن الساحة، وهو غياب لا يكاد المرء يجد له مبرراً مقبولاً برغم إدراكي التام للظروف المحيطة بهذا القطاع، وثانيهما إهتمام المسؤولين في الدولة، وخاصة الوزراء و الولاة، بالإعلام الوطني واستعدادهم للتعاطي الإيجابي معه، إذ أن لديهم ما يقولونه، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى مبادرات في هذا المجال يقودها السيد وزير الثقافة والإعلام بنفسه، وما من شك في أنه إن فعل سيجد الإعلاميين بجانبه.

أما عن مركزعنقرة، وصاحبه الأستاذ “الأمير” جمال عز الدين النورعنقرة، فيكفيهم إنجازاً أن تمكنوا، بمجهود خاص، أن ينفذوا هذا البرنامج الكبير، في أوضاع غير طبيعية تعيشها البلاد .. ورأيي في قول مَن تساءل: ولماذا مركز عنقرة هو مَن يُنظم هذا النشاط؟، هو أنه لا حجر على أصحاب المبادرات البناءة، ولم يكن مطلوباً من الأستاذ جمال أن ينوب عن الدولة في القيام بواجبها، برغم أنه ناب عنها – مشكوراً – في جانب كبير مما قام به، ولعل الحجارة التي ألقتها الورشة في شواطئ بورتسودان، تكون سبباً في تحريك المياه غير المتحركة فتنهض الدولة وإعلامها للقيام بواجب الساعة.

ولعلّ مما يجدر ذكره، على هامش الحدث المهم، أن برنامج الرحلة والورشة أتاح لعدد كبير من الزملاء الصحفيين والصحفيات، ولي شخصياً، تجديد التواصل المباشر، وتبادل المعلومات الرؤى، واسترجاع الذكريات الجميلة في بلاط صاحبة الجلالة، ما كان لذلك أن يحدث لولا رحلة بورتسودان، فشكراً للمنظمين وشكراً للرعاة والمشرفين، وشكراً لكل مسؤول أتاح لنا من وقته، وأغدق لينا من كرم ضيافته.

(في الحلقة القادمة أتحدث عن انطباعاتي عن الحياة في مدينة بورتسودان)

العبيد أحمد مروح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

كامل إدريس يصل بورتسودان استعدادًا لأداء القسم رئيسًا لمجلس الوزراء

وصل رئيس الوزراء السوداني الجديد الدكتور كامل إدريس، اليوم الخميس إلى مطار بورتسودان الدولي لأداء اليمين الدستورية وتولي مهام منصبه رسميا.

النقل: قصر تحركات السائقين المصريين في السودان على الولاية الشماليةعباس بخيت: لا معلومات بشأن وجود علاقات سرية بين السودان وإسرائيل

وكان في استقبال رئيس الوزراء السوداني الجديد عدد من المسؤولين، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".

يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، أصدر مرسومًا دستوريًا في التاسع عشر من مايو الجاري، بتعيين الدكتور كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ رئيسًا لمجلس الوزراء.

ويأتي تعيين إدريس في هذا المنصب بعد فراغ ما يقرب من 4 سنوات، حيث كان الدكتور عبد الله حمدوك هو آخر من تولى هذا المنصب قبل إقالته في نهاية عام 2021.

اليونيسيف : تسجيل أكثر من 7700 حالة إصابة الكوليرا في السودانزيارة نيافة الأنبا مارتيروس ومجموعة من الخدام بالسودان لدير "الأنبا بيشوي"

ويعيش السودان أزمة إنسانية مروعة جراء الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل 2023 وتسببت في مقتل وإصابة الآلاف من المواطنين إلى جانب نزوح الملايين إلى دول الجوار وعلى رأسها مصر. 

طباعة شارك كامل إدريس بورتسودان رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس مطار بورتسودان مطار بورتسودان الدولي اليمين الدستورية

مقالات مشابهة

  • تحرير 153 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • رئيس الوزراء السوداني الجديد يصل بورتسودان لأداء القسم
  • سجد في المطار.. كامل إدريس يصل بورتسودان استعدادًا لأداء القسم وتولي مهامه رسميًا
  • أول تعليق من رئيس وزراء السودان كامل إدريس بعد وصوله بورتسودان ويفجر جدلًا
  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
  • رئيس الوزراء كامل إدريس يصل السودان لتولي مهامه رسميًا ويسجد شكرًا
  • الساعة التي أنقذت حياة حاج.. تدخل طبي سعودي دقيق في قلب مكة
  • كامل إدريس يصل بورتسودان استعدادًا لأداء القسم رئيسًا لمجلس الوزراء
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • “قانون إعلام” بدلاً من “قانون صحافة” .. المروح: ورشة قانون الصحافة والمطبوعات لضبط النشاط الإعلامي