دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت المدينة المحرمة ذات يوم واحدة من أقوى الأماكن على وجه الكوكب. وفي عام 1420، بينما كانت أوروبا في خضم حرب المائة عام وأمريكا غير مكتشفة بعد، كان حاكم أسرة مينغ الصينية ينتقل إلى منزله الجديد في وسط بكين، بهدف تعزيز قبضته على إمبراطورية آخذة في التوسّع.

وداخل قصورهم الضخمة، كان أباطرة الصين محصنين، ليس بفضل أميال من الجدران المحيطة بهم فحسب، بل نظرا للسرية الشديدة التي حكمت حياة الملوك.

وأُطلق على "المدينة المحرمة" هذا الاسم لأنه لم يُسمح إلا لعدد قليل من الرعايا الصينيين بالدخول إليها.

وبعد طرد آخر إمبراطور في عام 1924، وخلال السنوات التي تلت ذلك، عندما بدأ أكبر مجمع قصور في العالم بفتح أبوابه للعالم الخارجي، كُشفت ألغاز الكثير من الزوايا في المدينة المحرّمة.

ولكن موضوعًا واحدًا لا يزال غامضًا حتى اليوم، أي الطعام.

بدأ تشاو البحث بتاريخ الطهي في المدينة المحرمة خلال الثمانينياتCredit: Bin Xiao

وبعد عقود من سقوط الصين الإمبراطورية، وحتى مع استمرار المؤرخين في التعاون لدراسة ماضي الصين، لا يُعرف سوى القليل عما كانت تتناوله إحدى أغنى وأقوى الأسر في العالم، خاصة في أيامها الأولى، نظرًا لأن غالبية الوثائق القديمة التي قد تقدّم نظرة ثاقبة حول هذا الموضوع، قد أغلقت بسبب حالتها الهشة.

ويُعد تشاو رونجوانج، وهو مؤرخ طعام من مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال الصين، واحدا من الأشخاص القلائل، وربما الوحيد، الذي تمكن من الوصول إلى جميع هذه الأطعمة ودراستها بشكل شامل قبل إغلاق تلك الوثائق. 

وهذا ما جعله قادرا على فضح العديد من الأساطير المتعلقة بالطعام داخل القصر التي استمرت لعقود من الزمن.

وبدأ تشاو في التوغل بأسرار الطبخ الخاصة بالمدينة المحرمة قبل أكثر من 4 عقود.

صورة للإمبراطور كانغ شي معروضة في متحف قصر بكين.Credit: VCG Wilson/Corbis/Getty Images

وفي الثمانينيات، كانت بكين لا تزال مدينة للدراجات والشوارع الخلفية، أي بعيدة كل البعد عن ناطحات السحاب والطرق السريعة التي تبدو عليها اليوم.

وعندها قام تشاو، الذي يبلغ من العمر الآن 76 عامًا، بجمع المال من وظيفته كمدرّس، بهدف السفر إلى بكين من أجل مهمته المتمثلة في معرفة ما تناوله أباطرة الصين القدماء وعائلاتهم حقًا.

مع ذلك، لم تكن مهمته سهلة، إذ تواجدت عقبتان رئيسيتان في دربه، أولهما أسرار القصر الصامدة، إذ لم يُكشف إلا عن القليل لمن هم خارج أسواره الحمراء الشاهقة، وثانيهما عدم توفر وثائق تركز على ما تناوله سكان القصر.

عمل فني قديم (من 1668 إلى 1670) من هولندا يقدم لمحة عما قد تبدو عليه المأدبة الكبرى للمبعوث الهولندي في المدينة المحرمة عام 1667.Credit: Sepia Times/Universal Images Group/Getty Images

وأصر تشاو على العودة إلى ما كان يُسمى آنذاك الأرشيف التاريخي الأول للصين، في القصر القديم، أو بوابة الازدهار الغربية، حيث كان يدقق في الوثائق الإمبراطورية التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن، والتي يعتقد أنها كانت مغلقة في التسعينيات.

وبدأ في تكوين صورة لكيفية تطور تناول الطعام في المدينة المحرمة، مع التركيز على ثلاث شخصيات تاريخية كانت أساسية في تشكيل عادات الأكل الملكية. والآن، بعد مرور نحو 40 عامًا على بدء بحثه، أصبح لديه فكرة جيدة عن الموضوع.

الإمبراطور تشيان لونغ، في لوحة لجوزيبي كاستيليوني وهو رسام إيطالي في البلاط الإمبراطوري في أسرة تشينغ، كان يسجل وجباته الغذائية وقوائم الطعام بدقة خلال فترة حكمه التي استمرت ستة عقود (1735-1796).Credit: Photo 12/Universal Images Group/Getty Images

وأوضح تشاو لـ CNN أن البداية كانت مع الإمبراطور كانغ شي من أسرة تشينغ، الذي سيطر بالكامل على الصين بعد عام 1644 عندما أطيح بأسرة مينغ الإمبراطورية، المتحالفة مع مجموعة الهان العرقية ذات الأغلبية في الصين.

وفي ظل حكمه، بين عامي 1661 و1722، دخلت البلاد في عصر سلمي نسبيًا بعد عقود من القتال بين الأسر الحاكمة، ما أدى إلى بعض التغييرات المثيرة للاهتمام في قائمة الطعام داخل المدينة المحرمة.

ديزي ييو وانغ، وهي نائب مدير متحف قصر هونغ كونغCredit: Maggie Wong/CNN

في البداية، بعد دخول أسرة تشينغ، كانت الأطعمة التقليدية من منطقة المانشو البدوية في شمال شرق الصين مطروحة على المائدة، وفقًا لوثائق من العصر الذي درسه تشاو.

وفي منتصف عهد كانغ شي، بدأت الأنظمة الغذائية الملكية في التطوّر.

وقال تشاو: "كان لا يزال هناك الكثير من الطرائد المشوية والأطعمة غير العادية على مائدة كانغ شي، مثل خصيتي النمر".

واعتقد القدماء أن خصيتي النمر تتمتعان يتأثير يعزز الرغبة الجنسية، حسبما ذكره تشاو، مضيفًا: "أعتقد أن كانغ شي قد تناول الكثير منها، إذ تم تسجيل اصطياده أكثر من 60 نمرًا في حياته".

وأوضح تشاو أن عرف الديك، كان مكونًا آخر يتم تناوله كمنشط جنسي.

يقال إن الإمبراطور تشيان لونغ كان يتناول وعاءً من حساء عش الطيور، وهو مكون عصري نسبيًا خلال عهد أسرة تشينغ، كل صباح.Credit: LightStock/iStockphoto/Getty Images

ولكن في نهاية المطاف، مع استقرار المجتمع بشكل أكبر خلال حكم كانغ شي، بدأت المزيد من أطباق الهان العرقية في الظهور، مثل يخنة قوانص البط.

وأصبح العالم الغامض للطعام في المدينة المحرمة أكثر وضوحًا عند الانتقال إلى حفيد كانغ شي، وهو شخصية مهيبة تُعرف باسم الإمبراطور تشيان لونغ.

وخلال نحو 61 عامًا من توليه العرش (1735-1796)، أي الفترة التي يعتبرها تشاو المرحلة الثانية المهمة من تطور الطهي في المدينة المحرمة،  قام تشيان لونغ بتسجيل قوائم طعامه اليومية بدقة، وهذا السجل الورقي يعني أن المؤرخين بإمكانهم إعادة بناء رؤية أكثر دقة من نمط الحياة في القصر بذلك الوقت.

اشتهرت الإمبراطورة الأرملة تسيشي بإقامة الولائم الفخمة خلال فترة وجودها في المدينة المحرمة.Credit: Everett/Shutterstock

واستنادا إلى الوثائق التاريخية، كان تشيان لونغ يتناول وجبتين رئيسيتين يوميا، أي وجبة الفطور عند الساعة 6 صباحًا ووجبة العشاء عند الساعة 2 بعد الظهر. ولكن بعد استيقاظه في الساعة الرابعة صباحًا مباشرةً، كان عادةً يتناول وجبة خفيفة، مثل حساء عش الطائر، قبل وجبته الصباحية وعمله.

وفي الليل، بينما كان يراجع التقارير والطلبات من جميع أنحاء البلاد، كان يتناول وجبة أخرى عند الساعة الثامنة مساءً. أو 9 مساءً. تتكون غالباً من أطباق صغيرة من الطعام يتراوح عددها بين 8 و10.

وأشار تشاو إلى أنه "كان يتناول العشاء عادة بمفرده باستثناء وقت تناول وجبات الطعام الخفيفة في الليل، عندما كان يتناول الطعام مع رفيقته التي كان سينام معها".

وأوضح تشاو أن تناول الطعام والنوم جيدًا، حتى يتمكن من إنجاب أبناء له، كانتا مهمتان رئيسيتان للإمبراطور.

وبما أنه كان حاكمًا للبلاد، فإن ذلك يعني أنه يمكنه الاستمتاع بأفضل المكونات، ولكن تشيان لونغ لم يكن من الذواقه. ويتفق كل من تشاو والخبراء في متحف قصر هونغ كونغ على أن تناول الطعام داخل المدينة المحرمة لم يكن فخمًا كما قد يفترض البعض.

وقالت ديزي ييو وانغ، وهي نائب مدير متحف قصر هونغ كونغ إن "غالبية (الأباطرة) نشأوا في بيئة شديدة الانضباط. وكان من المفترض أن يكون نظامهم الغذائي صحيًا، وأن تتم دراسته من قبل الكثير من الأشخاص".

مأدبة مانشو-هان الأسطورية

كانت أسطورة مأدبة مانشو-هان الباذخة، ترتبط بشكل وثيق بالإمبراطورة الأرملة تسيشي، التي حكمت الصين بلا رحمة لمدة نحو خمسين عاماً حتى وفاتها في عام 1908.

وتُعتبر تسيشي مسؤولة إلى حد كبير عن المرحلة الثالثة والأخيرة من أبحاث تشاو حول أسرار الطعام في المدينة المحرمة.

وتضخم فخر الطهي الوطني نحو مأدبة أسطورية تُسمى "مأدبة مانشو-هان"، والتي ظهرت لأول مرة خارج المدينة المحرمة في أواخر عهد أسرة تشينغ، وانتشرت في معرض أقيم في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين بالخمسينيات من القرن الماضي.

قال تشاو: "في عام 1957، بمعرض الاستيراد والتصدير الصيني الأول في قوانغتشو، أقام أحد البائعين مأدبة فخمة للعرض".

وأضاف: "من بين الدول الأجنبية القليلة التي أرسلت ممثليها، أبدى رجال الأعمال اليابانيون اندهاشهم. وتصادف أن الاقتصاد الياباني كان يتعافى بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية. وقد أرادوا التعرف على هذه الوليمة الفخمة، وسألوا أحد الموظفين عن نوع الوليمة".

وتابع: "استشار المساعد رئيسه، الذي لم يكن لديه معلومة أيضا، وبدوره سأل الطاهي، والذي لم يكن متأكدًا أيضًا، ولكن كان عليه أن يعطي بعض الإجابات، لذلك قال هذه تسمى مأدبة مانشو-هان وقد بدأها الإمبراطور".

وقيل إن رجال الأعمال اليابانيين كانوا مفتونين.

منذ ذلك الحين، أصبحت مأدبة المانشو-هان مرادفًا للأباطرة ووجباتهم، وقال تشاو إنها أصبحت واحدة من أهم اتجاهات الطعام في اليابان.

ولكن، ما علاقة الإمبراطورة الأرملة تسيشي بهذه الأسطورة؟

ونظرًا لكونها صاحبة السلطة الحقيقية وراء آخر أباطرة الصين الإمبراطورية قبل وفاتها، فقد اشتهرت بأسلوب حياتها الباذخ وشهيتها للأطعمة الصينية.

وأوضح تشاو: "لقد كان العصر الأكثر فخامة خلال عهد أسرة تشينغ. لقد زادت وجباتهم اليومية من 18 إلى 23 طبقًا، ومن ثم من 25 إلى 28 طبقًا".

وكانت تسيشي محبة للترفيه، إذ كانت تستضيف ولائم احتفالية بشكل منتظم. 

وفي حين لم تكن هناك ولائم رسمية للمانشو-هان، كانت هناك أنواع أخرى من الولائم الإمبراطورية تقام في المدينة المحرمة على مرّ القرون. ولكن لم يكن لدى أي منها العديد من الأطباق كما ادعت الشائعات.

وكان الشكل الأكثر شهرة بينها جميعًا هو "تيان آن يان" وترجمتها "مأدبة زيادة السلام"، التي تجمع بين نوعين رئيسيين من الولائم في الماضي - الولائم على طراز المانشو المليئة باللحوم المشوية وأسلوب هان مع حساء عش الطيور والمأكولات البحرية. 

الصيننشر الثلاثاء، 23 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تناول الطعام کان یتناول الکثیر من متحف قصر Getty Images لم یکن ما کان فی عام

إقرأ أيضاً:

وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟

مع بداية موسم الامتحانات، ينشغل الطلاب عادة بالمذاكرة ووضع خطط للمراجعة، لكن كثيرين منهم يغفلون عن عنصر لا يقل أهمية: التغذية.

فالطعام ليس مجرد وقود للجسم، بل يلعب دورا حيويا في تعزيز وظائف الدماغ مثل التركيز، والذاكرة، والانتباه. تماما كما لا يمكن لسائق أن يبدأ سباق فورمولا بسيارة بخزان فارغ، لا يمكن للعقل أن يعمل بكفاءة دون تغذية سليمة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تغنيك عن المهدئات.. 7 مشروبات طبيعية تهدئ القلق والتوترlist 2 of 2حرارة الصيف ترفع خطر التسمم الغذائي.. إليك أبرز سبل الوقايةend of list

ورغم ذلك، يعتمد العديد من الطلاب على الوجبات السريعة أو الأطعمة السكرية التي تمنح دفعة مؤقتة من الطاقة، يليها هبوط مفاجئ في النشاط والانتباه.

لذا، سواء كنت طالبا تسعى للتركيز أو ولي أمر يحرص على أداء أبنائه، راقب جيدا ما يدخل إلى جسمك، فاختياراتك الغذائية قد تكون مفتاحا للتفوق أو سببا للتراجع.

كيف يتغذى الدماغ؟

يعد الدماغ من أكثر أعضاء الجسم استهلاكا للطاقة، فعلى الرغم من أنه يشكل نحو 2% فقط من وزن الجسم، فإنه يستهلك حوالي 20% من السعرات الحرارية اليومية. ولأنه لا يستطيع تخزين الطاقة مثل باقي الأعضاء، فهو بحاجة دائمة إلى إمداد غذائي مستمر يدعم وظائفه المعرفية. وتشمل العناصر الأساسية لصحة الدماغ: الغلوكوز المستقر كمصدر رئيسي للطاقة، والأحماض الدهنية الأساسية لدعم الخلايا العصبية، والبروتينات، ومجموعة فيتامينات "بي" B، ومضادات الأكسدة التي تحميه من التلف والإجهاد التأكسدي.

دماغ الإنسان يستهلك حوالي 20% من السعرات الحرارية اليومية (فري بيك) أطعمة تدعم الأداء الذهني في الامتحانات

تلعب التغذية السليمة دورا محوريا في تعزيز الأداء الذهني، إذ تساهم في تنظيم الطاقة العقلية، ودعم التركيز لفترات ممتدة، وتقليل مستويات التوتر الذهني، وهي جميعا عوامل أساسية لتحقيق نتائج أكاديمية متميزة خلال فترة الامتحانات. وفيما يلي مجموعة من العناصر الغذائية التي تضمن لك تغذية متوازنة تعزز قدراتك الذهنية في هذه المرحلة المهمة.

إعلان الأسماك الدهنية

تُعد الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، القد، والسردين من أغنى المصادر الطبيعية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تلعب دورا مهما في بناء أغشية الخلايا العصبية وتعزيز الاتصال بينها.

ويسهم تناول هذه الأسماك في دعم الذاكرة وتحسين القدرات المعرفية، كما يساعد في الحد من تراكم بروتين "بيتا أميلويد" المرتبط بمرض ألزهايمر. ولتحقيق فوائد معرفية ملموسة، يُنصح بتناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيا، مع اختيار الأنواع الطازجة قليلة الزئبق لضمان أقصى استفادة صحية.

الفواكه والخضروات الداكنة

تعد أطعمة مثل التوت الأزرق، السبانخ، البروكلي، والكاكاو الداكن غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات التي تحارب الإجهاد التأكسدي، وتحسن تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز التركيز والوظائف الإدراكية. ويتميز التوت باحتوائه على الفلافونويد، التي تحمي الخلايا العصبية.

وقد أظهرت دراسة أجريت بمستشفى بريغهام بجامعة هارفارد أن تناول حصتين أو أكثر من التوت أسبوعيا يبطئ تدهور الذاكرة، ويحسن كفاءتها الإدراكية.

الكربوهيدرات المعقدة

يحتاج الدماغ إلى إمداد ثابت من الغلوكوز، مصدره الرئيسي للطاقة، لذا تعد الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني وخبز الحبوب الكاملة مثالية، إذ تطلق الغلوكوز ببطء في الدم، مما يحافظ على تركيز مستقر طوال اليوم ويمنع التعب العقلي. كما أنها غنية بفيتامينات بي المفيدة للدماغ، وتناسب وجبة الإفطار في أيام الامتحانات.

البروتينات الخفيفة

يُعد البيض، الزبادي، والمكسرات من مصادر البروتين الخفيفة وسهلة الهضم، وتوفّر الأحماض الأمينية الضرورية لتكوين النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يُسهم في تعزيز الانتباه وتحسين الحالة المزاجية. حتى وجبة بسيطة مثل بيضة واحدة على الإفطار قد تُحدث فرقا ملحوظا في التركيز على مدار اليوم.

الماء

رغم أن الماء لا يُصنف كطعام، فإنه ضروري لصحة الدماغ وأدائه السليم. فهو يرطب أنسجة الدماغ، ويساعد في نقل العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات. حتى الجفاف الطفيف يمكن أن يؤثر سلبا على التركيز، ويسبب التعب أو الدوار.

وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ويستمنستر البريطانية عام 2012 أن الطلاب الذين حافظوا على شرب كميات كافية من الماء أثناء الامتحانات حصلوا على نتائج أعلى بنسبة 5% مقارنة بمن لم يشربوا كمية كافية. لذلك، يُنصح بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميا، خصوصا خلال فترات المذاكرة والضغط الذهني.

أطعمة ينبغي تجنبها

في المقابل، هناك أطعمة قد تعوق الأداء الذهني وتزيد من الإجهاد والتشتت من بينها ما يلي:

السكريات البسيطة والكربوهيدرات المكررة

يؤدي تناول السكريات إلى ارتفاع سريع في مستوى سكر الدم، يتبعه هبوط حاد، مما يسبب إرهاقا ذهنيا وصعوبة في التركيز. وتُحدث الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من الطحين الأبيض، تأثيرا مشابها، إذ تفتقر إلى الألياف التي تُبطئ امتصاص الغلوكوز، مما يؤدي إلى تقلبات في مستوى الطاقة الذهنية.

وبحسب طبيب الأعصاب الدكتور عارف دالفي، في تقرير نشره موقع "هاف بوست"، فإن هذه التقلبات في سكر الدم، الناتجة عن استهلاك الكربوهيدرات المكررة، تضعف القدرة على التركيز، خاصة عند حدوث ارتفاع أو انخفاض حاد، وهو ما ينعكس سلبا على الأداء الذهني، خصوصا أثناء الدراسة أو فترة الامتحانات.

إعلان الأطعمة المالحة

لا يقتصر التأثير السلبي على التركيز فقط على ارتفاع السكر في الدم، فالأطعمة المالحة والغنية بالدهون المشبعة، مثل الوجبات السريعة، قد تُضعف بدورها الأداء الذهني.

فقد كشفت دراسة أُجريت في جامعة شيان جياوتونغ الصينية، ونُشرت عام 2017، أن النظام الغذائي عالي الملح يؤدي إلى التهابات في الدماغ، ويؤثر سلبا على الذاكرة قصيرة المدى والانتباه، كما يزيد من إجهاد الدماغ، مما يجعل من الصعب على الطلاب الحفاظ على تركيزهم ومواصلة يومهم بكفاءة.

الكافيين والمشروبات الغازية

ورغم أن تناول فنجان من القهوة قد يمنح دفعة مؤقتة من اليقظة، فإن الإفراط في الكافيين يمكن أن يؤدي إلى القلق، والانفعال، واضطرابات النوم، مما ينعكس سلبا على التركيز لاحقا.

وتتفاقم المشكلة عند استهلاك المشروبات الغازية، التي تجمع بين الكافيين والسكريات، مسببة تقلبات حادة في الطاقة وضعفا في التركيز، وهو ما يعد تحديا كبيرا للطلاب خلال فترات الضغط الذهني مثل الامتحانات.

الإفراط في الكافيين يمكن أن يؤدي إلى القلق، والانفعال، واضطرابات النوم (بيكسلز)

في النهاية، ما تتناوله خلال فترة الامتحانات لا يقل أهمية عن ساعات الدراسة الطويلة. فالأطعمة الصحية لا توفر فقط الطاقة للدماغ، بل تحسن المزاج، وتقلل القلق، وتزيد من القدرة على التركيز والانتباه. وفي حين قد يبدو تناول الوجبات السريعة أو الاعتماد على الكافيين خيارا سريعا وفعالا، فإن تأثيره غالبا ما يكون قصير الأمد ومضرا على المدى البعيد.

مقالات مشابهة

  • اكتشافات أثرية مدهشة في الصين وبيرو تكشف أسرار حضارات قديمة عمرها آلاف السنين
  • ‏الطائرات الإسرائيلية تقصف "ساعة فلسطين" التي كانت تؤشر إلى "العد العكسي لتدمير إسرائيل" عام 2040 وفقا للسلطات الإيرانية
  • الكركم في المطبخ اليومي.. كيف نحصل على فوائده دون أن نفسد طعم الطعام؟
  • أظهرت الجانب المظلم للقمر.. الصين تكشف عن أسرار فضائية جديدة
  • ممثلة أمريكية شهيرة تكشف صيام ابنها اليهودي عن الطعام من أجل غزة
  • أسرار عائلة بوتين تتكشف أمام الصين.. مستعد لفعل أي شيء لإرضائهم
  • مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
  • مناوي: هذا الأسلوب يدفعنا الي ان نتناول في الإعلام ما لا يمكن تناوله
  • إذا كانت الملابس لا تناسب جسمك.. انتبه لهذه الأعراض الخطيرة التي تظهر دون ألم وراجع الطبيب فوراً
  • وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟