نيجيريا و"الصحة العالمية" تطلقان أول مسح وطني شامل لمقاومة المضادات الحيوية
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
أطلقت نيجيريا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أول مسح وطني شامل لمقاومة المضادات الحيوية، في خطوة تعد الأهم حتى الآن ضمن جهودها لمواجهة هذا التهديد الصحي المتصاعد.
ويهدف المسح إلى جمع بيانات دقيقة ترشد السياسات الصحية وتدعم قدرة النظام الصحي على التعامل مع العدوى المقاومة للعلاج.
جاء الإعلان عقب ورشة عمل استمرت خمسة أيام، نظمتها وزارة الصحة الفيدرالية والرعاية الاجتماعية ومركز نيجيريا لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بمشاركة جهات حكومية وأكاديمية وشركاء دوليين، حيث جرى اعتماد البروتوكول الفني وخطة التنفيذ. وتعد نيجيريا ثالث دولة في العالم تنفّذ هذا النوع من المسح بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، بعد تأكيد جاهزيتها لتوسعة قدرات المختبرات وأنظمة البيانات وتحديث خطتها الوطنية (NAP 2.0).
وتشير تقديرات عالمية إلى أن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت من أكبر أسباب الوفيات المرتبطة بالعدوى، إذ سجلت نيجيريا في عام 2019 ما يقرب من 263 ألف حالة وفاة مرتبطة بالمقاومة الميكروبية، وهو عدد يفوق إجمالي الوفيات الناتجة عن أمراض الإسهال والسل والملاريا والالتهابات التنفسية والأمراض المدارية المهملة مجتمعين.
وتعتمد الدراسة على منهجية منظمة الصحة العالمية، وستغطي ما بين 40 و45 منشأة صحية في جميع أنحاء البلاد على مدار 12 إلى 15 شهراً، مع التركيز على حالات الاشتباه في التهابات مجرى الدم. ومن المتوقع جمع بيانات من نحو 35 ألف مريض والحصول على حوالي 800 عينة ميكروبية من أكثر مسببات العدوى شيوعاً، في مختبرات معتمدة وفق معايير الجودة. كما يشمل المسح متابعة المرضى عند الخروج وبعد 28 يوماً وثلاثة أشهر.
وقال الدكتور باڤيل أورسو، ممثل منظمة الصحة العالمية في نيجيريا، إن بلاده "تتخذ خطوة حاسمة في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية من خلال نهج قائم على البيانات والأثر القابل للقياس، بما يدعم السياسات الصحية ويُحسّن نتائج العلاج." وأضافت الدكتورة لاتيشا غاهيمبار من المكتب الإقليمي للمنظمة في أفريقيا أن تعزيز المراقبة "يعزز الأمن الصحي الوطني ويرفع قدرة نيجيريا على الاستجابة للتهديدات الميكروبية."
وأكد البروفيسور باباتوندي أوجنبوسي، اختصاصي أمراض الأطفال المعدية، أن المسح يمثل "استثماراً في بناء القدرات الوطنية في البحث والتشخيص وصنع السياسات، وليس مجرد عملية جمع بيانات."
يأتي هذا التحرك ضمن الجهود الدولية لمواجهة خطر مقاومة المضادات الحيوية، التي تعد أولوية قصوى لمنظمة الصحة العالمية، وبمشاركة جهات وطنية بينها مركز مكافحة الأمراض والوكالة الوطنية لمكافحة الإيدز والصندوق العالمي، في إطار مقاربة "صحة واحدة" التي تعترف بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
ومن المتوقع أن يدعم المسح تحسين التشخيص وتوسيع قدرات المختبرات وتعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، بما يسهم في تقليل حالات الفشل العلاجي ودعم التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز الأمن الصحي في نيجيريا والمنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيجيريا أول مسح مقاومة المضادات الحيوية منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة المضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
الغذاء والدواء: المضي قدمًا في تطوير وظائف إدارة الممارسات الجيدة للأدوية وفق برنامج منظمة الصحة العالمية
صراحة نيوز- عقدت المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ورشة العمل الثانية حول أنظمة إدارة الجودة، وذلك في إطار الزيارة الثانية للبعثة الفنية للمنظمة.
وتهدف الورشة المتقدمة إلى دعم نظام إدارة الجودة في المؤسسة، وتعزيز قدرات كوادرها في مجال تطبيق الإرشادات المحدثة لنظام إدارة الجودة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، استمرارًا للتعاون المشترك بين الجانبين.
وخلال الافتتاح، عرضت مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأستاذ الدكتورة رنا عبيدات أبرز ما حققته المؤسسة من تقدم، في عدد من الوظائف التنظيمية، ضمن خطة التطوير المؤسسي، بما في ذلك تعزيز إدارة الموارد البشرية، والتحول الرقمي، وتكامل الأنظمة، وتحديث القوانين والتشريعات، بما ينسجم مع توصيات المنظمة وأفضل الممارسات التنظيمية العالمية.
وأكدت عبيدات مضي المؤسسة قدمًا في تطوير مختلف وظائف إدارة الممارسات الجيدة للأدوية (GBT) ومواصلة نهج العمل المكثف لتحقيق مستوى نضج متقدم بناء على برنامج منظمة الصحة العالمية الخاص بتقوية الأنظمة التنظيمية والرقابية الوطنية، وبما يتماشى مع الرؤية الملكية للتحديث الاقتصادي ، لافتة إلى الإنجاز الذي حققه الأردن بحصول المؤسسة على عضوية PIC/S، ما يعكس الالتزام بالتميز في الرقابة التنظيمية وأنظمة التفتيش الدوائي، ويجسد مهنية كوادرها وقوة شراكاتها الاستراتيجية.
وثمنت عبيدات التعاون المستمر مع منظمة الصحة العالمية لتعزيز النظام التنظيمي والرقابي الوطني للأدوية والمطاعيم والدعم الفني الموصول للوصول إلى مستوى نضج متقدم.
من جهته قال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتور الحسين اخنيف، أن برنامج منظمة الصحة العالمية لتقييم الأنظمة الوطنية التنظيمية والرقابية للأدوية والمطاعيم ( WHO Benchmarking Programme) ليس مجرد خيار، بل أصبحت ضرورة ومحركًا استراتيجيًا لضمان توفير الأدوية عالية الجودة والفعالية والمأمونية، كما أنه يسهم في دفع عجلة رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال تعزيز قطاع الصناعة الدوائية وصولًا إلى أعلى معايير الجودة.
وأشار إلى التزام المنظمة الراسخ بدعم المؤسسة في تحقيق أهدافها وبلوغ مستوى النضج المتوقع، لافتًا إلى أن تطوير نظام قوي لإدارة الجودة خطوة حاسمة لاعتماد معايير تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية التي تُقدمها منظمة الصحة العالمية، مما يُتيح تقييمًا قائمًا على الأدلة، ويعزز ثقافة التعلم والتحسين التنظيمي المستمر.
هذا وشملت الورشة عرضًا تفصيليًا حول التقدم الذي أنجزته المؤسسة في عدد من الوظائف التنظيمية قدمتها مساعد المدير العام للشؤون الإدارية الدكتورة مها الجغبير، وتستمر الورشة على مدار خمسة أيام.