الجامع الأزهر يطلق برنامجا علميا مكثفا للطلاب الوافدين في 5 تخصصات مختلفة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
أعلن الجامع الأزهر الشريف فتح باب التقدم للالتحاق بالبرنامج العلمي النوعي للطلاب الوافدين إلى الجامع الأزهر، وذلك برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على أن يكون التقديم في أحد التخصصات الخمسة العلمية التفسير وعلوم القرآن، الحديث وعلومه، العقيدة، الفقه الشافعي، تخصص اللغة العربية.
التفسير وعلوم القرآنوأوضح الجامع الأزهر أن التفسير وعلوم القرآن، يُقدَم فيه للدارسين شرحًا وافيًا لأمهات الكتب في تخصص التفسير وعلوم القرآن بشكل متدرج، والذي يهدف لتحقيق القدرة على التعامل مع كتب التراث في هذا المجال بشكل صحيح، والفهم السليم لآيات القرآن الكريم ومعانيها ودلالتها وأحكامها بشكل منضبط بلا إفراط أو تفريط، إضافة إلى الإلمام بمسائل علوم القرآن مثل معرفة أسباب النزول، والناسخ المنسوخ، والمجمل والمفصل وغيرها، مما يعين الدراس على تحصيل معاني الآيات القرآنية وتطبيقاتها تطبيقًا صحيحًا.
ويهتم الجامع الأزهر بتخصص الحديث وعلومه، لتعزيز الفهم الصحيح للسنة النبوية المطهرة، وهذا التخصص يسعى لتزويد الدارسين بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع الحديث النبوي الشريف، من خلال شرح أشهر الكتب العلمية في مجال الحديث دراية ورواية، إذ يُقدم للدارس ما يجعله قادرًا على الإلمام الجيد بهذين العلمين المهمين، وذلك بهدف تمكين الدارسين من التعامل بكفاءة مع الحديث النبوي الشريف سندًا ومتنًا، وتحسين مستوى الفهم الشامل لما ورد في أحاديث النبي ﷺ من عظات وأحكام، وكذا تحصيل الفقه المستنير لنصوص الأحاديث النبوية، وتطبيقها في الحياة المعاصرة.
العقيدةويهدف هذا التخصص إلى تفعيل جانب هام لدراسة العقيدة الإسلامية بعمق، وشرح عدد من أمهات كتب العقيدة بشكل متدرج نحو الأكثر تخصصًا وعمقًا؛ مما يأخذ بيد الدارس نحو فهمٍ أكثر عمقًا وشمولًا لمسائل علم الكلام، بحيث تتحقق فيه أهداف البرنامج التي تمكن الدارسين من الفهم الصحيح والشامل لمسائل العقيدة الإسلامية، وتكسبهم القدرة على مجابهة الأفكار المتطرفة التي تنطلق من فهم مغلوط للعقيدة، كالمسائل المتعلقة بالتكفير وأحكام غير المسلمين، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لمواجهة الأفكار المنحرفة والتيارات المعادية للإسلام، وتفنيد الشبهات الفاسدة.
الفقه الشافعيالفقه من أكثر العلوم الشرعية ارتباطًا بحياة الناس، وكان الفقه الشافعي واحدًا من أوسع المذاهب الفقهية انتشارًا في العالم الإسلامي، فقد عُني هذا البرنامج بأهم متون وكتب الفقه الشافعي لشرحها للدارسين، وتهدف إلى تمكين الدارسين من فهم أسس المذهب الشافعي ودقائق مسائله، وإتاحة الفرصة لمعايشة كتب التراث الفقهي عن قرب على أيدي علماء متخصصين قادرين على بيان وشرح تفاصيل المسائل الفقهية، وأيضا إكساب الدارسين القدرة على التعامل الفقهي السليم مع ما يستجد في القضايا المعاصرة طبقًا لأسس وضوابط المذهب، إلى جانب التأصيل الفقهي للأحكام المعمول بها في كثير من القضايا المعاصرة طبقًا لأسس وضوابط المذهب.
تخصص اللغة العربيةوختم الجامع الأزهر البرامج بهذا التخصص لأن سائر العلوم الشرعية ومصدراها الأساسيان- الكتاب والسنة- جاؤوا بلسان عربي مبين؛ استلزم الأمر أن يكون من ضمن ما يُقدم في هذا البرنامج علوم اللغة العربية وعلى رأسها علم النحو، فلا فهم صحيح ولا إدراك مستقيم لمسائل وتفاصيل سائر العلوم الشرعية إلا من خلال تمكين الدراس من اللغة العربية لتتحقق فيه الأهداف التالية: الإلمام الجيد بقواعد النحو والصرف العربية، ومعايشة نصوص وشواهد اللغة في القرآن الكريم، والقدرة على الاستخدام الأمثل للقواعد النحوية والصرفية في الأساليب والتراكيب، للتعبير عن المعاني بشكل أمثل.
من جانبه، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن هذا البرنامج سينعقد على هيئة مستويات لكل تخصص، وشرح كتاب واحد في كل مستوى على يد نخبة من أساتذة جامعة الأزهر، وأن مدة الدراسة في كل مستوى تختلف باختلاف الكتاب المقرر.
برنامج مناسب للمتطلبات العلميةوفي ذات السياق، أوضح د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن هذا البرنامج يستهدف الطلاب الوافدين من خلال تقديم برنامجًا يتناسب مع متطلباتهم العلمية من كتب التراث كلٌّ وفق ميوله ورغبته؛ إذ أن الالتحاق مقيد بتخصص واحد، وعليه يختار الدارس واحدًا من التخصصات الخمسة ليلتحق بالمستوى الأول به، وتكون الدراسة ثلاثة أيام في الأسبوع، وفي نهاية المستوى ينعقد اختبار يحصل الدارس من خلاله على شهادة بهذا المستوى لينتقل إلى المستوى الذي يليه.
وأوضح أن التقديم إلكترونيًا خلال 15 يوما عبر بوابة الأزهر الإلكترونية من خلال الرابط https://service.azhar.eg/services/form/318
نشر العلم الشرعيولفت إلى أن جميع التفاصيل الخاصة بالجدول والكتب والمستويات وعدد المحاضرات المخصصة للمرحلة الأولى في كل تخصص، متاحة على الصفحة الرسمية للجامع الأزهر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب الوافدين اللغة العربیة الجامع الأزهر هذا البرنامج من خلال تخصص ا
إقرأ أيضاً:
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يستعرض الإعجاز في حديث القرآن عن اللبن
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان “مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن اللبن وفوائده، بحضور الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، والدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، وأدار الحوار الإعلامي، أبو بكر عبد المعطي.
في افتتاح الملتقى، أكد الدكتور مجدي عبد الغفار على ضرورة التعامل مع القرآن الكريم بتدبر عقلي، وتأثر قلبي، وتغيير سلوكي، مستشهدًا بقول الفضيل بن عياض بأن "القرآن الكريم نزل للعمل به"، داعيًا إلى جعل قراءته ممارسة عملية لتطبيق حلاله وحرامه، والامتثال لأوامره، والتأمل في عجائبه.
وأشار إلى سبق القرآن للحقائق العلمية في إثبات الظواهر والإشارة إليها، مما يستوجب إعمال العقل في فهمه وتدبر معانيه، والاستعانة بالمتخصصين في علوم القرآن، الذين يمتلكون الأدوات المنهجية في فهم دلالاته وإشاراته، وحول الإعجاز القرآني في حديث القرآن الكريم عن اللبن بين أن قول الحق تعالى "وإنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ" هو توجيه رباني للبشر بالاعتبار بنعم الله سبحانه وتعالى.
وأوضح الدكتور مجدي عبد الغفار، أن قوله تعالى " نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ" أي أن الله تعالى يسقينا مما في بطون الأنعام، وهذا لا يعني أن جميع أنواع الأنعام ينتج لبنًا صالحًا للاستهلاك البشري، وهنا يسبق القرآن الكريم العلم الحديث في إشارته إلى وجود أنواع محددة من الألبان التي تلائم طبيعة الإنسان وتغذيته، كما أن قوله تعالى " لَّبَنًا خَالِصًا" إشارة إلى نقاء وصفاء هذا الغذاء الطبيعي، وأنه خال من أي شوائب أو مواد دخيلة، ويمكن فهم هذه الصفة "خالصًا" على نطاق أوسع ليشمل ضرورة الحفاظ على سلامة ونقاء غذاء الإنسان بشكل عام، وتجنب غشه أو إدخال أي مواد ضارة عليه كالمواد المهرمنة والمسرطنة، فمثل هذا التلاعب والغش في الأغذية يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على الأمانة والصدق والحرص على صحة الإنسان، وبالمثل، فإن الغش في المعلومات ونشر الأباطيل وإفساد العقول هو نوع آخر من الخداع والتضليل الذي يتعارض مع قيم النزاهة والحق التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.
من جانبه قال الدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن اللبن أول غذاء الكائنات الحية عند خروجها للحياة، ولا يحتاج معه إلى غذاء أخر لإكمال نموه، ويؤكد علماء التغذية أن اللبن هو غذاء متكامل لا يحتاج معه المولود إلى أي مصدر تغذية آخر لنموه، وقد أثبتت التجارب المعملية تأثيرات مختلفة على مذاق اللبن وأنواعه، وقد سبق ذلك إشارة القرآن الكريم إلى صفة عدم تغير طعمه في قوله تعالى " وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ" إلى أن هناك أشياء تدخل على اللبن فتغير طعمه.
وأضاف أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان، أن لبن الأم يعد غذاءً فريدًا للطفل في أول عامين من عمره، كما أنه مفيد لصحة الطفل، من خلال ما خص الله به سبحانه وتعالى لبن الأم دون غيره من أنواع الألبان، وهو ما سبقت الإشارة إليه في القرآن بقوله تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"، لذلك ففي حال منع الطفل من الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة، يلجأ الأطباء إلى وصف ألبان صناعية مدعمة بمكملات غذائية لتعويض العناصر التي لم يحصل عليها الطفل بسبب عدم حصوله على لبن الأم.
وذكر أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان أن اللبن يعد مصدرًا هامًا للعديد من العناصر الغذائية، ليس فقط الكالسيوم الضروري للعظام، بل إنه أيضا يعد مصدرا للطاقة، كما يحتوي على عناصر مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تدعم صحة الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل اللبن إلى مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والمغذية مثل الأجبان المختلفة، والزبادي بأنواعه، والقشدة، والزبدة الطبيعية، كما يدخل في صناعات أخرى متنوعة، لهذا نجد أن الاتجاهات الحديثة تضع الألبان في صدارة قائمة المصادر التي تعتمد عليها الصناعات الغذائية الحديثة بشكل كبير.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.