نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ الهجوم الذي نفذه "حزب الله" ضدّ مُستوطنة حرفيش الإسرائيلية اليوم الأربعاء وأسفر عن إصابة 12 شخصاً، يتطلبُ رداً صعباً من قبل إسرائيل خصوصاً في ظلّ تصاعد تبادل إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله". وذكر التقرير أنَّ "التنظيم اللبناني يستمد شجاعته ويرى نفسه منتصراً في حرب الوعي، وذلك نتيجة الأصوات التي يسمعها في إسرائيل ومنظر الحرائق في الشمال، وذلك على الرغم من أنّ المواطنين في جنوب لبنان يعانون بما لا يقل عن الحرائق والدمار".

وذكر التقرير أن ما يبدو هو أنَّ "حزب الله" قرر التصعيد، وربما أيضاً لمساعدة حركة "حماس" في المفاوضات حول قصفت تبادل الرهائن.  ووفقاً للتقرير، فإنَّ "حزب الله" يستخدمُ بشكلٍ رئيسيّ الطائرات من دون طيار والصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة ولكن قصيرة المدى لإطلاق النار على أهداف عسكرية غير محمية في الأراضي الإسرائيلية. وكشف التقرير أن طائرات الحزب المُسيرة تزوّده بالكثير من المعلومات الاستخبارية البصرية، مما يسمح له بتحديد مواقع تجمعات ومنشآت الجيش الإسرائيلي، وأضاف: "من الضروري أيضاً التحقيق ومعرفة سبب عدم وجود تحذير قبل هجوم حرفيش الذي استخدمت فيه طائرتان بدون طيار، ويبدو أن السبب في ذلك هو أن حزب الله تعلم تشغيل الطائرات بدون طيار من قنوات عميقة، كم استخدام مساراً يسمح للطائرة بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض بالتهرب من رادارات الجيش الإسرائيلي، كما أن البصمة الرادارية المنخفضة للطائرة بدون طيار تساعدها أيضاً في التخفي". ووصف التقرير حادث حرفيش بـ"الخطير"، وقال: "من المحتمل أن يتصاعد الوضع أكثر ويتضمن هجوماً واسع النطاق على أهداف حزب الله في جنوب لبنان، لكن ذلك يتطلب أيضاً من القيادة الشمالية استخلاص استنتاجات في ما يتعلق بنشر القوات حالياً الموزعة في جميع أنحاء الجليل، والمستعدة للدفاع عن المنطقة أو لشن هجوم داخل الأراضي اللبنانية عندما يأمر المستوى السياسي بذلك".   (رصد لبنان24)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بدون طیار حزب الله

إقرأ أيضاً:

الولاء الإلهي أم التبعية للطاغوت؟ تقرير في ميزان القرآن

تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة غير مسبوقة من التحديات السياسية والثقافية والعقائدية، حيث تسعى قوى الاستكبار العالمي إلى تفكيك الوعي الإسلامي، وإفراغ الدين من مضمونه العملي، وفرض مشاريع الهيمنة تحت شعارات مضللة كالسلام والتعايش والانفتاح،  في ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى إحياء المفاهيم القرآنية الأصيلة، التي تشكّل العمود الفقري لبناء الأمة القوية، الواعية، والمستقلة ، ومن أهم هذه المفاهيم: الموالاة لأولياء الله، والتي تعد من المفاهيم القرآنية الجوهرية التي تم تحريفها أو تمييعها عبر التاريخ، إما عبر الخطاب الديني الرسمي التابع للسلطة، أو من خلال محاولات إفراغ الولاء من مضمونه السياسي والجهادي، وتحويله إلى مجرد مشاعر داخلية أو عبارات سطحية

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

في هذا السياق، يسلّط هذا التقرير باختصار الضوء على رؤية المسيرة القرآنية ،  لمفهوم الموالاة، انطلاقًا من القرآن الكريم كمصدر للفهم والتشريع، وكمرجعية في تحديد المواقف والمفاهيم، ويُبرز التقرير كيف تتعامل هذه الرؤية مع الموالاة كـموقف إيماني عملي في وجه قوى الظلم، وليس كمجرد تصور نظري.

وتكمن أهمية هذا التقرير في أنه لا يكتفي بتناول الموضوع من زاوية دينية تقليدية، بل يربطه بالواقع المعاصر وبالصراع القائم عالميًا بين قوى الاستكبار وقوى الحق، كما يقدّم رؤية متكاملة تنطلق من القرآن كمنهج، ومن أولياء الله كقيادة، ومن الولاء كفعل تحرري يعيد للأمة بوصلتها في زمن الفتن والانحراف.

 

 المنهج القرآني في مفهوم الموالاة

يركّز المنهج القرآني على أن الموالاة لله ولرسوله وللمؤمنين ليست خيارًا شخصيًا، بل مبدأ إيماني أصيل: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (المائدة: 55) ،، وتمثّل هذه الآية قاعدة أساسية في تحديد الانتماء الإيماني، إذ ترسم حدود الولاء والبراء، وتُظهر أن المؤمن لا يمكن أن يوالي أعداء الله، بل يلتف حول أوليائه في كل زمان ومكان.

 

 أولياء الله في فكر المسيرة القرآنية 

يرى فكر المسيرة القرآنية أن أولياء الله هم ، المؤمنون الصادقون ، القائمون بالقسط ، المناهضون للظلم ، المجاهدون في سبيل الله من آل بيت النبوة عليهم السلام ، ويُستلهم ذلك من قوله تعالى:  {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
(يونس: 62–63) ، هؤلاء الأولياء هم قادة مشروع الهداية، وقدوات للأمة في طريق العودة إلى الله، بعيدًا عن الزيف الديني والتبعية السياسية.

 

الموالاة لأولياء الله في مواجهة مشروع الموالاة لليهود والنصارى

تحذر المسيرة القرآنية من مشروع الموالاة لليهود والنصارى، الذي يُعد أداة لاستعباد الأمة وتمزيقها، انطلاقًا من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ} (المائدة: 51) ، وتقدم الموالاة لأولياء الله كـجبهة مقاومة شاملة لهذا المشروع، تدعو إلى ، التصدي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ، ومناصرة المقاومة والمستضعفين، ورفض التطبيع والخضوع السياسي والاقتصادي، وحماية الهوية القرآنية للأمة

 

الخلفية التاريخية لانحراف الأمة عن منهج الموالاة

ترى المسيرة القرآنية أن الانحراف عن منهج الموالاة بدأ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حين تم تغييب أهل البيت كمصدر للهداية، وتحولت الخلافة إلى ملك وراثي ، وتحالف بعض العلماء مع السلطة ثم سادت فتاوى تبرّر الظلم وتُسقط فريضة البراءة من الطغاة ، ونتج عن ذلك تمزيق وحدة الأمة ، وسيطرة الطغيان ، وتغريب الدين عن الواقع ، وتؤكد المسيرة القرآنية أن تصحيح المسار يبدأ بإحياء الولاء لأولياء الله وفق المنهج القرآني.

 

الموالاة لأولياء الله ومفهوم القيادة القرآنية الجامعة

ترى المسيرة القرآنية أن الموالاة لأولياء الله ليست فقط ارتباطًا عاطفيًا أو فرديًا بالمؤمنين، بل هي في جوهرها انتماء إلى قيادة ربانية قرآنية، تتمثل في من اختارهم الله ليقودوا الأمة على نهج كتابه، وليكونوا صلة الوصل بين الأرض والسماء، ومنارة الهداية في زمن الفتن والتبعية ، حيث أن القيادة في القرآن، اختيار إلهي لا صراع سلطوي ، والقرآن الكريم يؤسس لمفهوم القيادة على أسس إيمانية وروحية وعلمية، وليس على أساس العصبية أو الانتماء السياسي، كما في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (البقرة: 124) ،، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (السجدة: 24)

فالقيادة الحقة في التصور القرآني هي امتداد للهداية، ومشروع مرتبط بالله وحده، لا يخضع لإرادة الطغاة أو لتوافقات القوى الدولية.

 

القيادة المتحررة من التبعية

في ظل تحالف الأنظمة الحاكمة مع قوى الاستكبار العالمي، أصبح العالم الإسلامي في معظمه فاقدًا للقيادة القرآنية المستقلة، وتحولت “الشرعيات” السياسية إلى أدوات لخدمة أعداء الأمة ، ومن هنا، فإن الموالاة لأولياء الله هي الولاء للقيادة المتحررة من التبعية لأعداء الله، التي تستمد قوتها من الإيمان، وتنهض بمسؤولية الهداية لا الجباية.

والقيادة التي يطرحها هذا المفهوم القرآني هي قيادة ترتبط بالله لا بالغرب ولا بالصهاينة ، وتأخذ توجيهاتها من القرآن لا من البيت الأبيض ، وتجمع الأمة على القيم لا على الحدود والولاءات القُطرية ، وترفع راية المستضعفين لا رايات الاستسلام والتطبيع

 

القائد وليّ من أولياء الله لا موظف سياسي

القائد  في فكر المسيرة القرآنية  ليس رمزًا شكليًا أو موظفًا للسلطة، بل ولي من أولياء الله، يتحرك وفق البصيرة، ويتحمل أعباء المسؤولية، ويتقدم الصفوف في معركة التحرر والوعي ، ويقود الأمة نحو العزة والكرامة والنصر ، ولهذا فإن الولاء له لا يكون ولاءً شخصيًا، بل ولاء لمنهج الله الذي يحمله،  ومن يخالف هذا المنهج، لا يُتبع ولو لبس عباءة الدين، ولذا فإن الموالاة لأولياء الله تعني الانخراط الواعي في مشروع قيادة قرآنية جامعة، تستعيد موقع الأمة بين الأمم، وتحررها من الهيمنة، وتعيد توجيهها نحو غايتها الإلهية الكبرى .

 

 

الموالاة لأولياء الله مشروع عالمي لإنقاذ البشرية

بعيدًا عن التبعية والطائفية، ترى المسيرة القرآنية أن الموالاة لأولياء الله هي مشروع إنقاذ عالمي ، تُقدَّم كبديل عن الحضارة المادية الظالمة، تستند إلى مبادئ العدل، والرحمة، والحرية، كما تخاطب البشرية كافة للخروج من عبودية الطاغوت، وتنقذ الإنسان من التيه الروحي والاستعباد السياسي ،وفي مواجهة نظام عالمي فاسد، تصبح الموالاة لأولياء الله خيارًا إنسانيًا شاملًا، يبني وعيًا عالميًا مقاومًا، ويقدم نموذجًا عادلًا للحكم والقيادة.

 

الخاتمة

الموالاة لأولياء الله، في فكر المسيرة القرآنية، ليست مسألة هامشية أو نظرية، بل جوهر العقيدة ومفتاح الهداية والتحرر، هي انحياز واعٍ إلى خط الله في الأرض، وإعلان موقف واضح من قوى الطغيان في كل عصر ، وفي زمن تكالب فيه الأعداء، وضاعت فيه البوصلة، تمثل هذه الموالاة طريق النجاة للأمة، ومشروع خلاص للبشرية.

مقالات مشابهة

  • "حزب الله" يؤكد استعداده لصد أي هجوم إسرائيلي على لبنان
  • الولاء الإلهي أم التبعية للطاغوت؟ تقرير في ميزان القرآن
  • مسؤولون: روسيا تشن ثاني أكبر هجوم جوي على أوكرانيا ليلا منذ الغزو
  • تقرير تحذيري للبنان.. كلام عن فرصة تاريخية تضيع!
  • صاروخ متطور يضرب لبنان.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف عنه!
  • رام الله - شهيد وإصابات في هجوم للمستوطنين
  • مقتل إسرائيلي وفلسطينيين اثنين في هجوم بالضفة الغربية.. وأبو عبيدة يدعو لمواصلة العمليات
  • أمير جازان يطّلع على التقرير السنوي لفرع صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة لعام 2024
  • موقف أضرّ بالكتائب؟
  • نعيم قاسم لم يكن يعلم أيضاً