اعتراف إسرائيلي: حماس تبدو أكثر قوة مما كانت عليه عشية هجوم 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
مع استمرار التورط الإسرائيلي في مستنقع غزة، تزداد القناعات السائدة لدى الاحتلال أن ورقة المختطفين لم تعد ورقة حماس الرابحة الوحيدة أمامه، بل إن استمرار القتال قد يكون الورقة الأهم بما يكفي لموافقة الاحتلال على صفقة تتضمن إنهاء الحرب، لأن استنزاف الاحتلال في هذه الحرب تشكل عليه تهديدا أكثر من احتفاظ الحركة بالمختطفين لديها.
ميرون رابوبورت، الكاتب في موقع محادثة محلية، ذكر أنه "منذ اللحظة التي انهار فيها اتفاق إطلاق سراح المختطفين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار نهاية نوفمبر 2023، جعلت حماس وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع شرطا لا لبس فيه لإطلاق سراح المزيد من المختطفين، ويعتبر هذا الشرط الصارم بمثابة اعتراف بأن المختطفين لم يعودوا ورقة حاسمة على طريق تحقيق هذا الهدف، لأن حياتهم ليست مهمة بما يكفي بالنسبة للاحتلال للموافقة على صفقة تتضمن إنهاء الحرب".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هذا الشرط الذي تضعه حماس يعني أن حكومة الاحتلال ستتفكك، ولذلك فإن عبارة "وقف الحرب" أو حتى "وقف العمليات العسكرية والأعمال العدائية" لم تخرج قط من فم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زاعما أنه غير مستعد لإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها وهي القضاء على حماس، وبما أنه يعرف أن حماس لن توافق على تصفية نفسها، فهذا يعني رفضه للصفقة، رغم أن المطالبة الصارمة لعائلات المختطفين بـإنجاز الصفقة الآن ساعدت بإضفاء الشرعية على الدعوات لإنهاء الحرب".
وأوضح أن "هذه المطالبات تجاوزت الدائرة الضيقة من اليسار الراديكالي والجمهور العربي لتصل الى التيار الرئيسي المركزي في الدولة، ورغم ذلك فإنهم لم يقنعوا نتنياهو بوجوب إبرام الصفقة، لأنه يعتقد أن تحقيق "النصر المطلق" أهم عنده من حياة المختطفين، بل إن شركاءه أمثال بن غفير وسموتريتش يزعمون أن مجرد المطالبة بالتوصل لصفقة مع حماس مقابل إطلاق سراح المختطفين تعرّض الأمن القومي للخطر، وهكذا مع مرور الوقت باتت ورقة المختطفين تفقد قوتها، لأن عدد الأحياء منهم يتناقص تدريجياً".
وأكد أن "حماس تعتقد اليوم أن ورقتها القوية لتحقيق هدفها بوقف الحرب والانسحاب من غزة لم تعد المختطفين، بل استمرار القتال الذي يهدد الاحتلال أكثر منها، لاسيما وأن الحديث يدور عن منظمة فدائية تزداد تطورا يوما بعد يوم، رغم مزاعم الجيش في الأيام الأخيرة، ومحاولته التسويق للجمهور، للمرة الألف منذ بدء الغزو البري، أنه تم القضاء على حماس، مع أن الحركة لا تزال تعمل كقوة عسكرية في القطاع، خاصة في رفح، مما يؤكد أن المنظمة ليست في حالة انهيار، واستمرار الحرب سيؤدي لجعلها أكثر كمالاً، كما حدث لحزب الله ضد جيش الاحتلال في لبنان".
وأشار إلى أنه "من الصعب عدم الربط بين فشل الجيش في القضاء على القدرة العسكرية لحماس، وبين اتساع الفجوة بينه وبين الحكومة، وبينما يتحدث الجيش عن انتهاء العملية في رفح في الأسابيع المقبلة، والعودة إلى نموذج الغارات في قطاع غزة، مثلما حدث قبل شهر في جباليا أو الزيتون، يؤكد نتنياهو أنه يريد حربا مستمرة، مُعلنا أن "إسرائيل دولة لديها جيش، وليس جيش له دولة"، في رده على مطالب الجيش بترك حماس في غزة، مما يجعل حماس تعتقد أن هذا التصدع نتيجة عملياتها العسكرية المستمرة ضد الجيش في غزة، وسيكون من دواعي سرورها تعميقه".
وأضاف أن "متحدثي حماس يكررون مراراً عبارة التفكك داخل المجتمع الإسرائيلي باعتباره أحد نجاحاتها العظيمة لهجوم أكتوبر، ويمكن اعتبار هذا التمزق مظهراً واضحاً لهذا التفكك رغم القوة الهائلة والعشوائية التي يمتلكها الاحتلال، ويبدو أن استخدامها في غزة أفقدها قدرة الردع ضد حماس، رغم تنفيذها لجرائم القتل الجماعي بما زاد عن 40 ألف فلسطيني، ولا يمكنها التهديد بتدمير البنية التحتية، لأن معظم القطاع مدمّر بالفعل، وتم تهجير أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم؛ ولم يعد بإمكانها التهديد بانهيار المؤسسات الحاكمة في غزة، لأنها لم تعد تؤدي وظيفتها؛ ولم يعد بوسعها أن تهدد باحتلال رفح، لأنها احتلت بالفعل أغلبها".
وختم بالقول إننا "نواصل السير ورؤوسنا إلى الحائط، لأنه إذا تذكرنا أن حماس في 6 أكتوبر كانت منظمة عسكرية صغيرة، محاصرة في شريط من الأرض تسيطر عليه دولة الاحتلال من كل الاتجاهات، وعالم عربي يتصالح تدريجيا معها رغم استمرار الاحتلال، فإن احتمال نشوب حرب إقليمية من أجل القضية الفلسطينية يشكل قفزة هائلة إلى الأمام، من وجهة نظر حماس، وباتت هذه القفزة أكثر واقعية في الأسابيع الأخيرة، في ضوء الأضرار التي تمكن حزب الله من إلحاقها خلال الأشهر الثمانية الماضية، مما يجعل النتائج التي قد تترتب على حرب واسعة النطاق في لبنان، مدمرة بالنسبة لإسرائيل".
تؤكد هذه القراءة أن دولة الاحتلال التي تتورط أكثر فأكثر في الوحل الغزاوي تعيش في دوامة داخلية لا يمكن السيطرة عليها، وائتلافها الحاكم يتعثر، بالتزامن مع تكثيف المظاهرات، وقمع الشرطة المتزايد، كلها علامات على عدم الاستقرار، مما يعني نجاح حماس وحزب الله في إنهاكها في بناها التحتية مثل محطات توليد الكهرباء، وتحلية المياه، والدمار الشامل؛ وانهيار الاقتصاد، ورويدا رويدا يكتشف الاسرائيليون أن الردع المزعوم لا يتحقق باستخدام القوة، ولا بمزيد منها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال حماس الفلسطينيين فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينفق أكثر من 40 مليار دولار خلال الحرب وخسائر اقتصادية ونفسية تمتد لعقود
#سواليف
قالت صحيفة كالكاليست العبرية المتخصصة في الاقتصاد إن إجمالي #تكلفة #الحرب التي يشنها #جيش_الاحتلال على قطاع #غزة حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، بلغ نحو 142 مليار شيكل (40.4 مليار دولار)، ما يجعلها من أعلى #فواتير_الحروب في #تاريخ_الاحتلال.
ويتضمّن هذا الرقم النفقات العسكرية، والمدنية، ومدفوعات صندوق التعويضات، فيما يشكّل الإنفاق العسكري وحده 80% من التكلفة الكلية.
وبحسب الصحيفة، فإن صافي التكلفة بعد خصم الدعم الأميركي وصل إلى 121.3 مليار شيكل (34.5 مليار دولار). وسُجّلت ذروة الإنفاق في ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث بلغت النفقات في ذلك الشهر وحده 17.2 مليار شيكل (5 مليارات دولار).
مقالات ذات صلة استطلاع: أغلبية إسرائيلية تشكك في تحقيق النصر وتؤيد صفقة لإنهاء الحرب 2025/05/29أدى ذلك إلى توسيع العجز المالي في ميزانية الاحتلال بمقدار 106.2 مليارات شيكل (30.18 مليار دولار)، أي ما يعادل 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى خسائر ضريبية تُقدّر بنحو 22 مليار شيكل (6.25 مليارات دولار).
الدين العام أيضًا شهد تضخمًا، حيث بلغت فوائد الديون المدفوعة 41.7 مليار شيكل (12 مليار دولار)، إلى جانب مدفوعات بـ26.7 مليار شيكل (7.6 مليارات دولار) للمؤسسة الوطنية للتأمين. وتُقدّر فوائد الدين مع نهاية عام 2025 بنحو 76 مليار شيكل (21.6 مليار دولار).
ووفقًا لكالكاليست، بلغ عدد جرحى جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 17,500 جندي، نصفهم مصابون بصدمات نفسية، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد المعاقين من الجنود سيتجاوز 100 ألف بحلول عام 2028.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الحرب لدى الاحتلال قوله: “نواجه تحديًا هائلًا لتوفير علاج نفسي مناسب”، موضحًا أن “معظم الجرحى من فئة الشباب ويعانون من أضرار مركبة”.
وبلغت مخصصات قسم التأهيل في الوزارة لهذا العام 8.3 مليارات شيكل (2.36 مليار دولار) مقارنة بـ5.5 مليارات شيكل في 2023، بينما لا تزال 15% من وظائف الصحة النفسية شاغرة، ويبلغ عدد المصابين الذين يعالجهم طبيب واحد 3200 شخص، وهو رقم يشير إلى أزمة ممتدة في منظومة التأهيل والعلاج النفسي.
ورغم تسجيل القطاع التكنولوجي في اقتصاد الاحتلال تمويلات بقيمة 12 مليار دولار خلال عام 2024، وخروج شركات ناشئة بقيمة 10 مليارات دولار، إلا أن القطاع فقد أكثر من 8300 متخصص منذ بداية الحرب، ما يعادل 2.1% من القوى العاملة في القطاع.
وبحسب شهادات من داخل القطاع التكنولوجي، فإن “الضرر الحقيقي يكمن في المشاريع التي لم تؤسس، والشركات التي لم تُطلق”، نتيجة رحيل الكفاءات وتأجيل المستثمرين خططهم، فيما لجأ مؤسسون كُثر إلى بيع شركاتهم الناشئة سريعًا خشية المستقبل بدلاً من توسيعها في السوق المحلي.
وبخصوص جهود إعادة الإعمار، كشفت الصحيفة أن الحكومة خصصت 19 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) ضمن خطة إعادة إعمار “غلاف غزة”، إلا أن الجزء الأكبر من هذا التمويل مخصص لمشاريع مستقبلية لا تتعلق بالدمار الحالي أو المعالجة النفسية المباشرة.
وقد أنفقت الحكومة فعليًا 8 مليارات شيكل (2.27 مليار دولار) فقط، من بينها 1.4 مليار شيكل لإعادة بناء المباني المتضررة، و1.8 مليار شيكل لإسكان النازحين مؤقتًا.
وتراجع عدد الأعمال التجارية في هذه المناطق بنسبة 14%، بينما أبلغ 70% من أصحاب الأعمال عن انخفاض في الدخل، و28% منهم أفادوا بانخفاض تجاوز 80%. وارتفع معدل الباحثين عن عمل بمقدار 2.5 ضعف مقارنة بالعام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسر الإسرائيلية تواجه تراجعًا حادًا في الدخل بسبب الزيادات الضريبية غير المباشرة وتجميد نقاط الخصم، حيث فقدت الأسرة المتوسطة 7000 شيكل (1989 دولارًا) خلال عام 2025، فيما وصلت خسائر الأسر الأعلى دخلًا إلى 10,000 شيكل (2841 دولارًا).
كما ارتفعت قيمة القروض العقارية المتأخرة السداد من 2.7 إلى 3.6 مليارات شيكل، ووصلت نسبة القروض الاستهلاكية المتأخرة إلى 1.57% نهاية 2024 مقارنة بـ0.96% في عام 2022.
وسلطت الصحيفة الضوء على تداعيات استدعاء مئات آلاف جنود الاحتياط، مما أدى إلى انقطاع مصادر دخلهم بشكل مؤقت، وتأثرت وظائف زوجاتهم أيضًا، فيما أُجبر الكثير من العاملين المستقلين على إغلاق أعمالهم.
في قطاع الطيران، أدى انسحاب عدد كبير من شركات الطيران الأجنبية إلى ارتفاع كبير في أسعار التذاكر، إذ ارتفع سعر الرحلة إلى لارنكا عبر شركة “إلعال” من 176 دولارًا في 2023 إلى 326 دولارًا في 2024.
أما الرحلات إلى نيويورك، فتتراوح أسعارها حاليًا بين 1000 و2000 دولار، في ظل غياب المنافسة وانخفاض عدد الرحلات. ورغم عودة بعض الشركات كـ”إير فرانس” و”دلتا”، فإن شركات مثل “ريان إير”، و”بريتيش إيرويز”، و”إير كندا” لم تعد بعد إلى السوق.
وتُظهر بيانات كالكاليست أن الإنفاق على السفر ارتفع بنسبة 6.3% خلال عامين، ما يشير إلى تغيرات حادة في سلوك الإنفاق واحتياجات التنقل.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن اقتصاد الاحتلال يمر بأزمة مركّبة، تتجاوز الخسائر المالية إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية، وسط محاولات حكومية لتلميع الصورة عبر تعويضات ودعم محدود، دون أن يمسّ ذلك الضرر العميق الذي ستمتد آثاره لعقود.