تاق برس –  شدّد الباحث في الشأن السياسي المغاربي والأفريقي، إدريس أحميد، بأن “القارة الأفريقية تشهد تحولات كبيرة لناحية الابتعاد عن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بعد فشل التعاون معهما، والتوجه نحو روسيا والصين”.

 

وفيما ذكّر أحميد بأن السودان كان حليفاً للاتحاد السوفيتي السابق، رأى أحميد في حديثٍ لإذاعة “سبوتنيك”، أن “الخرطوم تحتاج الآن لدعم سياسي وعسكري واقتصادي، ومن هنا أهمية التعاون مع موسكو”.

المصدر: تاق برس

إقرأ أيضاً:

باحث أميركي: قصف إسرائيل لإيران غير مجد ولن يدمر نوويّها أو يطيح بحكومتها

نشرت مجلة فورين أفيرز مقالا مطولا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، روبرت بيب، تناول فيه بالتحليل أهداف الحملة الجوية الإسرائيلية ضد إيران ومآلاتها، والعوائق التي تعترضها.

وقال إن إسرائيل تشن منذ أسبوع تقريبا حملة قصف متواصل في إيران لتحقيق شيء لم تفعله أي دولة في العالم من قبل، وهو إسقاط حكومة دولة أخرى والقضاء على قدراتها العسكرية الرئيسة باستخدام القوة الجوية وحدها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا حل بأكبر ملجأ نووي في تل أبيب؟list 2 of 2فايننشال تايمز: هل يمكن أن تتسبب الضربات على إيران في كارثة نووية؟end of list

واعتبر الكاتب أن محاولة إسرائيل تحقيق أهدافها هذه "الطموحة للغاية" -من خلال قصف جوي والاستعانة بشبكة استخبارية متطورة- دون نشر قوات برية لم يسبق لها مثيل.

ولتوضيح ما ذهب إليه، صاغ الكاتب عددا من الأمثلة منها أن الولايات المتحدة لم تفلح مطلقا في تحقيق أهدافها عبر الضربات الجوية في حروبها المختلفة سواء في الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الكورية، أو حرب فيتنام، أو حرب الخليج، أو الحروب في البلقان، أو حرب العراق.

وبالمثل، أخفقت دول أخرى في تحقيق ذلك، مثل الاتحاد السوفياتي وروسيا في أفغانستان والشيشان وأوكرانيا. ثم إن إسرائيل نفسها لم تحاول القيام بمثل هذه الحملة في الصراعات السابقة في العراق أو لبنان أو سوريا أو حتى في عمليتها الأخيرة في قطاع غزة.

ورغم أن إسرائيل تمكنت من قتل قادة كبار لحزب الله اللبناني وحركة حماس، كما اغتالت مؤخرا قيادات في الحرس الثوري الإيراني، إلا أنها وقعت، على ما يبدو، فيما يسميه بيب في مقاله بــ"فخ القنابل الذكية"، ذلك لأن الثقة المفرطة في الأسلحة الدقيقة والاستخبارات تدفع قادتها إلى الاعتقاد أن بإمكانهم منع إيران من أن تحقق اختراقا في برنامجها النووي.

ووفقا للمقال، فإن نجاحات تل أبيب العسكرية في إيران وخارجها لن تكون طويلة الأجل ما لم يصاحبها غزو بري (وهو أمر غير محتمل إلى حد كبير، حسب كاتب المقال)، أو بدون دعم أميركي مباشر وهو ما قد تحجم إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تقديمه.

إعلان

وفي تقدير بيب -الذي يعمل أيضا مديرا لمشروع جامعة شيكاغو الخاص بالأمن والتهديدات- أن إسرائيل تشن غاراتها على المنشآت النووية الإيرانية ليس بدافع الخوف من أن تتمكن طهران من إنتاج سلاح نووي، بل من أن تكون بالفعل على وشك الحصول على المواد الانشطارية الضرورية لصنع القنبلة الذرية.

ويعتقد أن بإمكان إيران أن تنتج هذه المواد بطريقتين: الأولى بتخصيب خام اليورانيوم لتحقيق نقاء النظائر اللازمة لصنع القنبلة الذرية، في مناجم خام اليورانيوم الإيرانية، ومحطة تحويل اليورانيوم من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية ومنشآت التخصيب في فوردو ونطنز. والثانية، عبر فصل البلوتونيوم، وهو منتج ثانوي طبيعي لأي مفاعل نووي مثل الموجود في مدينة بوشهر جنوبي إيران.

أي استهداف لمفاعل بوشهر النووي جنوبي إيران سيؤدي لكارثة نووية (غيتي إيميجز) 3 عوائق

لكن إسرائيل تواجه -برأي بيب- 3 عوائق تحول دون تدميرها هذه المنشآت بالكامل؛ أولها أن جزءا كبيرا من البرنامج النووي الإيراني -بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم– مخبأ في باطن الأرض، مثل منشأة فوردو المتطورة المبنية على عمق مئات الأمتار أسفل الجبل، وهناك منشأة جديدة أخرى قيد الإنشاء منذ عدة سنوات في مدينة نطنز على عمق مماثل لفوردو.

وحتى الآن، لم تستهدف إسرائيل منشأة فوردو على الإطلاق، وقصرت هجماتها في نطنز على منشآت توليد الطاقة فيها بدلا من محاولة تدمير أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب المدفونة على عمق 75 قدما تحت سطح الأرض.

وحسب المقال، فليس ثمة مؤشرات تدل على أن المقاتلات الإسرائيلية لها القدرة على حمل قنابل كبيرة خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل والتي طورتها الولايات المتحدة وهي وحدها التي تستطيع تدمير فوردو بالكامل في أي هجوم.

ويتساءل بيب: ماذا لو انضمت الولايات المتحدة بقنابلها الخارقة للتحصينات إلى الهجوم؟ هل تستطيع إسرائيل بالفعل القضاء على برنامج الأسلحة الإيراني بمثل هذا الدعم؟

وفي معرض إجابته، يشير أستاذ العلوم السياسية إلى أنه حتى لو وافق الرئيس ترامب على طلب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بقصف فوردو، وحتى لو تمكنت القنابل الأميركية الضخمة الخارقة للتحصينات من شق طريقها نحو غرف فوردو المخبأة في أعماق الأرض، ستظل الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان المزيد من التحديات للقضاء على قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية.

وحذر الكاتب من أن أي هجوم إسرائيلي بمساعدة أميركية على المنشآت الإيرانية سيضع الولايات المتحدة مباشرة في مرمى نيران إيران النووية بدلا من حل المشكلة نهائيا.

والعائق الثاني الذي يقف أمام تدمير المنشآت النووية الإيرانية، يكمن في التحدي الكبير الذي يمثله مفاعل بوشهر الواقع على بعد 17 كيلومترا تقريبا جنوب شرق مدينة بوشهر. وبمقدور إيران تعديل المفاعل لتوليد البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة النووية.

ويؤكد بيب أنه لا يمكن القضاء على هذا الخطر ما دام المفاعل قائما، ولكن إذا نجحت إسرائيل في تدميره، فهناك خطر من انبعاث إشعاعات في المناطق السكنية في جميع أنحاء الخليج العربي شبيهة بالسحابة المشعة التي انطلقت من مفاعل تشيرنوبل فوق سماء المدينة التي يقطنها نحو 200 ألف شخص في شمال أوكرانيا، وهي الكارثة التي حدثت في 26 فبراير/شباط 1986.

مفاعل ديمونة الإسرائيلي – (الجزيرة)

وقد يستدعي تدمير المفاعل ردا انتقاميا من جانب إيران بالصواريخ الباليستية ضد مجمع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة بصحراء النقب.

إعلان

أما العائق الثالث والأهم -في نظر بيب- فهو أنه حتى بعد شنّ ضربات جوية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية، سيظل هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن المواد التي نجت من القصف ومدى قدرة المفاعلات الإيرانية في إعادة تشكيلها.

وما لم يتم تفتيش تلك المنشآت، فلن تتمكن إسرائيل من إجراء تقديرات موثوق بها لحجم الأضرار التي لحقت بقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم والمخزونات الموجودة من اليورانيوم المخصب.

استحالة التحقق من التدمير

وطبقا لمقال فورين أفيرز، من غير المرجح  أن تسمح إيران للمفتشين الدوليين -ناهيك عن الفرق الأميركية أو الإسرائيلية- بتقييم درجة الضرر الذي لحق بمخزونات اليورانيوم المخصب بدقة، أو تحديد ما إذا كانت المعدات أو المواد القابلة للاستخدام قد أزيلت قبل الضربات أو بعدها، أو تحديد مواقع تصنيع مكونات الإنتاج المحلي الكبير لأجهزة الطرد المركزي الإيرانية.

وستتفاقم المخاوف من امتلاك إيران للسلاح النووي سرا، مما يعكس المخاوف التي دفعت الولايات المتحدة في عام 2003 إلى شن حرب برية لغزو العراق بحثًا عن أسلحة دمار شامل غير موجودة.

وذكر الكاتب أن الإحصائيات المتوفرة عن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تبين استحالة تحقيق إسرائيل هدفها المعلن بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل ودائم.

وحتى لو افترضنا أن الضربات الإسرائيلية قد دمرت فعلا جميع المواد المخصبة في نطنز، فإن مخزون إيران المخصب بنسبة 60% لا يزال موجودا في مفاعل فوردو.

فقد كشف تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو/أيار المنصرم، أن هذا المخزون يبلغ 408 كيلوغرامات، بعد أن كان 275 كيلوغراما في فبراير/شباط من هذا العام، وهي كمية كافية لإنتاج 10 قنابل نووية في غضون بضعة أسابيع من التخصيب الإضافي، إذ إن المطلوب لصنع قنبلة نووية واحدة هو 40 كيلوغراما.

هدف مفرط في الطموح

ووفق الكاتب، إذا كان من غير المرجح أن تؤدي الضربات العسكرية إلى تدمير قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية، فإن استبدال النظام في طهران بحكومة جديدة قد يبدو حلًّا جذابًا لمعضلة إسرائيل الإستراتيجية.

ومع ذلك، فإن تغيير النظام هدف مفرط في الطموح، لأن الأمر -من وجهة نظر بيب- لا يتعلق فقط بقطع رأس القيادة الإيرانية العليا بأكملها وإزالة المتشددين في جميع المجالات التشغيلية للحكومة الإدارية؛ بل يستلزم تنصيب حكومة صديقة مستعدة للتخلي عن بقايا البرنامج النووي الإيراني الحالي وضمان عدم سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية في المستقبل.

وأخيرا، فإن أكبر عائق أمام تنصيب حكومات صديقة يكمن بالمشاعر الشعبية أو القومية في البلد المستهدف. فالنزعة القومية -حسب توصيف المقال- تميل إلى الاستفحال سريعا عندما يواجه السكان المحليون احتمال أن تحكمهم قوة أجنبية لا سيما إذا كان ذلك هو هدف التدخل العسكري الخارجي.

ولعل هذه النزعة هي السبب الرئيس في أن جهود الولايات المتحدة لتثبيت أنظمة ديمقراطية ظاهريا في العراق وأفغانستان قوبلت بالإرهاب -على حد تعبير المقال- وهو السبب أيضا وراء معاناة الغزو العسكري الإسرائيلي الحالي لقطاع غزة من صعوبات مماثلة.

ويمضي بيب إلى الاعتقاد بأن التدخل الأميركي إلى جانب إسرائيل في حربها ضد إيران ليس أمرا حتميا، ذلك أنه إذا تحلَّت إيران بضبط النفس، فقد يقتنع ترامب بعدم الانضمام إلى ما يمكن أن يصبح حربا أخرى أبدية.

ويختتم بالقول إنه في نهاية المطاف، قد لا تكون هناك طريقة أمام إسرائيل للهروب من وهم القنبلة الذكية، أو من مستنقع آخر في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • باحث أميركي: قصف إسرائيل لإيران غير مجد ولن يدمر نوويّها أو يطيح بحكومتها
  • بعد مالي وإثيوبيا.. رواندا تستعين بالمغرب في المجال العسكري
  • باحث إسرائيلي يحذّر من مقامرة عسكرية بلا خطة: إيران ليست غزة
  • التميمي والصابر يبحثان مع السفير اليوناني سبل التعاون العسكري في بنغازي
  • نواب يبحثون مع مسؤول أممي أوجه التعاون بين ليبيا والأمم المتحدة
  • لقجع: الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي ركيزة مؤسساتية لتنزيل الدعم المباشر بشفافية وعدالة
  • باحث قانوني لـ اليوم: اختراق الحسابات البنكية دون رمز تحقق جريمة
  • قتلى وجرحى في غارة بمسيّرة للدعم السريع على الفاشر
  • باحث سياسي: المملكة تتمسك بموقفها الرافض للاعتداءات على إيران وتدعم الاستقرار
  • أبوزريبة يشدد على تعزيز دور «الدعم المركزي» في السيطرة الأمنية وسرعة الاستجابة