علا المندوه: المشروعات الاستثمارية الكبرى تسهم فى تحسين سمعة الاستثمار
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
3 مستهدفات تعزز ريادة سوق المال
سُئل حكيم كيف استطعت أن تصل إلى القمة، فقال إذا خاطبتنى نفسى أننى لا أقدر فكنت أقول حاولى، وإذا قالت لا أعرف قلت لها تعلمى، وإذا قالت مستحيل قلت لها جرِّبى، وأنت كذلك لديك مشوار واحد، أنت من صنعته، هو ملكك افعل به ما تريد، ابذل كل ما فى وسعك حتى تحافظ على القمة، حاول أن تكون حراً تفعل ما تحب، وتحيا كما ترتاح، لا تخشَ التعثر، بل استفد منه وابدأ من جديد.
تعلم أن التعثر دائما يكون معلما، وليس مقبرة للطموح، والعقبات ما هى إلا حالة مؤقتة وليست هزيمة، فكر بشكل مختلف، فمهمتك ليست مجرد البقاء، بل أن تزدهر، أن تجد الشغف، أن تكون دائما متميزا مبدعا وعلى هذا الأساس رسمت مسيرتها منذ الصبا.
علا المندوه، عضو مجلس الإدارة السابق بشركة أسطول للاستثمارات المالية.. تثق بقدراتها على الإبداع والتفكير، لا يحكمها الخوف، إنما تحاول مواجهته وعدم الاستسلام، تحرص أيضاً على التعلم من أخطائها، خدمة الآخرين أهم ما يسعدها.
الواجهة توحى بعظمة وجمال التصميم، مساحة عشبية، وشكل مميز للأشجار بطول السور الخرسانى، الأرض تم تقسيمها مربعات عشبية، يتخللها مجرى مائى على جوانبه، نباتات الزينة، والعطرية لترسم لوحة أكثر جمالا، وسط هذه المساحة يتشكل حمام السباحة ليزيد من جمال الطبيعة، بما يتلاءم مع المبنى.. على بعد أمتار تبدو الواجهة، واتخذت ديكورا صمم بصورة هندسية، عند المدخل الرئيسى يسود الهدوء المكان، ليمنح طاقة إيجابية لأصحابه.
اللون البيج والبنى يرسمان لوحة نادرة على الجدران، بعض التابلوهات التى رسم عليها تصميمات نادرة تقص التراث الاجتماعى فى الحياة الأوروبية، البساطة هى السائدة فى جوانب المكان، فالديكورات، والفازات معبرة عن البيت الكلاسيكى الأصيل، على بعد أمتار تبدو غرفة مكتبتها، وبدت أرففها متكدسة بالكتب والملفات المرتبطة بمجال عملها فى البيزنس والاقتصاد.
راحة وهدوء بغرفة المكتب، قصاصات ورقية تدوِّن بها خطة عملها اليومية، أجندة ذكريات تسطر صفحاتها مسيرة كفاح طويلة وجهد، وتعلم، حتى نجحت فى تحقيق ذاتها ولا تزال تسعى، بفضل عزيمتها وإرادتها القوية.. بدأت افتتاحية مذكراتها بقولها «عليك أن تتعامل مع كل المواقف التى تواجهها، بمزيد من الثقة لأنك قادر على تجاوزها».
قدرتها على الإبداع دفعتها لخوض كل تجربة تريدها، لديها كل الشغف لعلاج أى مشاكل تواجهها، تحمل طاقة إيجابية تدفعها لرؤية المشهد بصورة دقيقة، صريحة فيما تقول، تحليل قائم على أسانيد وأرقام، وهذا سر كونها أكثر دقة فى مجالها، تفسر المشهد الاقتصادى بهدوء، وبأسلوب بسيط.. تقول: «إن الحكومة تأخرت فى عملية تحرير سعر الصرف، وهو ما تسبب فى ارتفاعه بهذه الدرجة، ففى تحرير السعر فى عام 2016، نجحت الحكومة فى أن تحقق الاستقرار بسعر الصرف، وبالتالى تم تحديد سعر الدولار الجمركى، وسار المشهد دون تغيير إلى أن كان للأحداث والمتغيرات الخارجية، من أزمات متلاحقة ضربت اقتصاديات العالم، ومنها الاقتصاد الوطنى الذى كان أكثر تأثراً كونه قائماً على الاستيراد، فى ظل تضخم أثر على الاقتصاد، والسوق، نتيجة لارتفاع تكلفة السلع، مع زيادة الفاتورة الاستيرادية، وتسبب كل ذلك فى زيادة أسعار السلع، إلا أن تحرير سعر الصرف، والذى سبقه تدفقات وأموال أجنبية بعد الإعلان عن المشاريع الاستثمارية القومية، مع تزايد تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، لذلك على الحكومة الاستفادة منها كمرحلة جديدة، .
- بثقة وعمق فى التفكير تجيبنى قائلة: «إن الحكومة الجديدة لديها من الخطط والاستراتيجية، وسرعة تنفيذ هذه الاستراتيجية، يتطلب تنسيقا متكاملا بين الجهات والوزارات المختلفة، بما يحقق المصلحة العامة».
تبحث دائماً عن الجديد، وتفتش فى الأحداث، وهو ما يميزها عندما تتحدث عن التضخم تجدها أكثر صراحة، حيث تعتبر أن معدلات التضخم ستستمر فى الارتفاع، نتيجة المتغيرات الخارجية، والاضطرابات السياسية فى المنطقة، والأزمات فى قطاع البترول عالمياً، ولمواجهة التضخم ليس أمام الحكومة سوى الإنتاج والتصنيع، بما يسهم فى تخفيف الضغوط على الفاتورة الاستيرادية.
درجة عالية من الاختلاف فى التفكير تكتسب المهارة وتتعلم باستمرار، نفس الحال مع رفع أسعار الفائدة والتى اضطرت إليها السياسة النقدية فى محاولة لضبط معدلات التضخم، وكذلك مواجهة الدولرة، ومن أجل أيضاً استقطاب المزيد من الأموال الساخنة، واستثمارات المحفظة، التى تبحث عن مصلحتها، وتخارج الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة بسبب الاضطرابات التى تواجه العالم، بالإضافة إلى أن الدولة تستخدم هذه الأموال فى بعض البنود المهمة والسريعة، حيث من الصعب أن يتحول إلى استثمار أجنبى مباشر.
الصراحة والوضوح من السمات المستمدة من والدها، حينما تتحدث عن الاقتراض الخارجى تجدها أكثر تركيزا، تقول إن «الدين الخارجى تراجع بنحو 7 مليارات دولار ليسجل نحو 161 مليار دولار، ولا بد من الحكومة أن تقوم بترشيد الاقتراض، واستبداله بالشراكات سواء مع القطاع الخاص الأجنبى أو المحلى.
- علامات تعجب ترتسم على ملامحها قبل أن تجيبنى قائلة: «إن الضرائب تعتبر المورد الأساسى للدولة، لتوفير احتياجاتها، لذلك من الصعب أن تقوم بإعادة النظر والتقدير مرة أخرى، لكن على الحكومة أن تعيد تطبيق تجربة وزارة المالية فى منتصف الألفية، بعدما قامت بتخفيض الضرائب، مما ساهم بشكل كبير فى استقطاب شرائح كبيرة من العملاء، بالإضافة إلى العمل على إدخال الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى من خلال حزم تحفيزية، وتسهيلات من أجل تسريع العملية الإنتاجية مقابل نسبة طفيفة من الضرائب، مع مراعاة عدم فرض التقديرات الجزافية للعملاء.
البساطة والشجاعة من المميزات المستمدة من والدها، لذلك تجدها تتحدث بعبارات بسيطة غير معقدة عندما تتحدث عن الاستثمار وعودة وزارة الاستثمار التى ستلعب دوراً كبيراً فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث إن الوزارة قادرة على رسم خريطة الاستثمار، وكذلك تذليل العقبات على المستثمرين، وتحديد رؤية وخطط لتحقيق استثمارات أجنبية تصل إلى 30 مليار دولار، لتحقيق نسب نمو مرتفعة، رغم التحديات الخارجية، والبيئة التنافسية الصعبة على المستوى الإقليمى، خاصة أن الدول المجاورة لديها من المميزات التنافسية، والبيئة الاستثمارية الجيدة، لذلك على وزارة الاستثمارات تكثيف مجهوداتها للترويج عن الاستثمار، بالإضافة إلى التوسع فى المناطق الاقتصادية ذات القوانين الخاصة، بصفة خاصة فى قناة السويس كونها من أهم المشروعات اللوجيستية، خاصة بعد الاهتمام بالبنية التحتية.
- لحظات صمت تسود المكان قبل أن تعاود حديثها قائلة إن «حاجة الحكومة الشديدة لتوفير حصيلة دولارية، ساهمت فى تلبية جزء من متطلبات الحكومة فى تدبير الدولار، بالإضافة إلى أن الوقت متاح لطرح اكتتابات عامة بالبورصة نتيجة توافر السيولة، واستهداف المؤشرات مستويات قياسية جديدة».
وتابعت أن «السوق يتطلب 3 مستهدفات حتى يعزز ريادته منها ضمان تخارج الأموال الخاصة بالبورصة فى حالة التخارج، على غرار ما يتم فى ملف الأموال الساخنة، العمل على زيادة قاعدة العملاء، من خلال الترويج ونشر الثقافة المالية، وطرح اكتتابات قوية قادرة على تعويض الشركات التى تخارجت من السوق، ورسم صورة جيدة لسوق المال».
حرصت على أن تكون دائماً الإصدار الأول من نفسها، ولم تكن الإصدار الثانى من آخر، وتحرص أيضاً على التعلم من أخطائها، تحث أولادها على المرونة للتكيف مع المتغيرات، تسعى دائماً لتحقيق ما يعزز ريادة سوق المال.. فهل تنجح فى تحقيق ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولار وزارة الاستثمار المشروعات الاستثمارية الكبرى بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
مصر تبحث مع وفد مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تعزيز التعاون ودعم أولويات الحكومة
التقى المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية وفد رفيع المستوى من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) برئاسة السيد مختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، وذلك في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة المصرية والمؤسسات المالية الدولية، وبحث فرص دعم جهود الدولة في تنمية بيئة الاستثمار وتعزيز التنافسية وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وقال الوزير إن الاجتماع تناول سبل تعزيز التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية لدعم المشروعات الاستثمارية في مصر من خلال أدوات تمويلية متنوعة.
وأضاف «الخطيب» أن اللقاء تطرق إلى مراجعة ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق الذي عُقد مع مسؤولي IFC في يناير الماضي، والذي تناول تبادل الرؤى حول أولويات التعاون ودعم مشاركة القطاع الخاص في تحقيق النمو المستدام، مؤكدًا أهمية البناء على ما تحقق لتوسيع نطاق الشراكة وتكثيف التعاون في مشروعات نوعية ذات مردود اقتصادي واجتماعي ملموس.
وقال الوزير إن اللقاء تضمن أيضًا مناقشة أطر التعاون الفني في سياق تقرير "الجاهزية للأعمال – B-Ready"، الذي يصدر عن البنك الدولي، موضحًا أن مصر تتطلع إلى التعاون مع المؤسسة في هذا الصدد.
وأكد «الخطيب» أن مؤسسة التمويل الدولية تعد شريكًا أساسيًا في دعم جهود الدولة لتوسيع قاعدة مشاركة القطاع الخاص، مشيرا إلى أن الحكومة ترحب بأية مبادرات تسهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وتوفر فرص عمل، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبه، أعرب السيد مختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، عن تقديره للتعاون القائم مع الحكومة المصرية، مشيرًا إلى استعداد المؤسسة لمواصلة تقديم الدعم للمشروعات ذات الأولوية، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي لجذب الاستثمار في المنطقة.