فورين بوليسي: هذا الحزب يمكن أن يهز السياسة الألمانية
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن ما يسمى "حزب اليسار المحافظ" الجديد -أو تحالف السياسية الألمانية البارزة ساهرا فاغنكنخت- يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في انتخابات البرلمان الأوروبي، وربما يؤدي إلى زعزعة السياسة الألمانية.
وأوضحت أن هذا الحزب يراهن على أن الناخبين -الذين يشعرون بتخلي المؤسسة الألمانية عنهم أو بخيبة الأمل تجاهها- سيرون المشروع السياسي الذي تم إنشاؤه على صورة زعيمته باعتباره مشروعا أنشئ على صورتهم أيضا.
وذكرت المجلة أن انتخابات البرلمان الأوروبي الجارية ستكون بمثابة اختبار مبكر لنفوذ حزب فاغنكنخت التي كانت ذات يوم بارزة في حزب اليسار الألماني، وشخصية إعلامية اكتسبت قاعدة جماهيرية واسعة وسمعة طيبة من مخالفتها للتيار السياسي السائد، وانفصلت رسميا عن هذا الحزب لتؤسس حزبها الخاص.
ولا يتناغم حزب فاغنكنخت مع الطيف السياسي الألماني -حسب تقرير المراسلة الصحفية المستقلة جين كيربي للمجلة- لأنه يحتضن مزيجا غير تقليدي من الاقتصاد اليساري والمحافظة الثقافية، مثل سياسات الهجرة الأكثر تقييدا وانعدام الثقة في سياسات الهوية، إضافة إلى أن برنامج السياسة الخارجية الذي يتبناه متعارض مع الإجماع الغربي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بحرب روسيا وأوكرانيا.
مرونة أيديولوجيةوأشارت فورين بوليسي إلى أن بعض أعضاء هذا الحزب لا يريدون تحديد موقعهم على خارطة الطيف السياسي، إذ يقول فابيو دي ماسي -وهو سياسي سابق بحزب اليسار والمرشح الرئيسي للبرلمان الأوروبي عن حزب اليسار المحافظ "نحن لا نصنف أنفسنا قوة يسارية أو يمينية" مع أنه يتعاطف مع التقاليد الاقتصادية اليسارية.
وتعتبر المجلة هذه المرونة الأيديولوجية إستراتيجية جزئية. ونقلت عن أستاذ العلوم السياسية غيرو نيوغيباور قوله إن "حزب فاغنكنخت يبحث عن أكبر قدر ممكن من الدعم، لكنه يحاول استدراره من كل ركن من أركان الناخبين" وأضاف مازحا أنه "كل النكهات السياسية مجتمعة في نكهة واحدة".
غير أن هذه الميوعة تبدو متعارضة -حسب المجلة- مع الهوية الأخرى للحزب "هوية عرض امرأة واحدة" يظهر وجهها على العديد من الملصقات الانتخابية رغم أنها لم تترشح للبرلمان الأوروبي، واكتفت بتجنيد أعضاء سابقين من حزب اليسار، مثل دي ماسي ومنشقين آخرين بينهم عمدة دوسلدورف السابق من يسار الوسط توماس غيزل.
بعض الغموض
وأشارت فورين بوليسي إلى أنه من المستحيل فصل رمزية فاغنكنخت عن الدعم الذي شهده الحزب حتى الآن، وهذا ما يضفي بعض الغموض على الكيفية التي قد يحكم بها أعضاء الحزب فعليا، مما يسمح للحزب بتجنب بعض الأسئلة حول سياساته الأكثر تطرفا.
وقالت الأستاذة المساعدة بجامعة كوينز في بلفاست سارة فاغنر "ما نراه، خاصة في ألمانيا، أن الكثير من الناخبين غير راضين عن الحكومة التقدمية الحالية والائتلاف. وهذا مصدر لتعبئة اليمين المتطرف، لكن الناس لا يريدون أن يرتبطوا بالتصويت لليمين المتطرف. هناك فجوة مفتوحة حقا للتعبئة".
مدى الفوضىوتبلغ نسبة تأييد تحالف فاغنكنخت الآن حوالي 6%، وهو ما يجعله فوق العتبة اللازمة لتأمين حصة من مقاعد البرلمان الأوروبي في ألمانيا، كما أنه حقق أول انتصار انتخابي له بالانتخابات البلدية في الولاية التي يتمتع فيها حزب البديل من أجل ألمانيا بدعم قوي.
وقال دي ماسي "الجميع سعداء إذا أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا أضعف، لكننا الوحيدون الذين يقومون بالمهمة بفعالية" وأضاف أن الضعف الطفيف لهذا الحزب تزامن مع صعود حزبهم، وأنهم يقومون بتعبئة الناخبين الذين انجرفوا ذات يوم إلى حزب اليمين المتطرف.
ويرى أعضاء الحزب أن هذا التحول يدور حول سخط واسع النطاق تجاه القيادة السياسية بألمانيا، وليس حول أي تقارب بين سياسات حزب فاغنكنخت وسياسات حزب البديل من أجل ألمانيا، مؤكدين أنهم سيأخذون أصواتا من الأحزاب الأخرى أيضا، بما فيهم حزب اليسار الموطن السابق لفاغنكنخت.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن انتخابات البرلمان الأوروبي سوف تقدم بعض التلميحات إلى مدى الفوضى التي سيجلبها حزب فاغنكنخت إلى السياسة الألمانية، خاصة أن الحملات الانتخابية الأوروبية غالبا ما تكون أداة للتعبير عن الإحباط الوطني، مما يعني أن الناس قد يدلون بأصوات احتجاجية لا يخاطرون بها في أي مسابقة وطنية.
ويراهن حزب فاغنكنخت على هذا الاختراق، واحتمال أنه قد يؤدي إلى زعزعة السياسة الأوروبية أيضا. وقالت فاغنكنخت إن لديها شركاء على استعداد للعمل معها، بل إنها تسعى إلى أن تشكل مجموعتها الخاصة، مما قد يجعل من اليسار المحافظ -إذا نجحت- قوة سياسية أكثر فعالية في ألمانيا وخارجها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات البرلمان الأوروبی فورین بولیسی حزب الیسار هذا الحزب إلى أن
إقرأ أيضاً:
رسميا.. بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية العام الدراسي المقبل
وقع المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحمد أحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بروتوكول تعاون مشترك بشأن نقل الانتفاع والإشراف الإداري للمدارس بالمدن الجديدة، والمشيدة بمعرفة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية (هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة).
ويهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون المشترك، والتنسيق الكامل، بشأن إدارة وتشغيل المدارس المشيدة الكائنة بمدينة السادس من أكتوبر، لتطبق نظام التعليم الألماني على غرار شهادة النيل الدولية، حيث ستكون مدرسة مدينة السادس من أكتوبر النموذج الأول (النواة) لتفعيل هذا التعاون المشترك، على أن يتم لاحقًا تحديد باقي المدارس التي سيشملها البروتوكول في مختلف المدن الجديدة وفقًا لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.
وعقب التوقيع، أعرب المهندس شريف الشربيني عن ترحيبه بهذا التعاون المشترك بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتربية والتعليم والتعليم الفني، مشيرًا إلى أن توقيع اليوم هو تتويج لجهود التعاون بشأن استغلال المدارس الموجودة في المدن الجديدة والتي تم انشاؤها من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث نستهدف من خلال البروتوكول إدارة تلك المدارس وفقًا لرؤية وزارة التعليم لتشغيل المدارس بأسلوب متطور، أسوة بمدارس النيل والمدارس اليابانية، وغيرها فيما يخص استراتيجية تطوير التعليم في مصر وإدارة المدارس بأسلوب متطور من الممكن أن يكون هناك حاجة فعلية له.
وأكد وزير الإسكان توفير كل سبل الدعم لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خلال مراحل العمل وفقا للبروتوكول، مشيرًا إلى أن اليوم هو نتاج لتضافر جهود مؤسسات الدولة، وأنه سيكون هناك متابعة مستمرة لما يحدث على الأرض لتنفيذ ما تم التوافق عليه لضمان تحقيق أهداف هذا التعاون المشترك.
وتابع المهندس شريف الشربيني، أن الوزارة لديها نموذج من المدارس الناجحة التابعة للوزارة ممثلة في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لتأهيل الطلاب للعمل في مجال صيانة شبكات المياه والصرف الصحي، لافتًا إلى أن هناك حجم طلب كبير للالتحاق بتلك المدارس، كما أصبح هناك طلب من القطاع الخاص على خريجي تلك المدارس، موضحًا أنه وفقا لذلك فإننا بحاجة للتوسع في مثل هذه المدارس وصقل الطلاب باللغات المختلفة لتأهيلهم لمختلف الأسواق سواء في مصر أو بالخارج.
من جانبه، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بالتعاون المثمر مع وزارة الإسكان والمتمثل في البروتوكول الذي وقع اليوم، موضحًا أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية لإدارة هذا النموذج المميز من المدارس الدولية، مشيرًا إلى بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية بداية من العام الدراسي المقبل، كما أشار إلى وجود مشاورات جارية مع السفارة الفرنسية لبحث إنشاء مدارس فرنسية، بما يدعم التنوع والتكامل في منظومة التعليم الدولي داخل مصر.
كما تطرق الوزير إلى الجهود المبذولة لتطوير منظومة التعليم الفني، مشيرا إلى أن مصر تمتلك حاليًا 90 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية ذات طابع متميز، وتتبنى الوزارة رؤية واضحة لرفع مستوى هذه المدارس لتواكب المعايير العالمية، مشددًا على أهمية الشراكات الدولية في هذا الإطار.
ولفت إلى أن الوزارة أبرمت عددًا من بروتوكولات التعاون مع دول رائدة في مجال التعليم الفني مثل ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وذلك بهدف جذب شراكات دولية لإطلاق مدارس تكنولوجيا تطبيقية في تخصصات مختلفة بما يتيح تقديم برامج تعليمية ذات معايير دولية بما ينعكس بدوره على تخريج كوادر مؤهلة قادرة على الانخراط في سوق العمل المحلي والعالمي.