«الزراعة»: السعر الاسترشادي يؤمن الفلاح من التعرض لمخاطر الانخفاض
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
قال الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنّ الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتطوير الزراعة المصرية، ما ينعكس على تحسين دخل الفلاح.
وأضاف «القرش»، في مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، من تقديم الإعلاميين محمد عبده وهبة حسين، على القناة الأولى والفضائية المصرية: «جرى عقد اجتماع بين وزير الزراعة ووزير التموين لبحث توفير أسعار استرشادية للسلع الاستراتيجية، وهذا أمر يحتاج إلى بحث دقيق، وبخاصة أننا نحاول حساب التكاليف التي يتحملها المزارع لوضع سعر مجزٍ للمزارع».
وتابع معاون وزير الزراعة واستصلاح الأراضي: «السعر الاسترشادي يعتبر مثل سعر ضمان، والدولة حريصة على إعلان سعر ضمان يمثل الحد الأدنى الذي يجنب المزارع التعرض للمخاطر في السلع الاستراتيجية من القمح والبنجر، يتم تأمين الفلاح من التعرض لمخاطر انخفاض السعر، نتيجة طول فترة الزراعة وما يتخللها من تقلبات سعرية عالمية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمد القرش الأسعار الاسترشادية السلع الاستراتيجية القناة الأولى صباح الخير يا مصر
إقرأ أيضاً:
عم عطية.. .أبو جاموس مات.. !!
مات عم عطية.
مات ميتة رجال.
لا طبّالين على الشاشات، ولا «ألتراس المياتم»، ولا حتى الواد «سيد برويطة» جاب خبره في الجرنال.
كان مشغول بتوزيع منشورات الانتخابات، والواد بتاع الواجب في كل مكان، مشغول بعزاء خمس نجمات.
ومات عم عطية.. .وماتت معاه فكرة إن الفلاح لسه ليه مطرح في النشرة، ولا حتى صورة في جنازة.. .!.
ماحدش قال: «فلاح بسيط مات من القهر.. .!» الفلاح اللي كان قلبه على الأرض، وسرّته في التراب، ما اشتكاش يوم، ولا جري ورا مكتب نائب، كان بيكتم صوته زي ما بيكتم وجعه.
في اليوم اللي مات فيه، كان لابس جلابية بهت لونها من شمس الحقل، مش من رغوة المساحيق.
شايل في جيبه وصلًا من أيام عبد الناصر، ومعلّق على صدره أمل.. .بس مش وسام شرف، أمل في شيكارة كيماوي تنقذ زرعه الواقف في سُكرات العطش.
دخل الجمعية كأنه داخل المحكمة، بس قبل ما يوصل للموظف، وقف شوية عند باب «الدوّار»، شاف ناس قاعدة مهمومة، ورئيس الجمعية والعضو قاعدين مع واحدة بتهزر، وبيقولوا لها: «يا ننوسة، يا مسك وعنبر.. .!»
هو بيصرخ: «الزرع بيموت، والجاموسة ما بتقومش!» وهُمّا بيضحكوا.. .. ! ضحكة زي نشرة الأسعار.. .مافيهاش رحمة، ضحكة تنشف ريق العدالة، زي الميه اللي ماوصلتش للغيط.
قال له واحد من المساكين اللي قاعدين: «مالك يا عطية.. .؟ ضحكوا عليك ياعطية؟»، رد عليه بصوت مخنوق: «ضحكوا علينا كلنا.. .دول شلة حرامية، صوتي يابهية علينا.. .وعليك يا عطية، إحنا الفلاحين اللي بقينا واقفين في طابور النسيان، بنمد إيدينا ولا حد بيشوفنا.. !.
راح للموظف أخيرًا، وقال له بصوت بيترجّى: «نفسي آخد شيكارة كيماوي.. .بالدور»، الموظف لف الجرنال، ونفخ من كرشه، وقال له: «يا عم.. .ارمي بياضك!»، قال له عم عطية: «أنا فقير يا بيه، دا حتى العيل اللي في المعمار بقى بيشفق عليّ.. .!».
رد الموظف وهو بيعد سُبايك الشاي: «فاكر نفسك في جمهورية الفلاحين.. .. ؟، التموين بالواسطة، والكيماوي للمحسوبين.. .!» ضحك الجميع، ضحكة سامة،
ضحكة بترن في أذن الكرامة، ضحكة زي إبرة بتخرّم خريطة الوطن من ناحية الأرض. وقف عم عطية، ساكت، لكن عنيه كانت بتكتب وصية حزنه على بلاط الجمعية، بصّ في الأرض كأنه بيودّعها بعد عشرة عمر، زي واحد شاف مراته بتتجوز غيره، وهو ماسك الدُف من جوه مكسور.
ضرب كفًّا على كف، وقال: «دي مش جمعية.. .دي ورشة نَصْب، واللي فيها مش موظفين.. .دول شياطين بكرنيهات.. !» ومشي.. .بس الأرض كانت بتسحبه لتحت، خطوته تقيلة، كأنها بتكتب نعيه قبل ما يوصل الباب.
رجع بيته، قعد على عتبة الدار، والجاموسة بصّة له من الحظيرة، كأنها فهمت.
حتى الجاموسة فهمت يا بلد، وإنتي لسه مش فاهمة.. .؟! مات عم عطية، يا خسارة وحسرة على آخر الرجال.
مات من القهر، من الوجع، من السكوت، من الوقوف في طابور النعاج، وكان راجل.
راجل رفض يبقى زيهم، فمات، وكل يوم بيموت ألف عطية، في السكون، في الطين، في النسيان. مات عم عطية، ولا حتى «بوست» على جروب القرية،
ولا حد قال: «فين الفلاح.. .؟» ولو حد سأل قالوا مات.. .وخلاص.. !.
زمانه راح، وزماننا بقى معاه كام.. ؟ معاك بطاقة مصرفية بنكية.. ؟ ولا بطاقة تموين.. .. ؟ هنا تبدأ القضية.. ! القضية ناقصة جاني مش أنا ولا عم عطية ولاحد تاني، المشكلة قالوا عليه انت الجاني.. ؟، شيكارة سماد بختم النائب، ولا عضو الجمعية.. ؟، ولا عضو مجلس قالك: «ازرعها وطنية.. !»، ونسيوك تدور على الكرامة في كيس علف قديم.
نسيت أقولك: «الوطنية» ماتت.. .ودفنوها في الغروب، جنب عم عطية، وجنب حلم الفلاحين، اللي ما بيموتوش من الجوع، لكن بيموتوا لما الأرض تتحول لإقطاع، والتراب يتباع بشيك.. .!.
الوصية الأخيرةمات عم عطية، لكن قبل ما يسيب الدنيا، ساب على حيطة الجامع وصية: «إياكم تبيعوا الأرض، ولا تفرّطوا في التراب، ولا تركنوا الكِفّ على خد السكوت، ولا تصدّقوا اللي يقول: الفلاح انتهى».
حاسبوا على بلد بتدفن الفلاح قبل الزرع، وتفرش السجادة للحرامي، وتطبّل للجهل، وتنسى اللي كان بيشيلها على ضهره في الطين والمطر.
ومات عم عطية، لكن اللي مات أكبر من جسد فلاح. اللي مات: كرامة كانت في التراب، وصوت كان ساكت من كتر الخوف، وجيل.. .كان آخر من مسك المحراث بإيده.
وختامًا.. .لا تبكوا عم عطية، بل ابكوا زمنًا كان فيه الرجال بيموتوا من القهر، وما حدّش بيزغرد، ولا حتى بيرفع صورة ليهم في جنازة.. .، !
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية
اقرأ أيضاًيحرسون الأمل وسط الصراع: حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد
الكتاتيب والذكاء الاصطناعي