ترامب يهاجم نائبة الرئيس الأمريكي.. ويدعو بايدن لتحدي الجولف
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، هجوما لاذعا ضد نائبة الرئيس الامريكي كامالا هاريس، خلال تجمع حاشد بالقرب من ميامي، في وقت يحتدم فيه الصراع داخل الحزب الديمقراطي بشأن ما إذا كان يجب أن يواصل جو بايدن السباق الرئاسي من عدمه.
وخلال حديثه في نادي الجولف المملوك له في مدينة دورال، بولاية فلوريدا، التزم ترامب الصمت حيال اختياره لنائب الرئيس المحتمل، رغم أن اسم عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو، الذي كان حاضراً في الحدث، ذكر مرات عدة.
وتحدّث ترامب عن روبيو بالاسم، قائلاً: "أعتقد أنهم ربما يعتقدون أنني سأعلن أن ماركو سيكون نائب الرئيس، لأن هذا الأمر يحظى بتغطية إعلامية كبيرة".
وقال ترامب هذا الأسبوع إنه من المرجح أن يتخذ قراراً قبيل أو خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي تبدأ فعالياته في 15 يوليو الجاري.
ورغم اعتلائه المنصة متأخراً بنحو ساعة، لم يتوقف ترامب في انتقاد بايدن، بسبب أدائه في المناظرة الرئاسية التي أجريت يونيو الماضي، والتي أثارت الشكوك بشأن قدراته الذهنية وأهليته لمنصب الرئيس، وأججت دعوات بعض الديمقراطيين لتنحيه عن السباق الرئاسي، لكن بايدن يصر على أن الأمر ليس سوى ليلة سيئة وأنه لن ينسحب من السباق.
وبلهجة ساخرة وصف ترامب اختيار بايدن لهاريس، أول امرأة من أصول إفريقية تشغل منصب نائب الرئيس، بأنه "قرار رائع"، معتبراً أنها غير كفؤة إلى حد أن الديمقراطيين مترددين حيال استبدال بايدن بها على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين لمنصب الرئاسة.
واتهم ترامب هاريس، وهي عضوة مجلس الشيوخ والمدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا، بالعمل مع ديمقراطيين آخرين لـ"التغطية على مشكلات السلامة العقلية التي يعاني منها بايدن". وأضاف أن سجل هاريس "سيضر بحظوظها الانتخابية".
وقال ترامب: "لا أعتقد أن اشتراكية كاليفورنيا التي اعتنقتها هاريس تحظى بقبول واسع لدى الأميركيين في دورال أو في ميامي أو في فلوريدا، لأننا في فلوريدا لا نحب الاشتراكية، وإنما نريد حريتنا".
وتحدى ترامب بايدن في مباراة للجولف، قائلاً: إنها يجب أن تكون رجلاً لرجل، بلا منظمين وبلا قيود، على 18 حفرة في الجولف، في إشارة إلى الجدل الذي خاضاه خلال المناظرة بشأن من له أفضل أداء في هذه الرياضة.
وقال ترامب: "يكون هذا التحدي ضمن أكثر الفعاليات الرياضية مشاهدة في التاريخ، ربما أكثر من كأس رايدر أو بطولة الماسترز"، مضيفاً أنه "سيوجه لبايدن 20 ضربة".
ورغم أنه وصف المحاكمات التي يواجهها بأنها "مدفوعة سياسياً"، إلا أن ترامب قال: إنه يقدر بشدة الشجاعة التي أبداها القضاة المحافظون الذين حكموا لصالحه"، مضيفاً: "إنهم يمتلكون عقلية عظيمة ورؤية ثاقبة وبصيرة فائقة".
ومن المقرر أن يسافر الرئيس السابق، السبت، إلى بنسلفانيا لحضور تجمع حاشد بعد الظهر في بوتلر، حيث ينصب التركيز على أي إشارة أو إعلان بشأن مَن سيختاره لمنصب نائب الرئيس.
كما يُنظر إلى روبيو، والسيناتور جيه دي فانس، وحاكم ولاية نورث داكوتا دوج بيرجوم، باعتبارهم المنافسين الرئيسيين للانضمام إلى ترامب على قائمة الترشيح الجمهورية.
في المقابل، اتهمت حملة بايدن الرئيس السابق بالكذب بشأن هاريس، وقالت إنه يحاول صرف الانتباه المتزايد عن مشروع 2025، وهو عبارة عن حزمة خطط مثيرة للجدل وضعتها مجموعة محافظة لإعادة تشكيل الرئاسة حال فوز ترامب في انتخابات 5 نوفمبر.
وقال متحدث باسم حملة بايدن، إن "تصريحات ترامب الغريبة والمضطربة لن تمنع نائبة الرئيس هاريس من الدفاع عن سجل بايدن، والنظر في سجل ترامب المتطرف".
ورفضت حملة بايدن تحدي الجولف، ووصفته بأنه "خدعة"، مضيفة أن بايدن مشغول بقضايا الحكم، فيما علّق الناطق باسم الحملة جيمس سينجر: "كنا نتحدى دونالد ترامب أن يقف في وجه فلاديمير بوتين، ولكنه ركع له".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المرشح الجمهوري انتخابات الرئاسة الامريكية دونالد ترامب كامالا هاريس نادي الجولف
إقرأ أيضاً:
ساهم بإعادة ترامب.. كتاب يكشف تستر الديمقراطيين على تدهور صحة بايدن
واشنطن- صدر قبل أيام كتاب "الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن والتستر عليه واختياره الكارثي للترشح مرة أخرى"، الذي يُفصل في كيفية تستر قيادات الحزب الديمقراطي، بالتواطؤ مع عائلة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، على تدهور حالته العقلية والصحية خلال العامين الأخيرين من فترة حكمه.
وفي 319 صفحة و18 فصلا، عرض الصحفيان الأميركيان المخضرمان جيك تابر (المذيع بشبكة سي إن إن) وأليكس طومسون (كبير مراسلي موقع أكسيوس بالعاصمة واشنطن) عن تفاصيل لم يكشف عنها من قبل بشأن هذا التستر، وكيف أسهم ذلك في إعادة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض.
ويستند الكتاب -الذي صدر عن دار نشر بينغوين- إلى أكثر من 200 مقابلة، معظمها مع ديمقراطيين قريبين من بايدن، وأُجريت جميعها تقريبا بعد انتهاء انتخابات 2024.
بداية التدهور
يستدعي الكتاب لحظات لم يتعرف فيها بايدن على أشخاص قريبين منه، مثل مساعده مايك دونيلون، أو الممثل الشهير جورج كلوني. ويجادل بأن هناك نسختين من الرئيس السابق، واحدة "تعمل" والأخرى "غير عاملة". وعملت الدائرة المقربة منه على حماية النسخة "غير الفعالة" من الظهور أمام الأميركيين، بمن فيهم عديد من مسؤولي البيت الأبيض.
إعلانويُرجع الكتاب بداية تدهور حالة بايدن، وفقده تسلسل أفكاره في محادثات مهمة، ونسيانه تواريخ مهمة، بما في ذلك وفاة ابنه الأكبر بو، إلى بدايات 2023 (أي العام الثالث في فترة حكمه)، ورغم تأكد الجميع من ذلك، فإن بايدن اتخذ أحد أكثر القرارات مصيرية في تاريخه السياسي بإعلانه خوض انتخابات 2024، وسط جهود يائسة لإخفاء مدى هذا التدهور الذي عانى منه.
وظهرت الطامة الكبرى لبايدن والديمقراطيين في مناظرته الرئاسية مع ترامب في 27 يونيو/حزيران 2024، التي كشفت للأميركيين وللعالم عن حجم الخداع وعمق التستر المحيط بترشح بايدن وعدم قدرته على أداء مهامه الخطيرة، وعلى رأسها كونه القائد الأعلى للقوت المسلحة الأميركية.
يأخذنا الكاتبان تابر وطومسون إلى النقاشات الخاصة المغلقة في دوائر الحزب الديمقراطي، ودهاليز منظومة الحكم الأميركية، ويكشفان عن حجم المشكلة وعدد الأشخاص الذين يعرفون عنها سواء من موظفي البيت الأبيض من أعلى المستويات إلى أدناها، أو من قادة الكونغرس إلى الوزراء، ومن حكام الولايات إلى المانحين ونجوم هوليود.
واعتبرا أن الحقيقة تُظهر أن قرار بايدن بإعادة الترشح -وإن بدا نرجسيا ومتهورا على نحو صادم- لم يكن له أي سوابق مماثلة تاريخية بما يستدعي كثيرا من المساءلة، والاستقصاء الذي قد يستمر لعقود.
ويشيران إلى مفارقة لاذعة ارتكبها قادة الديمقراطيين، فباسم هزيمة ما سموه تهديدا وجوديا للديمقراطية المتمثل في ترامب، أنكروا وجود مشكلات صحية وذهنية بدت واضحة للشعب الأميركي خلال السنوات الأخيرة، مما أدى للحكم على الديمقراطيين بالهزيمة.
ومثّل قرار بايدن بإعادة الترشح ما وصفها الكاتبان بـ"الخطيئة الأصلية" له، واعتبرا أن دعم هؤلاء القادة لذلك تمهيد غير محسوب لدفع ثمن باهظ يهدد بالفعل ديمقراطية أميركا، ألا وهو عودة ترامب التاريخية للسلطة.
إعلان مجموعة مغلقةويقول الكاتبان إن "ما رآه العالم في مناظرة بايدن الوحيدة (مع ترامب) لم يكن حالة شاذة، لم يكن شخصا غير مستعد أو مفرِطا في الاستعداد أو متعبا بعض الشيء. لقد كانت نتيجة طبيعية لرجل يبلغ من العمر 81 عاما تتضاءل قدراته لسنوات. إذ جعل بايدن وعائلته وفريقه مصلحتهم الذاتية وخوفهم من فترة ولاية أخرى لترامب تبرر محاولة وضع رجل مسن -مضطرب في بعض الأحيان- في المكتب البيضاوي لمدة 4 سنوات أخرى".
وذكرا أن بايدن كان محميا من مجموعة معزولة ومغلقة تحيط به طوال الوقت، وعلى رأسها زوجته جيل وابنه هانتر، ومساعدون قدامى أطلقا عليهم وصف "المكتب السياسي"، في إشارة إلى لجنة قيادة الأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفياتي.
وأضافا أن السيناتورة الديمقراطية السابقة من ولاية ميشيغان، ديبي ستابينو، سألت السيدة جيل بايدن سؤالا غير مباشر عقب المناظرة بأيام، قائلة: "لا نعرف إذا ما كان هذا شيئا يحدث لمرة واحدة، أو أن هناك شيئا آخر يحدث مع الرئيس. لكني أعرف أنك تعرفين"، ولم تجب السيدة الأولى عن السؤال، وعبّرت عن غضبها من مغزاه.
وتضمّن الكتاب إشارة للحظات اعتبرت فيها عائلة بايدن أنه يتمتع بما يلزم للقيام بمهامه والتقدم لإعادة الانتخاب. فبعد أدائه الجيد في "خطاب حالة الاتحاد" في مارس/آذار 2024، انزعج بعض مساعدي البيت الأبيض بشدة عندما خاطب بايدن فصلا من طلاب إحدى المدارس الثانوية لاحقا بكلمة عفوية غير مكتوبة، وصرخ أحد المساعدين قائلا: "ما الذي رأيناه للتو؟ لن ينجح ولا يستطيع فعل ذلك! هذا جنون".
وبعد أيام من صدور الكتاب، تضاعف الاهتمام به وبتركيزه على عُمر بايدن وصحته، وذلك بعدما قال مكتب بايدن -في بيان- إن الرئيس السابق تم تشخيصه بحالة متقدمة من سرطان البروستاتا الذي امتد ووصل إلى عظامه، وإنه وعائلته "يراجعون خيارات العلاج مع أطبائه".
إعلانأثار التشخيص سيلا من الدعم والأمنيات الطيبة لبايدن، بما في ذلك تغريدة ترامب على منصته "تروث سوشيال"، قائلا "أنا وميلانيا حزينان لسماع التشخيص الطبي الأخير لبايدن. نتقدم بأحر وأطيب أمنياتنا لجيل زوجته والعائلة، ونتمنى له الشفاء العاجل والناجع".
تشخيص بايدن بالإصابة بسرطان البروستاتا من النوع الخبيث pic.twitter.com/ItVDl2Ze6c
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 18, 2025
لقاء عاصفكذلك نشر موقع أكسيوس تسجيلا صوتيا من مقابلة بايدن مع المستشار الخاص روبرت هور بشأن تعامله مع الوثائق السرية، وهي التحقيقات التي اختار رئيس فريق التحقيق فيها عدم توجيه الاتهام إلى بايدن لإساءة التعامل مع المعلومات السرية جزئيا بسبب الطريقة التي ستنظر بها هيئة المحلفين إلى عمره، مما تسبب في غضب الديمقراطيين حينذاك، خاصة بعدما قال إن بايدن كان "رجلا مسنا وحسن النية وذا ذاكرة سيئة".
في الفترة التي سبقت قرار بايدن في يوليو/تموز 2024 بالانسحاب من السباق الرئاسي، أشار الكتاب إلى لقاء عاصف جمع بايدن وتشاك شومر زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ وزميل بايدن السابق لأكثر من 30 عاما، الذي سافر إلى ولاية ديلاوير لإجراء المحادثة الصعبة.
وكتب المؤلفان أن شومر أخبر بايدن أنه سيحصل على 5 أصوات فقط إذا كان هناك اقتراع سري للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحذره من أنه "سيسجل في التاريخ الأميركي بوصفه واحدا من أسوأ الشخصيات". وردّ بايدن "هل تعتقد أن كامالا يمكن أن تفوز؟"، وأجاب شومر: "لا أدري. أنا فقط أعلم أنه لا يمكنك أن تفوز".
بعد إعلان مرض بايدن.. ترمب يبدي تعاطفه معه بعد سنوات من السخرية والانتقاد. pic.twitter.com/GVbXMJ6bB0
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 19, 2025
ودافع بايدن وزوجته عن أدائه رئيسا -في مقابلة مشتركة مع برنامج على شبكة "إيه بي سي" جرت قبل أيام- ورفضا ما اعتبراها ادعاءات بمعاناته من تدهور معرفي وذهني خلال عامه الأخير في منصبه. وقالت جيل إن "الأشخاص الذين كتبوا هذا الكتاب لم يكونوا في البيت الأبيض معنا، ولم يروا مدى صعوبة عمل جو كل يوم".
إعلانكما انتقد مكتب بايدن ما جاء في الكتاب، وصرح أحد مساعديه بأنه "ما زلنا ننتظر أي شيء يوضح أين كان على بايدن اتخاذ قرار رئاسي، أو أين تعرض الأمن القومي للتهديد، أو حيث كان غير قادر على القيام بعمله. بل تشير الأدلة إلى عكس ذلك؛ لقد كان رئيسا فعالا للغاية".
في النهاية، ذكّر الكاتبان القراء بما تعهد به بايدن عندما أطلق محاولته الناجحة لانتخابات عام 2020 بهدف معلن يتمثل في إنقاذ الأمة من ولاية رئاسية ثانية لترامب، ويصبح رئيسا لفترة واحدة انتقالية ليكون جسرا يمهد لجيل جديد من القادة الديمقراطيين. ولم يفِ بايدن بتعهده، بل عمل جسرا بين رئاستي ترامب الأولى والثانية.