سواليف:
2025-05-09@23:50:13 GMT

تأثير ديدرو

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

تأثير #ديدرو

م. #أنس_معابرة

دنيس ديدرو #فيلسوف #فرنسي، عاش في القرن الثامن عشر، وكان يعاني من الفقر المدقع، لدرجة أنه كان عاجزاً عن تجهيز أبنته الوحيدة للزواج، وكان يمضي جُلّ وقته في المذاكرة والكتابة، وكان أعظم إنجازاته في ذلك الوقت هو موسوعة انسيكلوبيديا الشهيرة حالياً، والتي كان مشاركاً به مع مجموعة من العلماء والأدباء والفلاسفة.

وفي يوم من الأيام انقلبت حياته رأساً على عقب، فلقد كانت كاثرين العظمى الإمبراطورة الروسية محبة للقراءة، وسمعت عن الإنجاز الذي حققه ديدرو، فما كان منها إلا أن استدعته للاطلاع على الموسوعة، ولحسن حظه؛ فلقد حازت الموسوعة على اعجابها بشكل كبير.

مقالات ذات صلة هاجر يا قتيبة 2024/07/07

اشترت الامبراطورة الموسوعة والمكتبة التي يملكها الفيلسوف ديدرو بالكامل مقابل ألف جنيه (أي ما يعادل 150 ألف دولار في وقتنا الحالي). لم تقف المفاجأة عند هذا الحد؛ بل لم تأخذ الامبراطورة الكتب إلى قصرها، بل أبقتها في بيته لوقت حاجتها إليها، وعينه أميناً على المكتبة مقابل راتب شهري مجزٍ.

طبعاً بادر ديدرو إلى تجهيز ابنته للزواج، ليس هذا فحسب، بل واشترى ثوباً جميلاً ليحضر به حفل الزفاف، وبعد فترة؛ لاحظ بأن الثوب الجديد المطرز الجميل لا يتناسب مع بقية ملابسه، فبدأ بتغييرها القطعة بعد الأخرى، ثم بدأ بتغيير أمتعة المنزل ومفروشاته لتتناسب مع حُلته الجديدة، وتتابعت عمليات الشراء، فكل قطعة يجلبها إلى المنزل، تحتاج إلى شراء قطع أخرى، وهكذا.

أطلق العلماء على ما حصل “تأثير ديدرو”، ويتلخص بأن الأمور عادة ما تتلاحق، فعندما تشتري المرأة ثوباً جديداً، تبدأ في البحث عن حذاء مناسب له، ثم حقيبة، ثم حجاباً، أو ملحقات كالأقراط أو الزينة، وغيرها، ولا تتوقف عملية الشراء على الثوب فحسب.

وهو ذاته ما يحصل مع من يلعب القمار، أو البلايستيشن، فهو يلعبها بقصد التسلية ساعة واحدة، وتبدأ كل لعبة ترسم تحدياً جديداً في عقله، ويدخل في دوامة طويلة، ولا يقوم عن طاولة القمار إلا وقد خسر ماله كله، أو لا يترك البلايستيشن إلا وقد انبلج نور الصباح.

نعم؛ ربما ترى تأثير ديدرو سلبياً، فالتصرف السلبي قد يجر خلفه مجموعة من التصرفات السلبية التي لا تنتهي إلا بالهلاك، ولكن في الجانب المقابل؛ لو بدأت تصرفاً ايجابياً، فقد تتابع التصرفات الإيجابية بحسب تأثير ديدرو ذاته.

لنقل أنك بدأت تتناول الطعام الصحي، وشعرت بتحسن على صحة جسدك، ووجدت الجهد اللازم للمشي يومياً لمدة ساعة، بعدها تعلّقت بالمشي، فذهبت وسجلت في نادِ صحي، وبسبب الجهد الذي تبذله خلال التمارين الرياضية وتحسن نوعية الطعام، بدأت تلجأ إلى النوم مبكراً، وتخلصت من الأرق وصعوبات النوم، وعندما أصبحت تنام بشكل أفضل، بدأ تركيزك يزداد خلال العمل، وتحسن معدل انتاجيتك، وارتفع تقييمك السنوي، وربما تحصل على علاوة في الراتب أو ستجد وظيفة براتب أفضل، مما سيحسن طبيعة حياتك، أو سيزيد من معدل الادخار لديك.

خلاصة القول:

تأتي النار دائماً من مستصغر الشرر، فلا تستهن بالأمور الصغيرة، عادة إيجابية بسيطة قد تنقلك إلى مسار آخر بعد عدة سنوات، وعادة سلبية بسيطة قد تجعل من حياتك جحيماً، فالبعض ممن أراد فقط أن يجرب المخدرات، وُجد ميتاً بجرعة زائدة بعد فترة وجيزة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فيلسوف فرنسي

إقرأ أيضاً:

هل تذكرون مالذي دفع الجميع للوقوف مع جيشهم صباح يوم 15 من أبريل يوم بدأت الحرب؟

لننفض جميعنا الغبار وأثر الزمن وصعاب المعاناة، يجب أن نستعيد خطاب الحرب والمواجهة بكل معانيه وقيمه، هل تذكرون مالذي دفع الجميع للوقوف مع جيشهم صباح يوم الخامس عشر من أبريل يوم بدأت الحرب؟ إنها روح الوطنية والكرامة والإدراك الجمعي الرافض لكل ما تمثله مليشيا الدعم السريع، إخوتي إن اللحظة الحالية أشبه ببداية الحرب، وإن كنا قد قطعنا شوطا كبيرا في تفكيك المليشيا، إلا أن داعمها سيظهر ليساعدها وفق أوامر سيده، وهذا ما يجب علينا منعه ومقاومته.

المرحلة القادمة هي مرحلة حربية تماما، سنتوقف عن السياسة والخلاف والمناقشات الفرعية والتي ظهرت كأن البعض منا قد نزل من الجبل، لنعد جميعا لما كنا عليه ولنواجه العدو متماسكين صابرين بقلوب شجاعة، لنفرض
إنهم يهدفون لتركيعنا وكسرنا والسيطرة على وطننا وما يملكه من موقع مهم لهيمنتهم الاستعمارية، وينظرون لنا كفائض بشري لا معنى لوجوده هنا.

هل نرضى بذلك؟ هل نجزع؟ هل نخاف؟ هل نقبل؟
الإجابة تأتي مما يحمله معنى أن تكون سودانيا، لا لن نقبل ولن نجزع ولن نخاف، فالسوداني هو سيد هذه الأرض كيفما كانت قبيلته أو منطقته أو حزبه، وحربهم عليه هي عدوان على وطنه وأرضه، وحربه ضدهم هي نبل وشرف وعزة وكرامة.

لنتحد جميعا خلف الجيش إذن وبلا شروط، لكننا نتشارك معه ونتقدم بلا تردد، لنستنفر قوة الشباب والرجال والنساء، الجميع نحو التأهب للحرب وفي كل الأصعدة، لتوحدنا البنادق والخنادق والخطاب، ولتكن كرامتنا وكرامة وطننا هي بوصلتنا التي تحدد وجهتنا.
اليوم كلنا كما بدأنا:
جيش واحد شعب واحد.
#جيش_واحد_شعب_واحد

الشواني هشام عثمان الشواني إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 200 بحار يستعدون لمغادرة ميناء رأس عيسى بعد الاستسلام الحوثي
  • أحد ضحايا مستريح السيارات: دفعنا أموالًا منذ 2023 ولم نستلم سيارات
  • هل بدأت ساعة أوروبا الأخيرة؟
  • هل تذكرون مالذي دفع الجميع للوقوف مع جيشهم صباح يوم 15 من أبريل يوم بدأت الحرب؟
  • فى غاية الأهمية.. احتفالات عيد النصر في روسيا |متى بدأت وما مراسمها؟
  • المشدد 5 سنوات لسائق دهس آخرين تحت تأثير المخدرات بالقناطر
  • تأثير مضاعف لدى النساء.. دراسة: كوبان من القهوة السوداء يوميًا يقيان من السكري
  • مناقشة تأثير "الإدمان الإلكتروني" في بسناو
  • قناة السويس تبدأ جهودها لمناقشة تأثير الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر على حركة الملاحة
  • جلسات المعرض الدولي للامتياز التجاري تستعرض تأثير الامتياز على العلامات التجارية