ثقافي حمص يحتفي بتوقيع ديوان (عد بي إلي) للشاعرة هناء يزبك وديوان (حين تأتي القصيدة) للشاعر المغترب محمد حداد
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
حمص-سانا
نظّم المركز الثقافي في حمص اليوم حفل توقيع ديوان “عد بي إلي” للشاعرة هناء يزبك بالتزامن مع توقيع ديوان “حين تأتي القصيدة” للشاعر المغترب محمد حسين حداد بحضور نخبة من المثقفين والمفكرين وأساتذة جامعة البعث والمهتمين بالشأن الثقافي.
ويعتبر ديوان “عد بي إلي” الثالث للشاعرة هناء يزبك بعد ديواني “امرأة من نار” و”على شواطئ الشغف” وهو من القطع المتوسط ويحتوي على 41 قصيدة ودية منوعة بين الغزل والوجدان والوطن والشعر القومي.
وفي تصريح لمراسلة سانا بينت الشاعرة هناء يزبك أن ديوان “عد بي إلي” هو بمثابة دعوة إلى الحب والتسامح والتصالح وفيه قصائد للحرف والكلمة وللوطن الغالي والشهيد والأم والغربة والمعاناة من مفرزات الحرب الجائرة التي مر بها بلدنا.
وأشار الدكتور نزار العبشي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة البعث خلال قراءته النقدية للديوان إلى أن ما يلفت فيه منذ النظرة الأولى هو الانزياح اللغوي القائم على خرق المألوف مبيناً أن الشاعرة تعمدت هذا النوع من وجهة نظره لشد المتلقي وإحداث فجوة لغوية نسميها في النقد الأدبي “خرق المألوف”.
وأضاف: إنه عندما نغوص في ركب القصائد نكتشف بلاغة ومشاعر إنسانية دافقة وصوراً جميلة وعناوين منتقاة بعناية فائقة.
بدوره لفت الدكتور عصام الكوسا أستاذ النحو والصرف بجامعة البعث خلال قراءته النقدية للديوان إلى أنه يمتلك نقلة نوعية للشاعرة من حيث صوغ الكلمات ورسم الصور المبدعة وهي امتلكت أسرار الشعر ورسختها في دروب الإبداع ناشرة ياسمين أنوثتها عبر صور فريدة وكلمة عفوية رقيقة.
من جهة ثانية يضم ديوان الشاعر المغترب محمد حسين حداد “حين تأتي القصيدة” نحو 57 قصيدة نثرية يغلب عليها الشعر الغزلي والوجداني بأسلوب الشاعر الخاص.
وقدم القراءة النقدية للديوان الشاعر والأديب إبراهيم الهاشم نيابة عن الدكتورة ميساء إبراهيم أستاذة اللغة العربية بجامعة البعث مبيناً أن الشاعر يصبغ فهمه لتجربة الحياة دون الغوص في المشاكل الإنسانية الكبرى بل من خلال التفاصيل الصغيرة المدهشة.
وأضاف: عند قراءة هذا الديوان نلاحظ ملامح رومانسية عالية في القصائد وكانت للغزل الشفيف ووصف الحبيبة الحصة الأكبر من صفحات الديوان.
وأوضح الهاشم أن الشاعر لديه قدرة على ترويض الأفعال والأسماء وكأنه يخلق نمطاً جديداً لكل قصيدة.
لارا أحمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر
التناغم الحاصل بين الموسيقى واللغة العربية لا ينبع من البنية الصوتية للكلمات وحسب، وذلك وفق رؤية المتذوقين والنقاد الموسيقيين، فهو يكمن في جوهر الكلمة قبل إيقاعها، والشّاهد على ذلك هو قصيدة النثر والشعر الحر والقصيدة السردية...، إذ الإيقاع لم يعد معقوداً في السُّلم الموسيقي القادم من بحور الشعر ومقاماته بل من جوهرهِ الكامن في البنية العميقة للكلمة العربية وقدرتها الإحالية التي تنقل معها المعنى المصاحب نحو مدارات مختلفة من المعاني، محققة بذلك شعريّة تخرج حين القراءة من حدود البنية الصرفية والصوتية الصغرى إلى أقصى حدود الدلالة والمعنى، فالوزن الشعري يفترض الإيقاع المنسجم والمتماسك، وقد يحدث نظمُه على سبيل المثال دون المعنى، فهناك نظم وهناك شعر مقفى، حيث الكلمة العربية بنية مجردة لكنها حين تتواشج في النسق الجمالي تحتاج إلى شاعر يجيد ترويضها وصقلها وغرس المعاني المختلفة فيها رغم وجود الصّوت ورنينه، إذ للكلمة العربية عاطفتها حتى في الحوار اليومي التواصلي، فهي لغة جاهزة للتلحين في أي وقت شاء العازف أو الشاعر أو المغني حملها على الوتر أو النسق الشعري أو حتى على أحجار البيانو...، فالأدوات الموسيقية تسهم في تثوير التعبير العاطفي سواء بالإلقاء الصوتي أم بالعزف على آلة موسيقية ما، أما اللغة العربية وبسبب ميزانها الصرفي والتركيبي فهي جاهزة كذلك الأمر على أن تحمل على الأوتار والأوتار الموسيقية، إذ الآلة الموسيقية وبفضل مهارة العازف قادرة على أن تَحمل اللغة بكافة مستوياتها الصوتية والصرفية والدلالية وتخوض بها في تموج إيقاعي متعدد ومختلف، والسرّ ربما يكمن في التشابه القائم بين الصوت الموسيقي المولود من رحم الطبيعة بحفيف أشجارها وهدير أمواجها وهمسات الطبيعة... ومن الحرف العربي المتشكل بدوره نتيجة محاكاته لبيئة الإنسان وواقعه الحيوي.
فالنقاد لا يصلون للمعنى إلا من خلال الشرط التركيبي للنص، لكن الموسيقيين يصلون للمعنى من خلال انسجام الصوت وبنية الحرف والكلمة والجملة، أما الشعراء فيتدفق المعنى لديهم من الإحساس المرهف بالمعنى في محيطه المجازي ومناسبته الزمانية والمكانية وحاجتهم له، ثمة تكامل إذاً بين الشاعر والموسيقي وشكل النص العربي الذي سمح بتلك العلاقة ببعد فلسفي قبل أن يكون بعداً جمالياً، وهو تكامل يخضع لقانون الجاذبية الذي يتأثر به المستمع كما الشاعر والملحّن.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية