شبكة اخبار العراق:
2025-05-23@20:24:03 GMT

قفص الرئاسة في إيران

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

قفص الرئاسة في إيران

آخر تحديث: 6 يوليوز 2024 - 12:07 مبقلم: فاروق يوسف  إيران انتخبت وهي ستنتخب. ولكن ما معنى الديمقراطية الإيرانية في ظل هيمنة ولاية الفقيه وسيطرة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على القرار السياسي؟مرشح المحافظين المتشدد سعيد جليلي ومرشح الإصلاحيين مسعود بيزشكيان انتقلا من الجولة الأولى إلى الجولة الثانية وهي الأخيرة التي سيتمكن من خلالها أحدهما من أن يكون رئيسا للجمهورية الإسلامية.

بالتأكيد هناك مسافة تفصل بين رئيس محافظ ورئيس إصلاحي. ولكن تلك المسافة تصغر وتكبر حسب الزاوية التي يتم النظر من خلالها. فتجربة رئيس إصلاحي ليست جديدة على إيران. كان هناك حسن روحاني وهو إصلاحي معمم. حين زار روما اضطرت إدارة متحفها إلى تغطية التماثيل الأثرية الرومانية العارية بناء على رغبة الرئيس الذي زار المتحف. لا ينظر العالم باهتمام إلى الانتخابات الرئاسية في إيران كما يفعل مع الانتخابات في دول تعرف شعوبها أن هناك قيمة لأصواتها في إحداث التغيير. ليست الديمقراطية في إيران فرصة للتغيير ،بعد أكثر من أربعين سنة على هيمنة الولي الفقيه ومؤسساته على مقاليد الحكم صار الإيرانيون على دراية بأساليب اللعبة الديمقراطية في بلادهم. فلا فرق بين محافظين وإصلاحيين إلا على مستوى الخطاب الموجه إلى العالم الخارجي. وهو خطاب يتسم بالكثير من الخداع والكذب إذا ما كان إصلاحيا وبالمناورة والتضليل إذا ما كان محافظا. ولكن الرئيس سواء كان محافظا أو إصلاحيا لا بد أن يكون مؤمنا بخط الإمام الخميني القائم على مبدأ تصدير الثورة الذي يتولى الحرس الثوري شؤونه. وهو ما يعني أن مؤسسة الرئاسة هي أدنى مرتبة من مؤسسة الحرس الثوري التابعة مباشرة إلى المرشد الأعلى. يبدو الرئيس الإيراني مغلوبا على أمره ولكنه ليس كذلك عمليا. كل الذين حكموا إيران في سياق ديمقراطيتها كانوا معادين للعالم العربي كما لو أن قدسهم ليست جزءا من ذلك العالم. في ذلك يكمن أحد أهم المؤشرات على خضوعهم التام والطوعي لتعليمات الولي الفقيه. فالعداء للعالم العربي يشكل واحدة من أهم مفردات الثورة الإسلامية.ذلك العداء هو ما كشفت عنه التنظيمات المسلحة التي نشرتها إيران في العالم العربي؛ حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن والحشد الشعبي في العراق. كل تلك التنظيمات إنما وُجدت من أجل القفز على العروبة كما لو أنها لم تكن. لذلك فإن التفكير برئيس إيراني إصلاحي باعتباره أملا في استقرار المنطقة هو نوع من الخيال الساذج. الشعب الإيراني اليائس من رئاسته لن ينتخب إلا رئيسا عدوّا للعرب. ذلك هو الخيار الوحيد أمامه وهو بحكم تربيته الوطنية والطائفية لن يرى شرا في ما يفعل. سيكون ذلك فعلا ثانويا.لا يثير العداء للعرب هواجس الإيرانيين العاديين. ما يخيفهم حقا درجة العداء للعالم الخارجي. ولقد كشف النظام الإيراني عن موهبة عالية في التحكم بتلك الدرجة من خلال سلوك حرباوي متلوّن،لا يثير العداء للعرب هواجس الإيرانيين العاديين. ما يخيفهم حقا درجة العداء للعالم الخارجي. ولقد كشف النظام الإيراني عن موهبة عالية في التحكم بتلك الدرجة من خلال سلوك حرباوي متلوّن. يلين القرار السياسي الإيراني حين يشتد حزم المجتمع الدولي ممثلا بالغرب، أما حين تنخفض حدة الصوت الغربي فإن النظام الإيراني يتشدد. وفي الحالين يعرف صناع القرار في الغرب أن القرار الأخير بيد المرشد الأعلى وأن مَن يفاوضونهم مجرد دمى محشوة بكلام، كل الهدف منه شراء الوقت. لا ينظر العالم باهتمام إلى الانتخابات الرئاسية في إيران كما يفعل مع الانتخابات في دول تعرف شعوبها أن هناك قيمة لأصواتها في إحداث التغيير. ليست الديمقراطية في إيران فرصة للتغيير. فالرئيس هناك سواء كان محافظا أم إصلاحيا لا يفكر أصلا في التغيير بقدر ما يفكر في إثبات ولائه لمبادئ الثورة وإخلاصه لها. رضا الولي الفقيه هو الغاية التي لا يتم الوصول إليها إلا عن طريق التصالح مع مؤسسة الحرس الثوري وهي عبارة عن أخطبوط يمد أذرعه إلى الدولة بسياستيها الداخلية والخارجية وإلى الاقتصاد بصادراته ووارداته، وإلى المجتمع باعتباره مختبرا لتطبيق قوانين الدولة الدينية التي يقوم الحرس بحمايتها. وسط ذلك النشاط المحتدم والمحكم تحل مفردة “إصلاح” بطريقة شاذة. علينا هنا أن نتأمل طويلا مفهوم الإصلاح على الطريقة الإيرانية وإن كان ذلك التأمل يغلب عليه اليأس. يضع الإصلاحيون في أجندتهم مسألة إصلاح النظام وهو نظام يغلب عليه الفساد بسبب هيمنة الحرس الثوري عليه. تلك عملية ترقيع لا غنى عنها في محاولة خداع الرأي العام الإيراني الذي سبق له وأن عبر عن استيائه من كبت الحريات العامة وبالأخص حرية المرأة.وليس من باب التشاؤم القول إن الرئيس الإيراني المقبل، سواء كان محافظا أم إصلاحيا لن يجرؤ على إطلاق الحريات العامة، فهو شخصيا لا يعمل بحرية. الرئيس سجين مؤسسة يحكم المرشد الأعلى قبضته عليها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: المرشد الأعلى الحرس الثوری فی إیران

إقرأ أيضاً:

موسكو: لا اتفاق على لقاء روسي أوكراني جديد

موسكو، كيف (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة صقر غباش يلتقي رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية بوتين: إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أكد الكرملين أنه لا يوجد اتفاق بعد على لقاء روسي أوكراني ثان، يمكن أن يعقد في الفاتيكان، وفقاً لتقارير صحفية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، خلال إيجازه الصحافي اليومي: «لا يوجد اتفاق بعد، ولا اتفاق ملموس بشأن اجتماعات مستقبلية».
وأضاف أن «العمل مستمر لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها».
وأكدت روسيا وأوكرانيا، أنهما تريدان تنفيذ اتفاق تبادل ألف أسير من كل جانب الذي أُعلن عنه يوم الجمعة الماضي في تركيا، قبل النظر في مواصلة المناقشات.
وأضاف بيسكوف: «الجميع يريد أن يحدث هذا بسرعة»، من دون أن يحدد موعداً، في وقت رفض المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف التعليق على سؤال حول إمكان إجراء مفاوضات في الفاتيكان.
من جانبه، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين الماضي، عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن كييف تدرس كل الاحتمالات بشأن مكان لقاء ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما تركيا والفاتيكان وسويسرا.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أمس، عقب محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن الدولي في وزارة الخارجية السويسرية غابرييل لوتشينغر، إن سويسرا أكدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الأوكرانية الروسية المستقبلية.
وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع عام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن فشل الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى.
وتتمسك روسيا التي يحتل جيشها نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن 4 مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.
كذلك تطالب كييف، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً.
وفي السياق، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلاً عن الكرملين أمس، أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم 1000 أسير حرب تريد استعادتهم في صفقة تبادل مقبلة.

مقالات مشابهة

  • ريتايو يتصدر الاستطلاعات بين مرشحي الرئاسة في فرنسا
  • إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية
  • إيران: أي مغامرة أمريكية في المنطقة ستنتهي بما شهدته أفغانستان وفيتنام
  • البرلمان الإيراني: الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك إيران جيوسياسيا
  • موسكو: لا اتفاق على لقاء روسي أوكراني جديد
  • الحرس الثوري الإيراني: سنرد بقوة مدمرة على أي حماقة للعدو الصهيوني
  • وزير الخارجية الإيراني عشية المباحثات النووية: لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن
  • الحرس الثوري يهدد إسرائيل برد حاسم إن هاجمت إيران
  • الحرس الثوري الإيراني يلوّح برد مدمّر على أي هجوم إسرائيلي
  • محافظو اقليم كوردستان يصلون طهران للقاء الرئيس الإيراني