اكتظ مسجد الخيف بآلاف المصلين بعد توافد حجاج بيت الله على مشعر منى، اليوم الجمعة، حيث امتلأت جنباته بالمصلين وسط أجواء إيمانية وروحانية مفعمة بالأمن والإيمان.

وقد شهد مسجد الخيف إطلاق أكبر مشروع لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد خلال الستة أعوام الماضية في تطوير وتحديث أنظمة التكييف وإضافة أكثر من 780 مكيفاً، وكذلك أجهزة حديثة لتنقية الهواء بـ 73 وحدة تعمل على ضخ الهواء النقي داخل المسجد وتقوم بضخ الهواء النقي من خارج المسجد بنسبة 100%، ودرجة الحرارة تصل داخل الخيف 20 درجة مئوية.

وكان مسجد الخيف محل اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ، وَوُسِعت عمارته في سنة 1407هـ وبه أربع منارات كما زود بجميع المستلزمات من إضاءة وتكييف وفرش ومجمع لدورات المياه به أكثر من ألف دورة مياه.

ومن ناحية أخرى، وفرت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي خدمة الإجابة عن أسئلة ضيوف الرحمن بالمسجد الحرام على مدار 24 ساعة، وذلك من خلال 12 موقعاً داخل المسجد الحرام و7 كبائن في الساحات المحيطة به.

مسجد الخيف من الخارج

ويقوم على إجابة السائلين 65 من القضاة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمؤهلين علمياً لإعانة القاصدين على أداء مناسكهم على علم وبصيرة.

ومن جهة أخرى، اختتمت مبادرة "طريق مكة" إحدى مبادرات وزارة الداخلية السعودية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أعمالها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وذلك بعد وصول آخر رحلة قادمة من جمهورية بنجلاديش، إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بمحافظة جدة.

وكانت المبادرة قد نفّذت هذا العام في صالات 11 مطاراً في 7 دول هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار، وذلك بعد وصول جميع المستفيدين من المبادرة إلى المملكة.

ومن ناحية أخرى، استقبلت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، اليوم، ضيوف خادم الحرمين الشريفين من ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة البالغ عددهم 1000 حاج، الذين صدرت التوجيهات لاستضافتهم تحت "مبادرة استضافة حجاج ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة" لأداء مناسك الحج لهذا العام بشكل استثنائي.

وبلغ عدد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة من دولة فلسطين ألفي حاج، لموسم حج هذا العام.

وفي الإطار ذاته، استقر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تشرف عليه وتنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية البالغ عددهم 3322 حاجًا وحاجة من 88 دولة حول العالم، في مخيمات المشاعر المقدسة بعد توجههم إليها مساء اليوم، وسط أجواء روحانية سادها الأمن والأمان والراحة، تحقيقاً لتوجيهات القيادة السعودية وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة التي وفرتها الوزارة بالتعاون مع أجهزة الدولة ذات العلاقة.

وجندت الوزارة كل طاقاتها البشرية والآلية وسخرت جميع إمكانياتها لتقديم أرقى الخدمات لضيوف خادم الحرمين الشريفين، وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وفق تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة.

ومن ناحية أخرى، كشفت الهيئة الوطنية السعودية للأمن السيبراني عن استفادة أكثر من 200 جهة وطنية، وأكثر من 900 ألف حاج من مختلف مسارات "برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1445هـ"، الذي أعدته لتعزيز الجاهزية السيبرانية للأنظمة والخدمات المقدمة خلال موسم حج هذا العام، وتطوير القدرات الوطنية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى ضيوف الرحمن ومنسوبي الجهات الوطنية، بما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني خلال موسم الحج، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تسخير كافة الإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيـوف الرحمـن.

ومن جهة أخرى، كثفت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها لإثراء تجربة ضيوف الرحمن، ورفعت جاهزيتها لترجمة خطبة عرفات التي سيلقيها غدًا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، مستثمرة التقنية والتطبيقات الرقمية، ومنصة منارة الحرمين، والترجمة واللغات، لتدعيم إيصال فضائلها في نفوس ضيوف الرحمن، ولإثراء تجربتهم، وانتفاع العالم برسائلها الوسطية.

مسجد الخيف يكتظ بالمصلين

واستعدت الرئاسة بأكبر خطة لترجمة الخطبة لاستهداف مليار مستمع، حيث تم توزيع 500 ألف باركود رقمي لترجمة عرفات لضيوف الرحمن للانتفاع بفضائلها عالميًا.

وتقدم رئاسة الشؤون الدينية منظومةً من الخِدمات الدينية الرقمية الميدانية، بهدف إثراء تجربة ضيوف الرحمن، والتيسير عليهم في أداء عباداتهم ومناسكهم بالمسجد الحرام، ويشرف عليها نخبة من الشباب السعوديين المجهزين والمؤهلين على العمل الميداني الديني، لتقديم ما تتطلع إليه القيادة السعودية من الخدمات الدينية المجودة المتقنة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحج 2024 رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي مسجد الخيف بمشعر منى مشعر منى يوم عرفة خادم الحرمین الشریفین الأمن السیبرانی المسجد الحرام ضیوف الرحمن مسجد الخیف

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته في السر والنجوى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “تشهد البشرية في عصرنا قفزة حضارية، وطفرة نوعية في مجالات التقنية والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الرقمية، تيسرت فيها الاتصالات، وطويت المسافات، واختصرت الأوقات، وأنجزت المهمات، وطورت الخدمات، وأتيح العلم عبر المنصات، فأصبحت التقنية جزءًا لا ينفك عن حياتنا”.
وأضاف قائلًا: “لئن كانت الأمم تتسابق في مضمار التقنية، فإن مملكتنا المباركة قد تميزت برؤيتها، وسارت بخطى ثابتة، وكانت رائدة في هذا الميدان، تستثمر التقنية وتوظفها في خدمة المجتمع والإنسان، حتى صارت نموذجًا يشار إليه ويحتذى به في صورة مشرقة تثبت مكانتها العالمية في مجالات التقنيات المتقدمة، وبرهنت أن التقدم لا يتنافى مع القيم، ولا يتعارض مع المبادئ، بل ينهض بها، ويستند إليها، فارتقت دون أن تنفصل عن جذورها، وتقدمت دون أن تفرط بثوابتها”.
وحذر فضيلته من غياب الوعي في استخدام التقنية قائلًا: “فحينها تصبح الرسائل مزالق، ومن هنا برز داء ابتلي به بعض الناس على اختلاف الأعمار والثقافات والأجناس، إنه داء الإدمان المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والانغماس في عالم رقمي لا ينتهي، وتحوّل الهواتف عند البعض من أدوات للتواصل، إلى وسائل للعزلة والانفصال، فترى المرء بين الناس جسدًا بلا قلب، وحسًا بلا روح، يتنقل بين المنصات، ويتصفح التطبيقات، تتقاذفه المواقع، وتتكاثر عليه المقاطع، فلا يدري ما يريد، ولا يحصد إلا القليل”.
ولفت النظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة، وموطنًا للمقارنات الجائرة، فدبَّ إلى البعض داء الحسد والبغضاء، وتمكنت من قلوبهم الضغائن والشحناء، وقلَّ الحمد والشكر على النعم والآلاء، مبينًا أنه من الآفات تلك الحسابات المزيفة الخبيثة التي تنفث سمومها في المجتمعات، وتنشر الفتن والاختلافات، وتذكي الضغائن والإشاعات، وتلقي على ألسنة العلماء فتاوى مكذوبة، في حملات مجحفة، وتشويهات متعمدة، لا تراعي دينًا ولا خلقًا.
وشدد الشيخ ياسر الدوسري على أن من أعظم النعم أن يدرك الإنسان خلله قبل فوات الأوان، وأن يعالج قلبه قبل أن يستحكم عليه الداء، فكم نحن بحاجة في هذا العالم الرقمي، والضجيج التكنولوجي، إلى دواء لهذا الإدمان المرضي، وذلك بعزلة قصيرة، لإطفاء صخب الأجهزة، لا لعتزال الحياة، وإعادة التوازن لما اختل من حياتنا.
وأكّد أن التقنية نعمة عظيمة، إذا وُجهت إلى الخير، وقُيدت بقيود الشرع والحكمة، فهي ليست شرًا محضًا، وليست مذمومة في أصلها، بل هي سيف ذو حدين، ويجب استخدامها خادمًا لا سيدًا، وجسرًا إلى الطاعة لا هاوية إلى المعصية، ولتكن وسيلة للعلم والفهم، لاأداة للهوى والجهل.

كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور على الحذيفي، المسلمين بتقوى الله سبحانه، مؤكدًا أنها من أعظم أسباب الفوز بثواب الله تعالى، ونيل رضوانه، والنجاة من عذابه الأليم، مستشهدًا بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وقال فضيلته: “أيها الناس أتعلمون أشد الساعات كربًا، وأعظم الساعات خوفًا ورعبًا، وأكثر الساعات قلقًا وهمًا وضيقًا وغمًا، إنها الساعة التي تزيغ عندها الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ويتزلزل كل عضو في الإنسان من أهوال ما يرى ويشاهد من الأمور العظام، وما يلاقي من الأحوال التي تتفطر منها الأجسام، إنها الساعة التي يُنصب فيها الصراط على متن جهنم، فليس بعد الصراط إلا الفوز العظيم، وأنواع النعيم الأبدي السرمدي ورضوان الله تعالى، فيا بشرى من اجتازه ونجا وياخسارة من زلت قدمه عن الصراط فهوى في جهنم وتردى، قال تعالى:( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا).
وأوضح الدكتور الحذيفي، أن الدنيا سريعة الزوال، سريعة الانقضاء، فما أسرع طَيَّها وانتهاءها، فقد خلقها الله سبحانه وتعالى لأجلٍ محدود، وجعلها دار عمل، ثم يُجازى العبد على أعماله، مبينًا أن هذه الحياة الدنيا، من أولها إلى آخرها، ليست إلا كساعةٍ مقارنةً بأبدية الآخرة، فهي زائلة فانية، كما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).
وأشار فضيلته، إلى أن الأمم السابقة من عادٍ وثمود، وقومِ إبراهيم، وقومِ لوط، وأصحابِ مدين، والقرون الخالية وغيرهم، ممن أجروا الأنهار وغرسوا الأشجار وتمتعوا بأطيب الثمار وملكوا البحار، ونالوا كل ما أرادوا من الملذات والشهوات، قد قدموا على ربهم بأسوأ الأعمال وشر الآجال ولم ينجُ من الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة إلا من عدل وآمن بالله ذي العزة والجلال، مبينًا أن ساعة الكرب -الذي لا يشبهه كرب- واقفةٌ أمام الناس جميعًا، لا مفرّ منها لأحد، مستشهدًا بقوله تعالى في الجسر المنصوب على متن جهنم: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا).
وأبان فضيلته، أن ساعة المرور على جسر جهنم كانت تملأ قلوب الصحابة -رضي الله عنهم- خوفًا ورعبًا، وتملأ قلوب من جاء بعدهم ممن سار على نهجهم خوفًا من العذاب، ورجاءً من الله تعالى أن يمروا على هذا الصراط إلى الجنة برحمة الله تعالى، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ـ: “ما يبكيك” قلت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: “أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز” رواه أبو داوود.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمسارعة إلى الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، ومجانبة المحرمات، والحذر من الذنوب والمعاصي.

مقالات مشابهة

  • «شؤون الحرمين» تدعو المعتمرين إلى الانشغال بالذكر والدعاء أثناء أداء المناسك
  • الهلال الأحمر المصري يواصل الدفع بقوافل زاد العزة بآلاف الأطنان من المساعدات لغزة |صور
  • بـ 10 لغات.. «الشؤون الدينية» تعزز تجربة الحرمين بشاشات تفاعلية لنشر الفتاوى وتيسير أداء المناسك
  • رئيس الشؤون الدينية: سنقرأ دعاء “للحماية من الحرائق”
  • جورب متسخ لمايكل جاكسون يباع في مزاد بآلاف الدولارات .. صورة
  • مبادرة بيئية تخدم آلاف المصلين على طريق الهجرة السريع
  • خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • أخطاء المصلين يوم الجمعة .. احذر من 11 خطأ تضيع ثواب الصلاة
  • هل المصافحة عقب الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • ترجمة خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 15 لغة عالمية