فى ظل كل ما يحدث من قتل وإجرام فى كل ثانية بقطاع غزة، يوجد فى الكيان الصهيونى من لا يعجبه ذلك ويهاجم حكومة الكيان ويريد أكثر من ذلك من دمار وقتل ويرفض إتمام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والحرب، إنه ايتمار بن غفير الذى شن هجوما حادا على نتنياهو واتهمه بإدارة الحرب بحكومة الرجل الواحد، مما أغضب نتنياهو واستدعاه لجلسة طارئة لمنع تفاقم أزمة جديدة تضاف لأزمات حكومة الكيان التى لم تحل أى أزمة حتى الآن.
ومع تفاقم الأزمات تظهر على السطح أزمة «الحريديم» وتجنيدهم، وكذلك محاولة سن قانون جديد بمنح رئيس الحزب صلاحيات واسعة تتعلق بالتعيينات الدينية، وهذا ما رفضه بن غفير باعترافه بأن حكومة الكيان لم تنتصر فى غزة وتفتح جبهة أخرى مع حزب الله فى الشمال، وهذا ما يقيد جيش الكيان، مع محاولة إجراء مفاوضات انهزامية، على حد تعبيره، ثم يأتى نتنياهو لمحاولة إتمام صفقات مع «الحريديم»، وهذا الخلاف بين بن غفير ونتنياهو أفسد هذه الصفقات، وأيضا قانون الكنيست الذى يعطى زعيم «الحريديم» صلاحيات واسعة لإتمام تعيينات دينية، ما أغضب الائتلاف من بن غفير وسحب كل مقترحات القانون كخطوة احتجاجية.
وتأتى مناورات نتنياهو فى هذه التوقيت بسبب أنه بعد أسبوعين تقريبا سيخرج الكنيست لإجازة الصيف وفى الأسبوع الثانى سيكون نتنياهو فى أمريكا، فأمامه أسبوع واحد فقط لتمرير القانون وإتمام صفقة «الحريديم»، لينجو ويمنع إسقاط حكومته، وهذا كل ما يريده فى الوقت الحالى.
وإذا كان هناك حديث عن إجراء الانتخابات فى حكومة الكيان، فيكون أقرب موعد لها فى مارس 2025، فعمليا يكون هذا هو أقرب موعد لإجراء الانتخابات، وحتى ذلك الوقت من الممكن أن تتغير الأحوال، ويكون قد مر عام على حربه على غزة، إذا لم ننته فى القريب، مع مراهنة نتنياهو على نجاح ترامب فى الانتخابات الأمريكية، وحينها يمكنه من إعادة كل النقاشات من جديد.
ويزداد تفاقم أزمة تجنيد الحريديم بتقديم وزير الأمن فى الكيان جالانت توصية للجيش بإصدار أوامر استدعاء أولية لـ 3000 جندى تقريبا من الحريديم خلال الأسابيع المقبلة، مما سيؤدى إلى إسقاط الحكومة، لأن أحزاب الحريديم أعلنت بشكل واضح أنه إذا أخذ أحد أبناء الحريديم بالقوة للتجنيد فى الجيش، فلن يكون هناك حكومة.
والمتابع لتصريحات جالانت من بداية الحرب على غزة، قد يعتقد أنه يهاجم ويهدد عبثا ويقول إنه يريد تجنيد الحريديم عبثا وأنه يقوم بلعبة سياسية، ولكن الوضع الآن مختلف فأى انتخابات قادمة تجرى فى الكيان، ليس لديه أية فرصة أو احتمالات أن يبقى وزيرا فى الحكومة أو رئيسا لها، ولا يوجد أى حزب يمكن أن يدعوه ليكون معه، لذلك يعمل جالانت فى هذه الأيام وفق المبادئ الصهيونية، عكس نتنياهو الذى يرى الأمور من منطلق مصلحته الشخصية.
ومع بوادر احتمالية إتمام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس وإقامة هدنة أو إيقاف الحرب على غزة، يأتى بعض المحللين فى الكيان بتوضيح أن نتنياهو لا يريد إتمام الصفقة، لأن إتمام صفقة معناه عدم وجود هدنة حتى أو مؤقتا، وهذا يؤدى إلى وجود انتخابات قادمة فى حكومة الكيان، وإنهاء نتنياهو لحياته السياسية، ومحاكمته وأعوانه كمجرمين حرب.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار محمد على محمد الكيان الصهيونى حکومة الکیان إتمام صفقة فى الکیان بن غفیر
إقرأ أيضاً:
بن جفير يهدد بالانسحاب من حكومة الاحتلال.. نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء
لوح وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بإمكانية انسحابه من حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها مع حركة حماس.
وقال بن جفير، في تصريحات صباح اليوم، الأحد: "الصفقة التي نسمع عنها تمثل خطأ فادحًا، نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء، وأتمنى ألا نصل إلى لحظة اتخاذ القرار بالانسحاب".
وأضاف: "أدعو رئيس الحكومة إلى وقف المفاوضات فورًا، وإعادة طاقم التفاوض من الدوحة، وبدء عملية عسكرية واسعة في غزة بدلًا من تقديم تنازلات تمسّ أمن إسرائيل".
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالا هاتفيا آخر مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي هجوما مكثفا على غزة.
وتأتي هذه المكالمة، التي كانت الثانية خلال ثلاثة أيام فقط، بعد أن قالت إسرائيل إن حملتها المتصاعدة تهدف إلى "هزيمة حماس" وبعد أن أدت غارات جديدة إلى استشهاد أكثر من عشرين شخصا.
وقالت المتحدثة باسم وزير الخارجية تامي بروس في بيان إن روبيو ونتنياهو "ناقشا الوضع في غزة وجهودهما المشتركة لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين".
ويأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد وسط مخاوف دولية متزايدة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواصل الحصار الإسرائيلي تقييد المساعدات.