بوابة الوفد:
2025-05-14@08:55:57 GMT

أحزاب انتصرت للوطن!

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

أدى حكم الإخوان لمصر من 30 يونيو 2012 إلى 30 يونيو 2013، إلى غموض مستقبل الأحزاب والحياة السياسية فى البلاد، بعد قيام مكتب الإرشاد الحاكم الفعلى للبلاد فى ذلك العام الكئيب بحصر الحياة الحزبية فى حزب الحرية والعدالة، واختزال الدولة فى العشيرة أو القبيلة المحكومة بالسمع والطاعة مع منح العقل إجازة مفتوحة من التفكير، فأصبح الوطن مجرد حفنة تراب، وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت المرشد، وأصبح الرئيس الإخوانى مجرد واجهة ينفذ ما يملى عليه!

أمام هذا التدهور الذى كانت تعتبره الجماعة نجاحًا يقودها إلى تحقيق غايتها فهو تحويل مصر إلى إمارة إسلامية فى ظل خطة استعمار تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتشاركها الجماعة للبدء فى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد من مصر والذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية ونشر الفتنة والحروب الأهلية والانقسامات الداخلية لاستعمارها من جديد.

نصيب الإخوان من هذا الخراب كان قطعة أرض يقيمون عليها إمارة إسلامية، وخاضوا فى سبيل تحقيق هذا الحلم فى بحور من دماء الأبرياء من رجال الجيش والشرطة المصرية والمدنيين، ورفعوا شعار "الذى يرش مرسى بالماء نرشه بالدم"، وقايضوا على عودة مرسى إلى الكرسى بوقف الدماء فى سيناء، لكن قامت ثورة 30 يونيو فى يوم الذكرى الأولى لجلوس الإخوان على مقعد السلطة، ورفض المصريون هذا الحكم الإرهابى الفاشى، ونزل ملايين المصريين إلى الميادين فى كل المدن المصرية وكل الحوارى فى الشوارع والنجوع يهتفون: يسقط.. يسقط حكم المرشد.

قبل بزوغ فجر ثورة الخلاص من الحكم الإرهابى، بدأت القوى الحزبية فى مصر تستشعر خطر وجود هذه الجماعة على رأس السلطة، وتوحدت الصفوف رغم اختلاف الأيديولوجيات للتخلص من حكم الإخوان حيث إن توحيد الصف الحزبى كان له تأثير كبير فى تحقيق هدف الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية من السلطة. فقد قامت الأحزاب السياسية بدور مهم للغاية بدأ من قياداتها إلى أعضائها، وساهمت فى كشف كذب وتضليل الجماعة الإرهابية، كما فضحت نواياها الخبيثة ضد المصريين وكانت أيضا رأس حرب الثورة فى حث المصريين على ضرورة المشاركة وبينت كيف أن جماعة الإخوان نكصت جميع عهودها مع المصريين فهى لا تعرف سوى مصالحها فقط، كما كشفت أنها كانت تخطط للحكم 500 عام، ولكن الله أنقذ مصر مما كانوا يدبرون لها ولشعبها.

اجتمعت كل الأحزاب قبل ثورة 30 يونيو على اختلاف أيديولوجياتهم وتوجهاتهم من أجل إعلاء مصلحة الوطن، حيث وحدت ثورة 30 يونيو كل القوى والأحزاب السياسية، لأن الخطر حينما يقترب من مصر سواء من داخلها أو خارجها، نجد ضررًا من اللحمة ما بين القوى السياسية، وفترة الإخوان كانت من أفضل الفترات التى التحمت فيها كل القوى السياسية على اختلاف توجهاتها وانصهرت فى جبهة واحدة، وهى جبهة الإنقاذ الوطنى، فوجدنا الأحزاب السياسية وفى مقدمتها طبعا حزب الوفد، الذى انطلقت جبهة الإنقاذ من مقره الرئيسى فى بولس حنا بالدقى تلتحم فيها الأحزاب وتتحد سويا لشعورهم بالخطر الذى يحيط بمصر، واستمر دور الجبهة فى توعية وحشد المواطنين حتى تكللت الجهود بطرد الإخوان الإرهابيين من السلطة، بعد بطولة صاغ سطورها الجيش والشعب والشرطة، وخرجت الدولة المصرية من الخندق المظلم الذى كان يحاول أهل الشر والإرهاب وضعها فيه.

قيادة حزب الوفد لجبهة الإنقاذ ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو ليست غريبة عليه فهو الحزب الذى أطلق ثورة 1919، للمطالبة باستقلال مصر عن الاستعمار البريطانى، وهو الحزب الذى أعلن انحيازه للدولة فى كل الجهود التى تقدم بها حاليا لإقامة الجمهورية الجديدة.

لم يتخل الوفد عن دوره كحزب معارض ولكن لا يعارض من أجل المعارضة، وإنما يعارض عندما يكون الشعب أو الوطن فى خطر كما حدث فى ثورة 30 يونيو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستقبل الأحزاب الحياة السياسية ثورة 30 یونیو

إقرأ أيضاً:

حبيسة الأحلام  

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)ــ لو أنه عاش لبقى فى السلطة يصارع من أجل الجميع حتى الآن -نظريا على الأقل- كما قال بنفسه فى تصريح واضح للرجل الراحل العظيم ، ولكنه مات ورحل فورا ولم يعش ليرى كيف تعاقبت العقود وليس فقط السنين، دون أن ترى القضية الفلسطينية الحل المنشود للأسف العميق.

فلسطين والقضية الفلسطينية هدف نبيل وحلم كبير عند الكثيرين، حتى أن البعض ربط كل شىء بحلول أجل هذا الهدف وتحقيق هذا الرجاء.

كثيرون يرون أن التوصل إلى رؤية الحلم العربى تتجسد في الدولة الفلسطينية الحقيقية، ولكن الأحلام تحتاج الى الكثير لترى النور وتصبح جزءا من الواقع. الأحلام تحتاج الى أرجل قوية من التعليم والصحة والتصنيع والحياة السياسية الحقيقية وحرية الرأى وتنوعه والتناوب السلمى على السلطة الذى يحمى من النزاعات الداخلية ومن الاغتيالات ومن التردى الشعبى فى بئر الخوف والاعتقالات والهروب إلى دول أخرى بحثا عن حياة آمنة.

الأحلام تحتاج إلى الصدق والشفافية والعمل الكثير والتصنيع والتجارة والتنوع داخل المجتمع، لأن التنوع هو سر الابتكار . الأحلام بضاعة باهظة وتحتاج إلى التسامح والى الإيمان بأن الغد لا يمكن أن يأتى بضياء لفرد يختص نفسه بكل شىء أو لشلة فى مجتمع ما تختص نفسها من دون شعبها بكل شىء ، لأن النجاح والنجاة والاستمرارية لا يحققهم الا المجموع. والمجموع فقط – بجميع أجزائه دون إقصاء- يمثل الشرط الجامع المانع. على مستوى الفرد: ينجح الفرد وحده لأنه لابد له من قرار ينبع من رأسه، ولابد له من رضاء وعزيمة وارادة ينبعون من روحه وفلبه وعقله هو نفسه ، حتى يستطيع التحرك بخطوة جادة قوية موجهة نحو أهدافه . وذات الشىء على مستوى المجتمعات التى ترغب فى التقدم الى الأمام بخطى واثقة هادفة نحو أهداف وطنية تضيف الى رصيده المزيد من الحقائق المهمة التى كانت يوما مجرد أحلام ولا شىء غير الأحلام أو ربما بعض رسم على بعض ورق. وفلسطين هى الحلم الذى ينزف دما منذ الأزل وحتى الآن ، بينما تخلو الأيدى من كل شىء الا القليل.

وقد رأى الرجل -قبل سنوات بعيدة- أن يكون الآمر الناهى فى كل شىء وفى كل الأمور وفى كل المناحى وفى جميع الأحوال وطوال العمر ، حتى يضمن أن تسير الأمور بشكل جيد، وحتى يتحقق الحلم العربى القومى، وحتى ترى فلسطين الحياة على الأرض الفلسطينية فى بهاء ورخاء وعزة بقوة اليد العربية. ومات الرجل ومرت عشرات السنين، وما زالت فلسطين حبيسة الأحلام تنتظر الرجل الآمر الناهي الذى يرى كل الأمور ويتخذ كل القرارات فى كل النواحى وفى كل الموضوعات ويصبغ الحياة كلها بحكمته الصائبة الثرية رغم أنف الجميع.

Tags: القضية الفلسطينيةفلسطين

مقالات مشابهة

  • طارق حجي: ذُهلت عندما فاز مرسي في الانتخابات
  • المجلس العسكري الحاكم في مالي يعلن حلّ جميع الأحزاب السياسية
  • تقرير سري عن الإخوان يثير جدلا في فرنسا.. اتهامات وانتقادات وردود غاضبة
  • عميد التربية النوعية بطنطا: « الولاء للوطن » شعار مشروعات التخرج لطلاب الإعلام التربوي
  • حبيسة الأحلام  
  • العراق يسجل أعلى معدل لتفريخ الكيانات السياسية
  • الخير: المنية انتصرت لخيارنا بتكريس نهج بلدي جديد
  • سياسيون عراقيون: الانتخابات المقبلة تدوير نفس الوجوه الكالحة الفاسدة
  • الستات مايعرفوش يكدبوا يكشف بالوثائق كيف استغل الإخوان حاجة الفقراء للسيطرة الفكرية
  • هيمنة أحزاب السلطة تقوّض فرصة التغيير في الانتخابات العراقية المقبلة