السلاح النجم يغير مسار المعارك في حروب العالم.. ماذا كان في غزة؟
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تمتاز الحروب بظهور أسلحة تلعب دورا حاسما أو استثنائيا، يغير مسارها ويحقق نتائج مهمة وقاسية على العدو، وهذه الأسلحة يطلق عليها "السلاح النجم".
ويلمح نجم هذه الأسلحة، بسبب التأثير الكبير على التكتيكات العسكرية، أو القدرات التدميرية، أو تأثيره النفسي على جنود العدو، وتشكيلها هاجسا لهم من التعرض له خلال المعارك، بسبب الأثر الفتاك له والذي شاهدوه على زملائهم.
ويمكن لبعض الأسلحة أن تغير مجرى الحرب، وتشكل صدمة لأحد الطرفين، بسبب بقدرته العسكرية ونجوميته في إلحاق الخسائر الكبيرة.
العدوان على غزة
وعلى الرغم من الفارق الكبير في القدرة التسليحية، والتي لا تكاد تقارن، بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، إلا أن الفلسطينيين أبدعوا في صناعة ما يمكن اعتباره السلاح النجم، والذي لم يكن واحدا بل كان أكثر، خلال العدوان الجاري على قطاع غزة، وألحق خسائر فادحة وغير متوقعة، في جيش كالجيش الإسرائيلي.
وكان أحد نجوم هذا العدوان، قذيفة الياسين المضادة للدروع، والتي ألحقت خسائر كبيرة بدبابات وناقلات جند وجرافات الاحتلال المدرعة، إضافة إلى قذيفة الياسين المضادة للتحصينات، والتي تكشف المقاطع عن فتكها بالجنود داخل المنازل المتحصنين بها، والتي تتسبب في تدمير جدران البيوت بالكامل، فضلا عن خلق كتلة من اللهب والحرارة الحارقة والتي تقتل جنود الاحتلال.
كما لمع سلاح آخر، وهو عبوة العمل الفدائي، والتي كانت إحدى نجوم هذا العدوان، والتي يتم لصقها بدبابات الميركافاه أو ناقلات النمر المدرعة وتتسبب في تدميرها وقتل وإصابة من فيها من الجنود.
ومن الأسلحة النجم للمقاومة بندقية الغول للقنص، محلية الصنع، والتي تسببت في خسائر كبيرة في صفوف ضباط وجنود الاحتلال، لقدرتها على إصابة الهدف، إضافة إلى طلقتها الفتاكة، والتي تردي جنود الاحتلال قتلى في حال أصابتهم نظرا للحشوة المتفجرة بداخلها.
لكن على مستوى حروب العالم خلال القرن الماضي، برزت أسلحة نجم، في العديد منها، لنتعرف عليها في التقرير التالي:
الحرب العالمية الأولى:
على الرغم من أن المدافع اخترقت قبل مئات السنين، إلا أنها في الحرب العالمية الأولى، اعتبرت السلاح النجم للحرب، وأحدثت تأثيرا كبيرا على تكتيكات الحرب، والنتائج العسكرية للأطراف المتحاربة.
واعتبرت المدفعية في الحرب العالمية الأولى سلاحا نجما، بسبب القوة التدميرية الهائلة للخنادق والتحصينات، والتي كانت سمة مميزة لهذه الحرب، والتي أطلقت عليها حرب الخنادق، بسبب المساحات الواسعة التي حفرت بها.
وشكلت المدفعية والقصف التمهيدي بها، عاملا مهما في تدمير خطوط الدفاع عبر الخنادق، وإتاحة المجال أمام القوات للتقدم والاستيلاء على مساحات جديدة من الأرض.
وأبرز أنواع المدفعية التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى، مدافع الهاون، والمدافع الثقيلة، وخلقت علاوة على الدمار، تأثيرات نفسية متبعة للجنود، وخلقت ضغطا كبيرا عليهم.
وتطور مدفع الهاون كما نعرفه اليوم في أوائل القرن العشرين، وكان الألمان هم من طوروه بالشكل الذي نعرفه اليوم، لاستخدامه بكثافة في الحرب العالمية الأولى، وكان يعرف باسم "ماين ويرفير" (قاذف الألغام).
ولحقهم البريطانيون في عملية التطوير الخاصة بهم، عبر مدفع هاون "ستوكس مورتر"، على يد المهندس البريطاني ويلفريد ستوكس وكان يتسم بالمرونة وسهولة الاستخدام، والقدرة على نقله بواسطة المشاة والإطلاق منه في أماكن مختلفة.
كما لمع نجم الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى، وشكلت رعبا للجنود، بسبب صعوبة النجاة منها، وإبادتها أعدادا كبيرة من الجنود، فضلا عن الإصابات التي تتركها لمن لم يمت منهم.
الحرب العالمية الثانية:
تعد الدبابات السلاح النجم للحرب العالمية الثانية، وساعدت في القيام بمعارك خاطفة، توقع أكبر الخسائر وتحقق أفضل الأهداف، في السيطرة على مساحات كبيرة من أراضي الخصم.
وبرع الألمان في استخدام الدبابات في تكتيكات الحرب الخاطفة، عبر هجوم سريع ومفاجئ بواسطة الدبابات، ما أدى إلى انهيار خطوط الدفاع لأعدائهم بسرعة، واختراق مساحات كبيرة من الأرض، خاصة وأن أعدائهم لم يمتلكوا تقنية الدبابات الألمانية وكفاءتها.
لكن مع طول فترة الحرب، طور خصوم الألمان دباباتهم، وبرزت أنواع مهمة، مثل البانزر والنمر الالمانية، و"تي 34" السوفيتية، و"شيرمان" الأمريكية.
وخلقت الدبابات رعبا بين الجنود، بسبب قوة قذائفها، وكتلتها الحديدية، التي لم يكن من السهل تدميرها خاصة وأن القذائف المضادة للدروع كان إنتاجها متأخرا، وقدرتها على تدمير التحصينات بمجرد الارتطام بها.
لكن السلاح النووي كان النجم الأبرز في هذه الحرب، مع قيام الولايات المتحدة باستخدامه، ضد اليابان وإبادة سكان هيروشيما وناغازاكي.
حرب فيتنام
رغم أن أنفاق الفيتناميين كانت من أهم الأسلحة التي ساعدتهم في الفتك بالجيش الأمريكي، والتغلب على قدرتها العسكرية الكبيرة، أمام مقاتلين محليين.
إلا أن هناك العديد من الأسلحة تعتبر النجم، خلال حرب فيتنام سواء للأمريكان أو الفيتناميين.
الطائرة المروحية "هيوي" كانت السلاح النجم للجيش الأمريكي خلال الحرب، بسبب قدرتها على أداء مهام متنوعة في النقل والإخلاء الطبي والدعم الجوي القريب بالصواريخ أرض جو والرشاشات.
وكذلك برزت البندقية الأمريكية "أم 16" كسلاح نجم في الحرب، مقاتل بندقية كلاشنيكوف السوفيتية، بسبب خفة الوزن، والتي تتكون أجزاء كبيرة منها من البلاستيك المقوى، فضلا عن تلافي مشاكل البنادق الرشاشة الأمريكية السابقة، بسبب الطبيعة الموجودة في فيتنام من الطين والمستنقعات والأمطار في الغابات الكثيفة.
وعلى صعيد الفيتناميين، كان السلاح النجم لديهم، بندقية "إيه كي 47" كلاشنيكوف، بسبب متانتها، وقدرتها على العمل بكفاءة في ظروف قاسية، مثل الطين والرطوبة والغبار والغابات الكثيفة.
كما أن البندقية السوفيتية، كانت متوفرة بكثافة، فضلا عن سهولة وسرعة التدريب عليها، ما منح آلاف الفتيناميين القدرة على استخدامها ضد القوات الأمريكية.
وأثبتت البندقية فعالية في حرب العصابات والأدغال والفتك بالجيش الأمريكي، خاصة مع الكمائن والغارات الخاطفة على المعسكرات، وحرب الأنفاق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحروب أسلحة غزة الاحتلال غزة أسلحة الاحتلال حروب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحرب العالمیة الأولى کبیرة من فضلا عن
إقرأ أيضاً:
معاريف: الحرب على غزة ساعدات في ترويج السلاح الإسرائيلي
تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لعرض نظام الليزر الدفاعي الجديد "ماجن أور – IRON BEAM 450" في معرض الطيران بفرنسا، بعد تراجع باريس عن قرار سابق بمنع مشاركتها على خلفية حرب غزة.
النظام المطوّر من قبل شركة "رافائيل" بالتعاون مع وزارة الحرب الإسرائيلية، يُعدّ من أحدث التقنيات، ويتميّز بسرعة اعتراض التهديدات بدقة عالية وتكلفة منخفضة، مستفيدًا من عقود من الخبرة في تكنولوجيا الليزر والبصريات التكيفية، بحسب صحيفة معاريف.
وقال مراسل الصحيفة، آفي أشكنازي، إن "إسرائيل" قد تجذب اهتمامًا عالميًا خلال معرض الطيران الذي سيُقام في فرنسا بعد حوالي أسبوعين.
وزعم أن الحرب على غزة أصبحت وسيلةً ترويجيةً لصناعة السلاح الإسرائيلية، مع التركيز بشكل رئيسي على القدرات المُثبتة في ساحة المعركة.
وزعم أنه خلال الحرب، أُطلق 35,000 صاروخ وقذيفة على "إسرائيل". واعترضت القبة الحديدية 98% من الصواريخ، بما فيها تلك التي سقطت في مناطق مفتوحة، كما يقول يوآف ترجمان، الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل .
ويضيف: "لو لم تكن القبة الحديدية موجودة، لكانت مجزرة كبيرة. وكان الناس سيضطرون للبقاء في منازلهم وفي الملاجئ، مما كان سيمنعهم من الذهاب إلى أعمالهم ويشل حركة البلاد".
في وقت سابق، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية أنّ صادرات الصناعات العسكرية الإسرائيلية قد بلغت في عام 2024 نحو 14.7 مليار دولار، محققة رقما قياسيا للعام الرابع على التوالي، وذلك بزيادة تقدر بـ13 في المئة مقارنة بالعام السابق.
ويأتي هذا الرقم في ذروة حرب الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على كامل قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسط اتهامات دولية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
ووفقا لبيان رسمي نشرته وزارة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، فإنّ: "صادرات الصواريخ والقذائف وأنظمة الدفاع الجوي شكّلت 48 في المئة من إجمالي الصادرات الدفاعية، مقارنة بـ36 في المئة في 2023، بينما شهدت صادرات أنظمة الأقمار الصناعية والفضاء قفزة من 2 في المئة إلى 8 في المئة".
وفي تقرير بثته، إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكدت أنّ: "هذه هي السنة الرابعة على التوالي التي تحطم فيها إسرائيل أرقامًا قياسية في صادراتها الدفاعية"، مشيرة إلى أن 12 في المئة من هذه الصفقات تم توقيعها مع دول عربية منضوية تحت مظلة "اتفاقيات إبراهيم"، مثل الإمارات والبحرين والمغرب.