الصحة العالمية تصدر تقريرًا يؤكد أهمية مكافحة التبغ لحماية الناس من أمراض التدخين
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) والمعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة، عن الدور الكبير الذي تلعبه سياسات مكافحة التبغ في حماية الصحة العامة من الأمراض الرئيسية المسببة للوفاة، بما في ذلك أمراض السرطان القلب، مؤكداً أن الفشل في التعامل مع مشكلة تعاطي التبغ يتسبب في أعباء اقتصادية كبيرة، تصل تكلفتها لأكثر من تريليون دولار أمريكي سنويًا تشمل نفقات الرعاية الصحية وفقدان القدرة الإنتاجية للأشخاص.
أشار التقرير الى أن العديد من البلدان حول العالم أدركت على نحو متزايد أهمية الاعتماد على مفهوم ومنتجات الحد من مخاطر التبغ كعنصر رئيسي في استراتيجياتها لمكافحة التبغ، فعلى سبيل المثال تبنت الولايات المتحدة والبرتغال والمملكة المتحدة ونيوزيلندا وجمهورية التشيك والفلبين واليونان، تدابير الحد من مخاطر التبغ، سواء من خلال الاعتراف بإمكانية المنتجات البديلة منخفضة المخاطر كبدائل فعالة للسجائر التقليدية ، أو سن القوانين التي تحد من تلك الظاهرة ككل .
واشا التقرير انه في اليابان، فقد تم ربط تقديم منتجات التبغ الجديدة ونموها بانخفاض كبير في مبيعات السجائر منذ عام 2016، بعيداً عن مجهودات منظمات الصحة العامة. وهو ما أظهرته دراسة بحثية مولها المعهد الأمريكي للسرطان، سلطت الضوء على الانخفاض المتسارع في مبيعات السجائر وأرجعت ذلك إلى زيادة شعبية منتجات التبغ المُسخَّن ، مع انخفاض سريع في استهلاك السجائر التقليدية.
من جانبهما انتقد موظفان سابقان في منظمة الصحة العالمية وهما روبرت بيجلهول وروث بونيتا مؤخرًا موقف المنظمة بشأن مبدأ ومنتجات الحد من مخاطر التبغ في مقال نُشر في مجلة الـ The Lancet . حيث قالا "إن منظمة الصحة العالمية ومؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ (FCTC) يرفضان مفهوم الحد من مخاطر التبغ والمنتجات البديلة التي تعمل على ذلك، بالرغم من التقدم التكنولوجي الكبير والأدلة الداعمة لهذه المنتجات، ذلك في التوقيت الذي يتم فيه الاستمرار في استخدام السجائر التقليدية، الأكثر خطورة.
أما البروفيسور فرانشيسكو موسكون، أستاذ اقتصاديات الاعمال بكلية برونيل للأعمال بإنجلترا والرئيس السابق لمركز الأبحاث في ريادة الاعمال فيقول في دراسة بحثية مستقلة بعنوان "هل التحول إلى منتجات منخفضة المخاطر يوفر موارد المستشفيات؟ أن التحول من السجائر التقليدية إلى المنتجات منخفضة المخاطر مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن، قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في النفقات الصحية في إنجلترا تتراوح من 2.5٪ إلى 13٪، اعتمادًا على معدلات التحول.
ويؤكد موسكون أن هذا التحول يمكن أن يساعد المملكة المتحدة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على التدخين التقليدي بحلول عام 2030 مما سيؤدي إلى توفير موارد المستشفيات لصرفها على العلاجات الحرجة الأخرى.
على صعيد أخر تواجه منظمة الصحة العالمية مطالبات ببضرورة تبنيها لإجراءات جريئة للقضاء على التدخين التقليدي. خاصة في ظل تأكيدات بأن الاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ (FCTC) وبعض تدابير رصد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية (MPOWER)، التي تعتمد عليها منظمة الصحة العالمية في مكافحة التدخين، لم تساعد في تسريع التقدم العالمي للحد من استهلاك السجائر التقليدية أو تقليل نسبة الوفيات المرتبطة بالتبغ.
بينما تشير الأبحاث إلى أن الجمع بين التدابير القوية لمنع التدخين ودعم استخدام البدائل منخفضة المخاطر، يمكن أن يؤدي إلى تسريع الوصول للقضاء على تدخين التبغ في جميع أنحاء العالم، وأن هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في نفقات الرعاية الصحية ويوفر مسارًا نحو تحقيق أهداف الصحة العامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة السجائر التقلیدیة
إقرأ أيضاً:
تقرير: أوكرانيا تراجع ارتباط عملتها الرسمية بالدولار وتدرس التحول إلى اليورو
كجزء من إعادة التموضع الجيوسياسي، أعلن محافظ البنك المركزي الأوكراني أندريه بيشني أن بلاده بدأت تدرس بشكل جدي إمكانية التحول من اعتماد الدولار الأمريكي كعملة مرجعية للهريفنيا الأوكرانية إلى اليورو، في ظل تنامي الروابط الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الأوروبي. اعلان
وأوضح بيشني في مقابلة مع وكالة رويترز أن الانضمام المحتمل لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تصاعد الدور الأوروبي في دعم القدرات الدفاعية للبلاد، يحتم على البنك المركزي الأوكراني إعادة النظر في الإطار النقدي القائم.
وقال: "الجدل المتنامي حول استقرار الأسواق واحتمال تفكك سلاسل التجارة العالمية، تدفع باتجاه إعادة تقييم دور الدولار كمرجعية للهريفنيا مقابل اليورو". ولفت إلى أن هذا التغيير يتطلب "ترتيبات معقدة وإعدادًا متقنًا"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول الخطوات المحتملة.
ورغم استمرار هيمنة الدولار على حركة التداول في سوق الصرف الأجنبي، قال بيشني إن حصة اليورو بدأت بالارتفاع، وإن كان ذلك لا يزال محدودًا.
وتجدر الإشارة إلى أن مولدوفا، التي تسير في المسار ذاته نحو أوروبا، عمدت في 2 كانون الثاني/ يناير إلى ربط عملتها الوطنية "الليو" باليورو بدلًا من الدولار، ضمن خطوات استباقية تمهد للاندماج الأوروبي.
تاريخيًا، ظل الدولار يحتفظ بمكانته كعملة مهيمنة عالميًا، مدعومًا بالتحالفات الأمنية والعلاقات العسكرية التي تربط الولايات المتحدة بعدد كبير من الدول.
لكن سنوات حكم الرئيس دونالد ترامب، وعودته الثانية إلى البيت الأبيض، أدت إلى تعميق الشكوك حول مستقبل الدولار كعملة احتياطية. إذ أطلق الرئيس الجمهوري خلال ولايته السابقة حربًا تجارية شرسة فرض فيها رسومًا جمركية غير مسبوقة، مما دفع بعض الخبراء إلى التساؤل عن مدى استدامة هذا الدور.
وفي هذا السياق، فقد مؤشر الدولار أكثر من 9% من قيمته مقابل سلة العملات الرئيسية، نتيجة عزوف المستثمرين عن الأصول الأمريكية.
ومع أن بعض المحللين يحذرون من المبالغة في ربط قوة الدولار بوضعه كعملة احتياط، فإن بيشني يشير بوضوح إلى تحول تدريجي في المشهد النقدي العالمي، تتفاعل معه أوكرانيا عبر مراجعة خياراتها.
إصلاحات اقتصادية وترقّب لمآلات الحربمنذ إطلاق عملتها الوطنية "الهريفنيا" عام 1996، اعتمدت أوكرانيا الدولار كعملة مرجعية. وبعد بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، فرض البنك المركزي الأوكراني ضوابط على رأس المال وحدد سعرًا رسميًا للهريفنيا بنحو 29 مقابل الدولار، قبل أن يضطر لاحقًا إلى خفض قيمة العملة بسبب تفاقم الاختلالات المالية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انتقلت السياسة النقدية من تثبيت سعر الصرف إلى "نظام سعر الصرف المُدار" الذي يستند إلى الدولار لتقييم تدخلات السوق وضبط التقلبات.
قبل نحو عام، بدأت أوكرانيا ومولدوفا محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في عملية طويلة تتطلب التزامًا بإصلاحات شاملة في النظامين السياسي والقضائي.
Relatedتحذير إسرائيلي من تداعيات الرسوم الأمريكية: خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات اقتصادية خطيرةهل يدمّر ترامب الدولار؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لليورو؟تراجع الأسواق العالمية بسبب رسوم ترامب وخسارة بتريليونات الدولارات أواخر الأسبوعوكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعربت في شباط/ فبراير الماضي عن أملها في أن تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد بحلول عام 2030، شرط المحافظة على وتيرة الإصلاحات الحالية.
اقتصاديًا، يعوّل بيشني على تعافي تدريجي في الاستثمار والنشاط الاستهلاكي نتيجة تعميق الروابط مع أوروبا، متوقعًا نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 3.7 و3.9% خلال العامين المقبلين. لكنه يشدد على أن مصير هذا التعافي يبقى مرهونًا بمسار الحرب.
ويختم بالقول: "نهاية سريعة للحرب ستكون سيناريو إيجابيًا إذا اقترنت بضمانات أمنية. لكن الفوائد الاقتصادية لإنهائها قد تستغرق وقتًا حتى تظهر بشكل ملموس".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة