الجزيرة:
2025-05-12@10:49:20 GMT

حنانيا.. أول مطبعة عربية خاصة في القدس

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

حنانيا.. أول مطبعة عربية خاصة في القدس

"حنانيا" أول مطبعة عربية في القدس، لصاحبها جرجي حبيب حنانيا، مؤسس فن الطباعة والصحافة الفلسطينية، بدأت عملها رسميا عام 1908، وطُبع فيها أول الكتب الفلسطينية، وأولى الصُّحف العربية، خاصة في فلسطين، وهي "جريدة القدس". 

الموقع

كانت المطبعة تقع بمنطقة باب الجديد في السور الشمالي الغربي المحيط بمدينة القدس.

التأسيس

بدأت عملها عام 1894 دون ترخيص، وأخذت تطبع الكتب الفلسطينية خلسة، إلى حين اكتشاف الحكومة العثمانية أمر صاحبها، الذي تمكّن من التحايل بطباعته استمارات وكتيبات تستخدم في الدوائر الرسمية، ما جعلها تتغاضى عن نشاطه وتسمح له بالاستمرار، وفي العام 1908، استطاع حنانيا أن يحصل على ترخيص.

ولم تكن "حنانيا" أول مطبعة في فلسطين، إلا أنها الأولى المصنفة مطبعة عربية، ذلك أن الطابع الغالب على المطابع آنذاك كان دينيا أو رسميا، وكانت تطبع مواد تهم أبناء دينها دونا عن الآخرين.

أما عن جرجي حنانيا فلم يكن هذا عمله الأول في عالم الطباعة، إذ قبل افتتاح مطبعته الخاصة، كان يستأجر آلات من مالكيها، وذلك بعد استيراده حروفا أجنبية لطباعة مواد موجهة إلى سياح المدينة.

ومع بدء عمل المطبعة بشكل رسمي، أسس جرجي حنانيا صحيفة القدس عام 1908، وشكّلت نقطة انطلاق للصحافة الفلسطينية، التي سرعان ما توقف معظمها عن العمل مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

كما أوقفت مطبعة حنانيا هي الأخرى عملها لأن صاحبها غادر البلاد بعد أن اكتشفت السلطات العثمانية عضويته في جمعية سرية عُرفت باسم "فلسطين الفتاة"، وهي جمعية بدأت بطابع ثقافي، لكنها تحولت لاحقا إلى النشاط السياسي.

وقبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان حنانيا قد قرر شراء آلة طباعة حديثة، ومجموعة كبيرة من الأوراق، بعد أن رهن آلات المطبعة القديمة للبيع من أجل الحصول على قرض، إلا أن الحرب أفشلت حلمه، لينشر البنك الألماني في فلسطين، بعدها بفترة وجيزة، خبرا يفيد ببيع الآلات، لأن صاحبها الذي غادر إلى الإسكندرية وانخرط في مجال الأبحاث هناك حتى توفي فيها عام 1920، تخلّف عن سداد أقساط القرض.

تاريخ الطباعة في القدس

تأسست أول مطبعة في القدس عام 1830، على يد يهودي يدعى "يسرائيل باق"، واهتمت بطباعة الكتب الدينية باللغة العبرية، وتبعتها مكتبة ليهودي آخر عام 1850، وأخذ اليهود آنذاك ينشئون العديد من المطابع التجارية في القدس وصفد.

كما أُنشئت مطابع عديدة ذات طابع ديني مسيحي، منها مطبعة في دير الفرنسيسكان بالقدس عام 1846، وكان أوّل كتاب طبعته "التعليم المسيحي" باللغتين الإيطالية والعربية.

الحي الذي كانت فيه مطبعة حنانيا في القدس (الجزيرة)

ثم ظهرت مطبعة لندن عام 1848، التي اهتمت بطباعة الكتاب المقدس ونشره بين اليهود، ثم أنشأ الأرمن مطبعة لهم في دير مار يعقوب، وطبعت كتبا باللغتين الأرمنية والتركية، وبعدها أنشئت جمعية القبر المقدس اليونانية عام 1849، وطبعت كتبا دينية ومدرسية بالعربية واليونانية.

وعام 1885 أسس الألماني شنللر ثيودور مطبعة دار الأيتام السورية، التي طبعت مجلات وجرائد وكتبا، وافتتحت فرعا مهنيا لتعليم الطباعة في القدس، والتحق خريجوها بمطابع عديدة في فلسطين.

وبعدها تأسست مطبعة المأمونية، التي أسهمت في طباعة جريدة الغزال الشهرية، للشيخ علي الريماوي، الصادرة عام 1876، وجريدة القدس الشريف باللغتين العربية والتركية. ناهيك عن المطابع الحكومية التي أنشأتها الحكومة العثمانية في القدس آنذاك.

دوافع افتتاح مطبعة حنانيا

في افتتاحية العدد الأول من جريدة القدس، الصادر في 5 سبتمبر/أيلول 1908، أورد حنانيا دافعه لافتتاح المطبعة في القدس، إذ كتب "ثم لما كانت بلدتنا القدس مثل غيرها متعطشة إلى العلوم والمعارف التي نضب معينها منذ أجيال طوال، وكانت هذه لا تنشر وتعمم إلا بواسطة المطابع، وكانت كل مطابع القدس دينية محضة تشتغل كل واحدة منها لطائفتها، مست الحاجة إلى تأسيس مطبعة تزرع بذور الإخاء وتعامل الجميع على السواء، غايتها خدمة الوطن لا تختص بفريق دون آخر. ولكن هذا الأمر كان صعبا لما كان يحول دونه من الموانع والعثرات التي كان يقف الاستبداد في سبيل تذليلها وإزالتها، ولما كنت ممن مارسوا هذه الصناعة دفعتني النفس أن أجرب القيام بهذا الواجب على ثقله وصعوبته ووعورة مسلكه".

صحيفة القدس كانت من أولى الصحف التي طبعت في مطبعة حنانيا (الجزيرة) نتاج المطبعة

رغم سنوات عملها القليلة، فإنها استطاعت أن تصدر 281 كتابا، بينها 83 باللغة العربية، إضافة إلى عدد من الاستمارات والكراسات لدوائر حكومية، ومواد سياحية.

صحيفة القدس

تألفت الصحيفة الصادرة عام 1908 من 4 صفحات، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع، وفي رأس الصفحة الأولى كانت تظهر كلمة "القدس" بخط كبير، محاطة بكلمات "حرية"، "مساواة"، "إخاء"، وكان يطبع من كل عدد 1500 نسخة.

اهتمت الصحيفة بالعلوم والآداب والمعارف، وأتاحت المجال للقراء ليساهموا في مواد مفيدة تنشر في الصحيفة، وكان من بين المساهمين: الأديب خليل السكاكيني والشيخ علي الريماوي، مؤسس صحيفة النجاح عام 1908، كما خصصت الصحيفة مساحة لأخبار الحكومة، وللشعر والترجمة.

مهمة معقدة

كانت عملية الطباعة آنذاك معقدة وصعبة، إذ كان على العاملين أن يركبوا نسخة مطابقة للنص، على صفيحة الطباعة، وتتلوها خطوات تتطلب دقة متناهية، إلى حين إعداد الصفحة كاملة ثم طليها بالحبر ونسخ صورة عنها على الورق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی فلسطین مطبعة فی فی القدس

إقرأ أيضاً:

مشاركة عربية في المنتدى العلمي بكلية الحقوق في جامعة السلطان قابوس

مسقط- الرؤية

نظمت كلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس المنتدى العلمي الثالث لطلبة الدراسات العليا، الذي جاء بعنوان (التحديات القانونية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي). والذي استعرض 10 أوراق بحثية تم تقديمها على مدار جلستين من قبل عدد من الباحثين من كلية الحقوق بالجامعة بالإضافة إلى باحثين من المغرب وليبيا وجمهورية مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وسعى المنتدى بحث مدى كفاية القواعد القانونية الحالية لمواجهة الإشكالات القانونية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بحث وتحليل الإشكالات القانونية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الحقوق والحريات، والمسؤولية المدنية والجنائية والإدارية والدولية، والعقود بأنواعها المختلفة. كما سعى إلى تقديم مقترحات لتطوير البيئة التشريعية الحالية بشكل يساعد في التغلب على التحديات القانونية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وجاءت محاور المنتدى الستة طارحة موضوعات حول التحديات القانونية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الحقوق والحريات. والتحديات القانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المرافق العامة. بالإضافة إلى الإشكالات القانونية الدولية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. والتحديات القانونية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال القانون الجزائي. كما تطرق المنتدى إلى التحديات القانونية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال القانون المدني والفقه الاسلامي. والتحديات القانونية الناجمة عن استخدام الذكاء للاصطناعي في مجال القانون التجاري والمالي.

وخلال افتتاح المنتدى قدم الأستاذ يوسف بن فاضل البلوشي أستاذ بكلية الحقوق كلمة عميد الكلية.

وتضمن المؤتمر 10 أوراق بحثية تم تقديمها على مدار جلستين من قبل عدد من الباحثين من كلية الحقوق بالجامعة بالإضافة إلى باحثين من المغرب وليبيا وجمهورية مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان (دور القانون الجزائي والتجاري في مواجهة التحديات الناشئة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي) ترأسها الدكتور عمر عبد المجيد مصبح – أستاذ مشارك بكلية الحقوق، قدمت خلالها خديجة بنت ناصر النعمانية ورقة بحثية بعنوان (المسؤولية الجزائية المترتبة على جرائم الذكاء الاصطناعي)، كما قدمت الدكتورة سعيدة حليمي ورقتها بعنوان (المسؤولية الجنائية عن جرائم الذكاء الاصطناعي).

وجاءت الورقة البحثية للباحث هلال بن عبد الله الراسبي تحت عنوان (التحديات القانونية لحماية حقوق المؤلف في الأعمال الأدبية والفنية المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي). فيما تحدثت الباحثة ليلى سعيد العتيبية عن (التحكيم باستخدام الذكاء الاصطناعي في تسوية منازعات الواقع الافتراضي) خلال تقديم ورقتها البحثية. وقدم محمد بن أحمد الرجيبي ورقته حول (جمعيات الادخار الإلكترونية - دراسة مقارنة).

وترأس الجلسة الثانية الدكتور مصطفى أبو مندور موسى، والتي كانت بعنوان (دور القانون الدستوري والإداري والمدني في مواجهة التحديات الناشئة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي). قدم خلالها الباحث نادر بن علي الحبسي ورقة بحثية بعنوان (مدى كفاية الأحكام المنظمة لحماية البيانات الشخصية في سلطنة عمان في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي). وقدمت آمال بنت راشد الحراصية ورقة بحثية بعنوان (حماية البيانات الشخصية للمرضى في ظل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي). فيما قدم الباحث هيثم فريج السحماوي وقته تحت عنوان (حماية الحق في الخصوصية في ضوء استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي). وتحدثت الباحثة ثرياء بنت محمد الصلتية في ورقتها عن (نفاذ القرارات الإدارية الإلكترونية). كما كانت الورقة البحثية للباحث أسامة سالم منصور عن (العقد الإداري الإلكتروني وإمكانية تطبيقه في ليبيا).

استهدف المنتدى طلاب الدراسات العليا الحاليين والسابقين في مجال القانون بالدول العربية، مانحًا جوائز قيمة لأصحاب البحوث الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.

مقالات مشابهة

  • شاهدوا ماذا أجاب الأتراك عندما سألناهم: أي دولة عربية يودون زيارتها؟
  • بعد الأجواء الحارة التي عاشتها المملكة هل تعود الحاجة لإرتداء المعاطف الأيام القادمة ؟
  • واردات إسبانيا من الغاز تنخفض 10%.. ودولة عربية تتراجع مجددًا
  • 5 ميداليات إماراتية في «عربية الجولف»
  • من مطبعة نابليون إلى بولاق.. تاريخ الطباعة في مصر وعلاقته بحملة سوريا
  • مشاركة عربية في المنتدى العلمي بكلية الحقوق في جامعة السلطان قابوس
  • عربية النواب: قمة السيسي وبوتين تؤكد ثقل مصر الإقليمي ودورها في الشرق الأوسط
  • cnbc عربية .. ترامب سيعترف بدولة فلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط
  • واردات النفط الأمريكية من 4 دول عربية تتجاوز 14 مليون برميل
  • تهان عربية لبابا الفاتيكان الجديد