3 أسباب تجعل من الصعب منافسة آبل آيباد برو الجديد
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
على عكس نهجها في تحديث الهواتف الذكية، استغرقت شركة آبل فترة أطول نسبيا في إطلاق الإصدارات الحديثة من الحاسوب اللوحي آيباد، لدرجة أنها لم تطرح أية موديلات جديدة خلال 2023، وهو ما سمح للمنافسين مثل سامسونغ ومايكروسوفت بتنفس الصعداء، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
ولكن وضع هذه الشركات المنافسة أصبح أكثر تعقيدا مع قيام آبل بطرح الحاسوب اللوحي آيباد برو 11 بوصة، وقد أظهر الاختبار العملي مدى صعوبة تسجيل نقاط ضد شركة آبل الرائدة.
وترجع هذه الصعوبة إلى 3 أسباب رئيسية، أولا: أن الموديلات الفاخرة من الحاسوب اللوحي آيباد برو أصبحت أكثر نحافة وأخف وزنا من الموديلات السابقة، ثانيا: اعتمدت آبل لأول مرة في الحواسيب اللوحية على المعالج "إم4" (M4) الجديد فائق الأداء، بالإضافة إلى أن الحواسيب اللوحية الفاخرة تزخر بشاشات ساطعة بتقنية "أوليد" (OLED).
أنحف حاسوب لوحيويأتي الحاسوب اللوحي آيباد برو الكبير (13 بوصة) بوزن 582 غراما، ولا يتعدى سُمك الجهاز 5.1 ملليمترات، وبالتالي فإنه يعتبر أنحف حاسوب لوحي صنعته آبل على الإطلاق، وأظهر الاختبار العملي أن الفرق مع الموديل الأصغر قياس 11 بوصة لم يعد كبيرا في الحياة اليومية نظرا لأنه تم تقليص حجم الحاسوب اللوحي آيباد برو الأصغر.
ولا يتعدى وزن جهاز آيباد برو (11 بوصة) 447 غراما ويأتي بسُمك 5.4 ملليمترات. ولم تظهر في الاختبار العملي أية عيوب للتصميم النحيف حيث لم تكن هناك أية شكوك حول صلابة ومتانة جسم الجهاز.
المعالج "إم 4" الجديدوبفضل اعتماد آبل على المعالج "إم 4" الجديد، فقد منحت الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد قوة حقيقية حيث يمكن للنطاق الموجود داخل نظام المعالج -وهو المسؤول عن الذكاء الاصطناعي والمعروف باسم المحرك العصبي (Neural Engine)- القيام بما يصل إلى 38 تريليون عملية حسابية في الثانية.
وتتجلى قوة المعالج "إم 4" أيضا في جودة الشاشة حيث اعتمدت آبل لأول مرة على تقنية أوليد، والتي تمتاز بعرض الألوان بشكل رائع مع تباين جيد وتشبع اللون الأسود.
وتسعى أبل أيضا إلى التخلص من عيوب تقنية أوليد، والتي تتمثل في ضعف درجة السطوع، وأكدت الشركة الأميركية على أنها اعتمدت في الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد على "شاشة أوليد ترادفية" وهي عبارة عن شاشتي أوليد يتم تركيبهما فوق بعضهما البعض لضمان الحصول على درجة سطوع أعلى، ولكن هذا يعني أيضا أن المعالج "إم 4" يجب أن يتحكم في ضعف عدد البيكسلات مقارنة بالموديلات السابقة.
ولا تقتصر مزايا المعالج "إم 4" على توفير الأداء الفائق فحسب، بل إنه يساعد على توفير الطاقة أيضا حيث إنه يشتمل على 6 أنوية للكفاءة وموفرة في استهلاك الطاقة.
وبعد تقديم الموديلات آيباد برو الجديدة والنحيفة للغاية، ظهرت بعض المخاوف بشأن فترة تشغيل البطارية بسبب تقلص المساحة المتوفرة لتركيب البطاريات، إلا أن آبل أوضحت أن متوسط فترة تشغيل البطارية يبلغ 10 ساعات.
ولكن نتائج الاختبار العملي أظهرت أن الحاسوب اللوحي آيباد برو يتمتع بفترة تشغيل أطول مما أعلنت عنه آبل حيث امتدت فترة تشغيل البطارية أثناء تصفح الإنترنت إلى 15 ساعة، و16 ساعة عند تشغيل أفلام إس دي آر (SDR) مخزنة على القرص الصلب، وبالتالي فإن شحن البطارية لمرة واحدة يكفي استعمال المستخدم ليوم عمل كامل.
وإلى جانب الابتكارات الكبيرة، مثل الوزن الخفيف والأداء الفائق وكفاءة الطاقة، يمتاز الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد بالعديد من التحسينات الصغيرة، والتي تأخرت بالفعل كثيرا، ومنها على سبيل المثال قرار مطوري آيباد بوضع كاميرا السيلفي أخيرا على الجانب الطولي للجهاز، وبالتالي يظهر المستخدم في مؤتمرات الفيديو بواسطة تطبيقات زوم (Zoom) وويب إكس (WebEx) وتيمز (Teams) أو على المنصات الأخرى بشكل أكثر طبيعية نظرا لأن المستخدم يمكنه النظر في الكاميرا مباشرة.
ومن ضمن التجديدات الأخرى افتقار نظام الكاميرا على الجانب الخلفي للحاسوب اللوحي العدسة الواسعة للغاية، والتي كانت متوافرة في الموديل السابق؛ حيث يكتفي المستخدم الآن بكاميرا واسعة الزاوية فقط، ولكن مقابل ذلك يتوافر فلاش متوائم يقوم بمواءمة شدته حسب موضوع التصوير وتبعا للمسافة، ويعمل هذا الفلاش في الحاسوب اللوحي على تسهيل مهمة المسح الضوئي للمستندات.
الواقع المعززوإلى جانب الكاميرا الرئيسية يشتمل الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد على مستشعر إل آي دار (LiDAR) الذي يساعد مع تطبيقات الواقع المعزز (AR) في رصد أبعاد الغرفة، ووضع الأشياء في مكانها بصورة أفضل.
ونظرا للتصميم النحيف للحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد فإنه لم تعد هناك مساحة لتركيب شريحة هاتف (SIM) التقليدية والتي تم استبدالها ببطاقة شريحة إلكترونية (eSIM). وعلى صعيد الجوانب التقنية، فإن هذه البطاقة تعتبر بمثابة تطوير وتحديث للبطاقة التقليدية.
أداتا إدخال البياناتوقامت الشركة الأميركية بترقية الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد من خلال الاعتماد على أداتين لإدخال البيانات، قلم إدخال البيانات الجديد (Pencil Pro) ولوحة المفاتيح (Magic Keyboard).
ولا يختلف التصميم الخارجي لقلم إدخال البيانات الجديد عن القديم، ولكن يمكن للمستخدم الضغط عليه في الثلث السفلي واستدعاء الوظائف، وبالتالي يمكن إظهار لوحة الأدوات في برنامج الرسم، حتى يتم ضبط حجم الفرشاة بسرعة، بالإضافة إلى شعور المستخدم باستجابة لمسية، مما يجعل عملية الاستعمال بديهية للغاية.
ويتعرف قلم إدخال البيانات حاليا على التدوير حيث يمكن للمستخدم تغيير ضربة الفرشاة من خلال تدوير القلم حول محوره، ولكن للأسف لا يعمل قلم آبل الجديد مع موديلات آيباد القديمة، كما أنه لا يمكن استعمال أقلام آبل القديمة مع جهاز آيباد برو الجديد.
وتأتي لوحة المفاتيح المُعاد تصميمها بالكامل مزودة بإطار من الألومنيوم بدلا من اللدائن البلاستيكية المطلية، وهي تشبه لوحة المفاتيح الموجودة بجهاز ماك بوك، وعند طي لوحة المفاتيح فإن سُمك الحاسوب اللوحي آيباد وحافظة لوحة المفاتيح يزيدان بمقدار واحد ملليمتر على سُمك الجهاز ماك بوك "آير إم2 (Air M2) ويصل وزنهما إلى 1026 غراما، وهو أقل من وزن أخف موديل ماك بوك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إدخال البیانات لوحة المفاتیح فترة تشغیل
إقرأ أيضاً:
معالجة نفسية تحذر: تجاوز الحدود المهنية في العلاج النفسي يضر بالمريض
أكدت الدكتورة وفاء شلبي، المعالجة النفسية، على أهمية الحفاظ على علاقة مهنية ومتوازنة بين المعالج والمريض النفسي، محذرة من الانزلاق في علاقات عاطفية أو سلطوية غير صحية لما لها من تأثير سلبي على سير وفعالية العلاج.
وخلال استضافتها في برنامج "الستات" على قناة النهار، شددت الدكتورة شلبي على أن أي خروج عن الإطار المهني للعلاقة العلاجية يُعد خللًا واضحًا يستوجب التوقف عنده، قائلة: "لو المريض شعر أن المعالج بيتعامل معاه كأنه ابنه أو بيلعب دور الأم أو الأخت، فده مؤشر على اختلال التوازن العلاجي، ووقتها المريض من حقه يرفض الاستمرار".
المعالج ودوره
وأوضحت الدكتورة شلبي أن المعالج النفسي يجب أن يكون على وعي تام بحضوره الشخصي وتأثيره داخل الجلسة العلاجية، وأن يميز بوضوح بين ذاته كإنسان ودوره كطبيب ومعالج، متسائلة: "في كل جلسة علاج نفسي، لازم أعرف أنا داخل بدور مين؟ المعالج، ولا الأب، ولا شخص بيفرض سلطة؟".
وأشارت إلى أن "الخلط بين هذه الأدوار يؤثر على المريض بالسلب، ويشوّه التفاعل العلاجي، لذلك على كل معالج أن يسأل نفسه دائمًا: هل أتحدث من موقعي المهني؟ أم من ذاتي الشخصية المتأثرة بمعتقداتي وخبراتي؟".
دعوة جريئة لعلاج المعالجينوفي تصريح لافت، أكدت الدكتورة وفاء شلبي على ضرورة خضوع بعض المتخصصين في العلاج النفسي أنفسهم لجلسات علاجية قبل التعامل مع المرضى، معتبرة ذلك أمرًا طبيعيًا وضروريًا. وقالت: "مافيش حاجة غريبة أو شاذة في إن المعالج يتعالج.. بالعكس، ده الطبيعي. المعالج لازم يتطهر نفسيًا من مشكلاته الداخلية علشان يقدر يساعد غيره".
وانتقدت رفض بعض المعالجين لفكرة العلاج الذاتي، معتبرة ذلك قصورًا في الفهم المهني، مضيفة: "المشكلة مش دايمًا في المريض.. أحيانًا بتكون عند المعالج، واللي مش قادر يشوف نفسه بوضوح، صعب جدًا يساعد حد تاني يشوف نفسه".
أهمية الحدود النفسيةوأكدت الدكتورة شلبي في ختام حديثها على أن نجاح أي خطة علاج نفسي يعتمد بشكل أساسي على وجود حدود واضحة وصحية بين المعالج والمريض، مشددة على أن العلاقة العلاجية الناجحة "لا تقوم على التبعية أو التسلط، بل على الاحترام المتبادل، والاعتراف بإنسانية المريض، دون تقليل أو تمجيد".
وحذرت من أن "المريض محتاج يسمع صوت نفسه، مش صوت المعالج، واللي يفرض سلطته داخل الجلسة بيحولها من مساحة شفاء إلى مساحة قمع نفسي".