تمتاز الحروب بظهور أسلحة تلعب دورا حاسما أو استثنائيا، يغير مسارها ويحقق نتائج مهمة وقاسية على العدو، وهذه الأسلحة يطلق عليها "السلاح النجم".

ويلمح نجم هذه الأسلحة، بسبب التأثير الكبير على التكتيكات العسكرية، أو القدرات التدميرية، أو تأثيره النفسي على جنود العدو، وتشكيلها هاجسا لهم من التعرض له خلال المعارك، بسبب الأثر الفتاك له والذي شاهدوه على زملائهم.



ويمكن لبعض الأسلحة أن تغير مجرى الحرب، وتشكل صدمة لأحد الطرفين، بسبب بقدرته العسكرية ونجوميته في إلحاق الخسائر الكبيرة.


العدوان على غزة

وعلى الرغم من الفارق الكبير في القدرة التسليحية، والتي لا تكاد تقارن، بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، إلا أن الفلسطينيين أبدعوا في صناعة ما يمكن اعتباره السلاح النجم، والذي لم يكن واحدا بل كان أكثر، خلال العدوان الجاري على قطاع غزة، وألحق خسائر فادحة وغير متوقعة، في جيش كالجيش الإسرائيلي.

وكان أحد نجوم هذا العدوان، قذيفة الياسين المضادة للدروع، والتي ألحقت خسائر كبيرة بدبابات وناقلات جند وجرافات الاحتلال المدرعة، إضافة إلى قذيفة الياسين المضادة للتحصينات، والتي تكشف المقاطع عن فتكها بالجنود داخل المنازل المتحصنين بها، والتي تتسبب في تدمير جدران البيوت بالكامل، فضلا عن خلق كتلة من اللهب والحرارة الحارقة والتي تقتل جنود الاحتلال.



كما لمع سلاح آخر، وهو عبوة العمل الفدائي، والتي كانت إحدى نجوم هذا العدوان، والتي يتم لصقها بدبابات الميركافاه أو ناقلات النمر المدرعة وتتسبب في تدميرها وقتل وإصابة من فيها من الجنود.



ومن الأسلحة النجم للمقاومة بندقية الغول للقنص، محلية الصنع، والتي تسببت في خسائر كبيرة في صفوف ضباط وجنود الاحتلال، لقدرتها على إصابة الهدف، إضافة إلى طلقتها الفتاكة، والتي تردي جنود الاحتلال قتلى في حال أصابتهم نظرا للحشوة المتفجرة بداخلها.



لكن على مستوى حروب العالم خلال القرن الماضي، برزت أسلحة نجم، في العديد منها، لنتعرف عليها في التقرير التالي:

الحرب العالمية الأولى:

على الرغم من أن المدافع اخترقت قبل مئات السنين، إلا أنها في الحرب العالمية الأولى، اعتبرت السلاح النجم للحرب، وأحدثت تأثيرا كبيرا على تكتيكات الحرب، والنتائج العسكرية للأطراف المتحاربة.

واعتبرت المدفعية في الحرب العالمية الأولى سلاحا نجما، بسبب القوة التدميرية الهائلة للخنادق والتحصينات، والتي كانت سمة مميزة لهذه الحرب، والتي أطلقت عليها حرب الخنادق، بسبب المساحات الواسعة التي حفرت بها.



وشكلت المدفعية والقصف التمهيدي بها، عاملا مهما في تدمير خطوط الدفاع عبر الخنادق، وإتاحة المجال أمام القوات للتقدم والاستيلاء على مساحات جديدة من الأرض.

وأبرز أنواع المدفعية التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى، مدافع الهاون، والمدافع الثقيلة، وخلقت علاوة على الدمار، تأثيرات نفسية متبعة للجنود، وخلقت ضغطا كبيرا عليهم.

وتطور مدفع الهاون كما نعرفه اليوم في أوائل القرن العشرين، وكان الألمان هم من طوروه بالشكل الذي نعرفه اليوم، لاستخدامه بكثافة في الحرب العالمية الأولى، وكان يعرف باسم "ماين ويرفير" (قاذف الألغام).



ولحقهم البريطانيون في عملية التطوير الخاصة بهم، عبر مدفع هاون "ستوكس مورتر"، على يد المهندس البريطاني ويلفريد ستوكس وكان يتسم بالمرونة وسهولة الاستخدام، والقدرة على نقله بواسطة المشاة والإطلاق منه في أماكن مختلفة.



كما لمع نجم الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى، وشكلت رعبا للجنود، بسبب صعوبة النجاة منها، وإبادتها أعدادا كبيرة من الجنود، فضلا عن الإصابات التي تتركها لمن لم يمت منهم.

الحرب العالمية الثانية:

تعد الدبابات السلاح النجم للحرب العالمية الثانية، وساعدت في القيام بمعارك خاطفة، توقع أكبر الخسائر وتحقق أفضل الأهداف، في السيطرة على مساحات كبيرة من أراضي الخصم.

وبرع الألمان في استخدام الدبابات في تكتيكات الحرب الخاطفة، عبر هجوم سريع ومفاجئ بواسطة الدبابات، ما أدى إلى انهيار خطوط الدفاع لأعدائهم بسرعة، واختراق مساحات كبيرة من الأرض، خاصة وأن أعدائهم لم يمتلكوا تقنية الدبابات الألمانية وكفاءتها.

لكن مع طول فترة الحرب، طور خصوم الألمان دباباتهم، وبرزت أنواع مهمة، مثل البانزر والنمر الالمانية، و"تي 34" السوفيتية، و"شيرمان" الأمريكية.







وخلقت الدبابات رعبا بين الجنود، بسبب قوة قذائفها، وكتلتها الحديدية، التي لم يكن من السهل تدميرها خاصة وأن القذائف المضادة للدروع كان إنتاجها متأخرا، وقدرتها على تدمير التحصينات بمجرد الارتطام بها.

لكن السلاح النووي كان النجم الأبرز في هذه الحرب، مع قيام الولايات المتحدة باستخدامه، ضد اليابان وإبادة سكان هيروشيما وناغازاكي.

حرب فيتنام

رغم أن أنفاق الفيتناميين كانت من أهم الأسلحة التي ساعدتهم في الفتك بالجيش الأمريكي، والتغلب على قدرتها العسكرية الكبيرة، أمام مقاتلين محليين.

إلا أن هناك العديد من الأسلحة تعتبر النجم، خلال حرب فيتنام سواء للأمريكان أو الفيتناميين.

الطائرة المروحية "هيوي" كانت السلاح النجم للجيش الأمريكي خلال الحرب، بسبب قدرتها على أداء مهام متنوعة في النقل والإخلاء الطبي والدعم الجوي القريب بالصواريخ أرض جو والرشاشات.



وكذلك برزت البندقية الأمريكية "أم 16" كسلاح نجم في الحرب، مقاتل بندقية كلاشنيكوف السوفيتية، بسبب خفة الوزن، والتي تتكون أجزاء كبيرة منها من البلاستيك المقوى، فضلا عن تلافي مشاكل البنادق الرشاشة الأمريكية السابقة، بسبب الطبيعة الموجودة في فيتنام من الطين والمستنقعات والأمطار في الغابات الكثيفة.



وعلى صعيد الفيتناميين، كان السلاح النجم لديهم، بندقية "إيه كي 47" كلاشنيكوف، بسبب متانتها، وقدرتها على العمل بكفاءة في ظروف قاسية، مثل الطين والرطوبة والغبار والغابات الكثيفة.

كما أن البندقية السوفيتية، كانت متوفرة بكثافة، فضلا عن سهولة وسرعة التدريب عليها، ما منح آلاف الفتيناميين القدرة على استخدامها ضد القوات الأمريكية.

وأثبتت البندقية فعالية في حرب العصابات والأدغال والفتك بالجيش الأمريكي، خاصة مع الكمائن والغارات الخاطفة على المعسكرات، وحرب الأنفاق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحروب أسلحة غزة الاحتلال غزة أسلحة الاحتلال حروب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحرب العالمیة الأولى کبیرة من فضلا عن

إقرأ أيضاً:

اللواء محمد القادري: لدينا مفاجآت كبيرة في المرحلة الرابعة من التصعيد

وأضاف اللواء محمد علي القادري ان القوات البحرية اليمنية اثبتت جدارتها وتفوقها خلال معركة الاسناد اليمني لمظلومية الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ومواجهة قوى الاستكبار العالمي في البحرين الأحمر والعربي أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني وتنفس العالم الصعداء وهو يتابع الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة اليمنية التي ألحقت هزيمة قاسية بأكبر قوة عسكرية في العالم، ليعرف العالم حينها أن العامل الحاسم في أي معركة هو الإنسان وليس السلاح، وها هو المقاتل اليمني يجسد هذه المقولة على أرض الواقع، ليسجل أمام العالم كله في معركة البحر الأحمر والعربي انتصاره الكاسح على أقوى قوة عسكرية في العالم.

وأشار اللواء القادري الى الاسناد اليمني والمواجهة تدرجت على مراحل وها نحن ندشن المرحلة الرابعة بجاهزية عالية وعلى امريكا والصهاينة مراجعة حساباتهم مالم لدينا في  المرحلة الرابعة من المفاجآت الكبيرة ما يردع غطرستهم وبشهادة الأعداء أنفسهم

نجح اليمن في فرض معادلة ردع منخفضة الكلفة، والتي أربكت البحرية الأمريكية بشكل واضح ولدينا خيارات متعددة  في منع مرور أي سفينة من أي جنسية كانت أو تابعة لأي شركة مالكة أو شركة مشغلة تتعامل مع الكيان .

و دعا قائد قوات الدفاع الساحلي كافة الشركات المالكة والمشغلة للسفن والمجتمع البحري والأهالي بعدم التعامل مع الكيان الصهيوني مهما كانت العروض لضمان سلامة السفن وطواقمها.. مؤكداً أن الملاحة البحرية آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة أو سفن الشركات التي انتهكت قرار الحظر حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة

واكد اللواء القادري ان القوات البحرية اليمنية قد أحكمت اليوم سيطرتها على البحر الأحمر وفرضت حصاراً فعالاً على الملاحة المرتبطة بالاحتلال دعما لغزة، يأتي هذا ليعكس قدرات البحرية اليمنية في تحدي القوى الكبرى وفرض معادلات جديدة في واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم وحققت القوات البحرية اليمنية إنجازًا عسكريًا مذهلاً، بعد تمكنها من تفكيك أسطورة الهيمنة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وأربكت ايضا تحالفات "حارس الازدهار"، التي بدأت منذ ديسمبر 2023، في محاولاتها للسيطرة على مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية عبر هذا الممر الاستراتيجي وهذه النجاحات جذبت أنظار العالم وجعلته يعيد التفكير في المعادلات الدولية ومع كل ضربة حقيقية، تكشفت ملامح جديدة لقوة دولية تتشكل في مضيق باب المندب، حيث أجبرت البحرية الأمريكية، على التراجع بعيدًا عن البحر الأحمر، وتعرضت قواتها البحرية لأضرار جسيمة، مما يعكس تفوق البحرية اليمنية وقدرتها على تقويض هيبة الأسطورة الأمريكية وحلفائها.

 

 

وأشار اللواء محمد القادري ان التطورات في البحر الأحمر تبقى دليلاً على تحول جذري في موازين القوى في المنطقةش وعلى الجميع إعادة التفكير وسنقطع كل يد تحاول ان تمتد الى مياهنا الاقليمية.

 

 

مقالات مشابهة

  • معاناة كبيرة بسبب الحرارة .. رئيس الوزراء يعتذر عن انقطاع المياه بالجيزة
  • ترامب يغير موقفه ويتعاطف مع أطفال غزة.. أعرف دور السيدة الأولى في كشف الحقائق
  • ضجة كبيرة بين محبي هواتف أيفون بسبب تسريبات جديدة لهاتف iPhone 17 Pro
  • مدير معبر جديدة يابوس عبد الرزاق المصري لـ سانا: قمنا بالتنسيق مع الجانب اللبناني لتسهيل إجراءات قافلة العودة الطوعية الأولى للاجئين السوريين من لبنان والتي تضم 72 لاجئاً، بما في ذلك إعفاؤهم من دفع أي رسوم وتقديم كل الخدمات لهم وتنظيم استقبالهم
  • اللواء محمد القادري: لدينا مفاجآت كبيرة في المرحلة الرابعة من التصعيد
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • ترامب: لولا وجودي لكان العالم يواجه 6 حروب كبرى
  • ترامب: لولا وجودي لكانت هناك ست حروب كبرى في العالم الآن