أكد حزب الله اللبناني، أن العدوان الإسرائيلي على اليمن، يدشن بدء مرحلة جديدة من المواجهة والمعركة في المنطقة التي تشهد توترا غير مسبوق جراء الحرب في غزة والهجمات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي.

 

وقال حزب الله في برقية عزاء للشعب اليمني، إن "العدوان الصهيوني الغادر على اليمن وبالحماية والدعم الأمريكي التام هو استكمالٌ ‌‏للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وللحصار المتواصل والمستمر من سنوات طويلة، ‌‏وهو تأكيدٌ لا لبس فيه عن الأهمية القصوى لجبهات الإسناد في كل المنطقة ودورها ‌‏العظيم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني".

 

وأضاف: "إننا على ثقة تامة أن العدوان لن يفت في ‌‏عضد هذا الشعب وقيادته بل سوف يزيده قوة وعزيمة ومضياً في هذا الطريق الشاق ‌‏والدامي والموصل بشكل حتمي إلى انتصار المقاومة".‏

 

وتابع: "إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي إيذان بمرحلة ‏جديدة ‏وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها".

 

وأكد وجود "الثقة ‏الكاملة ‏بأن القيادة اليمنية بما تمتلك من معرفة وشجاعة وقوة قادرة على اتخاذ الخطوات ‏المناسبة ‏والضرورية لِردع هذا العدو وحلفائه الإقليميين والدوليين".

 

وأردف: "نؤكد أننا نقف بقوة ‏إلى جانب ‏الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وسيادته وموقفه البطولي والتاريخي إلى ‏جانب ‏فلسطين وشعبها ومقاومتها".‏

 

ويوم أمس السبت، أعلنت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، سقوط قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) جراء غارات إسرائيلية على خزانات النفط في ميناء محافظة الحديدة ومحطة كهرباء بالمحافظة ذاتها.

 

وعرضت القناة صورا تظهر انفجارات هائلة واشتعال النيران جراء هذه الغارات.

 

وهذا أول رد إسرائيلي مباشر على هجمات الحوثيين في الفترة الأخيرة.

 

ويأتي ذلك بعد هجوم بطائرة مسيرة شنته جماعة الحوثي على مدينة تل أبيب فجر الجمعة، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 9 آخرين.

 

من جانبها، أكدت جماعة الحوثي أن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة لن يزيدها إلا "إصرارا وثباتا" في مساندة قطاع غزة، وتوعدت بعمليات "تقض مضاجع" تل أبيب ردا على الهجوم، وفق تدوينات عبر منصة "إكس" لمتحدث الجماعة محمد عبدالسلام، وعضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: حسن نصر الله اسرائيل حزب الله مليشيا الحوثي اليمن على الیمن

إقرأ أيضاً:

مصر في قلب المعركة

يخطئ من يظن أن مصر بمنأى عن الحروب الإسرائيلية الدائرة في المنطقة، خصوصا الحرب مع إيران، ذلك أن الشارع المصري أصبح على قناعة، بأن المواجهة مع إسرائيل حتمية ووشيكة، في إطار تنفيذ المخطط الصهيوني بالسيطرة على المنطقة وإعادة رسمها من جديد، حسبما أعلن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو مرارا، وبما يمكّن الكيان من توسيع رقعته الجغرافية، حسبما طالب بذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا أيضا، وبما يحقق سردية الجمهوريين البروتستانت، التي تتعجل ما يعرف بحرب نهاية العالم، ناهيك عن الشواهد السياسية والعسكرية الكثيرة في هذا الشأن.

وعلى الرغم من مرور 46 عاما على توقيع معاهدة السلام بين الكيان ومصر، عام 1979، إلا أن كل النتائج تؤكد أن الاتفاقية لم تستطع اختراق العقل الشعبي المصري بالتطبيع، سواء على المستوى الفردي أو الجمعي، لأسباب كثيرة، وهو ما يعترف به مسؤولو الكيان دائما، في الوقت الذي بدت فيه علاقات حميمية مع أطراف عربية، حديثة العهد بالتعامل مع العقلية الصهيونية، وهو ما يؤكد أن الشعب المصري حالة خاصة، تنتظر لحظة نفض الغبار، التي يبدو أن أوانها قد حان، وما سنوات الغبار الغابرة تلك إلا حالة من التعبئة، وإعادة الشحن القومي من جديد.

لا خلاف في الشارع المصري على أن ما يجري الآن من مخطط صهيوني، هو بمثابة تقليم الأظافر، حتى يمكن التفرغ للعدو الأكثر قوة وعنادا، ممثلا في مصر وشعبها، وهو ما لا يخفى بالتأكيد على صناع القرار
لا خلاف في الشارع المصري على أن ما يجري الآن من مخطط صهيوني، هو بمثابة تقليم الأظافر، حتى يمكن التفرغ للعدو الأكثر قوة وعنادا، ممثلا في مصر وشعبها، وهو ما لا يخفى بالتأكيد على صناع القرار، الذين لم يتوانوا على مدى السنوات الـ46 المشار إليها، عن التسلح والتدريب، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة، ليس ذلك فقط، بل تنويع مصادر السلاح، وحتى إنتاجه، تحسبا لذلك اليوم الذي تم فرضه، ليس على مصر فقط، بل على المنطقة قاطبة، نتيجة أطماع المحتل التي لا تتوقف عند حد، بل لا تتوقف عن القتل وسفك الدماء، على مدار الساعة، تحت سمع ونظر العالم.

السؤال المهم الذي يطرحه الشارع طوال الوقت: هل حان دور المواجهة مع مصر، في حالة انتصار الكيان -لا قدر الله- على إيران؟ أم أن دخول أطراف خارجية على ساحة القتال الدائر حاليا، يمكن أن يدفع بمصر إلى المشاركة في إطار ما يعرف بالحرب الاستباقية؟ أم أن العدو هو الذي سوف يبادر إلى ذلك، اعتمادا على عمليات تمهيد واضحة، اتهم خلالها الجيش المصري بنشر قوات في المنطقة (ج) في سيناء، على خلاف اتفاق الطرفين، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بحفر الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة، ناهيك عن نقض تلك المعاهدة من جانب العدو، بعد احتلال محور "فيلادلفيا" أو صلاح الدين، على امتداد الحدود مع القطاع؟

يمكن القول إن العقل الجمعي المصري، بعد طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ليس كما كان قبله من كل الوجوه، خصوصا أولئك الذين كانت تمثل الطائفية أزمة نفسية لهم، لا يقبلون مشاركة حزب الله اللبناني في القتال مع المقاومة الفلسطينية، ولا يناصرون قتال إيران في مواجهة الكيان، بل وجدنا من يطلب الفتوى الشرعية في حكم الجهاد بأسلحة إيران، إلى آخر ذلك من سلسلة طويلة من السفه والعته، انطلاقا من وهابية هنا أو عقيدة تكفير هناك، إضافة إلى فصائل أخرى من ضحايا الإمبريالية الأمريكية، والريالات والدينارات، وما أكثرهم في مواقع سياسية وإعلامية بشكل خاص، وهم ما يمكن أن يطلق عليهم الطابور الخامس، ناهيك عن اللجان والكتائب الإلكترونية، العاملة على مدار الساعة.

الآن، وعلى وقع الصواريخ الإيرانية على الكيان، تراجع هؤلاء، وتوارى أولئك، وأصاب الخجل الجميع، وسط حالة من الشعور القومي العربي والإسلامي تدعو إلى مناصرة إيران، ولو بأضعف الإيمان، وهو الأمر الذي يضع النظام الرسمي في موقف لا يحسد عليه، مع ورود أنباء عن حصوله على وثائق إسرائيلية عسكرية مسربة، توضح خططا تفصيلية لاجتياح سيناء، وهو ما جعل القوات المسلحة تبادر بنشر قوات على امتداد شبه الجزيرة، التي خاضت مصر من أجلها حروبا عديدة، وارتوت رمالها بدماء زكية لا تقدر بثمن، ناهيك عن مئات الآلاف من أرواح الشهداء.

كل الشواهد تؤكد أن طوفان الأقصى هو الذي أرجأ مغامرات إسرائيلية عديدة في المنطقة، في مقدمتها ما يتعلق بسيناء، ثم جاءت الحرب مع إيران لتضيف المزيد من الإرجاء، إلا أن الأزمة قائمة، وسط إصرار أمريكي- إسرائيلي على تنفيذ إملاءات لم يقبلها النظام المصري علانية، ولن يقبلها الشعب حتى لو قبل بها النظام، تتمثل في الآتي:

على مصر العودة إلى الريادة، والإمساك بزمام الأوضاع والتطورات، مع الوضع في الاعتبار أن ردع الكيان الصهيوني هو العنوان الوحيد الذي يمكن أن يوحد الحالة المصرية، شعبيا ورسميا، على قلب رجل واحد، بعد سنوات من الاستقطاب، وهو ما يجب أن تتجه إليه البوصلة الآن في ظل التحديات الراهنة
أولا: قبول ترحيل الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، إلى سيناء أو الداخل المصري، موزعين على عدد من المحافظات، بما يجعل من الحديث عن عودتهم مرة أخرى إلى القطاع قضية غير ذات معنى، حيث سيتم استيعابهم مقابل مبالغ مالية، ومعونات اقتصادية.

ثانيا: الموافقة على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر، وهما الجزيرتان المتنازع عليهما بين مصر والمملكة السعودية، على الرغم من الإقرار الرسمي المصري بهما للمملكة، إلا أن ذلك الإقرار يواجه معارضة شعبية وقضائية كبيرة.

ثالثا: الامتثال لطلب الرئيس الأمريكي بمرور سفن وناقلات الولايات المتحدة من قناة السويس، دون سداد رسوم مرور، وهو الطلب الاستعراضي الهمجي، الذي قوبل بسخرية مصرية على كل المستويات، الرسمية والشعبية، وتم رفضه فور الجهر به.

رابعا: الموافقة المصرية على إقامة قاعدتين عسكريتين، إحداهما في راس بناس بالبحر الأحمر، والأخرى في سيدي براني على البحر المتوسط، وهو الطلب الذي رفضه كل الرؤساء المتعاقبون (أنور السادات، حسني مبارك، عبد الفتاح السيسي)، وربما كانت مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تستضيف على أرضها أية قواعد عسكرية أجنبية.

خامسا: القبول بتغييرات واسعة في المناهج التعليمية، التاريخية والدينية، تجعل من الكيان صديقا غير محتل، ومن فلسطين ماضيا بلا تاريخ، ومن المسجد الأقصى قضية هامشية، ومن الديانة الإسلامية بشكل عام مسخا، يمكن استبداله بما تسمى الديانة الإبراهيمية، التي رفضها الأزهر شكلا وموضوعا.

سادسا: التدخل الخطير في السياسات الخارجية المصرية، خصوصا ذلك التقارب الأخير مع إيران، من خلال زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي قبل أسبوعين للقاهرة، والانفتاح الاقتصادي والعسكري على كل من الصين وروسيا، والانضمام إلى مجموعة "البريكس"، وغير ذلك من توجهات تصطدم بالمصالح الأمريكية.

إذن، الأمر جد خطير، يتطلب الوقوف بكل قوة خلف المقاومة الفلسطينية من جهة، والجمهورية الإيرانية من جهة أخرى، باعتبارهما حائط الصد الآن أمام مخطط خبيث ومدمر، لم يعد يستهدف الوطن العربي فقط، من النيل إلى الفرات، كما ذكرت بروتوكولاتهم، بل امتد إلى خارج المنطقة، ليعبث مع إيران بالنار، ويشير إلى باكستان بأصابع الاتهام، وهو ما يحتم على مصر العودة إلى الريادة، والإمساك بزمام الأوضاع والتطورات، مع الوضع في الاعتبار أن ردع الكيان الصهيوني هو العنوان الوحيد الذي يمكن أن يوحد الحالة المصرية، شعبيا ورسميا، على قلب رجل واحد، بعد سنوات من الاستقطاب، وهو ما يجب أن تتجه إليه البوصلة الآن في ظل التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • انفجارات عنيفة تهز (تل أبيب) في موجة جديدة من القصف الإيراني
  • رعب الوجود الإسرائيلي
  • مصر في قلب المعركة
  • الجزائر تؤكد دعمها لإيران وتدين العدوان الإسرائيلي
  • رئيس النيابة العامة يدشن مرحلةً جديدة بإخراج شكايات من الحفظ و تفعيل التظلمات الإلكترونية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 55 ألفا و432 فلسطينيا
  • كيف دافعت مصر عن استقرار الإقليم في ظل العدوان الإسرائيلي على إيران؟
  • جلالة السلطان يبحث مع الرئيس التركي والمستشار الألماني مستجدات العدوان الإسرائيلي على إيران
  • المواجهة العسكرية تدخل مرحلة اشتباك إستراتيجية| 3 سيناريوهات تنتظر المنطقة بعد الصراع الإيراني الإسرائيلي.. وخبير يعلق
  • أول تعليق من عبدالملك الحوثي على الضربة الإسرائيلية بإيران وموقف دول المنطقة