تخريج الدفعة 12 من مدرسة القرآن الكريم بجامع السلطان قابوس في صور
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
احتفلت مدرسة القرآن الكريم بجامع السلطان قابوس في ولاية صور بختام العام الدراسي 2023 /2024م، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، وقد أُقيم الحفل في جامع السلطان قابوس بصور.
وافتتح الحفل "بمقدمة" من تقديم الطالب عبد المعز بن عامر الهنائي، بعدها أنصت الحضور إلى آيات من الذكر الحكيم، تلاها الطالب حمزة بن يوسف السلطي، بعد ذلك ألقى الطالب حمد بن عامر الهنائي قصيدة شعرية، وألقى الدكتور سعود بن ساعد الحبسي، كلمة توجيهية تحفيزية، ذكر فيها أن القرآن الكريم يُبارك ما حوله وأنه يُعين على النجاح والتفوق، كما أنه بيّن خلال كلمته كيف أن الله تعالى كرّم بعض عباده من صحابة رسول الله، وذلك بذكرهم في آيات الله من القرآن الكريم، وحثّ في نهاية كلمته الطلبة على صرف أوقاتهم في حفظ كتاب الله ومراجعته وفهم آياته، كما ذكّرهم باستغلال أوقاتهم فيما ينفع.
بعدها قام سعادة راعي الحفل بتكريم أبنائه الطلبة، ثم قدّمت إدارة المدرسة هدية تذكارية لسعادته على تكرّمه برعاية الحفل الختامي للمدرسة.
يذكر أن المدرسة أكملت عامها الرابع عشر لهذا العام، واحتفلت بتخريج الدفعة الثانية عشرة من طلابها، وقد ساهمت المدرسة مساهمة كبيرا في العناية بكتاب الله تعالى في المجتمع المحيط والولاية بشكل عام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
دماء جديدة تُضخ في شرايين الدولة
احتفلت جامعة السلطان قابوس بتخريج الفوج الأول من الدفعة السادسة والثلاثين من طلابها، وهذه المناسبة التي تلقى اهتماما كبيرا في عُمان سواء من قبل الحكومة ومؤسساتها أو من قبل الأفراد تعبر عن أحد أهم رهانات المجتمع العماني، وهو رهان التعليم الذي استطاع أن يصنع التغيير الحقيقي في عمان خلال العقود الخمسة الماضية. رهان التعليم تحول سريعا في عُمان إلى رهان المعرفة وهي التي أسهمت في بناء الوعي في جميع المسارات وفي مقدمتها بث روح القوة في الاقتصاد وفي المؤسسات عبر ما تبثه جامعة السلطان قابوس وغيرها من الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم العالي في شرايين الوطن كل عام.
تبني الجامعات عبر سنوات الدراسة فيها طرق التفكير والنقد، والقدرة على الربط بين ما يقرأه الطالب/الباحث في الكتب والمراجع وما يراه في ساحات العمل والإنتاج. وليس جديدا أو ابتكارا القول إن قاعات الدرس في الجامعات والكليات هي مختبر صغير للمجتمع الكبير؛ وما يحدث فيها من حوارات، وما يُطرح فيها من أسئلة أخلاقية ومعرفية، هو الذي يحدد البناء المعرفي للخريجين، هل هم موظفون ينتظرون التعليمات، أم مواطنون قادرون على المبادرة واقتراح البدائل وتحمل المسؤولية العامة؟
لكن من المهم القول إن هذا الرأسمال البشري يحتاج إلى سوق عمل واسع وفرص عمل نوعية ومشروعات إنتاجية سريعة النمو والتطور من أجل أن تستطيع هذه الأفواج التي تتخرج الآن من الجامعات إيجاد نفسها وتحقيق طموحاتها العملية قبل الطموحات الذاتية.
الكثير من الدول تنظر للتعليم العالي باعتباره سياسة اقتصادية أكثر من كونه سياسة معرفية، ورغم ما يدور حول هذا الطرح من حوارات ونقاشات إلا أنه يحمل طرحا لا يخلو من الوجاهة ولا يمكن تجاوزه أبدا. وفي جميع الأحوال لا يمكن أن تبنى خرائط المستقبل وفي البناء الاجتماعي العميق في مساره الأفقي والعمودي في معزل عن بناء هذه السياسة سواء كانت اقتصادية أم معرفية.
في السنوات الأخيرة أعيد طرح هذا الموضوع من زوايا جديدة فرضها زمن الذكاء الاصطناعي والتحولات التي يشهدها سوق العمل. في هذا السياق هناك من ينظر إلى الجامعات باعتبارها «مصانع مهارات» سريعة الاستجابة لمتطلبات السوق، وهناك من يدافع عن دورها الأعمق كفضاء لإنتاج المعرفة النقدية والعلوم الأساسية والآداب والفنون. ليس سهلا حتى اليوم أن تقوم الجامعات بالدورين في الوقت نفسه. جامعة السلطان قابوس والكثير من الجامعات الوطنية في العالم تقوم بهذا الدور حيث تقوم بإعداد الطالب بمهارات مهنية حقيقية، وتمنحه في الوقت نفسه القدرة على قراءة العالم وتغييره.. وليس التكيف معه بشكل أعمى لا إبداع فيه.
هذا الأمر يكشف لنا لماذا تهتم الدولة والمجتمع في عُمان بحفلات الخريجين من جامعة السلطان قابوس، فالحدث يصبح سياسيا بالقدر نفسه الذي هو حدث أكاديمي، حيث تنظر الدولة إلى تلك الشهادة التي يستلمها الخريج باعتبارها عقد ثقة بين الدولة وبين الخريج.. تقول الدولة إنها استثمرت في تعليمه، وهو يقول لها إنه مستعدّ لردّ هذا الدين عبر عمل منتج، ومشاركة واعية في الشأن العام، وحرص على أن تبقى المعرفة جزءا من عمق المجتمع.
لكن لا يجب أن تترك هذه الدماء الجديدة التي حملت على صدرها عقد الثقة وأعلت من شأنه حتى تتصلب في شرايينها وتجف وتذبل.. لا بد أن تجد المساحة المناسبة لها لتجري وتنبت الحياة والتنمية والبناء والمستقبل.