ضريبة الدخل على الأفراد وآثارها
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
مرتضى بن حسن بن علي
تُواجه عُمان تحديات صعبة في الاقتصاد، والمالية العامة، والركود الاقتصادي، والكساد، وصعوبة في خلق فرص عمل، والتي ستزداد بسبب انكماش الاقتصاد، بينما مؤسسات التعليم ترفد سوق العمل بالآلاف من الشباب والشابات، وكل تلك تحديات وصعوبات كانت تُواجهها في كل مرة تنخفض خلالها أسعار النفط، وذلك لاعتمادها شبه الكامل عليه، بالرغم من كل خططها الخمسية المُتوالية المستهدفة تنويع مصادر الدخل، إلّا أن اقتصادنا ظل ريعيًا يعتمد على الموارد الطبيعية، ويوّلد مشاكل عديدة، وهو المسؤول عن عدم خلق وظائف معقولة.
لذا من المهم الفصل بين الميزانية المرتكزة على ارتفاع أسعار النفط وما يسبّبه من نمو في الناتج المحلي، وبين القاعدة الاستهلاكية والإنتاجية وحجم الطبقة المتوسطة وانكماشها يكشف حالة الاقتصاد. الكساد جاثم بشكل واضح، والاقتصاد يستند وبشكل شبه كامل على ارتفاع أسعار النفط، والذي يتيح للحكومة الإنفاق على المشاريع والرواتب ومختلف أنواع الصرف.
الفترة من منتصف عام 2014 وحتى 2022، كانت عصيبة، بسبب انخفاض أسعار النفط والمصروفات الاستهلاكية الكبيرة لفترة طويلة، وترتب على ذلك عجز مستمر في الميزانية، واضطرار الحكومة للاقتراض ووصلت الديون إلى مرحلة خطرة وحرجة. واعتمدت عُمان في تنميتها وبناء بنيتها التحتية وتعيين الموظفين وزيادة رواتبهم على إيرادات النفط، وعليه هناك ضرورة قصوى لإيجاد تغييرات هيكلية في الاقتصاد والتعليم. ورأت الحكومة أنها غير قادرة على الاستمرار في القيام بدور الدولة الريعية، وتقديم خدمات مجانية أو بأسعار رمزية. لم يعد هذا الأمر قابلا للاستدامة، دون أن تبحث في وسائل سهلة جديدة للتمويل، ومنها ضريبة الدخل على الشركات والضرائب الأخرى، ومن دون إجراء دراسات اقتصادية مُعمقة حول تأثيراتها السلبية. فرض ضريبة الدخل يُعبر بوضوح عن انتهاء فترة الحقبة النفطية.
الدول الغربية وغيرها التي تفرض الضرائب، هي دول مُنتجة وتستعمل الضرائب لتقديم خدمات مختلفة مع وجود مجالس منتخبة مختلفة تقوم بمراقبة أوجه الصرف ومحاسبتها، وهي لا تمتلك الثروات الطبيعية، وإنما تمتلكها الشركات المختلفة. والمشاريع التي كانت تمتلكها الحكومات سابقًا مثل مشاريع السكك الحديدية ووسائل المواصلات المختلفة وبعض السلع ومعامل السيارات باعتها إلى الشركات باستثناء الدول الشرقية التي اتخذت لعقود عديدة المبادئ الشيوعية قاعدة لها، وسيطرت سيطرة كاملة على الأرض وعناصر الإنتاج، وتوزيع السلع والخدمات. اقتصاديات الدول الغربية نشطة ومنتجة، وعندما تعيش المجتمعات على إيرادات الحكومة من مواردها الطبيعية التي قد تنضب في أي وقت، يغيب عنها طابع الإنتاج، والرواتب الكبيرة تقصم ظهرها.
ومن سلبيات فرض ضريبة الدخل على الأفراد "عبء الامتثال"؛ فمن الصعب والمكلف التعامل مع قوانين الضرائب على الأفراد، وهي تقلل حوافز العمل بجدية، وتؤدي إلى التهرب من دفعها، وهروب الأموال والودائع للخارج تسبب شح في السيولة، وبالتالي إلى ارتفاع الفائدة البنكية والتضخم. وعلى الأغلب سوف تضطر الحكومة لتعيين عدد كبير من الموظفين للقيام بتلك المهمة، والذين سوف يشكلون عبئًا إضافيًا تذهب معها أية مبالغ قد تجنيها الدولة.
الضرائب ستَفْرِضُ على الحكومة استحقاقات سياسية مُعيّنة، قد تجد صعوبة في تحقيقها، إذ إنَّ دافعي الضرائب سوف يطالبون بإخضاع الإنفاق لرقابة تشريعية، وإلى مبادئ الحوكمة والشفافية، وتحسين كفاءة الخدمات العامة المقدمة؛ مما سيستدعي وجود عقد اجتماعي مختلف بين الحكومة والمجتمع، ومن المهم في هذه الفترة بذل كل الجهود لمعالجة الركود الاقتصادي وتحسين تنافسية عُمان.
ومن سلبيات الضريبة ما يلي:
أنها ستزيد العبء المالي على الأفراد المعنيين، وهؤلاء سوف يحولونها إلى مصاريف الشركات مما قد يرفع أسعار السلع والخدمات. والأفراد المتأثرون أيضًا سوف يدفعون الضريبة مرتين؛ مرة على فوائد الشركات، والمرة الثانية على الضريبة على الأرباح الموزعة. وصاحب العقار يدفع ضريبة البلدية على عقود الإيجار، والضريبة على أية فوائد يُحققها. التأثير سلبًا على الاستثمارات وتقليل جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية والداخلية.ويمكن اتباع أساليب أخرى لجمع الإيرادات بدلًا من فرض الضريبة مثل:
رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1% على السلع والخدمات المستهلكة؛ فهذه النسبة سوف تكون أقل ضررًا من ضريبة الدخل على الأفراد، ويمكن الحصول عليها بسهولة. تحسين كفاءة جباية الضرائب لتشمل كل الشركات؛ إذ إن عددًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة ربما تُحقق أرباحًا متباينة، ولا تعمل ميزانيات رسمية مُدققة، وبالتالي غير خاضعة للضرائب. تنويع مصادر الدخل الحكومية من خلال تطوير القطاعات الاقتصادية الأخرى، وجذب المزيد من الاستثمارات التي سوف تخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة من دون الحاجة إلى فرض ضريبة الدخل على الأفراد، وبذل كل الجهود لمُعالجة مشكلة إقفال المشاريع والشركات.
ويُمكن على سبيل المثال تطوير السياحة التي سوف تزيد إيرادات الحكومة وتحسن من ميزان المدفوعات، وتخلق عشرات الآلاف من فرص العمل.
في البلدان التي تريد جذب الاستثمارات الأجنبية، فإنَّ الضرائب تؤثر سلبًا على جذبها؛ حيث إن الاستثمارات تعتمد على عدة عوامل مثل: معدلات الضرائب، والسياسات الاقتصادية العامة، إلّا أن اقتصاداتها نشطة وفاعلة، لكن عندما تعيش المجتمعات على إيرادات الحكومة من مواردها الطبيعية التي قد تنضب في أي وقت، يغيبُ عنها طابع الإنتاج، وتصبح عالة على الإنفاق الحكومي، وعلى الرواتب التي تقصم ظهر الحكومة لأجل توفيرها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
Bitget تُسلط الضوء على برنامج الشركاء التابعين
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
المستقلة/- تولي Bitget، بورصة العملات المشفرة الرائدة عالميًا وإحدى شركات تكنولوجيا Web3، اهتمامًا ببرنامج الشركاء التابعين لها كمسار مبسط لمنشئي محتوى العملات المشفرة والمعلمين ومجتمعات العملات المشفرة لتحويل التفاعل إلى أرباح، وقد تم تصميم البرنامج بروح تكنولوجيا Web3، حيث يُقدّم عمولات مجزية، ومكافآت متعددة المستويات، إلى جانب أدوات فعّالة تُمكّن الشركاء من توسيع نطاق تأثيرهم وتأثير عملاتهم المشفرة، ويدعم برنامج الشركاء التابعين جميع الفئات، بدءًا من منشئي المحتوى الأفراد وصولًا إلى مجتمعات Web3 واسعة النطاق، ويُقدّم نموذجًا ذكيًا وقابلًا للتوسّع لتحقيق الدخل من تأثيرهم في مجال العملات المشفرة.
يُتيح البرنامج للشركاء التابعين فرصة كسب عمولات تصل إلى 50٪ من رسوم التداول الخاصة بالمستخدمين المحالين، مع تقديم مكافآت إضافية مقابل الإنجازات وللشركاء الذين يصلون إلى مستويات أداء عالية، وتم تصميم البرنامج ليكون قابلاً للتوسّع، سواء لمنشئي المحتوى الأفراد أو للمجتمعات الكبيرة المهتمة بالعملات المشفرة. يوفّر التتبع الفوري، والدعم المخصص، وموارد التسويق للشركاء التابعين الأدوات اللازمة التي تمكّنهم من توسيع مدى تأثيرهم وتحقيق الدخل بفعالية.
في خطوة غير مسبوقة بين البورصات المركزية، أطلقت Bitget في عام 2025 برنامج شركاء تابعين قائمًا على السلسلة، ممهدة بذلك لمستوى جديد من الشفافية والتحكم، ويعتمد النظام على البيانات المخزنة على البلوك تشين للتحقق من الإحالات وتتبع المدفوعات بدقة، مما يزيل الحاجة إلى التخمين، ويوفر للشركاء ثقة أكبر في مكاسبهم. يُمكن للشركاء التابعين تتبّع كل شيء في الوقت الفعلي، من التفاعل عبر المحافظ إلى المدفوعات، وكل ذلك مدعوم بالعقود الذكية.
يتكامل برنامج الشركاء التابعين بسلاسة مع النظام البيئي الأوسع لمنصة Bitget، والذي يشمل ميزة التداول بالنسخ، وأسواقًا عالية السيولة، وعمليات دمج واجهة برمجة تطبيقات متقدمة، إلى جانب دعم محلي مخصص. ويسهّل ذلك على الشركاء تكييف حملاتهم، وتعزيز تفاعل جمهورهم، وتحقيق النمو بالتوازي مع تطور المنصة.
صرح فوجار أوسي زاد، مدير العمليات في Bitget قائلًا: “يشهد اقتصاد المبدعين في مجال العملات المشفرة نموًا سريعًا، لكن سبل تحقيق الدخل لم تواكب هذا النمو دائمًا” وأردف قائلًا “من خلال تقديم مكافآت الشركاء التابعين عبر السلسلة وتصميم أدوات داعمة للمنشئين بمختلف مستوياتهم، تُحوّل Bitget التأثير إلى مصدر دخل حقيقي وقابل للتوسع دون غموض أو تضليل.
بفضل المكافآت المجزية، والتتبع الشفاف، والبنية التحتية المعتمدة على السلسلة، يقدم برنامج الشركاء التابعين من Bitget رؤية جديدة لتحقيق الدخل من عالم العملات المشفرة، فقد صُمم خصيصًا لأولئك الذين يقودون الحوار، ويؤسسون المجتمعات، ويساهمون في بناء هذا المجال من القاعدة إلى القمة.