بالفيديو.. قرية ابوصياح تعاني من مشاكل خدمية تتحدى التطور في الأردن
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
مشكلة الصرف الصحي واحدة من أبرز التحديات في قرية أبو صياح
تقع قرية أبوصياح بين محافظة الزرقاء والعاصمة عمان، وهي تتبع للواء ماركا في المملكة الأردنية الهاشمية. وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي بالقرب من العاصمة، إلا أن القرية تعاني من مشاكل خدمية تؤرق سكانها بشكل مستمر. تتمثل هذه المشاكل في تهالك البنية التحتية للشوارع وعدم مقدرة السكان على الحصول على إذونات اشغال وتوصيل الخدمات الأساسية إلى منازلهم.
اقرأ أيضاً : بعد متابعة "رؤيا".. تنمية المفرق تؤمن عائلة تفترش الشارع العام
وتعد مشكلة الصرف الصحي واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها سكان قرية أبوصياح. يقطن نحو 25 ألف نسمة في هذه القرية، ويتعين عليهم تحمل أعباء مادية كثيرة نتيجة لعدم توفر نظام صرف صحي متكامل. ويضطر المواطنون إلى استئجار تنكات النضح لسحب الحفر الامتصاصية، وهو ما يؤدي إلى تكبدهم نفقات إضافية غير متوقعة. تنقلب حياة السكان رأساً على عقب في فصل الشتاء، حينما تتزايد مخاطر انتشار الأمراض والتلوث الناجم عن نظام الصرف غير المنظم.
وعود لم تتحققلقد انتظر سكان قرية أبوصياح لسنوات طويلة وعود أمانة عمان الكبرى في تلبية مطالبهم الخدمية. ومع ذلك، فإن هذه الوعود ما زالت ترواح مكانها، ولم يتم تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية. تتعاظم حالة الاحباط والاستياء بين سكان القرية، الذين يشعرون بالإهمال من الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات العامة.
تحديات حصول الإذن وتوصيل الخدماتتعتبر مشكلة الحصول على إذونات الاشغال وتوصيل الخدمات من بين التحديات التي يواجهها سكان أبوصياح. فعلى الرغم من حاجتهم الماسة لتحسين بنية الطرق وتوصيل الكهرباء والمياه، إلا أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على التصاريح اللازمة للقيام بأي أعمال تطويرية. تعتبر البيروقراطية والإجراءات البيروقراطية المعقدة عائقاً رئيسياً أمام تحقيق التقدم والتطور في القرية.
سبل التطوير والحلول المقترحةللتغلب على هذه المشاكل الخدمية المتراكمة، يجب اتخاذ إجراءات فورية وفعالة. من أهم السبل لتحسين الوضع هو العمل على تطوير بنية الطرق والصرف الصحي. ينبغي للجهات المعنية أن تضع خططًا استراتيجية لتجديد وتعزيز بنية الشوارع وتوفير نظام صرف صحي شامل.
يمكن أن تسهم الشراكات بين القطاع العام والخاص في تسريع وتيرة التنمية، حيث يمكن أن يقدم القطاع الخاص الخبرات والاستثمارات اللازمة لتحسين البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية. يجب أيضاً تبسيط الإجراءات البيروقراطية المعقدة وتسهيل حصول المواطنين على التصاريح اللازمة بسرعة ويسر.
الختام
إن مشاكل خدمية قرية أبوصياح تمثل تحديًا كبيرًا يتعين التصدي له بجدية وإلتزام. يجب على الجهات المعنية أن تولي هذه القضية أولوية عالية وأن تعمل على تقديم الحلول الجذرية والمستدامة لهذه المشاكل. التحسين الفوري للبنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية يعد أمرًا ضروريًا لرفاهية سكان قرية أبوصياح ولتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الزرقاء الخدمات الأشغال العامة البلديات
إقرأ أيضاً:
اليمن الموحد.. ذكرى تتحدى الانقسامات وتستدعي الدولة الفيدرالية
يمن مونيتور/ رصد خاص
في الذكرى الـ35 لليوم الوطني لليمن الموحد (22 مايو 1990)، يعيد اليمنيون الإحياء بهذا اليوم التاريخي العظيم، الذي حولته الحرب والأزمات وصراع الساسة والحكومات المتعاقبة طوال عقود من الزمن من حلمٍ ثوري إلى واقعٍ مُثقل بالأزمات والمعاناة والصراع المتشابك.
وبين تأكيد التمسك بالثوابت الاتحادية، وتحذيرات من انهيارٍ معيشي غير مسبوق، يبرز السؤال: هل يُمكن لليمنيّ اليوم الاحتفاء بالوحدة بينما يعيش نصف شعبه تحت سطوة الانقلاب؟
الوحدة “مشروع هوية”
وفي إحياء ذكراها، اختار نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر أن يعيد تشكيل السردية التاريخية للوحدة، ليس كحدثٍ سياسي فحسب، بل كـ”مشروع هوية” نضالي تكرّس عبر دماء اليمنيين من تعز إلى حضرموت.
ووصف الأحمر وحدة مايو 1990 بأنها “تتويج لتاريخ مشترك”، مشيرًا إلى أن تلاحم اليمنيين ضد الإمامة والاستعمار كان النواة الأولى للوحدة، قائلًا: “لم تكن الوحدة وليدة لحظة، بل حصيلة دماء سالت في تعز وصنعاء وعدن.. حين كانت هذه المدن مراكزَ بديلة لبعضها أثناء حصار السبعين يومًا، فلم يسقط حلم الوحدة حتى مع تهديد سقوط العاصمة”.
استحضر الأحمر بيت الشاعر الراحل حسين أبوبكر المحضار: “وحده، وبالوحدة لنا النصر مضمون”، مؤكدًا أن النصر هنا ليس عسكريًا بل “انتصارًا للهوية الجامعة” التي رفضت التشظي رغم الحروب.
وأشار الأحمر إلى “مفارقة تاريخية”، حيث نشأ مجلس التعاون الخليجي في ذات الحقبة التي تحققت فيها الوحدة اليمنية، لكنه استمر بينما فشلت تكتلات عربية أخرى، معللًا ذلك بـ: “السرّ يكمن في الرؤية العملية وحكمة التكامل التي تميزت بها دول الخليج، بينما غرقت مشاريع عربية في الخطاب الشعاراتي”.
وحذّر الأحمر من أن مستقبل اليمن مرهون بـ”تكامل ثلاثي صنعاء-عدن-تعز”، معتبرًا إياها – إلى جانب حضرموت – “قلاعًا للهوية الوطنية”، قائلًا: “لا أمن ولا تنمية دون إعادة الاعتبار لهذه المدن كـرافعات للدولة.. ففي تلاحمها تاريخيًا دليلٌ على أن الجغرافيا اليمنية وحدةٌ لا تقبل القسمة”.
الوحدة ليست شعار بل عقد اجتماعي
في السياق، قال محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، إن ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية تأتي هذا العام في ظل معاناة متزايدة للشعب اليمني، بين آثار الحرب، وانكماش حضور الدولة، والانهيار الاقتصادي، وغياب الخدمات. وأكد أن هذا الواقع يتطلب موقفاً وطنياً مسؤولاً من الجميع.
وأشار إلى أن الثاني والعشرين من مايو 1990 شكّل حدثاً مفصلياً في تاريخ اليمن، إذ تحقق فيه حلم الوحدة بعد سنوات من النضال، رغم ما شابها من إخفاقات، إلا أنها تظل المشروع الأقدر على جمع اليمنيين، متى تم تصحيح أخطاء الماضي.
وأضاف أن الوحدة ليست مجرد شعار أو مناسبة، بل عقد اجتماعي يمثل تطلعات اليمنيين، ويجب أن يُبنى على أسس العدالة والمواطنة المتساوية، بعيداً عن الوصاية أو النزعات السلالية والمناطقية.
“إشراقة في سماء الوطن”
بدوره، وصف فهد كفاين، وزير الثروة السمكية اليمني السابق، الوحدة اليمنية بأنها “إشراقة ساطعة” شكلت أهم حدث في تاريخ اليمن الحديث، معتبرًا إياها حلمًا تحقق بجدارة الشعب بعد عقود من النضال ضد التشطير.
وأكد في منشور على صحته بـ”فيسبوك”، أن الوحدة كانت “ولادة تاريخية” جمعت اليمنيين من مختلف المناطق، وفتحت باب الأمل لبناء دولة عصرية تعكس عظمة الشعب وتراثه وتنوعه.
وأشار كفاين إلى أن الحدث الاستثنائي واجه عقبات منذ البداية، حيث فاقت تحدياته قدرة النظام الحاكم آنذاك على إدارتها، مما أدى إلى انتشار الخلل وتراجع الإنجازات.
وانتقد تحويل الوحدة من “قيمة وطنية نقية” إلى أداة للصراعات السياسية والطائفية، قائلًا: “حُمّل النور تبعات الظلام، وتحولت الوحدة إلى مطية للطمع والحرب بدلًا أن تكون أساسًا للأمان والشراكة”.
وشدد على أن الوحدة ليست ملكًا لفصيل أو منطقة، بل هي “هوية واختيار جماعي” لا يقبل المزايدة أو المراهنة. ودعا إلى التوقف عن لوم الأطراف المختلفة، والبدء بحوار قائم على الاحترام المتبادل وقبول الاختلاف. وقال: “نحتاج اليوم إلى تنازلات وتضامن لاستعادة ثقة فقدناها، فبدونها سنخسر الوطن معًا”.
وحذّر من استمرار الانقسامات والصراعات التي تزيد الضعف والبؤس، مؤكدًا أن الحل يكمن في العودة إلى “نقاء لحظة الوحدة الأولى”، حيث اجتمع اليمنيون حول هدف مشترك.
واختتم بالقول: “الأنوار لا تسطع إلا من النقاء.. فلنكفّ عن الجدالات العقيمة، ولنعمل معًا لإنقاذ ما تبقى من أمل”.
تفاعلات واسعة على مواقع التواصل بمناسبة ذكرى الوحدة
احتفاءً بالذكرى الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، تفاعل نشطاء وإعلاميون وسياسيون على منصات التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث التاريخي، مؤكدين مكانته الراسخة رغم التحديات الراهنة، لا سيما في ظل الحرب المستمرة والانقلاب الحوثي الذي يشهده اليمن.
الوحدة واقع ثابت والخلافات هوامش
وعلى منصة “إكس”، وصف الصحفي والكاتب عبدالله دوبلة الوحدة اليمنية بأنها “واقع وحقيقة ثابتة”، معتبرًا التحديات الحالية، بما في ذلك الصراع مع الحوثيين والمطالبات الانفصالية، مجرد “هوامش في حدث كبير ما يزال يتطور”. وأضاف في تعليقه: “كل الاشكالات الراهنة تفاصيل صغيرة أمام عظمة الوحدة التي صنعها اليمنيون بإرادتهم”.
إرادة الشعب حققت الحلم
من جهته، أكد مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام، أن الوحدة اليمنية كانت “حلمًا تحقق بإرادة أبناء الشمال والجنوب”، مشيرًا إلى أنها “ستظل الركيزة الأساس لبناء دولة يمنية عادلة وقوية، قادرة على تجاوز الأزمات وترسيخ الاستقرار”.
22 مايو يوازي عهد سيف بن ذي يزن
أما الدبلوماسي علي العمراني، فربط الحدث بتاريخ اليمن العريق، قائلًا: “22 مايو هو أعظم أيام اليمنيين منذ عهد الملك سيف بن يزن الحميري، الذي وحّد العرب من عاصمته صنعاء قبل أكثر من 1500 عام”. وأضاف: “هذا اليوم يجسّد استمرارية النضال اليمني نحو الوحدة والعزة”.
الشكر للمتمسكين بالجمهورية
عبر عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، عن تقديره “لكل يمني تمسك بجمهوريته ورفض سطوة المشاريع الطائفية”، في إشارة إلى الحوثيين. وأكد في منشوره على منصة “إكس” أن “اليمنيين متمسكون بهويتهم الوطنية والدينية رغم عنف المليشيات”، داعيًا إلى “حماية الإرث الوحدوي من محاولات التشويه”.
الوحدة طوق النجاة من الإمامة والتقسيم
بدوره، أجاب وزير الثقافة الأسبق، خالد الرويشان، على سؤال “لماذا نحتفل ب22 مايو؟” بالقول: “نحتفي بهذا اليوم لأن الوحدة السبيل الوحيد لاستعادة الجمهورية ومستقبلنا”.
وحذّر من أن “تقسيم اليمن يعني السقوط في فخ الإمامة والانتحار السياسي”، مستشهدًا بتوحيد أوروبا رغم تنوعها، ومؤكدًا أن “التاريخ اليمني الممتد 4000 عام يؤكد أن الوحدة هي أساس عروبة اليمن وقوته”.
وأضاف: “الصغار فقط من يريدون تقسيم اليمن، أما نحن فنحبّه كبيرًا موحدًا… 22 مايو هو طوق النجاة لشعبنا، والحفاظ عليه يعني الحفاظ على كرامتنا واستقرارنا”.
وتوكد هذه التفاعلات لتؤكد رسالة مشتركة مفادها أن الوحدة اليمنية، رغم محاولات إضعافها، تبقى “إشراقة لا تنطفئ”، كما عبّر مغردون. وفي خضم الأزمات، يبدو الحدث التاريخي مناسبة لإعادة التذكير بأن “اليمن الكبير كان، وسيبقى، عنوانًا لشعب رفض أن يكون ضحية للصراعات الضيقة والمشاريع المشبوهة التي لم تفهم يوما معني الدولة أو تمثيلها”، وفق تعليقات شاركها آلاف النشطاء.