أدى حكم الإخوان لمصر من 30 يونيو 2012 إلى 30 يونيو 2013، إلى غموض مستقبل الأحزاب والحياة السياسية فى البلاد، بعد قيام مكتب الإرشاد الحاكم الفعلى للبلاد فى ذلك العام الكئيب بحصر الحياة الحزبية فى حزب الحرية والعدالة، واختزال الدولة فى العشيرة أو القبيلة المحكومة بالسمع والطاعة مع منح العقل إجازة مفتوحة من التفكير، فأصبح الوطن مجرد حفنة تراب، وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت المرشد، وأصبح الرئيس الإخوانى مجرد واجهة ينفذ ما يملى عليه!
أمام هذا التدهور الذى كانت تعتبره الجماعة نجاحًا يقودها إلى تحقيق غايتها فهو تحويل مصر إلى إمارة إسلامية فى ظل خطة استعمار تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتشاركها الجماعة للبدء فى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد من مصر والذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية ونشر الفتنة والحروب الأهلية والانقسامات الداخلية لاستعمارها من جديد.
قبل بزوغ فجر ثورة الخلاص من الحكم الإرهابى، بدأت القوى الحزبية فى مصر تستشعر خطر وجود هذه الجماعة على رأس السلطة، وتوحدت الصفوف رغم اختلاف الأيديولوجيات للتخلص من حكم الإخوان حيث إن توحيد الصف الحزبى كان له تأثير كبير فى تحقيق هدف الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية من السلطة. فقد قامت الأحزاب السياسية بدور مهم للغاية بدأ من قياداتها إلى أعضائها، وساهمت فى كشف كذب وتضليل الجماعة الإرهابية، كما فضحت نواياها الخبيثة ضد المصريين وكانت أيضا رأس حرب الثورة فى حث المصريين على ضرورة المشاركة وبينت كيف أن جماعة الإخوان نكصت جميع عهودها مع المصريين فهى لا تعرف سوى مصالحها فقط، كما كشفت أنها كانت تخطط للحكم 500 عام، ولكن الله أنقذ مصر مما كانوا يدبرون لها ولشعبها.
اجتمعت كل الأحزاب قبل ثورة 30 يونيو على اختلاف أيديولوجياتهم وتوجهاتهم من أجل إعلاء مصلحة الوطن، حيث وحدت ثورة 30 يونيو كل القوى والأحزاب السياسية، لأن الخطر حينما يقترب من مصر سواء من داخلها أو خارجها، نجد ضررًا من اللحمة ما بين القوى السياسية، وفترة الإخوان كانت من أفضل الفترات التى التحمت فيها كل القوى السياسية على اختلاف توجهاتها وانصهرت فى جبهة واحدة، وهى جبهة الإنقاذ الوطنى، فوجدنا الأحزاب السياسية وفى مقدمتها طبعا حزب الوفد، الذى انطلقت جبهة الإنقاذ من مقره الرئيسى فى بولس حنا بالدقى تلتحم فيها الأحزاب وتتحد سويا لشعورهم بالخطر الذى يحيط بمصر، واستمر دور الجبهة فى توعية وحشد المواطنين حتى تكللت الجهود بطرد الإخوان الإرهابيين من السلطة، بعد بطولة صاغ سطورها الجيش والشعب والشرطة، وخرجت الدولة المصرية من الخندق المظلم الذى كان يحاول أهل الشر والإرهاب وضعها فيه.
قيادة حزب الوفد لجبهة الإنقاذ ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو ليست غريبة عليه فهو الحزب الذى أطلق ثورة 1919، للمطالبة باستقلال مصر عن الاستعمار البريطانى، وهو الحزب الذى أعلن انحيازه للدولة فى كل الجهود التى تقدم بها حاليا لإقامة الجمهورية الجديدة.
لم يتخل الوفد عن دوره كحزب معارض ولكن لا يعارض من أجل المعارضة، وإنما يعارض عندما يكون الشعب أو الوطن فى خطر كما حدث فى ثورة 30 يونيو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستقبل الأحزاب الحياة السياسية ثورة 30 یونیو
إقرأ أيضاً:
ثورة 30 يونيو.. حين انتصر الشعب ووُلد الوطن من جديد
لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 مجرد لحظة غضب شعبي أو انتفاضة عابرة ضد جماعة متطرفة، بل كانت بداية فصل جديد في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، ومشهدًا فارقًا أعاد صياغة المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد.
وجاءت هذه الثورة، تعبيرًا عن الإرادة الشعبية الأصيلة، ورفضًا قاطعًا لممارسات جماعة سعت لاختطاف الوطن وطمس هويته.
أثبت المصريون، كما في كل المحن، أن الدولة المصرية عصية على الانكسار، وأن قوة الشعب وجيشه وشرطته وشبابه قادرة على إسقاط أي مخطط، مهما كانت أدواته وأساليبه. كانت ثورة 30 يونيو بمثابة تصحيح لمسار كاد أن يُغرق البلاد في فوضى مزمنة، وولادة جديدة لدولة حديثة تسعى إلى البناء، وتحقيق تطلعات شعبها، وترسيخ هويتها الوطنية الجامعة.
عانت مصر لسنوات قبل 2011 من إهمال وتهميش ممنهج طال قطاعات عديدة، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير 2011 حاملة معها آمالًا كبيرة سرعان ما اختُطفت من قبل جماعة الإخوان المسلمين. وبوصولهم إلى السلطة، تحولت هذه الآمال إلى كابوس سياسي واجتماعي، إذ مارست الجماعة الإقصاء والتسلط والتعدي على مؤسسات الدولة، غير عابئة بإرادة الشعب ولا آماله في التغيير.
طوال عام حكم الإخوان، سادت الفوضى والانقسام والاحتقان المجتمعي. عمدت الجماعة إلى تكميم الأفواه، وتهديد المعارضين، وصناعة الأعداء في كل مؤسسات الدولة. وجاءت قرارات محمد مرسي الاستفزازية، مثل قرار عودة مجلس الشعب المنحل، والإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، لتزيد من حالة الغضب الشعبي وتؤكد نزعة الجماعة إلى احتكار السلطة وتجاهل القانون والدستور.
من "التمرد" إلى "التحرير".. الشعب ينتفض من جديدمع تصاعد حالة الاستبداد وتدهور الخدمات، بدأ الشباب المصري في قيادة حراك شعبي واسع عبر "حركة تمرد"، التي جمعت ملايين التوقيعات المطالِبة برحيل محمد مرسي. قابلت الجماعة هذا الغضب الشعبي بالاستهزاء والتهديد، غير مدركة أن بركان الثورة يوشك أن ينفجر.
وفي 30 يونيو 2013، خرج الملايين في مشهد تاريخي غير مسبوق، مطالبين بإسقاط حكم الإخوان. امتلأت الميادين في كل المحافظات، وانحازت القوات المسلحة لإرادة الشعب، فأسقطت شرعية مرسي، وأعلنت نهاية العام الأسود الذي حكمت فيه الجماعة البلاد، ليبدأ بعدها مسار استعادة الدولة وإنقاذها من مصير مجهول.
مواجهة الإرهاب واستعادة الاستقراررفضت جماعة الإخوان التسليم بإرادة المصريين، وأطلقت موجة من التحريض والعنف والإرهاب، فشهدت البلاد عمليات مسلحة طالت الجيش والشرطة والمدنيين، وسعت الجماعة لإعادة الفوضى. لكن الشعب المصري وقواته المسلحة وشرطته وقفوا صفًا واحدًا في معركة الدفاع عن الوطن، وقدّموا آلاف الشهداء في مواجهة الإرهاب الأسود.
ورغم صعوبة المرحلة، نجحت مصر في استعادة الأمن والاستقرار، وإعادة بناء مؤسسات الدولة من جديد، بدءًا من صياغة دستور 2014، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وصولًا إلى إطلاق مشروعات التنمية والإصلاح الشامل.
انطلاق مرحلة البناء والتنمية الشاملةلم تكن مرحلة ما بعد 30 يونيو سهلة، فالدولة واجهت تحديات اقتصادية وأمنية ضخمة. لكن بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبتكاتف الشعب المصري، بدأت مصر خطوات جادة نحو تثبيت أركان الدولة وتحقيق التنمية.
تم إطلاق برنامج إصلاح اقتصادي طموح، ومشروعات قومية عملاقة شملت البنية التحتية، والمدن الجديدة، وشبكات الطرق، وتطوير قطاع الكهرباء، وتنمية محور قناة السويس، إلى جانب برامج الحماية الاجتماعية التي استهدفت رفع جودة الحياة للمواطن المصري.
ورغم التحديات العالمية، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، واصلت الدولة المصرية العمل بثبات، فشهدت البلاد طفرة اقتصادية ملحوظة، وتحسنًا في مؤشرات النمو، وإصرارًا على استكمال معركة البناء.
30 يونيو ملحمة شعبية تتجددتمثل ثورة 30 يونيو اليوم رمزًا للصمود الوطني والتلاحم الشعبي، وعنوانًا لحكاية شعب قرر أن يكتب تاريخه بإرادته، وأن يحمي هويته مهما كلفه الثمن. لقد استعادت مصر بفضل هذه الثورة كرامتها، واستقرارها، وحقها في التنمية، وباتت تجربتها مثالًا يحتذى في كيف يمكن للشعوب أن تتجاوز الكبوات، وتبني مستقبلها من بين الركام.
ثورة 30 يونيو لم تكن نهاية فصل مظلم فقط، بل بداية طريق طويل نحو الجمهورية الجديدة، حيث الدولة القوية، والمؤسسات الراسخة، والشعب الواعي الذي لا ينسى دروس التاريخ، ولا يفرّط في وطنه مهما كانت التحديات.
هل ترغبين في تحويل هذا التقرير إلى نسخة صحفية مختصرة أو مادة تصلح للنشر على منصات التواصل؟
وفي هذا السياق، قال مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد رفض لحكم جماعة متطرفة، بل شكلت نقطة تحول لاستعادة الدولة المصرية لقدرتها على التخطيط الاستراتيجي، وإطلاق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وأوضح أن الثورة أنهت حالة الفوضى، ومهّدت الطريق لوضع رؤية وطنية طموحة قادرة على قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
وأضاف البدوي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الشرعية الشعبية التي منحتها الثورة للقيادة السياسية، كانت حافزًا قويًا لانطلاق مشروعات كبرى في البنية التحتية، والمدن الجديدة، والكهرباء، والزراعة، وتنمية محور قناة السويس، بما يعكس تطبيقًا عمليًا لمحاور رؤية 2030، لافتًا إلى أن هذه الطفرة جاءت رغم التحديات الكبرى مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يعكس متانة مؤسسات الدولة بعد الثورة.
واختتم البدوي مؤكدًا أن رؤية مصر 2030 تقوم على أبعاد متكاملة تشمل التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، والابتكار، وتطوير المؤسسات، وتوفير الطاقة، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تعبر عن إيمان الدولة بحق كل مواطن في حياة كريمة ومستقبل آمن، وهو ما تسعى لتحقيقه بشراكة مجتمعية واسعة.