«المواطنة الرقمية».. إصدار جديد من «مركز معلومات مجلس الوزراء»
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عدد خاص من نشرته الدورية «نظرة على الأحداث»، والتي تهتم بإلقاء الضوء على ما تصدره مراكز الفكر والبحوث الدولية والصحف ووكالات الأنباء العالمية في تحليلها لأبرز الأحداث العالمية، وذلك لتزويد صنَّاع السياسات العامة بالتحليلات الدقيقة فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاستراتيجية، وقد صدر العدد الجديد بعنوان «المواطنة الرقمية.
أخبار متعلقة
استعلام وصرف تكافل وكرامة بالرقم القومي ومجلس الوزراء يضم فئات جديدة (تفاصيل)
«البيطريين»: «مستشاري مجلس الوزراء» تخاطب «سلامة الغذاء» لتعيين الأعضاء
وزير التعليم العالي السابق يطالب بضم «البحث العلمي» لـ«المجلس الوطني للتعليم»
سعى العدد إلى تسليط الضوء على مفهوم المواطنة الرقمية، وما يتصل به من مفاهيم، وأبرزها مفهوم المواطن الرقمي، والتمييز بين المواطنة الرقمية الإيجابية والسلبية، والأمان الرقمي، ومحو الأمية الرقمية، والرفاهة الرقمية وغيرها من المفاهيم وثيقة الصلة، كما تطرَّق العدد أيضًا إلى أبعاد المواطنة الرقمية، ودعائم المواطنة الرقمية، فضلًا عن انعكاسات العولمة على المواطنة الرقمية والعلاقة بينهما، وانتهى بتوضيح الدور المحوري للتكنولوجيا الرقمية في تعزيز رفاهية الشعوب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
أوضح المركز من خلال العدد أن العالم يعيش اليوم في خضم ثورة تكنولوجية لعل أبزر تجلياتها هيمنة الرقمنة ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى الحد الذي يثير المخاوف من هيمنة العالم الافتراضي على عالمنا الواقعي، حيث أضحى للعالم الافتراضي أسس ربما تتناقض كثيرًا مع القيم التي تعارفت عليها المجتمعات والشعوب، وفي ظل هذا الواقع، بزغ مفهوم «المواطنة الرقمية»، والذي يتمحور حول الاستخدام الكفء والواعي للتكنولوجيا الرقمية، وتنمية مهارات التفكير النقدي لدى رواد المواقع الإلكترونية بما يحول دون انسياقهم وراء أي محتوى، ويضمن استخدامهم التكنولوجيا على نحو آمن ومسؤول.
برز مفهوم المواطنة الرقمية في ضوء تزايد معدلات التقدم التكنولوجي حول العالم، واتجاه المجتمعات لتصبح أكثر اعتمادًا على الانترنت في الأنشطة اليومية، ويُعرَف المواطن الرقمي بأنه «الشخص الذي يحظى بالمهارات والمعرفة اللازمة لاستخدام الإنترنت والتقنيات الرقمية بشكل فعال، من أجل المشاركة المسؤولة في المجتمع على جميع المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية»، وعلى هذا النحو يتضح وجود تركيز خاص على بُعد «التعليم» في مفهوم المواطن الرقمي، بالنظر إلى أن اكتساب الأفراد لمهارات المشاركة الإيجابية في المجتمع الرقمي يحتاج إلى التعلم والممارسة، بما يجعل دور التعليم حيويًا لإعداد المواطن الرقمي وتأهيله.
وتُعرَف المواطنة الرقمية بأنها: «القدرة على الاستخدام الكفء للتكنولوجيا، من خلال تفسير وفهم المحتوى الرقمي وتقييم مصداقيته، والتواصل عبر الأدوات الرقمية المناسبة، والتفكير النقدي في الفرص والتحديات الأخلاقية التي تواجه العالم الرقمي، واتخاذ خيارات آمنة ومسؤولة»، كما تُعرَف أيضًا بأنها «معايير السلوك المناسب والمسؤول لاستخدام التكنولوجيا»، ويرتكز مفهوم المواطنة الرقمية على ثلاثة أبعاد رئيسة وهي «التثقيف، والتمكين، والحماية».
استعرض مركز المعلومات من خلال العدد مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بالمواطنة الرقمية كـ «محو الأمية الرقمية» وهو يعبر عن «القدرة والمعرفة اللازمتين للتدريس والتعلم باستخدام أدوات التكنولوجيا»، ومفهوم «الأمان الرقمي» وهو يشير إلى «توعية المواطنين بشأن كيفية استخدام شبكة الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل آمن وفعَّال وإدراك المخاطر التي تنطوي عليها والحيلولة دون تعرض الأفراد لأي تهديدات أو مخاطر من شأنها تهديد خصوصياتهم وسرية بياناتهم»، ومفهوم «الرفاهة الرقمية» والذي يسعى إلى الاستخدام الأمثل للأدوات الرقمية لمساعدة المستخدم في الحفاظ على نمط حياة صحي، لا سيمَّا وأن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، ومنصات التواصل الاجتماعي ينطوي على تداعيات سلبية إذا لم يحسن الفرد استخدامها«، ومفهوم»مواطن الإنترنت«والذي يمكن تعريفه بأنه فرد يمتلك المعرفة اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية، وإنشاء محتوى رقمي قد يتضمن كتابة مقالات، أو نشر مقاطع فيديو، أو المشاركة في المدونات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا المختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعي».
سلَّط مركز المعلومات من خلال العدد الضوء على بعض العناصر الأساسية الداعمة للمواطنة الرقمية، والتي تمثلت في «توافر فرص متساوية لاستخدام الإنترنت» وهو ما يعني ضمان أن تتوافر للجميع فرص متساوية للوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، وشبكة الإنترنت، وأيضًا «تعزيز المهارات الرقمية لدى الأفراد» حتى يتسنى لهم التعامل بأمان في العالم الرقمي وفهم دور التكنولوجيا في تشكيل مجتمعنا، بالإضافة إلى «ضوابط التواصل الرقمية» حيث ظهرت مجموعة من القواعد لتوجيه التفاعلات الاجتماعية من خلال التكنولوجيا يشار إليها باسم (نيتيكيت) وهي تعني مجموعة من الآداب المهنية والاجتماعية التي تتم ممارستها في الاتصالات الاليكترونية عبر شبكة الانترنت وتتضمن الارشادات العامة التي يجب الالتزام بها مثل اللباقة والدقة وتجنب التنمر الإليكتروني والالتزام بقوانين حقوق النشر، ومن العناصر الداعمة للمواطنة الرقمية أيضًا «دعم أمن البيانات» حيث تعد حماية الخصوصية ركيزة أساسية لتأمين الأفراد في العالم الرقمي لذا يتوجب على الفرد أن يكون على دراية ببرامج الأمان، وإعدادات الخصوصية اللازمة التي تساعده على مواجهة الفيروسات، والتصدي للمتسللين عبر الإنترنت.
كما استعرض العدد المواطنة الرقمية العالمية حيث ينطوي مفهوم المواطن الرقمي العالمي على خمس مبادئ كالتالي:
- المسؤولية الشخصية: وهي أن يتمتع المواطن الرقمي العالمي بالشعور بأهمية التعلم مدى الحياة، ويتضمن ذلك سيطرة الفرد على تصرفاته فيما يتعلق بمجالات الشؤون المالية، والحدود الأخلاقية، والصحة الشخصية التي تحكم جميعها مختلف العلاقات.
- المواطنة العالمية: وتتضمن اعتراف واحترام الفرد لما قامت به التكنولوجيا والوسائط الرقمية من إلغاء للحدود بين الأفراد في العالم، من خلال تمكينهم من التواصل والحوار والنقاش.
- المواطنة الرقمية: وتعني الانخراط في سلوك مناسب ونموذجي في بيئة عبر الإنترنت.
- خدمة الإيثار: وتعني الاهتمام برفاهية الأشخاص الذين يتشاركون عالم الانترنت ومن ثمّ اغتنام الفرص لتقديم التبرعات لمساعدة الآخرين، بغض النظر عن انتماءاتهم أو جنسياتهم أو دينهم أو أعراقهم.
- الحرص البيئي: بمعنى تمتع الفرد بالفطرة السليمة اللازمة لتحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة، ومعرفة كيفية الاستفادة من الموارد مع الحفاظ على استدامتها على صعيد شخصي، ومحلي، وإقليمي ودولي.
وارتباطًا تم تسليط الضوء على العلاقة بين المواطنة الرقمية والعولمة، حيث أشار العدد إلى أن المواطنة إذا كانت تشير إلى حق الأفراد في المشاركة في المجتمع، فإن العولمة تمهد الطريق لتمكين الأفراد من المشاركة العابرة للحدود القومية للدول، من خلال ما تتيحه من وسائل تكنولوجية تُعزز قدرة الأفراد على التواصل عبر العالم الخارجي، لتصبح بذلك المواطنة غير قاصرة على حدود الدولة القومية، ويمكن توضيح مظاهر ارتباطهما فيما يلي:
أولًا: «وسائل التواصل الاجتماعي فضاء جديد للمشاركة»: حيث انتشر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا كانت المواطنة بمفهومها التقليدي تتشكل عبر المجال العام، فإن المواطنة الرقمية أصبحت تتشكل عبر المجال العام الإلكتروني الذي أتاحته العولمة، حتى أصبح الفرد عضوًا مدنيًا عالمياً، وليس عضواً في دولة بعينها فحسب.
ثانيًا: «ثقافة تحقيق الذات»: حيث كان لتطور تكنولوجيا المعلومات في عصر العولمة أثر كبير على نشر ثقافة «افعلها بنفسك» أو ما يسُمى بثقافة تحقيق الذات، مما جعل المواطن أكثر استقلالية، وبات منُتجاً ومسُتهلكاً في الوقت ذاته، وبالتالي أصبحت أنشطة المواطن الرقمي غير محدودة في ضوء إمكانية الوصول المتزايد للتقنيات المعقدة، مثل محركات البحث، والطابعات ثلاثية الأبعاد، وغيرهما من التقنيات المتطورة. ومن هذا المنطلق أيضاً أصبح المواطنون يشاركون في فعاليات سياسية عبر الإنترنت، مثل التصويت الإلكتروني، ومن ثمّ أصبحنا أمام شكل جديد من أشكال الديمقراطية، بدلاً من الأشكال التقليدية للمشاركة.
مجلس الوزراءالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين مجلس الوزراء زي النهاردة التواصل الاجتماعی الضوء على من خلال
إقرأ أيضاً:
بيان مجلس الوزراء - الاجتماع العادي (23) لعام 2025
ترأس سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، الاجتماع العادي الذي عقده المجلس ظهر اليوم بمقره في الديوان الأميري.
وعقب الاجتماع أدلى سعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي، وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، بما يلي:
نظر مجلس الوزراء في الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، حيث وافق المجلس - من حيث المبدأ - على مشروع قانون بإصدار النظام (القانون) الموحد للعمل التطوعي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومشروع لائحته التنفيذية، ويأتي إعداد المشروعين، في إطار استراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، التي من ضمن أهدافها تعزيز المسؤولية المجتمعية، ونشر ثقافة التطوع في المجتمع، وتنظيم العمل التطوعي، وضمان ممارسته بحرية واختيار، وحفظ حقوق المتطوعين والجهات المتطوع لديها، وتحديد واجبات كل منهم.
ووافق مجلس الوزراء أيضا على مشروع قرار مجلس الوزراء بإضافة عضو إلى لجنة تسيير مشروع نقطة قطر لتبادل الإنترنت، المنشأة بالقرار رقم (24) لسنة 2018، ويأتي هذا المشروع الذي أعدته هيئة تنظيم الاتصالات، بهدف ربط المؤسسات المالية الخاضعة لإشراف مصرف قطر المركزي بنقطة تبادل الإنترنت، بما يضمن استمرارية الأعمال في القطاع المالي ويدعم متطلباته الحيوية.
وقرر مجلس الوزراء الموافقة على مشروع اتفاقية بين حكومة دولة قطر ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (اليونيتار) بشأن إنشاء وتمويل مكتب إقليمي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (اليونيتار) في دولة قطر، ومشروع اتفاقية المساهمة الأساسية بين صندوق قطر للتنمية في دولة قطر وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة للتمويل متعدد الأطراف للعامين 2025 - 2026، ومشروع خطاب نوايا بين وزارة الخارجية في دولة قطر والوزارة الاتحادية للشؤون الخارجية للاتحاد السويسري في مجال الوساطة والتيسير، ومشروع مذكرة تفاهم في مجال الفقه الإسلامي والشؤون الإسلامية بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي في منظمة التعاون الإسلامي، ومشروع اتفاقية خدمات جوية بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية ناورو.
هذا واختتم مجلس الوزراء اجتماعه باستعراض تقرير عن نتائج مشاركة وفد دولة قطر برئاسة سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المنتدى الاقتصادي الدولي (16) "روسيا والعالم الإسلامي: منتدى قازان" (جمهورية تتارستان - مايو 2025)، واتخذ بشأنه القرار المناسب.