سواليف:
2025-05-12@09:51:46 GMT

ذات الشوكة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

#ذات_الشوكة
مقال : 15 / 7 / 2024

بقلم : د. #هاشم_غرايبه .
تطمع النفوس (وحتى المؤمنة) بأن تنتصر في الصراعات من غير قتال ومعاناة وتضحيات، والتي أسماها الله (ذات الشوكة)، لكن تبين بعد انجلاء الأمور أن ذلك كان في جميع الحالات لصالح الأمة، فقد أكسبها مناعة ضد الشدائد وخبرات قتالية وقوة تحمل، كما كشف معادن أناس كانوا لا يعدون من الشجعان، وبيّن زيف ادعاء بعض المنافقين.


إن هذه القاعدة تنسحب على الأمة في كافة العصور، وإذا أخذنا العدوان الأخير على غزة بالتحليل فإننا سنجد تطبيقا عمليا لها في أوجه عديدة منها:
1 – في صراع الفئة المؤمنة مع أخرى كافرة، يتكفل الله بنصرها مهما كانت موازين القوى مختلة، عندما تحقق أمرين: التمسك بالعقيدة الإيمانية، وصدق النية في الجهاد، ببذل الجهد في إعداد ما يمكنها من القوة.
2 – لا تحسم القوة العسكرية المعركة مهما كان التفوق فيها خرافيا، بل يمكن للمقاتل المؤمن مناجزة العدو ولو بأسلحة بدائية، لأن العزيمة الصادقة للمؤمن تستند الى قناعته أن الموت ليس نهاية عدمية بل شهادة عند الله جزاؤها، لكن الملحد أو من يقاتل بحكم مهنته فيعتبر موته خسارة محققة، فلن يستفيد شيئا بعد موته ولو نصبوا له التماثيل.
3 – عند وقوع القتال تنكشف نفوس المنافقين، وهم الذين كانوا يظهرون الحرص على الإسلام ويبررون بطشهم بالمتمسكين به بأنهم ما فعلوا ذلك إلا خوفا على الإسلام ممن يشوهون صورته ، ليتبين بعد أن ناصروا العدو عليهم أن دافعهم هو الخوف من الإسلام وليس عليه.
4 – ولما كان هؤلاء المنافقين أشد خطرا على الأمة من أعدائها التاريخيين، لذا يقدّر الله في كل حقبة زمنية معارك تستهدف الأمة لكشفهم.
في جميع المحن التي ألمت بالأمة، تبين فيما بعد أنها كانت لحكمة علمها الخالق ولم يكن الناس ليدركوها لولا حدوثها “لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” [النور:11]، فقد كشفت نفوسا مريضة يتحينون الفرص، وأشخاصا يرتدون أقنعة خادعة للوطنية والإخلاص لمبادئ الأمة.
فقد كان من نتائجها أن كشفت خديعة أن انقلابيي مصر جاءوا لإنقاذ مصر من الاسلاميين عملاء الاستعمار(حسب ادعائهم!)، لكن الأحداث أثبتت العكس تماما، ليتبين للجميع حقيقتهم وأنهم هم من يدعمون الكيان اللقيط في عدوانهم المبيت، بشكل عملي ومباشر، بالحصار وتدمير الأنفاق (شرايين الحياة للقطاع) بفعالية أكثر من العدو ذاته، بدليل أن معبر رفح يقع في الأراضي المصرية فلماذا لم يسمح بمرور المواد الإغاثية؟.
5 – لقد جاءت معركة الطوفان الأخيرة بتوقيت أراده الله، لإنقاذ بيته الحرام مما كان يخطط له من تطبيع كان سيتم حسب ما خطط له، يتيح استباحته من قبل المشركين الذين يعتبرهم الله نجسا يحظر عليهم دخوله، ولو بصفة سياح.
6 – إن الله ينصر المؤمنين بوسائل عديدة، فقد تبين من شهادات المحتجزين الأجانب الذين أطلق سراحهم، وجود مدينة هائلة من الأنفاق تحت غزة، تسير بها السيارات، مكنت المجاهدين من بناء مصانع أسلحة ومخازن لها، بعيدة عن أعين رقابة العدو الجوية وقدراته التدميرية الهائلة، وبالطبع ما كان بالإمكان حفرها بالمعاول اليدوية والمجارف، ففي السنة الوحيدة التي قدّر الله لنظام اسلامي مخلص أن يقوم في مصر، أمدهم “مرسي” رحمه الله بحفارات انفاق استعملت لحفر مترو القاهرة، استطاعوا بها انجاز الحفريات، والوصول للبحر، والذي عن طريقه كان يتم تهريب المواد الأولية اللازمة، وتولت العناية الإلهية إعماء العيون اليقظة للأقمار الصناعية والدوريات البحرية لنظام السيسي، تماماً مثلما أعمى عيون المشركين عن رسوله ليلة هجرته الى المدينة.
وهذا سر حرص العدو على احتلال منطقة الساحل بكاملها، وذلك لقطع المنافذ الى البحر.
هكذا تشاء العناية الإلهية أن ينجد عباده المخلصين دائما، ويمكنهم من الاستفادة من كل حدث وفي كل ظرف، حتى لو كان عدوانا غاشما ونية شريرة مبيتة، وليعلموا أن الله مع الصادقين ولن يمكن اعداء دينه منهم .. “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” [الأنفال:30].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ما کان

إقرأ أيضاً:

فعالية لإدارة أمن محافظة إب إحياءً لسنوية الصرخة

إب – يمانيون
نظمت إدارة أمن محافظة إب فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة، تحت عنوان “الشعار حصانة من السقوط في مستنقع العمالة لأعداء الأمة”.

وفي الفعالية، استعرض مسؤول التعبئة بالمحافظة، عبدالفتاح غلاب، مسيرة الكفاح منذ إطلاق شعار الصرخة، والتحولات التي أحدثها في واقع الشعب اليمني، والتي أثمرت انتصارات، ووصول الصواريخ اليمنية إلى عمق الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الوعي الذي خلقه الشعار حول المخططات الأمريكية الصهيونية ضد الأمة العربية والإسلامية.

وأكد أهمية المشروع النهضوي القرآني للشهيد القائد، وما جسده من عزة في مواجهة الاستكبار العالمي، وما يحمله من دلالات إيمانية تجسد معاني الحرية ورفض الهيمنة الصهيوأمريكية، مشدداً على ضرورة مواصلة نهج الشهيد القائد بتجديد الولاء لأولياء الله والبراءة من أعداء الله والأمة.

وخلال الفعالية، بحضور مساعدي مدير الأمن لشؤون الأمن العقيد عبده فرحان، ولشؤون الشرطة المجتمعية العقيد أمين وجيه الدين، أكد المقدم أحمد عركاض في كلمة منسوبي الأجهزة الأمنية، أن جهود رجال أمن المحافظة والتعاون بين الأمن والمجتمع في تعزيز تلاحم الجبهة الداخلية، ساهما في إفشال مخططات العدو.

ولفت إلى أن الصرخة تهدف إلى توحيد الأمة وتوجيه العداء نحو العدو الحقيقي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، وأنها مشروع متجدد يحمي من موالاة أعداء الله ويعبد الطريق نحو التحرير واستعادة المقدسات.

حضر الفعالية قائد فرع قوات الأمن المركزي العقيد عبدالسلام السلامي، وقائد شرطة حراسة المنشآت علي السراجي، ومدير مركز الإصدار الآلي المقدم محمد الأشرم، وعدد من ضباط وأفراد أمن المحافظة.

مقالات مشابهة

  • ما هي أنواع الحج في الإسلام؟ اعرف كيفية أداء مناسكه
  • فعالية لإدارة أمن محافظة إب إحياءً لسنوية الصرخة
  • ثواب حسن معاملة الخادم في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • فعالية خطابية لإدارة أمن إب بذكرى الصرخة
  • قبائل المربع الشرقي بالحديدة تعلن النفير العام في مواجهة العدو ودعماً لغزة
  • لماذا شرعت الأضحية في الإسلام؟.. تعرّف على 3 أسباب لهذه السُنة
  • قيمة السماحة في الإسلام .. على جمعة يعدد فوائدها
  • وقفتان قبليتان في تعز للبراءة من العملاء وتأكيداً على الجهوزية لمواجهة العدو
  • فوائد حسن معاملة الآخرين في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • في العمق