جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-15@01:55:41 GMT

مسابقة شاعر الهبوت

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

مسابقة شاعر الهبوت

 

 

محمد بن سعيد المعشني

تعتبر المسابقات الأدبية من أهم الفعاليات التي تخدم المجتمع بشكل عام والمهتمين بالأدب بشكل خاص. فخدمتها للمجتمع؛ تكمن في تعزيز الجانب الثقافي وشغل الوقت الفارغ الذي تتخلله الكثير من السلبيات الدخيلة.

أما المهتمون بالجانب الأدبي فتعتبر فرصتهم لإبراز قدراتهم الأدبية سواء شعرا أو نثرا أو غيرها من أغراض الأدب.

استبشرنا خيرًا بمجرد الإعلان عن مسابقة شاعر الهبوت التي أقامها مركز ظفار للثقافة والإبداع، خبر جميل تزامن مع حاجة المجتمع لمثل هذه المسابقات التي تخدم الموروث.. بدأت المسابقة وتوالت الجولات بين متأهل وخاسر، إلى أن وصلت معمعة تصويت الجمهور!

لم أكن أودُّ الكتابة في هذا الموضوع غير أن ما صاحب المسابقة من تداعيات؛ دفعني لأدلي برأيي مع من أدلى برأيه وأسأل الله التوفيق في ذلك.

أولاً: أرى أن إشراك الجمهور في مثل هذه المسابقات قرار خاطئ!! لأن الجمهور كان سببًا في كل ما صاحب المسابقة ورأيناه على منصات التواصل الاجتماعي من تأييد وتشجيع ومسيرات ومعارضات وتشكيك؛ فكلما وُضِعت كرة التنافس في ملعب القبيلة، ستصل إلى مستويات عليا من هدر أموال طائلة في غير موضعها المستحق، دون العمل على الهدف الرئيس من المسابقة، وهو المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي. وحينما تحول المسار إلى إشراك الجمهور؛ صار الهدف هو تفوق المنافس الذي ترغب فيه القبيلة سواء كان يمتلك القدرات والاستحقاق أم لا.

ثانيا: إن أكثر ما يميز مجتمعنا الظفاري هو روح التماسك والروابط الاجتماعية المتينة التي توارثها الأبناء عن الأجداد، وأصبح من العيب على القبيلة أن تتخلى عنها. ولا نزال إلى يومنا هذا نجني ثمارها لا سيما في التكافل الاجتماعي منقطع النظير. ومن الإجحاف تغييب هذا الإرث ونسفه بكل سهولة مع أي حدث بسيط ونعته بما لا يليق.

وأؤكد للجميع أنه لو حدث أثناء ذلك الهيجان والصخب المصاحب للمسابقة المذكورة أمر طارئ خارج عن محور الحدث؛ فستصطف جميع القبائل مع بعضها يدًا بيد، لأن التنافس الحاصل ليس نتاجَ شقاق وتفرقة، بل من أجل الفوز فقط وينتهي بانتهاء المسابقة. فلا وجود لفتنة ولا تعصب ولا حقد، فهذا مجتمع لم تفرقه الأحداث الجسام، فأنّى للمفردات الطائشة أن تفرقه!

وأجزم بأنَّ هذا التكاتف لا يخلو منه أي مجتمع قبلي سواء في السلطنة أو خارجها، وأن التكتلات المصاحبة لأي انتخاب أو تصويت هي لدى أي قبيلة، فقط هناك من يديرها وينجزها بوعي وهدوء وهناك من يدفعه الحماس خارج إطار الوعي والتفكير بالعواقب ويظهر بصورة همجية تلفت أنظار اللوم والانتقاد، كمن أراد أن يكحلها وعماها.

المسألة برأيي تحتاج لوعي أكبر، بمعنى تقليص نسبة الدور الجماهيري خاصة في الأمور الثقافية والأدبية. ولو وقفنا على الحياد ونظرنا إليها نظرة جدية وصادقة، لرأينا أنه لا قبيلة إلا قبيلة الوطن ولا فريق كروي إلا الفريق الذي بمقدرته رفع علم الوطن، ولا أديب إلا صاحب الكلمة والموهبة الحقيقية الذي يستحق الإشادة والتتويج. هذا هو الحس الوطني الذي من الضروري جدًّا بثه ودعمه في أوساط المجتمع وغرسه في نفوس النشء.

ثالثا: لا أرى الجانب الرياضي الذي يُفترض أن يُقابل بروح رياضية يخلو من مثل هذا الفكر والتعصب، فقد رأينا أيضا في هذا الجانب الكثير من المسابقات الرياضية واجهت تحديات قوية بين نادي ظفار ونادي النصر، وهذا يعني أن الرياضة أيضا في مجتمعنا تتأثر بمثل هذه الأفكار، إلا أن نقطة الاختلاف هي عدم إشراك الجمهور في حسم الفوز والخسارة، إنما هو دور اللاعبين وحدهم، والغريب أن لا نسمع أحد يدندن على وتر الفتنة والقبلية أو المناطقية، والسبب الرئيس أن الجمهور ليس بيده حسم النتيجة، إضافة إلى أن الجميع يعلم يقينا بأنها منافسة كروية تنتهي بانتهاء صافرة الحكم؛ فالروح الرياضية سائدة رغم وجود التعصب والحماس ورغم رغبة جمهور كل فريق بفوز النادي الذي يشجعه.

رابعاً: غالباً ما ننتقد تدني مستوى الأحوال المعيشية وتأثير فرض الضرائب وارتفاع أسعار البترول على المستوى المعيشي للفرد والمجتمع، ونعلم يقين المعرفة وجود فئة كبيرة من الأسر المتعففة واليتامى والباحثين عن عمل بيننا، والذين هم أحق بهذه الوقفة والفزعة والنظر إلى أحوالهم.

ومع ذلك، نتناسى فجأة ما نحن فيه من أحوال معيشية بحاجة للنظر إليها، ونتجاهل الفئات الذين هم بحاجة للوقوف بجانبهم، ونهدر الكثير من المال لشركات الاتصالات التي طالما شكونا من سوء الخدمات التي تقدمها، والتي كنا نطالبها بمواكبة التطور في تقديم الخدمات، رمينا بكل ذلك عرض الحائط كي يفوز ناخب أو شاعر!! فقط نحن نريده هو دون غيره بغض النظر عن العودة لمنطق أو لإستحقاق أو نفكر مجرد التفكير بمخافة هدم موهبة مستحقه أو تأخير تقدمها.

أتساءل: لماذا لا يُستغل الحماس القبلي في تعزيز حسابات الفرق الأهلية التي لها تأثيرها في خدمة المصلحة العامة والثواب بإذن الله في الآخرة، برأيي مثل هذا الحماس يجب أن يُستغل بشكل يعود على المجتمع والأفراد بالفائدة وتُقلّص مساحته في الأحوال التي تهدم دون أن تبني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاعر عالمي بروح عربية (3 / 3)

ما زلنا في رحاب " إيليا أبو ماضى" الذى يعد من أبرز أعلام الشعر العربي الحديث، ومن أهم الأصوات التي شكلت ملامح مدرسة المهجر في بدايات القرن العشرين. وقد استطاع أن يقدم نموذجا فريدا للشاعر الذى يجمع بين الغنائية العميقة والتأمل الفلسفي والروح الإنسانية المتفائلة حتى أن النقاد أطلقوا عليه لقب شاعر الأمل والتفاؤل. جاء شعره مفعما بالحس الرومانسى، ولهذا كان أحد المنتمين البارزين للمدرسة الرومانسية، وتجلى ذلك في اهتمامه بالطبيعة والحب وتناول القضايا الإنسانية. تأثر بالشعر الغربي خاصة الرومانسي والرمزي. لكنه صهر هذه التأثيرات مع أصالة الشعر العربي والروح الإنسانية فكوّن مدرسة المهجر وقدم رؤى جديدة للشعر العربي.وظهرت نزعته التفاؤلية في أعماله مع احتفاظه بالقيم العربية والإسلامية في بعض جوانب شعره. تأثر بالرومانسية الغربية وتجلت حكمة رؤيته للحياة مما أعطى نصوصه عمقا فلسفيا وحكمة إنسانية، بالإضافة إلى دعوته للتفاؤل ونبذ التشاؤم. ظهر نزوعه نحو حب الطبيعة بحيث باتت ملهمته.

أبرز العوامل التي خلدت شعر"إيليا أبو ماضى" النزعة الرومانسية والتأملية حيث تأثر بالرومانسية الغربية، و تجلت حكمته ورؤيته للحياة مما أعطى نصوصه الشعرية عمقا فلسفيا وحكمة إنسانية بالإضافة إلى دعوته للتفاؤل ونبذ التشاؤم. كان له موقف فكري واضح يتلخص في الإيمان بالإنسان، والبحث المستمر عن روافد الخير، والدعوة إلى الحياة بروح إيجابية، ولذلك تجسدت في شعره دائما نبرة التفاؤل التي ظهرت بجلاء حتى حين كان يناقش الأسئلة الكبرى المتعلقة بالوجود، فهو القائل في قصيدته فلسفة الحياة:

أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا

أما " دوروثى دياب" فكانت المرأة التى أحبها الشاعر " إيليا أبو ماضى" وتزوجها وأنجب منها ثلاثة أبناء وملكت عليه حياته. وهى ابنة "نجيب دياب" صاحب مجلة "مرآة العرب". كانت جزءًا من حياته وعائلته في الولايات المتحدة، وإن لم تكن دائما محورا مباشرا لكل قصائده، ولكن من أجملها قصيدة "هدية العيد"، التى وجهها إليها ويقول فيها:

أى شىء في العيد أهدي إليك ياملاكي وكل شىء لديك؟

ليس عندي شيء أعز من الروح وروحى مرهونة بين يديك

ومن أجمل قصائده الثرية بالمعاني والاتعاظ تلك التى يقول فيها:

إذا ألقى الزمان عليك شرا وصار العيش في دنياك مرا

فلا تجزع لحالك بل تذكر كم امضيت في الخيرات عمرا

وإن ضاقت عليك الأرض يوما وبت تئن من دنياك قهرا

فرب الكون ما أبكاك إلا لتعلم أن بعد العسر يسرا

وإن جار الزمان عليك فاصبر وسل مولاك توفيقا وأجرا

لعل الله أن يجزيك خيرا ويملأ قلبك المكسور صبرا

في أوائل الخمسينيات من القرن الماضى بدأت صحته تتدهور، لكنه ظل يعمل ويكتب في صحيفته حتى الأيام الأخيرة من حياته. وفي 23 نوفمبر 1957 توفى في نيويورك من جرّاء أزمة قلبية عن عمر يناهز 58 عاما، ودفن هناك بين أبناء الجالية العربية التى أحبته وشاركته مسيرته. كانت وفاته نهاية رحلة طويلة امتدت من جبال لبنان إلى قلب أمريكا. لكنها لم تكن نهاية تأثيره العميق في الأدب العربي.

مقالات مشابهة

  • شاعر عالمي بروح عربية (3 / 3)
  • محمد علي نهدي: قبلت عرض فيلمي خارج مسابقة قرطاج بسبب الجمهور
  • عبد الرحيم حسن: بعد غد الإعلان عن الفائزين في مسابقة التمثيل ببورسعيد
  • جوائز مليون و50 ألف جنيه.. «عائلة سعد» تحصد المركز الأول عالمياً في مسابقة القرآن
  • جامعة العاصمة تطلق الموسم الرابع من مسابقة العباقرة
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول في مسابقة المجلس القومي للمرأة لمناهضة العنف
  • الإثنين القادم.. إعلان نتيجة مسابقة بورسعيد أرض المواهب
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • فائز في مسابقة يوروفيجن يعيد جائزته احتجاجا على مشاركة تل أبيب