مسعود بزشكيان رئيساً لإيران.. هل تغير نتائج الانتخابات المشهد السياسي؟
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
أسفرت الانتخابات الرئاسية في إيران، اليوم السبت، عن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان مقابل غريمه المتشدد سعيد جليلي الذي وعد بالتواصل مع الغرب وتخفيف تطبيق قانون الحجاب الإلزامي في البلاد بعد سنوات من العقوبات التي فُرضت على الجمهورية الإسلامية.
لم يحمل بزشكيان في حملته الانتخابية أي تغييرات جذرية في النظام الديني الشيعي في إيران، ولطالما اعتبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هو الحاكم النهائي في جميع شؤون الدولة في البلاد.
ويبدو أن أهداف بزشكيان المتواضعة حتى ستواجه تحدياً من قبل الحكومة الإيرانية التي لا تزال إلى حد كبير تحت سيطرة المتشددين، في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والمخاوف الغربية من تخصيب طهران لليورانيوم إلى مستويات قريبة من مستوى صنع الأسلحة النووية.
بلغة الأرقام، أظهرت نتائج فرز الأصوات أن بزشكيان هو الفائز بحصوله على 16.3 مليون صوت مقابل 13.5 مليون صوت لجليلي في انتخابات يوم الجمعة.
وعلى نحو موازٍ، أفادت وزارة الداخلية الإيرانية بأن 30 مليون شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي جرت دون وجود مراقبين دوليين.
لاقى فوز بزشكيان، وهو جراح قلب وسياسي بارز، ترحيباً في شوارع طهران ومدن أخرى حيث خرج المؤيدون خلال ساعات الفجر الأولى للاحتفال به مع تزايد تقدمه على جليلي.
إلا أن فوز بزشكيان يتزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وتقدم البرنامج النووي الإيراني، والانتخابات التي تلوح في الأفق في الولايات المتحدة والتي يمكن أن تعرض أي فرصة للانفراج بين طهران وواشنطن للخطر.
كما أن فوز المرشح الإصلاحي لا يمكن أن يشكّل هزيمة لجليلي، مما يعني أنه سيتعين عليه التعامل بحذر مع السياسة الداخلية الإيرانية حيث لم يسبق للطبيب أن تولى منصباً أمنياً حساساً ورفيع المستوى.
قراصنة معلوماتية يقولون إنهم قطعوا بث خطاب للرئيس الايراني على الانترنتاعتقال ممثلة شهيرة ناشطة في مجال حقوق المرأة في ايرانشاهد: ايران تكشف عن صاروخ بالستي فرط صوتيوشهدت الجولة الأولى من التصويت في 28 حزيران/يونيو أدنى نسبة إقبال في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ولطالما أجمع المسؤولون الإيرانيون على أن الإقبال على التصويت يُعتبر علامة على دعم النظام الديني الشيعي في البلاد، الذي بات ينهار بعد سنوات من العقوبات التي سحقت الاقتصاد الإيراني، والمظاهرات الحاشدة والقمع الشديد لجميع أشكال المعارضة.
وتوقع المسؤولون الحكوميون وصولًا إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ارتفاع نسبة المشاركة مع بدء التصويت، حيث بث التلفزيون الرسمي صورًا لطوابير متواضعة في بعض مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت أن بعض مراكز الاقتراع كانت فارغة، في حين شهد مسح لعشرات المراكز في العاصمة طهران حركة خفيفة وسط تواجد أمني كثيف في الشوارع.
وقدرت السلطات نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة بـ49.6%، وهي نسبة لا تزال منخفضة تاريخيًا بالنسبة لانتخابات الرئاسة الإيرانية.
وأحصت السلطات 607,575 صوتًا ملغيًا في الانتخابات - والتي غالبًا ما تكون علامة على الاحتجاج من قبل أولئك الذين يشعرون بأنهم ملزمون بالإدلاء بأصواتهم لكنهم يرفضون كلا المرشحيَن.
وجاءت الانتخابات وسط توترات إقليمية متصاعدة. ففي أبريل/نيسان، شنت إيران أول هجوم مباشر لها في تاريخها على إسرائيل بسبب الحرب في غزة، في حين أن الجماعات التي تسلحها طهران في المنطقة - مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن - تشارك في القتال وتصعّد من هجماتها.
كما تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من مستويات صنع الأسلحة وتحتفظ بمخزون كبير يكفي لصنع عدة أسلحة نووية، إذا ما اختارت القيام بذلك. في حين يبقى خامنئي صانع القرار النهائي في شؤون الدولة، بغض النظر عن الرئيس الفائز.
وكانت الحملة الانتخابية قد تطرقت مرارًا وتكرارًا ما سيحدث في حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سحب أمريكا من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، في انتخابات نوفمبر.
وقد أجرت إيران محادثات غير مباشرة مع إدارة الرئيس جو بايدن على الرغم من عدم وجود أي تحرك واضح نحو تقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
رغم تماهيه مع الإصلاحيين والمعتدلين نسبيًا داخل النظام الديني الإيراني خلال الحملة الانتخابية، إلا أن بزشكيان كرّم في الوقت نفسه الحرس الثوري الإيراني، حيث ارتدى في إحدى المرات زيه العسكري أمام البرلمان.
وانتقد الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا وأشاد بالحرس الثوري لإسقاطه طائرة أمريكية بدون طيار في عام 2019، قائلًا إنه "وجه لكمة قوية للأمريكيين وأثبت لهم أن بلادنا لن تستسلم".
يُذكر أن أكثر من 61 مليون إيراني فوق سن 18 عامًا اعتُبروا مؤهلين للتصويت، منهم حوالي 18 مليون إيراني تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا. كان من المقرر أن ينتهي التصويت في الساعة السادسة مساءً، ولكن تم تمديده حتى منتصف الليل لتعزيز المشاركة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على وزير الداخلية الايراني والتلفزيون الرسمي على خلفية قمع الاحتجاجات شاهد: المئات يتظاهرون في باريس تنديدا بالنظام الايراني باريس "تندد" بإطلاق ايران صاروخا تزامنا مع إحراز "تقدم" في المفاوضات النووية الولايات المتحدة الأمريكية الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024 تحطم الطائرة الايرانية البرنامج الايراني النووي
المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 إيران غزة الانتخابات البريطانية 2024 كير ستارمر ريشي سوناك الانتخابات الأوروبية 2024 إيران غزة الانتخابات البريطانية 2024 كير ستارمر ريشي سوناك الولايات المتحدة الأمريكية الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024 تحطم الطائرة الايرانية البرنامج الايراني النووي الانتخابات الأوروبية 2024 إيران غزة الانتخابات البريطانية 2024 كير ستارمر ريشي سوناك إسبانيا بشار الأسد سوريا قطاع غزة إبراهيم رئيسي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الأوروبية الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
تصعيد غربي ضد إيران أمام الوكالة الذرية وعراقجي يرد
تعتزم الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين تقديم مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع المقبل، يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها النووية، وسارعت طهران بالتهديد برد قوي على أي انتهاك لحقوقها.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن القرار الذي ستقدمه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، يستند إلى تقرير حديث للوكالة أشار إلى "نقص عام في التعاون" من جانب إيران. وأضافت المصادر أن الدول الغربية قد تلجأ إلى إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تُبدِ طهران "حسن نية" خلال الفترة المقبلة.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامج إيران النووي، الذي تؤكد طهران أنه مخصص لأغراض سلمية، بينما تتهمها الدول الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر دبلوماسية بأن التصويت على مشروع القرار سيُجرى في اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا يوم 11 يونيو/حزيران الجاري، بهدف "زيادة الضغط" على إيران.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أوروبا على وشك ارتكاب خطأ إستراتيجي آخر، وإن طهران سترد بقوة على أي انتهاك لحقوقها، مشددا على أنه بدلا من التعامل بحسن نية تختار الترويكا الأوروبية اتخاذ إجراءات مغرضة ضد إيران بمجلس محافظي الوكالة.
إعلانواعتبر عراقجي أنه بعد سنوات من التعاون الجيد مع الوكالة الذرية تُتهم بلاده زورا بعدم الامتثال وانتهاك اتفاقية الضمانات عبر تقارير مسيسة يهدف إلى افتعال أزمة.
وكان المدير العام للوكالة الذرية رافائيل غروسي كشف في تقرير سري -أعدته الوكالة بطلب من مجلس محافظيها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- أن إيران قامت سابقا بأنشطة نووية غير معلنة استخدمت فيها مواد نووية في 3 مواقع لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب مواقع أخرى محتملة، في إطار ما وصفه التقرير بأنه "برنامج نووي منظم غير معلن" استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
وأوضح التقرير أن إيران زادت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مشيرا إلى أن مخزونها من هذا النوع بلغ نحو 409 كيلوغرامات -بزيادة بنسبة تقارب 49% منذ تقرير فبراير/شباط الماضي- وهي كمية كافية لتصنيع سلاح نووي في حال تم تخصيبها إلى مستوى 90%.
لكن إيران رفضت تقرير الوكالة الأخير، واعتبرته "مناورة سياسية"، متهمة إسرائيل بتزويد الوكالة بمعلومات "غير موثوقة ومضللة"، مؤكدة عدم وجود أي مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة، وشددت على أنها ستتخذ "التدابير المناسبة"، ردا على أي محاولة لاتخاذ إجراءات ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة.
ترقب إسرائيليوفي سياق متصل، ذكرت موقع أكسيوس الأميركي -نقلا عن مسؤولَين إسرائيليَّين على اطلاع بهذا الشأن- أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ما لم تفشل الجهود الدبلوماسية الجارية، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة عُمانية، التي تهدف إلى التوصل لاتفاق يحد من تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متصاعدا على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المستمر على قطاع غزة، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد.
إعلان