مطالبات إسرائيلية باجتثاث فكر الإخوان وإيران قبل أي حلول بالمنطقة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تجد الإدارة الأمريكية نفسها أمام ضرورة صياغة سياسة تقوم على معالجة الواقع المتقلب في الشرق الأوسط وليس إيجاد واقع بديل عنه، بهدف وقف سلسلة طويلة من الإخفاقات في المنطقة.
وجاء في مقال نشرته صحيفة "معاريف" للكاتب الإسرائيلي يورام أتينغر، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعمل على الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، لكن يوجهه واقع بديل لسيناريو مستقبلي تخميني ومنقطع عن واقع الشرق الأوسط".
وتضمن المقال أن بلنكين "يقدس الخيار الدبلوماسي الذي ساهم كثيرا في جعل نظام آيات الله عنصرا مركزيا في الساحة الإقليمية والعالمية، ويعارض خيار تغيير النظام، ويرفض الخيار العسكري رغم سلوك آية الله المناهض لأمريكا منذ شباط/ فبراير 1979، الذي يتميز بالإرهاب وتهريب المخدرات وتبييض الأموال ونشر الأسلحة في أرجاء العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية وعلى أراضي الولايات المتحدة"، على حد وصفه.
ويضغط بلينكن على "إسرائيل" للانتقال من الخيار العسكري إلى الخيار الدبلوماسي، رغم أن درس 17 سنة من حكم حماس يوضح بأن وقف النار والمفاوضات يرفعان مستوى "إرهاب حماس، ويشكل فرعا لإرهاب الإخوان المسلمين، منظمة الإرهاب السنية المناهضة لأمريكا الأكبر في العالم"، على وصف المقال.
وأضاف أن "استجابة إسرائيل لبلينكن ستنقذ حماس من تدمير بنيتها التحتية الإرهابية، وتشكل لها انتصارا دراماتيكيا، وتآكل قوة الردع الإسرائيلية، كما أن المس بقوة الردع الإسرائيلية سيحفز الإرهاب والحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل وضد الأنظمة العربية المؤيدة لأمريكا، ويمنع عودة النازحين في الشمال والجنوب، ويقلص المصلحة العربية لتوسيع دائرة السلام".
وجاء في المقال أن بلينكن "يرفض الاعتراف بحقيقة أن تغيير النظام في إيران شرط مسبق لتحقيق الاستقرار والسلام؛ مما يحرر السكان الإيرانيين من حكم وحشي يزيل تهديدا وجوديا فوريا عن الدول السُنية المؤيدة لأمريكا، ويزيل العائق الأكبر أمام توسيع دائرة السلام الإسرائيلي – العربي، وينزع بؤرة عمل مركزية من الإرهاب الإسلامي المناهض لأمريكا".
وبين أن "بلينكن لا يوافق على أن قوة الردع هي العنصر المركزي في اعتبارات الأمن القومي الواقع العنيف والمتقلب في الشرق الأوسط، وأنه الحيوي الأكثر من المفاوضات والاتفاقات التي لا تكون أكثر استقراراً من الأنظمة التي تبلورها".
واعبتر أن "بلينكن يتجاهل حقيقة أن المفاوضات المثمرة لن تكون إلا مع كيانات تحقق رؤياها، ولكن دون تصفية الطرف الآخر، كما الحال باتفاقات السلام مع مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب وجنوب السودان، والتعاون مع السعودية. صحيح أنها كانت تفضل شرق أوسط بدون كيان يهودي “كافر”، لكنه ليس شرطاً لتحقق رؤياها القومية. كما أنها ترى في إسرائيل حديثاً أمام تهديدات آية الله والإخوان المسلمين، وهي لا ترى في إقامة دولة فلسطينية شرطاً مسبقاً للسلام وللتعاون مع إسرائيل".
وأوضح "لن تحدث مفاوضات مع حماس، التي تحقق رؤياها مشروطة بتصفية الكيان “الكافر” الصهيوني، وهكذا أيضا بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، والتي رؤياها التصفوية منصوص عليها في مواثيق 1959 و1964 ويشدد عليها في جهاز التعليم، والتحريض في المساجد، والتعظيم الرسمي والعلني للإرهابيين، والمنح الشهرية لعائلات الإرهابيين، والنشاط الإرهابي المباشر وغير المباشر".
وأكد أن "على وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن يبلور السياسة على أساس واقع الشرق الأوسط المتفجر والمحبط، وليس على أساس واقع بديل ينعش القلب لقطع سلسلة طويلة من إخفاقات وزارة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. إن المساعدة الإنسانية المباركة لعرب غزة هي إبادة حماس. أما نقل المساعدة الإنسانية قبل إبادة حماس، فيشكل مساعدة خارجية لحماس ويضيف وقوداً وليس ماء لشعلة الشرق الأوسط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي الولايات المتحدة حماس إيران الخارجية الأمريكية إيران إسرائيل حماس الولايات المتحدة الخارجية الأمريكية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟
تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت وصف فيه مسؤولون أمريكيون العلاقة بين الجانبين بأنها تمرّ بمرحلة “فتور متزايد”، رغم حرص الطرفين على عدم الإعلان عن قطيعة رسمية.
وجاء ذلك عقب الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية، وأسفر عن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الحادث، رغم إدانته من جانب ترامب، لن يغيّر جوهر الخلافات المتراكمة بين الجانبين.
وأدان ترامب الهجوم بشدة، قائلاً إنه “أكثر رؤساء أميركا دعماً لإسرائيل في التاريخ”، لكنه في الوقت نفسه يواصل النأي بنفسه عن بعض سياسات نتنياهو، وهو ما عزاه مراقبون إلى “خيبة أمل متنامية” داخل إدارة ترامب تجاه أداء الحكومة الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو باتت علنية بشأن عدة ملفات في الشرق الأوسط، خصوصاً التعامل مع الحرب في غزة، وإيران، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الموقف من التوسع الاستيطاني والضغط الإسرائيلي المستمر للحصول على دعم غير مشروط.
وقال أحد المسؤولين السابقين إن “هناك مجموعة في الإدارة لا ترى في إسرائيل شريكاً استثنائياً، بل شريكاً عادياً لا يستحق معاملة خاصة”، في وقت أشار مقرب من البيت الأبيض إلى أن “نتنياهو هو أصعب شخصية يمكن التعامل معها من بين جميع الملفات في الشرق الأوسط”.
ورغم اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونتنياهو عقب الهجوم، وُصف بأنه حمل تعبيراً عن “حزن عميق” من جانب الرئيس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القضايا الجوهرية، خصوصاً موقف إسرائيل من المساعدات لغزة، ورفضها لجهود التسوية مع إيران، لا تزال محل خلاف حاد.
وقال مسؤول أميركي إن ترامب بات “منزعجاً من وتيرة التصعيد في غزة” التي يرى أنها تُعقّد مبادراته الإقليمية، وتُعيق مساعيه لتوسيع اتفاقات التطبيع العربي – الإسرائيلي، مضيفاً: “هناك شعور بأن إسرائيل تطالب بالكثير دون أن تحقق لواشنطن مكاسب دبلوماسية توازي ذلك”.
ويظهر تحول ترامب الإقليمي بوضوح في مواقفه الأخيرة، إذ فضّل زيارة دول الخليج خلال جولته الأخيرة متجنباً المرور بإسرائيل، كما تعزز التوجه نحو الشراكة مع السعودية والإمارات، اللتين يعتبرهما مقربون من البيت الأبيض “أكثر التزاماً بقواعد اللعبة، وأكثر استعداداً لتوقيع الصفقات ودعم المفاوضات مع طهران”.
من جهته، صعّد السفير الإسرائيلي في واشنطن، يتسحاق ليتر، لهجته قائلاً إن “الهجوم يمثل جبهة جديدة في الحرب على إسرائيل، تقودها حماس وإيران ووكلاؤها”، مؤكداً أن الحادثة “جزء من حملة لتشويه شرعية الدولة الإسرائيلية”.
ورغم استمرار التنسيق الأمني والاتصالات الرسمية، يبدو أن “العلاقة الخاصة” بين ترامب ونتنياهو تمرّ باختبار جدي، خاصة مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي بدأ يفقد صبره، ويسعى لإعادة ضبط علاقاته في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحه الاستراتيجية.
هذا وتمثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أقوى التحالفات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تأسست منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأت هذه العلاقة بدعم دبلوماسي أمريكي قوي، وتطورت بشكل ملحوظ خاصة بعد حرب 1967 وحرب 1973 حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واقتصاديًا واسعًا لإسرائيل، وعلى مدار العقود، أصبحت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مما منحها تفوقًا عسكريًا عبر تزويدها بتقنيات متقدمة وأسلحة حديثة.
سياسيًا وعسكريًا، تحظى إسرائيل بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس باعتبارها حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا إيران والمنظمات المسلحة. وتعقد الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتتبادلان معلومات استخبارية بانتظام، بينما تدافع واشنطن عن إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة في كثير من الأحيان حق النقض في مجلس الأمن لصالحها.
وعلى الرغم من قوة هذا التحالف، شهدت العلاقات بين البلدين توترات متقطعة ناجمة عن خلافات حول قضايا مثل الاستيطان وعملية السلام مع الفلسطينيين واتفاق إيران النووي، إلا أن هذه الخلافات لم تؤثر بشكل جذري على عمق التعاون بينهما، وفي الوقت الحالي، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم سياسي وعسكري واسع لإسرائيل، لكنها تسعى أيضًا إلى إدارة ملفات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يدعم الاستقرار الإقليمي