تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتفل المسلمون حول العالم، بعيد الأضحى المبارك، والذي يشرعون في ذبح الأضاحي أسوة بسنة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليه السلام.

ملامح ذبح الأضاحي في مصر القديمة

عرف المصري القديم ذبح الأضاحي، باختلاف الهدف والمضحي له، حيث حرص المصريون القدماء على تقديم الأضحية وذبح الماشية بشتى أنواعها في المناسبات والأعياد الدينية عند المعابد، وذلك بهدف إرضاء الآلهة أو اتقاء غضبها، أو الوفاء بالنذور، أو الشكر على النعم وبهدف المباركة.

الخبش..طقوس المصريين القدماء عند ذبح الأضحية

ووفقا لمتحف إخناتون بالمنيا، التابع لوزارة السياحة والآثار، اتبع المصريون القدماء، الطقوس والشعائر في الأعياد والاحتفالات الهامة، وأطلق على هذه الطقوس في النصوص المصرية اسم "الخبش"، وهو فخذ الثور الذي كان يقدم كقربان أمام صور الموتى وعلى موائد القرابين في المناسبات الدينية المختلفة.

وقبل الذبح، اهتم المصريون القدماء بهذه الأضاحي من حيث التغذية والتسمين والرعاية وزينوها بالأكاليل الجميلة المتنوعة كي تليق بهذه الأعياد والمناسبات كما ورد في الكثير من الرسومات الموجودو على  الآثار المصرية القديمة.

وأبرز مثال على تقديم الأضحية، نموذج عثر عليه في مقبرة مكت رع بالأقصر يوضح الاهتمام بالأضاحي وعملية الذبح ومحفوظ حاليًا في متحف المتروبوليتان.

جرس في رقبة الثور

كما وضع المصريين، فى رقبة الثور "جرس" عند تقديم القرابين للآلهة، كعادة مصري قديمة  ليعلم كل الناس أنه سيقدم هذا العجل قربانا للآله، ويفسحون له الطريق، وأيضًا ليعلم الفقراء أن هناك أضحية فيذهبون إلي المعبد لنيل قدر من اللحم.

ومن الرسومات الموجودة على المعابد، يلاحظ سكب وعاء من الماء فوق الذبيحة فى نفس اللحظة التى يقوم فيها الجزار بعمله، فكان ظو أهم شىء عند المصريين القدماء هو النظافة، وتهيئة المكان بعد تنظيف الذبيحة، كطقس أساسي في تجهيز الأضاحى فى مصر القديمة، وأبرز ما يوضح مشهد ذبح الأضحي أيضا، مشهد من تابوت الملكة "عاشيت".

البعث والخلود

يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء كان يعلمون الثواب والعقاب، بل عرفوا أن هناك حياه بعد الموت أطلقوا عليها البعث وألخلود، فكانوا دائما يبحثون عن عمل الخير بشتي الطرق، فنجد أن المصريين القدماء  عرفوا الحج، وكانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون.

طقوس الحج لدى الفراعنة

ويتابع "عامر"، أنه لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج، وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة "أبيدوس" في محافظة سوهاج، وذلك لوجود معبد "خنتى أمنيتى"، ونجد المناظر المسجلة علي جدرانه واحده من أهم المصادر التى تفيد فى دراسة الخدمة اليومية التي كانت تجرى لهذه الآلهة داخل المعبد، حيث نجد مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة، هذا وقد حرص المصري القديم على زيارة الـ "ك_با"، وهي تقابل "الكعبة" الخاصة ب"أوزير" أثناء حياته في رحلات يستخدم فيها المراكب.

موعد الحج عند القدماء المصريين

ويوضح، أن موعد رحلة الحج كان اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت إحتفالات "أوزير" تجرى فى الشهر الأول الفيضان، ويتواكب مع عيد "أوزير" الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر والليلة الكبيرة في يوم إثنان وعشرون من نفس الشهر، أما عن الملابس ف بدراسة الملابس المستخدمة في الحج الإسلامي والفرعونى، فإن الملابس تعتبر جزءًا هامًا من المناسك الإسلامية، وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة "أبيدوس"، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء.

ويستكمل، أنه مناظر رحلة الحج إعتبرت شيئاً حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته، كما نجد أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوي والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهروغليفية "حدج"، كما أن هناك العديد من المناظر التي صورت مناظر الحج الفرعونية، حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية، وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب.

الأضاحي عند المصريين القدماء

ويؤكد، أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحى كنوع من أنواع التقرب للآلهة، كما عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وإنتشار الرخاء في الدولة، كما أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية، كما أنالمصريين القدماء جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، فكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، وتتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح، كما أن المصريون القدماء كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة  الكاهن "مننا" بالأقصر والتي تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران، وكانت الأضحية تُقسم إلي ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، كما كانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

وإستطرد الخبير الأثري أن المصريين القدماء عرفوا "الفته"، فقد كانوا يأكلوها بعد أن يقومون بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ "الفتة" حيث أنها كانت تُصنع من فتات الخبز، المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، كما أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ حكتها نقوش معبد "سوبيك"، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش، وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل وقطعته ووزعته في عيد الإله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المصريين القدماء المناسبات الدينية بعيد الأضحى المبارك ذبح الأضاحي سيدنا إبراهيم طقوس المصريين عيد الاضحى المبارك عيد الأضحى محافظة سوهاج متحف المتروبوليتان مصر القديمة المصریین القدماء المصریون القدماء ذبح الأضاحی کما أن

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كَشَف حقل في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا أدلةً حول أقدم حالة معروفة لقيام البشر بإشعال النار والتحكم فيها. ويعتقد علماء الآثار أنّه اكتشاف مهم يُسلّط الضوء على نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ البشرية.

يشير اكتشاف طين محروق شكّل موقدًا في منطقة بارنهام، إضافةً لفؤوس حجرية متصدعة بفعل الحرارة، وشظيتين من حجر البيريت الذي يُستخدم لتوليد شرارات، إلى أن البشر الأوائل (إنسان النياندرتال على الأرجح) كانوا قادرين على إشعال النيران والحفاظ عليها.

قطعة من حجر البيريت اكتُشِفت في منطقة بارنهام في إنجلترا لأول مرة في عام 2017.Credit: Jordan Mansfield

وقال أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني، نيك أشتون، خلال مؤتمرٍ صحفي: "هذا موقع يعود تاريخه إلى 400 ألف عام يوجد فيه أقدم دليل على إشعال النار، ليس في بريطانيا أو أوروبا فحسب، بل في أي مكان آخر من العالم".

وأكّد أشتون، المؤلف الرئيسي لدراسة حول موقع بارنهام نُشرت في مجلة "Nature"، الأربعاء: "هذا هو الاكتشاف الأكثر إثارة في مسيرتي المهنية التي امتدت 40 عامًا".

رسمة تخيلية تُظهر كيفية إشعال البشر القدماء للنيران.تصوير: By Craig Williams © The Trustees of the British Museum Craig Williams/The Trustees of the British Museum

لطالما كان تحديد الوقت والمكان الذي بدأ البشر في إشعال النار وطهي الطعام عمدًا، بين الأسئلة التي حيّرت الباحثين في مجال أصول الإنسان لفترةٍ طويلة.

فهذه القدرة على إشعال النار ستسمح للبشر الذين عاشوا في بارنهام بتدفئة أنفسهم، وردع الحيوانات البرية، وطهي طعامهم بانتظام، بشكلٍ كان سيجعله مغذّ أكثر.

وكان من الممكن أن يجلب القدرة على التحكم بالنيران فوائد عملية، مثل تطوير المواد اللاصقة، وتقنيات أخرى، وتعزيز التفاعل الاجتماعي عبر سرد القصص مثلاً.

تُعد القطع الأثرية المكتشفة في هذا الموقع أقدم بـ350 ألف عام من الأدلة السابقة المعروفة عن إشعال النار في السجل الأثري، والتي عُثِر عليها في شمال فرنسا.

ومع ذلك، يرى أشتون أنّه من غير المرجح أن تكون القدرة على إشعال النار قد ظهرت لأول مرة في بارنهام.

وأوضح: "أعتقد أن الكثير منّا تمتع بحدس بشأن استخدام النيران بشكلٍ منتظم في أوروبا منذ حوالي 400 ألف عام. لكننا لا نملك دليلًا على ذلك".

موقع الحفريات في إنجلترا.Credit: Jordan Mansfield

يُعد تحديد وقت تعلُّم البشر إتقان إشعال النار لأول مرة وكيفية ذلك أمرًا صعبًا بالنسبة لعلماء الآثار.

السبب يعود إلى ندرة بقاء الأدلة التي تشير إلى اشتعال النيران، فيمكن أن يتطاير الرماد والفحم بسهولة، ويمكن أن تتعرّض الرواسب المحروقة للتآكل. 

يصعب أيضًا التمييز بين الحرائق الطبيعية وتلك التي أشعلها الإنسان.

ويُرجح أنّ البشر الأوائل بدأوا في استغلال النيران الناجمة عن الصواعق أو عوامل طبيعية أخرى، ربما عن طريق الحفاظ على الجمرات لفترةٍ من الزمن، ولكنها كانت ستظل موردًا غير منتظم، وفقًا للدراسة.

ومع ذلك، تشير الاكتشافات في بارنهام إلى أنّ السكان القدماء استطاعوا إشعال النار واستخدامها بشكلٍ روتيني ومتعمد.

الدليل القاطع

حلّل الفريق الرواسب المُحمرّة من بارنهام، ووجد أنّ خصائصها الكيميائية تختلف عن تلك الناتجة عن الحرائق الطبيعية.

أشارت بصمة الهيدروكربونات على سبيل المثال، إلى درجات حرارة أعلى ناتجة عن حرق الخشب بشكلٍ مركز، بدلاً من الحرائق واسعة النطاق.

كما أشار التغير المعدني في الرواسب إلى تكرّر الاشتعال  في الموقع ذاته.

لكن الدليل القاطع تجسّد عبر قطعتين من حجر البيريت الحديدي، الذي يُشار إليه أحيانًا بـ"ذهب الحمقى".

ويمكن استخدامه لضرب حجر الصوان، بشكلٍ يُنتج شرارات كافية لإشعال مواد قابلة للاشتعال مثل الفطر الجاف.

لم يكن هذا المعدن الطبيعي متوفرًا في البيئة المحيطة مباشرةً، ويدل ذلك على أنّ السكان القدماء كانوا على دراية بخصائصه في إشعال النار، وسعوا للحصول عليه، كما أفاد الباحثون في الدراسة.

ويرى أستاذ علم آثار العصر الحجري القديم بمركز آثار أصول الإنسان في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، جون ماكناب، غير المشارك في الدراسة، أنّ ما يثير الإعجاب في هذا البحث هو النطاق الواسع من أساليب التحليل المستخدمة لحل اللغز.

مقالات مشابهة

  • رفع كفاءة الإنارة بطريق المقابر القديمة بكفر الشيخ| صور
  • هل بناها الفضائيون؟.. رد حاسم على جدل بناء الأهرامات في مصر
  • نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع
  • فكرة غير موجودة.. جنش يعنرض على اتهامات التفويت لمصلحة الزمالك
  • عمرو أديب: انتخابات النوادي فيها منافسة وحيوية أكتر بكتير من انتخابات النواب
  • زاهي حواس: لا يوجد أي دليل أن الكائنات الفضائية قامت ببناء الأهرامات
  • زاهي حواس: لا يوجد دليل أن الكائنات الفضائية بنت الأهرامات
  • كشف غموض فتح مقبرة فتاة بالسنبلاوين
  • عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
  • موعد أولى رحلات الحج 2026.. اقتصادي وخمس نجوم