عربي21:
2025-05-25@03:29:07 GMT

اليقين الفلسطيني سيهزم الظن الصهيوني

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

العدوان المستمر على غزة، والتوسع الاستيطاني الضخم في الضفة، والاقتحام الممنهج للمسجد الأقصى ومحاولات تهويد القدس وبقية الأرض الفلسطينية، جميعها أحداث ووقائع توازي في أهميتها أحداث جريمة النكبة الفلسطينية عام 1948، وستترك آثارا استراتيجية تنعكس على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة العربية تتجاوز الحسابات والمصالح الضيقة لمختلف الأطراف العربية والدولية، التي بقيت تنظر لقوانين الصراع القائمة من الزاوية الصهيونية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.



وفي موازاة الغزو الواسع والشامل لقطاع غزة بمنهجية التدمير الشامل، وارتكاب جرائم الحرب والإبادة في محاولة لسحق مقاومة الشعب الفلسطيني والقضاء عليها وخلق عامل سياسي مختلف يتم التعامل معه وفق المصلحة الأمنية والسياسية للاحتلال، يأتي سعير وانفلات هجمة استيطانية وعدوان قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال على بقية الأرض الفلسطينية في مدن الضفة والقدس، مع تصاعد لافت للمقاومة هناك.

العواقب الوخيمة التي انعكست على المؤسسة الصهيونية وسمعتها السياسية والعسكرية وتصدع سرديتها الزائفة، هي عواقب وخيمة أيضا للرهان العربي والفلسطيني على تلك المؤسسة القائمة على العدوان والبطش والسيطرة والتهويد والتزوير والسطو، والتي تنسف بمجملها عقلية التعاطي السابق بالعجز والاستسلام الكلي للأمر الواقع الصهيوني
وللوقوف على أبعاد الوضع الراهن في غزة والضفة المحتلة، يجدر بنا ملاحظة ما خطط له الائتلاف الفاشي في إسرائيل بزعامة كل من نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، ولا تخلو هذه الخطط من مخاطر حقيقية من حيث تأثيرها المباشر على الأرض والشعب الفلسطيني وعلى قضيته عموما. لكن التأثير المباشر على "أمن وطمأنينة" الاحتلال من خلال تصدي المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لهذه السياسات والجرائم، وصمود المقاومة في غزة، وتصاعدها في الضفة، والخسائر النسبية التي لحقت بجيش الاحتلال ومؤسسته الأمنية منذ عملية "طوفان الأقصى".. كل ذلك أربك الحسابات والخطط الصهيونية لما أطلقوا عليه "اليوم التالي" لغزة، مع سقوط بنك الأهداف الكبرى الذي حددته المؤسسة الصهيونية لنفسها في غزة؛ بالقضاء على المقاومة واجتثاثها واسترجاع أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة دون ثمن.

لكن التركيز هو على الهدف الأساسي بإحداث تدمير شامل للبنية التحتية للمجتمع الفلسطيني في غزة، وجعله غير قابل للحياة، حتى لا يستطيع الفلسطينيون التصرف كعامل سياسي متصل ببقية القضية الفلسطينية، وأن لا يكون للمقاومة رأي وكلمة في حاضر ومستقبل شعبها، وهي أبعاد مكشوفة القصد على الساحة الفلسطينية، مع انكشافات أخرى لسياسة المراوغة المتبعة مع الفلسطينيين والعرب بخصوص "السلام" والتطبيع مع المؤسسة الصهيونية.

هذه الأهداف السياسية، هي ما فشل الاحتلال في تحقيقها بعد تسعة أشهر من العدوان المستمر والواسع، وهو بيت القصيد الذي يجب أن تدركه السلطة الفلسطينية وقياداتها، بعدما أدركته المقاومة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، للتعامل مع الواقع المستجد الذي تفرضه سياسات وخطط الاحتلال لهم ولأرضهم، وما ينبغي وعيه عربيا وفلسطينيا.

إن العواقب الوخيمة التي انعكست على المؤسسة الصهيونية وسمعتها السياسية والعسكرية وتصدع سرديتها الزائفة، هي عواقب وخيمة أيضا للرهان العربي والفلسطيني على تلك المؤسسة القائمة على العدوان والبطش والسيطرة والتهويد والتزوير والسطو، والتي تنسف بمجملها عقلية التعاطي السابق بالعجز والاستسلام الكلي للأمر الواقع الصهيوني. وتجاربه العدوانية مع الفلسطينيين والعرب أكسبت الرهان عليه خسائر وفشلا مضاعفا لأمنهم وأرضهم ومصالحهم الوطنية والقومية.

ولا شك أن هذه المحصلة غير النهائية، من ناحية المواجهة العسكرية- البشرية، هي أكبر دليل على فشل الأهداف السياسية والعسكرية التي تحاول فيها دولة الاحتلال بدعم أمريكي وغربي فرضها على المنطقة، من خلال محاولة إلحاق هزيمة مؤلمة بالشعب الفلسطيني بإعادة احتلال غزة وتدميرها، وضم الضفة الغربية بسياسات مصادرة الأرض والاستيطان وإجهاض فكرة تحقيق "دولة فلسطينية" على الأرض، واستبدال كل ذلك بمشاريع سياسية وأمنية تصب في مصلحة المشروع الصهيوني.

أصحاب الأرض والتاريخ والحضارة، قادرون على إيقاع خسائر متكافئة في صفوف الغزاة والمحتلين لأرضهم، وبأن هذه القدرة حق أصيل يمتلكه كل شعب يتعرض لاحتلال، وبأن المساس بحقوقهم وبعماد قضيتهم يمس كل من تعنيه هذه القضية العادلة، وتؤثر على وجود كيانات وأدوار "مأمولة" صهيونيا في المنطقة والعالم
ولعله من المستحسن أن نتذكر جيدا ونذكر كل المراهنين على هزيمة الفلسطينيين ومقاومتهم بعد تسعة أشهر من المواجهة والصمود والثبات، ومن تعكر مزاج الصهينة لديهم عربيا من هذا الصمود الأسطوري في غزة، أن الفضل الكبير لكل هذه الارتدادات السياسية والأمنية في المنطقة وفي العالم والتأثير بالرأي العام الدولي، يعود لثبات استراتيجية التصدي والمواجهة والصمود التي اتبعنها المقاومة الفلسطينية.

أخيرا، ظنت المؤسسة الصهيونية بأنها قطفت ثمرة التطبيع العربي معها، وبأن أوسلو مكنها من تثبيت أمر واقع بوجود سلطة فلسطينية تخدم أمنها، وحين مضى الظن الإسرائيلي إلى حد الأمل بإبادة الوجود الفلسطيني في غزة وبقدرته على سحق مقاومة الفلسطينيين لعدوانها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، قدمت المقاومة الفلسطينية الحقيقة التي أطاحت بكل الظنون الصهيونية والعربية.

فقد اتضح قبل أي شيء آخر، أن أصحاب الأرض والتاريخ والحضارة، قادرون على إيقاع خسائر متكافئة في صفوف الغزاة والمحتلين لأرضهم، وبأن هذه القدرة حق أصيل يمتلكه كل شعب يتعرض لاحتلال، وبأن المساس بحقوقهم وبعماد قضيتهم يمس كل من تعنيه هذه القضية العادلة، وتؤثر على وجود كيانات وأدوار "مأمولة" صهيونيا في المنطقة والعالم. وأيا كانت النتائج التي ستنجلي عنها عملية العدوان على غزة، فإن الطريق الذي عبّده الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه لن يقفل، لظنه خيرا بأمته وبنفسه وبإرادته ومقاومته.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية الاحتلال الإبادة فلسطين غزة الاحتلال الإبادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إب تحتشد في 177 مسيرة شعبية دعمًا لغزة ومواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني

يمانيون../
شهدت محافظة إب، اليوم الجمعة، تنظيم 177 مسيرة جماهيرية حاشدة في مختلف مديرياتها، لتجديد التأكيد على ثبات الموقف اليمني الرافض للعدوان الصهيوني، والداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الإبادة والتجويع، تحت شعار: “ثباتاً مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”.

وافتتحت المسيرات الكبرى في ساحة الرسول الأعظم بمدينة إب، بمشاركة محافظ المحافظة عبدالواحد صلاح، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة، ومسؤولي التعبئة، الذين جددوا العهد بالوقوف إلى جانب غزة حتى تحقيق النصر ورفع الحصار الظالم.

ورفض المشاركون بشدة الجرائم الدموية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرين هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، وحمّلوا الصمت العربي والدعم الأمريكي المسؤولية عن استمرار آلة القتل والدمار.

على الصعيد الميداني، شهدت مديريات المربع الشمالي “يريم، السدة، النادرة، والرضمة” 31 مسيرة حاشدة، أكدت تمسكها بموقف اليمن الثابت في دعم القضية الفلسطينية رغم كل محاولات العدوان الأمريكي الفاشلة للتأثير على الإرادة الشعبية.

وفي المربع الغربي، احتشد آلاف المواطنين في عشر ساحات بمديرية العدين، ضمّت مناطق عردن، العمارنة، المسيليم، بني عمران، بلاد المليكي، الحجيف، الكريف، الحصابين، وحدبة، حيث عبّر المشاركون عن رفضهم القاطع للدعم الأمريكي الصهيوني المشترك، ونددوا بالتواطؤ الدولي والصمت العربي المخزي إزاء جرائم الإبادة.

كما خرجت 25 مسيرة في مديرية الحزم، و10 مسيرات في فرع العدين، و11 مسيرة في مذيخرة، وأعداد كبيرة في مديريات ذي السفال، السياني، حبيش، المخادر، القفر، بعدان، الشعر، السبرة، وجبلة، مؤكدين جميعاً على موقف ثابت لا يتزحزح في دعم غزة وفلسطين.

وحمّل المشاركون الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني كامل المسؤولية الجنائية عن جرائم العدوان وتأثيراته الكارثية على المنطقة برمتها.

وأشاد البيان الختامي الصادر عن المسيرات بـ”الصمود الأسطوري والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعباً”، داعياً شعوب الأمة إلى استلهام العبر من ثباتهم وتضحياتهم.

كما ندد المشاركون بتصعيد العدو الصهيوني لجرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، من قتل وتشريد وتجويع وتجريد من أبسط مقومات الحياة، في ظل صمت وإهمال دولي وعربي مؤلم.

وأكد البيان أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مواقفه الداعمة للحق الفلسطيني، وسيواصل وقوفه بثبات وإصرار حتى يتحقق الفرج ويكتب الله النصر لغزة وأهلها الصامدين.

ودعا البيان شعوب الأمة إلى كسر جدار الصمت والتخاذل، وتسجيل موقف عملي وعاجل يليق بمدى المأساة والجرائم المرتكبة، محذراً من العواقب الدنيوية والأخروية لكل متخاذل أو متواطئ.

وختاماً، عبّر البيان عن الفخر بالعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، والتي ألحقّت به خسائر كبيرة، داعياً إلى تصعيد العمليات العسكرية لتصل إلى ردع العدو ووقف عدوانه الظالم، ورفع الحصار عن غزة، تمهيداً لتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
  • إب تحتشد في 177 مسيرة شعبية دعمًا لغزة ومواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني
  • استشهاد يقين حمّاد الطفلة الفلسطينية الناشطة على مواقع التواصل
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • المتحدث باسم الحكومة الألمانية يكشف تفاصيل خاصة عن المساعدات التي سمح العدو الصهيوني بإدخالها إلى قطاع غزة
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • «يسار» يائير غولان وقيح الصهيونية المعاصرة
  • مالك اليحمدي: الاستثمار العقاري أحد أبرز المسارات التي نراهن عليها لتحقيق الاستدامة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: شاحنات المساعدات على الحدود ولم تدخل غزة
  • بيروت.. عباس يبحث الملف الفلسطيني مع وفود عربية ومسؤولة أممية