تمضي قاطرة التنمية في ولاية "مصيرة" بخطى متقدمة وبمشروعات استراتيجية واعدة تجاوزت قيمتها الاستثمارية 100 مليون ريال عُماني، وتعد "مصيرة" التي يطلق عليها "جزيرة الخيال" أكبر جزر سلطنة عُمان، إذ تبلغ مساحتها 655 كيلومترا مربعا ويبلغ طول سواحلها 145 كيلومترا، حيث تنفذ الحكومة العديد من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات لتعزيز تنمية المجتمع المحلي ومن بين تلك المشروعات الربط الكهربائي الذي سيسهم في ربط الولاية بالشبكة الرئيسية للكهرباء ومشروع ميناء الصيد متعدد الأغراض بولاية مصيرة، ومشروع إنشاء نظام شبكة الصرف الصحي.

. جريدة "عمان" جابت الولاية التي تجمع بين الجبل والسهل والبحر، وتتمتع بمقومات سياحية فريدة كالشواطئ الرملية والعيون المائية وموقع عالمي لركوب الأمواج، ووثق فريق جريدة "عمان" مسارات التنمية التي تمضي قدما بخطى ثابتة من خلال المشروعات التي تقوم الحكومة بتنفيذها في مختلف القطاعات.

قبلة سياحية واعدة

التقت جريدة "عمان" خلال زيارتها لولاية "مصيرة"، بسعادة الشيخ عبدالله بن عبدالله عبدالولي باعوين، والي مصيرة، الذي أكد أن الولاية تعد من الولايات الواعدة في قطاعي الثروة السمكية والسياحة وغيرها من القطاعات، إذ تمتلك "مصيرة" شواطئ استثنائية للسياح من المواطنين الذين يتقاطرون على الولاية بين شهري نوفمبر امتدادا إلى أبريل سنويا، إضافة إلى العديد من السياح الخليجيين المقيمين في الولاية.. مؤكدا أن "مصيرة" تزخر بثروة سمكية واعدة، إذ يسهم هذا القطاع في رفد السوق المحلي بالثروة السمكية والتصدير إلى خارج سلطنة عُمان، مما يدلل على وجود مئات السفن الكبيرة منها والصغيرة على شواطئ الولاية وكل نوع من السفن له مجال حيوي محدد للصيد.

المشروعات الاستراتيجية

وأشار سعادته إلى أن ولاية "مصيرة" حظيت بمشروعات تنموية مع بدء تطبيق نظام المحافظات، بينها رصف الطرق الداخلية وتبليط الرئيسية منها وتعزيز شبكة الطرق بأعمدة الإنارة، إضافة إلى ذلك تعمل الحكومة على تنفيذ مجموعة من المشروعات الاستراتيجية في ولاية "مصيرة"، بينها مشروع الصرف الصحي بتكلفة 10 ملايين ريال عُماني، وكذلك مشروع ميناء متعدد الأغراض بتكلفة 27 مليون ريال عُماني، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي للولاية بتكلفة تجاوزت 70 مليون ريال عُماني، وكذلك مشروعات للاستزراع السمكي الداعمة لقطاع الثروة السمكية بالولاية، مما يؤدي إلى توفير فرص عمل أثناء تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المذكورة أو فيما بعد.. مشيرا إلى أن الولاية نظمت "ملتقى مصيرة" في نسخته الأولى والثانية، إذ لاقى هذا الحدث رواجا غير عادي نظرا للدعم المقدم من مكتب محافظ جنوب الشرقية لتنظيم هذه الفعاليات التي تمثل متنفسا للقاطنين في يناير من كل عام، ويشمل الملتقى العديد من الفقرات الثقافية والتراثية والفنية التي تزخر بها الولاية، ومن المرتقب أن تنظم الولاية "مهرجان ركوب الأمواج" في نسخته الثانية خلال يوليو القادم، بدعم من مكتب محافظ جنوب الشرقية، ويستقطب "ركوب الأمواج" العديد من محبي هذه الرياضة لزيارة "مصيرة" سنويا كونها من المواقع الفريدة في العالم لممارسة ركوب الأمواج.

إقامة مجمعات تجارية

وأكد سعادته وجود دراسة لاستخراج تراخيص لإقامة مجمعات تجارية في ولاية مصيرة لتعزيز صناعة الترفيه وإثراء التسوق ونأمل استقطاب المستثمرين لمثل هذه المشروعات التي ستعزز القطاع السياحي بالولاية.. مشيرا إلى أن الولاية حظيت بالعديد من المدارس الحكومية، وخلال العام الجاري تم طرح مناقصة إنشاء مدرسة جديدة في منطقة النهضة وسيسهم هذا المشروع في رفد منظومة التعليم المدرسي بالولاية.

مشاريع خدمية

وقال يوسف بن محمد بن عبدالله الغنبوصي، مدير دائرة البلدية بولاية مصيرة: تقوم محافظة جنوب الشرقية بتنفيذ العديد من المشروعات الخدمية في ولاية "مصيرة"، بينها رصف 6.5 كيلومتر بمختلف مناطق الولاية خلال الفترة الحالية، بالإضافة إلى مشروع إنارة الطرق ما بين الاستبدال والإنارة الجديدة بإجمالي 225 عمود إنارة، وجار حاليا إسناد مناقصة لصيانة 109 أعمدة إنارة، وقد تم الانتهاء من مشروع تطوير الطريق الرئيسي من الواجهة المائية إلى محطة تحلية المياه بالولاية.

وأضاف: أما فيما يتعلق بالمتنزهات والحدائق، فإنه جارٍ حاليا تطوير حديقة النهضة ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية للزائر والمقيم من خلال الحلة الجديدة للحديقة، وكذلك تم الانتهاء من مشروع الواجهة البحرية في الولاية، ومشروعات المماشي الصحية، ونطمح إلى البدء في مشروع مركز الشامخية متعدد الأغراض بالولاية قريبا، وتأتي هذه المشروعات في إطار تجويد نمط الحياة في ولاية مصيرة للمقيمين والزائرين للولاية، وتعزيز القطاع السياحي، بما يتوافق مع "رؤية عُمان 2040".

تنمية مستدامة

وأكد سلمان بن حمد بن خميس الفارسي، عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الشرقية ممثل ولاية مصيرة، أن الولاية تشهد تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والخدمية الحيوية التي تتجاوز قيمتها الإجمالية 113 مليون ريال عُماني، من أبرزها مشروع الصرف الصحي، والميناء متعدد الأغراض، ومشروع الربط الكهربائي الممتد من ولاية محوت إلى مصيرة، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تمثل نقلة نوعية للبنية الأساسية وتعزز من التنمية المستدامة في الولاية.

وأوضح أن مشروعات الطرق، حظيت باهتمام كبير، حيث يتم تنفيذ مشروع معالجة الطرق المتأثرة بالأنواء المناخية، إلى جانب رصف 6.5 كيلومتر من الطرق في حي النهضة ومنطقة المندسة. كما أُنجز مشروع الواجهة البحرية الشمالية، ويجري العمل على إدراج مشروع الواجهة البحرية بمنطقة الشعنزي ضمن خطط العام المقبل، نظرًا لما تشهده المنطقة من إقبال سياحي كثيف في فصل الصيف.

وفي إطار تحسين بيئة الأحياء السكنية، أوضح الفارسي أن البلدية تنفذ مشروع تبليط الأزقة للحد من تأثير مياه الأمطار على المنازل، إلى جانب مشروع الحديقة العامة في حي النهضة "2"، لتوفير متنفس طبيعي للعائلات.

وفي الجانب التعليمي، قال: إن الولاية تضم أربع مدارس حكومية، مع مشروع لإنشاء مدرسة جديدة قيد التنفيذ حاليًا، فيما يواصل مستشفى مصيرة أداء دوره في تقديم الخدمات الصحية، مع توفير نقل جوي وبحري للحالات الطارئة إلى المستشفيات المرجعية في محافظات مسقط وجنوب وشمال الشرقية.. كما ناشد الفارسي الجهات المعنية بتخفيض تكلفة النقل عبر العبارات الحكومية بنسبة 50% أو إعفائها للحالات المرضية المتكررة، لتخفيف العبء المالي على المواطنين.

بيئة طبيعية وسياحة واعدة

وتحدث الفارسي عن ما تتميز به ولاية "مصيرة" من مقومات بيئية وسياحية فريدة، حيث تعد الجزيرة موطنًا طبيعيًا للعديد من الكائنات البحرية والطيور المهاجرة، وأشهرها سلاحف الشرفاف التي تتخذ من شواطئ مصيرة مكانًا للتعشيش.. كما تزخر الولاية بشواطئ خلابة، ومياه صافية تجذب عشاق السباحة والغطس، وتُعد وجهة مفضلة لهواة التخييم ومراقبة الطيور والحياة الفطرية.. مضيفا: نسعى من خلال تعزيز البنية الأساسية إلى استقطاب المستثمرين في قطاع السياحة البيئية والفندقة والمجمعات التجارية، لتكون مصيرة وجهة سياحية دائمة، وليس فقط موسمية.

وأشار إلى أن عدد الزوار في فصل الصيف يتراوح بين 15 و20 ألف سائح، وفق إحصائيات شركة "مواصلات"، ما يعزز الحاجة لمزيد من الخدمات التجارية والسياحية.

عصب للثروة السمكية

وأكد الفارسي أن قطاع الصيد البحري يُعد العمود الفقري لاقتصاد الولاية، إذ يعمل فيه ما يقارب 2000 صياد، وتضم مصيرة 27 مصنعًا للأسماك، ومع إنشاء الميناء متعدد الأغراض سيسهم المشروع في تطوير منظومة الصيد البحري وتوفير سوق متطور للأسماك يخدم الصيادين والمستثمرين.

ولفت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع تتعلق بمخالفات بعض الأيدي العاملة الوافدة التي تمارس الصيد الحرفي بصورة غير قانونية، بالإضافة إلى اقتراب سفن الصيد التجارية من المناطق المخصصة للصيد الحرفي، ما يُعد مخالفة للضوابط التي حددتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.

وفيما يتعلق بتوفر السلع، أوضح أن المواد الغذائية تصل إلى الولاية عبر النقل البحري، مما ينعكس أحيانًا على الأسعار، مشيرًا إلى وجود مقترح لدعم نقل المواد الغذائية لضمان استقرار الأسعار في الولاية أسوة ببقية ولايات سلطنة عُمان.

المساكن الاجتماعية قيد المعالجة

واختتم الفارسي تصريحه بالتطرق إلى ملف المساكن الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الولاية تضم أكثر من 600 منزل يعود تاريخ إنشائها إلى عامي 1978 و1979، وقد تضررت بعض هذه المنازل بفعل الأنواء المناخية خلال السنوات الماضية، دون تسجيل إصابات بشرية.

وأوضح أن الجهات المعنية، ممثلة بمكتب محافظ جنوب الشرقية ووزارتي التنمية الاجتماعية والإسكان والتخطيط العمراني، تدرس حاليًا أوضاع أكثر من 48 منزلًا بهدف ترميمها أو إعادة تأهيلها، بما يضمن استدامة هذه المساكن وتحسين جودة حياة المواطنين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیون ریال ع مانی الربط الکهربائی متعدد الأغراض من المشروعات جنوب الشرقیة ولایة مصیرة أن الولایة فی الولایة العدید من فی ولایة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

تداولات بورصة مسقط تقفز إلى 467.8 مليون ريال خلال يوليو

العُمانية: سجلت بورصة مسقط في شهر يوليو الماضي عددًا من المكاسب مع صعود قيمة التداول إلى 467.8 مليون ريال عُماني، مسجلة أفضل قيمة للتداولات خلال العام الجاري، مستفيدة من إقبال الصناديق والمؤسسات الاستثمارية المحلية على زيادة مشترياتها، وسط توقعات متفائلة بمزيد من التحسن في أداء شركات المساهمة العامة التي أعلنت عن تحسن نتائجها المالية وارتفاع أرباحها الصافية في النصف الأول من العام الجاري.

وارتفعت قيمة التداول في شهر يوليو الماضي بنسبة 103.9 بالمائة مقارنة بـ229.4 مليون ريال عُماني في شهر يونيو 2025م، وارتفعت الصفقات المنفذة بنسبة 42.1 بالمائة لتصعد إلى 49 ألفًا و30 صفقة مقابل 34 ألفًا و489 صفقة في يونيو 2025م، وسجلت القيمة السوقية لبورصة مسقط في شهر يوليو الماضي مكاسب بـ862.2 مليون ريال عُماني لتصعد بنهاية الشهر الماضي إلى 29 مليارًا و132 مليون ريال عُماني.

وركز المستثمرون في تداولات الشهر الماضي على سهم أوكيو للصناعات الأساسية الذي شهد تداولات بنحو 111.8 مليون ريال عُماني، تمثل 23.9 بالمائة من إجمالي قيمة التداول، وحل بنك مسقط ثانيًا بتداولات عند 90.1 مليون ريال عُماني، وشهد سهم أسياد للنقل البحري تداولات بقيمة 54.1 مليون ريال عُماني، فيما شهد سهم بنك صحار الدولي تداولات بقيمة 48.3 مليون ريال عُماني، وتداولات سهم أوكيو لشبكات الغاز بقيمة 36.9 مليون ريال عُماني تمثل 7.9 بالمائة من إجمالي قيمة التداول.

وارتفعت في شهر يوليو الماضي أسعار 61 ورقة مالية، مقابل 39 ورقة مالية تراجعت أسعارها، و13 ورقة مالية استقرت عند مستوياتها السابقة، وتصدر سهم سيمبكورب صلالة الأسهم الرابحة مرتفعًا بنسبة 54.3 بالمائة وأغلق على 159 بيسة، وارتفع سهم المركز المالي "فينكورب" بنسبة 45.1 بالمائة وأغلق على 45 بيسة، وصعد سهم ظفار لتوليد الكهرباء إلى 77 بيسة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 37.5 بالمائة، وارتفع سهم أوريدو بنحو 33 بالمائة وأغلق على 250 بيسة، فيما صعد سهم مسقط للتأمين إلى 873 بيسة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 32.2 بالمائة.

وجاء سهم عُمان كلورين في مقدمة الأسهم الخاسرة، متراجعًا بنسبة 20 بالمائة وأغلق على 240 بيسة، وتراجع سهم الوطنية لمنتجات الألمنيوم بنسبة 15 بالمائة وأغلق على 85 بيسة، وهبط سهم بركاء للمياه والطاقة إلى 179 بيسة، مسجلًا تراجعًا بنسبة 10.5 بالمائة.

وشهد شهر يوليو الماضي الاكتتاب في أسهم حق الأفضلية التي طرحها البنك الأهلي لمساهميه خلال الفترة من 24 إلى 28 يوليو، بقيمة 50 مليون ريال عُماني، بهدف زيادة رأسماله إلى 294.9 مليون ريال عُماني، كما شهد شهر يوليو الماضي إلغاء إدراج شركة عُمان للاستثمارات والتمويل بعد الاندماج عن طريق الضم مع شركة ظفار الدولية للتنمية والاستثمار.

وأعلنت شركات المساهمة العامة خلال الشهر الماضي عن عدد من التطورات الإيجابية، من بينها إفصاح شركة أسياد للنقل البحري أنها تسلمت ناقلة جديدة للنفط الخام بسعة 308 آلاف طن، ضمن صفقة بقيمة 206 ملايين دولار أمريكي للاستحواذ على ناقلتين للنفط الخام.

وقالت مجموعة ليفا العاملة في قطاع التأمين: إنها قامت بإعادة هيكلة وتوحيد قروضها الحالية ضمن تسهيل ائتماني جديد بقيمة 63 مليون ريال عُماني مع بنك صحار الدولي، مشيرة إلى أن هذه الهيكلة تتيح للشركة عددًا من المزايا، أبرزها خفض تكلفة الاقتراض، وتحسين إدارة التدفقات النقدية، وتعزيز قدرة المجموعة على تخصيص رأس المال بشكل أكثر مرونة.

وأعلنت شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج أنها ستقوم، اعتبارًا من 9 أغسطس الجاري، بشراء جزء من أسهمها المدرجة ببورصة مسقط، بما يتراوح بين 45 و60 مليون سهم، ضمن خططها لتعزيز ثقة السوق والمساهمين في قوة سهم الشركة وأدائها المالي والتشغيلي، وقد ارتفع سهم الشركة الشهر الماضي 12 بيسة، وأغلق على 333 بيسة، بعد أن شهد تنفيذ 5827 صفقة بقيمة 36.1 مليون ريال عُماني.

مقالات مشابهة

  • «الحرف اليدوية»: تأسيس المجلس القومي «خطوة استراتيجية» لتوحيد الجهود وتطوير القطاع
  • في سبتمبر المقبل بجوائز تتجاوز 50 مليون ريال.. الطائف تحتضن النسخة السابعة من مهرجان ولي العهد للهجن
  • امتدادًا لمواقف المملكة.. الحملة الشعبية لإغاثة غزة تتجاوز 725 مليون ريال
  • الجبل الأخضر يشهد تنفيذ مشروعات تنموية واستثمارية بأكثر من 13 مليون ريال
  • تداولات بورصة مسقط تقفز إلى 467.8 مليون ريال خلال يوليو
  • انطلاق النسخة السابعة من مهرجان ولي العهد للهجن بالطائف في سبتمبر المقبل بجوائز تتجاوز 50 مليون ريال
  • محافظة الداخلية تكشف عن مشاريع تنموية بتكلفة 41.8 مليون ريال
  • وزير النقل يتفقد مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع «صور»
  • 180 مليون جنيه.. إجراء الربط الكهربائي للمدينة الطبية بكفر الشيخ
  • من الإغاثة إلى التنمية.. تدشن مشاريع استراتيجية لتحسين حياة المواطنين في باب المندب