لا تزال قضايا الاعتداء على سائقي سيارات “التطبيقات ” المتاحة على الهاتف والخاصة بنقل المواطنين تفرض نفسها، فبعد جريمة القتل الفظيعة التي راح ضحيتها ثلاث سائقين عاملين بسيارات تطبيقة ” يسير” وسرقة مركباتهم، التي اهتز لها سكان سيدي بلعباس شهر افريل المنصرم، عرضت الغرفة الجزائية السادسة بمجلس قضاء الجزائر اليوم الأحد، قضية مشابهة راح ضحيتها سائق سيارة تابع لتطبيقة ” indrive” المدعو ” ق.

سيد احمد”، هذا الأخير نجا من اعتداء مسلح من طرف شاب من ذوي السوابق القضائية يقطن باب الوادي بالعاصمة.

حيث واجه المتهم الموقوف بسجن الحراش المدعو ” ي. أسامة” في القضية المتابع بموجبها بجنحة السرقة بالتهديد، الوقائع المنسوبة اليه، والتي اعترف بها جزئيا،أمام رئيس الجلسة.
إذ صرح المتهم بأنه بيوم الوقائع المصادف لشهر مارس 2024، اتصلت به شقيقته لتخبره بأن والدته مريضة جدا، وبحاجة إلى دواء، فقام المتهم حسب تصريحاته بالجلسة باستخدام تطبيقة ” indrive”بغرض التنقل إلى الصيدلية بواسطة السائق، بحيث وعند وصوله إلى احدى الصيدليات بحي العناصر بالقبة، عاد مع نفس السائق إلى صيدلية على مستوى ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، وخلالها اخبره الصيدلي بأن المبلغ المالي الذي بحوزته غير كافٍ لاقتناء الدواء، فطلب من السائق الضحية مبلغ 1750دج، فمنحه المبلغ.
مضيفا المتهم أنه تفاجأ بعد ذلك بشكوى الضحية ضده، في قضية الحال.
كما أنكر المتهم نكرانا قاطعا اعتداءه عاى الضحية بواسطة سكين لأجل منحه المبلغ المالي.
وأمام إنكار المتهم ذكرت القاضي المتهم بأن الضحية صرح بأنه تعرض إلى تهديد بواسطة سلاح أبيض بداخل عمارة، بعد استدراجه لأجل ايصاله إلى إحدى الاماكن لشراء بغض الأغراض.
والجدير بالذكر فإن المتهم مثل أمام ذات الهيئة القضائية، لاستئناف الحكم الابتدائي الصادر في حقه عن محكمة باب الوادي والقاضي بادانته ب18 شهرا حبسا نافذا مع الإيداع في الجلسة.
وأمام ماورد التمس النائب العام تشديد العقوبة في حق المتهم ” ي.اسامة” فيما قررت رئيس الجلسة النطق بالحكم في الجلسة المقبلة.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

لأجل مَنْ يحكُم ترامب ؟

ترجمة : قاسم مكي -

من المستفيد من ترامب؟ مصالح مَنْ يخدم؟ إنه -كما ذكر إيفان كراستيف- يخدم مصالحه الخاصة به بطريقة بشعة. لكن ماذا عن الآخرين؟ نحن نعلم من الإغلاق الفظ للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنه لا يهتم البتَّة بالفقراء في الخارج. لكن هل يُظهِر فعلا اهتماما بالأمريكيين العاديين الذين صوتوا له؟

مشروع قانون الموازنة «الكبير والجميل» والذي يأخذ طريقه الآن عبر الكونجرس يوضح أن الإجابة بالنفي؛ فهو مثال فاقع لما سبق لي أن أسميته «شعبوية الأثرياء» أول مرة في عام 2006؛ فالأغنياء يحصلون على معظم المنافع، والفقراء يصبحون أكثر فقرا، ويبقى عجز الموازنة ضخما.

الرسوم الجمركية ضريبةُ مبيعاتٍ على السلع المستوردة، وتميل أيضا إلى رفع أسعار البدائل المحلية. وعلى العموم؛ الفقراء ينفقون نسبة أعلى من دخلهم على السلع مقارنة بمن هم أكثر ثراء. فهؤلاء ينفقون نِسَبا أعلى من الدخل على الخدمات أو يدَّخرون معظمه. لذلك الرسوم الجمركية تراجعية (بمعنى أنها أكثر تأثيرا على الفقراء)؛ كما تحاجج كيمبرلي كلاوسينج، وماري لافْلي الباحثتان بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي. وربما ذلك أحد أسباب غرام ترامب بها؛ فتخفيضاته الضريبية يذهب جُلُّها إلى الأثرياء.

قدَّر مختبرُ الموازنة بجامعة ييل أثرَ الرسومِ الجمركية التي تم تطبيقها ابتداء من 1 يونيو 2025 ومشروعِ قانون موازنة ترامب الذي أجازه مجلس النواب. بالطبع من المرجح إجراء تعديلات على هذا المشروع بواسطة مجلس الشيوخ، لكن ما يذهل أن يصادق عليه مجلس النواب أساسا. (مشروع قانون الموازنة لم يصادق عليه مجلس الشيوخ بعد، وينتظر ترامب إجازته بواسطة مجلسي الكونجرس؛ لإقراره يوم 4 يوليو- المترجم).

باختصار؛ زيادات الرسوم الجمركية، ومشروع قانون الموازنة الكبير والجميل «سيخفِّضان -بعد خصم الضرائب والتحويلات- متوسط دخول عائلات الشريحة التي تشكل نسبة الـ 80% الأدنى من سلم الدخل. وستواجه عائلات الشريحة التي تشكل نسبة 10% الأدنى خفضا في المتوسط بنسبة تزيد على 6.5% من الدخل، فيما ستشهد عائلات الشريحة العليا زيادة تقارب 1.5%».

أيضا حسب مختبر الموازنة بجامعة ييل «تشير التقديرات التقليدية إلى أن مشروع قانون موازنة ترامب يكلف 2.4 تريليون دولار كما هو مكتوب (4 تريليونات دولار إذا تحولت البنود المؤقتة في الموازنة إلى دائمة). ويفترض أن تبلغ حصيلة الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التطبيق اعتبارا من 1 يونيو 2.4 تريليون دولار».

إذا لم يتطابق هذا التقدير مع الواقع -وأنا أشك في تحصيل مثل هذا المبلغ من الرسوم- سيصح استنتاج الباحثتين كلاوسينج ولافلي والذي مفاده أن «أجندة ترامب كسياسة مالية عبارة عن تخفيضات ضريبة تراجعية تُموّل جزئيا فقط بزيادات ضريبة تراجعية».

في مقالاته بالمنصة الرقمية «سَبْستاك»؛ يكتب بول كروجمان: «لدي نظرة شديدة الارتياب في نوايا الجمهوريين. لكن قسوة مشروع قانون الموازنة بضرائبه التنازلية التي تثقل كاهل الفقراء صادمة حتى بالنسبة لي».

أيضا مشروع الموازنة -حسب اعتقادي- لا يبالي بالآثار الضارة التي قد تترتب عنه على الناس. فوفقا لخطاب من مكتب الموازنة بالكونجرس غير الحزبي؛ قد تزداد أعداد من لا يشملهم التأمين الصحي بحوالي 16 مليون شخص كنتيجة للتغييرات المقترحة في مشروع قانون الموازنة وغيره. كما هنالك أيضا تخفيضات في برنامج طوابع الطعام. ولن يخطئ من يقول: إن عديدين سيموتون من أجل تدبير تخفيضات ضريبية كبيرة لأصحاب البلايين.

إذا افترضنا عدم وجود أثر يذكر لسياسة ترامب الاقتصادية (ترامبونوميكس) على النمو الاقتصادي للولايات المتحدة؛ سيبدو الأثر الصافي لكل من الرسوم الجمركية، ومشروع موازنة ترامب على الموقف المالي استمرارا للاتجاهات المالية السابقة. وهكذا ستظل العجوزات المالية كبيرة، وسيرتفع الدين قياسا إلى الناتج المحلي الإجمالي. ففي تقرير آفاق الموازنة الفيدرالية في الأجل الطويل 2025- 2055؛ توقع مكتب الموازنة بالكونجرس ارتفاع نسبة الدين الفيدرالي لدى الجمهور إلى الناتج المحلي الإجمالي من 100% هذا العام إلى 118% في عام 2035. في كتابه «كيف تفلس البلدان: الدورة الكبيرة»؛ يحاجج راي داليو مؤسس وعضو مجلس إدارة صندوق التحوط «بريدْجواتر» بوجوب أن يتراوح الخفض في العجز بين 3% و4% من الناتج المحلي الإجمالي؛ لتثبيت معدل الدين إلى الناتج الإجمالي. هل مثل هذا التعديل في السياسة المالية ضروري الآن؟ الإجابة الأمينة «لا أحد يدري». اقتصاد الولايات المتحدة هو الأكبر في العالم والأكثر دينامية وباطراد، كما تُصدِر عملة احتياط العالم. هذا يمنحها مجالا هائلا للمناورة، لكن لا شيء يدوم إلى الأبد. وإذا فقد الناس الثقة في الولايات المتحدة قد تُجبَر على تدوير دينها بشروط يتزايد تشددها.

في نهاية المطاف قد يتحول الكثير منه إلى دين قصير الأجل بسعر فائدة يقررها بنك الاحتياطي الفيدرالي.

حينها سيتعرض البنك إلى ضغوط للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة.

ويمكن أن يقوض أثر «تنقيد الدين» مع «الجبر المالي» الاستقرارَ بشدة. (بمعنى تمويل الدين الحكومي بطباعة النقود، وفرض أسعار فائدة منخفضة قسرا من شأنهما زعزعة استقرار الاقتصاد الكلي؛ لأنهما يقوضان الثقة في السياسة النقدية للبنك والسياسة المالية للحكومة - المترجم)

وكما سبق أن صرح روديجر دورنبوش أستاذ الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «في الاقتصاد؛ الأشياء تأخذ وقتا أطول مما تعتقد لكي تحدث. ثم تحدث بأسرع مما كنت تعتقد»؛ لذلك الخيار المعقول هو تغيير المسار قبل فوات الأوان. وهذا أكثر معقولية عند اتخاذ قرار بشن حرب تجارية مريرة على كل دائني الولايات المتحدة تقريبا. ومن المؤكد أن التجربة القاسية لدائني الولايات المتحدة، وشركائها التجاريين مع رئاسة ترامب ستغير نظرة العالم للولايات المتحدة. عموما يجب تعريف الشعبوية بأنها شكل من أشكال السياسة يُمَوضِع «الشعب» ضد «النخبة»، ويمكن أن يكون الشعبويون يساريين أو يمينيين. ومن الواضح أن شعبوية ترامب تنتمي إلى اليمين؛ فهي تؤكد على الثقافة والعِرق والقومية. وهذا يوفر غطاء ممتازا للسياسات التي تفيد النخبة البلوتوقراطية (نخبة الأثرياء) على حساب كل أحد آخر.

لكن في ورقة ممتازة صدرت عام 2023 بعنوان «القادة الشعبويون والاقتصاد» توصَّل كل من مانويل فونكه، وموريتس شولاريك، وكريستوف تريبش إلى استنتاجين ينطبقان على الشعبويين من الجناحين اليميني واليساري. أولهما أن كلا الجناحين يميلان إلى إلحاق ضرر دائم بالديموقراطية نفسها. وثانيهما أن تصرفاتهما المتهورة، ونزعتهما القومية، وتعدياتهما على المؤسسات غالبا ما تترتب عليها كلفة اقتصادية باهظة.

في الولايات المتحدة كلا الحزبين يتفقان فعليا الآن على عدم أهمية الحصافة المالية. ومن المؤكد أن الديموقراطيين ما عادوا يرون فائدة تذكر منها؛ لأنها مهَّدت كثيرا لتخفيضات ضريبية تراجعية.

يمكن القول إذن: إن مديونية الولايات المتحدة ستواصل ارتفاعها، وتحذيرات ديالو تكشف عن بصيرة نافذة. وكما قال مرة الاقتصادي الأمريكي الراحل هربرت شتاين: «إذا لم يكن في مقدور شيء ما الاستمرار إلى الأبد سيتوقف». السؤال هو: متى سيتوقف ارتفاع الدين الأمريكي؟ وإلى أي حد سيكون ذلك مؤلما؟

مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • عاجل.. إحالة سائق "حادث الإقليمي" ومالك السيارة للجنايات بتهمة القتل الخطأ
  • سائق حادث الإقليمي: هربت خوفًا من الأهالي وسلمت نفسي للشرطة.. والنيابة تجدد حبسه 15 يومًا
  • تأييد حكم صنصال وابقائه 5 سنوات حبسا نافذا 
  • «ضربني أمام أطفالي وسرق أموالي» صحفية ببورسعيد تستغيث بعد اعتداء سائق تاكسي.. وتطالب بالعدالة
  • سيدة تتهم سائق تاكسى بالاعتداء عليها أمام أطفالها في بورسعيد.. صور
  • الضحية الأولى.. نادٍ يعلن إقالة مدربه بعد وداع كأس العالم
  • لأجل مَنْ يحكُم ترامب ؟
  • إنجلترا تتوج بكأس أوروبا تحت 21 عاما
  • حدث وأنت نائم| حبس السائق المتسبب في حادث فتيات المنوفية.. وإحالة أوراق سفاح الإسكندرية إلى المفتي
  • محكمة جنايات الإسكندرية تقرر إحالة أوراق سفاح الإسكندرية إلى مفتي الديار المصرية