أعلن مشروع الفكر «الديموتنامي» عن ترتيبات للاحتفال بمرور «100» عام  على ثورة 1924 السودانية ضد الاستعمار الإنجليزي.

كمبالا ــ التغيير

وكشف مدير مشروع الفكر «الديموتنامي» الأستاذ شمس الدين ضو البيت عن ترتيبات للاحتفال من قبل  مشروع الفكر الديموتنامي «الديمقراطي سابقا» انتظمت للاحتفال بمئوية ثورة 24 طوال شهر أغسطس المُقبل.

وقال «طبعا تعلمون أن طلبة المدرسة الحربية خرجوا بزيهم الرسمي وكامل اسلحتهم متظاهرين، يوم 9 اغسطس 1924، احتجاجا على سجن علي عبد اللطيف والقمع الذي مارسه الاستعمار البريطاني»، و أضاف «صارت تلك التظاهرة أيقونة لثورة 24، ومعلما في الحياة السياسية السودانية، برغم أنها كانت واحدة من تظاهرات عديدة، بدأت في شهر يونيو واستمرت حتى نهاية نوفمبر من ذلك العام».

و أوضح ضو البيت أن الاحتفال بمئوية ثورة 24 يشمل تدشين  عمل مشروع الفكر الديموتنامي، في كمبالا يوغندا، تحت اسمه الجديد الذي يجمع، في كلمة واحدة، بين الديمقراطية والتنمية، وقال «ربما صار معلوماً أن توطين الديمقراطية القائمة على أقصى درجات المواطنة المتساوية والمرتبطة بأقصى درجات التنمية المتوازنة، والمستندة على المعرفة، في الفكر والممارسة السياسية- ظلت محور عمل المشروع طوال سنوات عمره الإحدى عشر ، بوصفها عملية لا بديل عنها لإدارة سليمة للتنوع السوداني».

ونوه ضو البيت إلى أن الغرض من الاحتفال بالمئوية هو أولاً التعريف بهذه الثورة العظيمة، المجهولة أو المتجاهلة، لحد كبير بحسب و صفه، وأضاف «أيضاً لاستلهام قيمها وإرثها في مواجهة التحديات الحالية، بما فيها هذه الحرب اللعينة».

و أشار ضو البيت إلى أن مساهمة ثورة 24 كانت في وضعها لبنات وجدان سياسي سودانوي حديث، سبق به السودان محيطه الإقليمي الإفريقي جنوب الصحراء، و قال «كان قادة هذه الثورة، بخلفياتهم المتنوعة، هم من رسم نموذجه، بتجردهم عن كل انتماء دونه .. إرث ثورة 24 نهلت منه كل ثوراتنا اللاحقة، لا سيما ثورة ديسمبر 2018، ولن يكون هناك غنى عنه لأي عمل سياسي وطني جاد لإدارة التنوع في بلدنا».

و يشتمل الاحتفال بمئوية 24 على أربع فعاليات كبيرة:
-تدشين كتاب، ثورة 24 (والفكر السودانوي الحديث) -لبروفيسور محمد عمر بشير،
-تدشين كتاب، ثورة 24 ونشأة الحركة الوطنية في السودان، دكتور جعفر محمد علي بخيت،
-عرض مشاهد من مسرحية ثورة 24 (ثورة شعب)، تأليف المناضل العمالي عبد الله بشير وإخراج السر السيد..
-تدشين كتاب، ثورة 24 والتنوع السوداني؛ مقالات لعدد من الكتاب حول ثورة 24‘..

و أوضح ضو البيت أن كل الكتب تصدر عن  مشروع الفكر الديموتنامي ضمن سلسلة القراءة من أجل التغيير، وقال «تأتي هذه الخطوة بعد أن استأذنا أسرتي الأساتذة الكبار محمد عمر بشير وجعفر بخيت، ومنحتنا الإذن مرحبتين، لهما اجزل الشكر والتقدير»، لآفتاً إلى أن جميع هذه الفعاليات يصاحب تقديم دراسات حية من باحثين، وعروض فنية موسيقية وطنية .

يذكر أن الفعاليات تقام بالتعاون مع مبادرة ديفيلوبمنت هاب بكمبالا

 

الوسومالفكر «الديموتنامي» ثورة 1924 علي عبداللطيف مشروع الفكر الديمقراطي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ثورة 1924 علي عبداللطيف

إقرأ أيضاً:

الإخوان بعد 30 يونيو.. من أوهام التمكين إلى دروب التيه

في مثل هذا التوقيت من كل عام، تتجدد الذاكرة الوطنية المصرية باستدعاء لحظة فارقة في تاريخها الحديث، لحظة اجتمع فيها الشعب على كلمة واحدة: "لا لحكم الإخوان". 

فثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة ضد حكم جماعة، بل كانت إعلانًا صريحًا برفض مشروع أراد اختطاف الوطن لحساب أجندات خارجية، متدثرة بشعارات دينية، ومتسلحة بخطاب مزدوج لم يصمد طويلًا أمام واقع ممارساتها.

وبعد مضي 12 عامًا على تلك الثورة العارمة، يبدو أن التنظيم الذي طالما قدّم نفسه كـ«مشروع أمة»، لم يعد سوى شبحًا مهزومًا، يعيش حالة من التآكل الذاتي، والتشظي التنظيمي، والغربة الوجودية عن الواقع السياسي والاجتماعي في مصر والمنطقة.

تنظيم مأزوم وغربة وجودية

بحلول الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، لا يبدو أن جماعة الإخوان تعيش فقط انكسارًا سياسيًا، بل حالة من الغربة الشاملة عن الواقع. فذلك التنظيم، الذي سوّق لنفسه لعقود على أنه حاضنة فكرية ومشروع نهضوي بديل، بات عبئًا تاريخيًا تتنكر له الشعوب وتتجنبه العواصم، بعدما تكشفت الوظيفة الحقيقية التي كان يؤديها: أداة مأجورة في مشاريع استعمارية وأداة ابتزاز في لعبة التوازنات الإقليمية والدولية.

وقد كشفت ثورة 30 يونيو هشاشة المشروع الأخلاقي والفكري للتنظيم، وأسقطت أوراق التوت عن شعاراته، مما أدى إلى تفكك البنية التنظيمية إلى 3 جبهات متصارعة: جبهة إسطنبول، جبهة لندن، وجبهة الداخل المصري، فضلًا عن محاولات بائسة لاستعادة شرعية منعدمة من خلال الإعلام الممول خارجيًا والخطابات الاستهلاكية.

من خطاب الأمة إلى عبء التاريخ

يرى الخبراء أن التنظيم يعيش اليوم في مرحلة "موت سريري"، يعاني فيها من الملاحقة الأمنية، والانقسام الداخلي، والتآكل الذاتي، فبين منفى وملاحقة وخطاب بائس، تبدو نهاية الجماعة أقرب إلى نهاية حركات تجاوزها الزمن وانكشفت مقاصدها.

ويؤكد النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الجماعة أصبحت في موضعها الطبيعي كتنظيم منبوذ، ليس فقط من الشعب المصري، بل من المجتمع الإقليمي والدولي، بعدما باتت تُصنّف باعتبارها "المنبع الرئيسي لكل جماعات الإرهاب في العالم".

ما بعد الإقصاء.. مشروع استعماري مكشوف

بعد إسقاط حكم الإخوان في 30 يونيو، واجهت الدولة المصرية تحديات أمنية كبرى، شملت موجات عنف وإرهاب منظّمة. غير أن القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب، نجحت في تفكيك خلايا الجماعة وقطع أوصالها التنظيمية، لتنهار معها شبكة العلاقات السرية التي ربطت التنظيم بمشاريع خارجية، بعضها دولي وبعضها إقليمي غير عربي.

الجماعة كانت ولا تزال أداة في أيدي قوى استعمارية تسعى لتفكيك الدولة الوطنية، وأدى التنظيم دورًا وظيفيًا مفضوحًا ضمن أدوات الضغط والابتزاز والتخريب، مستخدمًا غطاء الدين لأداء أجندات استخباراتية.

وأثبت الواقع العملي فشل الإخوان في الحكم، بعد أن تم اختبارهم لوجستيًا وسياسيًا، حيث لم يجد المواطن منهم سوى شعارات جوفاء، وسياسات كارثية، أسفرت عن ما وصفه بـ"أكبر نكسة" سياسية واجتماعية للعرب والمسلمين في العصر الحديث.

هل انتهى مشروع الجماعة؟

رغم السقوط المدوي لجماعة الإخوان في مصر وعدة دول عربية، إلا أن "مشروع الجماعة لم ينتهِ كليًا"، طالما بقيت القوى الخارجية التي تستخدمها قائمة. 

فالإخوان دائمًا ما يسوّقون أنفسهم كأداة تحت الطلب، سواء للاختراق أو لخلق الفوضى أو لإعادة تدويرهم عند الحاجة في مشهد سياسي متأزم.

ولكن الدولة المصرية سبقت الجميع في التعامل مع خطر الجماعة، وتفكيك بنيتها قبل أن تتمكن من إحكام قبضتها على مفاصل الدولة، مؤكدًا أن ثورة 30 يونيو ستظل محطة فاصلة في تاريخ الأمن القومي المصري والعربي، ودرعًا منيعًا أمام أي محاولة لإعادة تسويق التنظيم من جديد.

وبعد 12 عامًا من اندلاع ثورة 30 يونيو، يتضح أن ما حدث لم يكن مجرد تغيير سياسي، بل تصفية كاملة لمشروع كان يُراد له أن يستبدل الوطن بهوية دخيلة، وأن يجعل من مصر نقطة ارتكاز لمشروع تفتيتي مدمر. 

واليوم، يقف الإخوان في موقع العزلة والتآكل، بينما تمضي الدولة المصرية نحو الاستقرار والبناء، وقد تعلمت من الدرس، وأعدّت العدة لكل من تسوّل له المساس بقرارها الوطني المستقل.

طباعة شارك 30 يونيو يونيو ثورة 30 يونيو

مقالات مشابهة

  •  الدبيبة ينعى المفكر نجيب الحصادي: فقدت ليبيا علماً من أعلام الفكر والفلسفة
  • وزير الثقافة يعلن انطلاق مبادرة مصر تتحدث عن نفسها فى ذكري 30 يونيو
  • كل من يصوت ضد القانون الكبير الجميل فهو يصوت ضد 3 أمور.. متحدثة البيت الأبيض توضح
  • يعلن مشروع الأشغال العامة عن إنزال المناقصة رقم (13)
  • قصور الثقافة ومحافظة البحر الأحمر تبحثان آليات تشغيل مسرح الغردقة لتقديم عروض فنية للسائحين
  • تدشين مشروع دعم مرضى الكلى السودانيين.. يجسد روح التضامن والأخوة
  • تابلوهات استعراضية وعروض فنية فى احتفالات ثقافة البحر الأحمر بذكرى 30 يونيو
  • الإخوان بعد 30 يونيو.. من أوهام التمكين إلى دروب التيه
  • عروض فنية وورش تفاعلية ضمن أنشطة قصور الثقافة بمعرض الفيوم للكتاب
  • تدشين ملعب فريق "فلج الشراة" والهوية البصرية الجديدة