د. مزمل أبو القاسم: ♨️ منبر جنيف.. تجريب المُجَرََّب‼️
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
???? *خلال الحرب الحالية نشطت العديد من المبادرات الرامية إلى وقف الحرب وإنهائها، وتوزعت تلك المساعي على منبر جدة الذي رعته أمريكا والسعودية، ومنبر دول الجوار الذي اجترحته مصر، علاوةً على عدة مبادرات من الاتحاد الإفريقي والإيقاد، ومنبر المنامة الذي تم فيه تفاوض مباشر وسري بين الجيش ممثلاً في الفريق أول شمس الدين الكباشي، والدعم السريع ممثلاً في عبد الرحيم دقلو، وصولاً إلى مساعي الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي حاول الجمع بين البرهان وقائد التمرد وفشل‼️*
???? *لم تفلح كل تلك المبادرات في تحقيق أي اختراق يذكر لوقف الحرب، ما خلا منبر جدة الذي نجح في إبرام اتفاقين بين الجيش والمتمردين في 11 و21 مايو 2023، واستند الاتفاقان إلى نصوص حاكمة وملزمة من القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف 1949 وبروتوكولاتها الإضافية التي تتضمن أهم القواعد التي تحمي من لا يشاركون في القتال (المدنيون والطواقم الطبية وعمال الإغاثة) وتحد من وحشية الحرب.
???? *تمثلت أهم بنود الاتفاقين في التمييز بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من شأنه أن يتسبب في أضرار مدنية، واتخاذ الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين وعدم استخدامهم دروعاً بشرية.*
???? *الثابت أن الولايات المتحدة الأمريكية نفضت يدها عن ذلك المنبر فجأة، وأدارت له ظهرها ولم تمارس أي ضغوط على متمردي الدعم السريع لإلزامهم بتنفيذ ما توافقوا عليه مع الجيش، عندما رفضوا إخلاء الأعيان المدنية (ووصفها معلوم للكافة)، بل صعدوا (عقب التوقيع) من هجماتهم على المدن والقرى والأعيان المدنية، وتمادوا في قتل وتجويع وتهجير المدنيين ونهب ممتلكاتهم (الفاشر وسنار والدندر والسوكي ومدن وقرى ولاية الجزيرة مثالاً).*
???? *هناك عدة أسئلة تطرح نفسها بقوة في مواجهة الدعوة التي قدمتها الخارجية الأمريكية للجيش ومتمردي الدعم السريع، أولها لماذا أغلقت أمريكا منبر جدة، مع نجاحه في إحداث الاختراق التفاوضي الوحيد في الحرب الحالية⁉️*
???? *ما الدافع لفتح منبر تفاوضي جديد بلاعبين جدد وأجندة جديدة⁉️*
???? *كيف ولماذا تقصر الخارجية الأمريكية التفاوض على الجيش، بتجاوز غير مفهوم الدوافع للحكومة السودانية المعترف بها دولياً⁉️*
???? *المفهوم والثابت أن أي التزامات تتمخض عن التفاوض الجديد في منبر جنيف سيقع غالب عبء تنفيذها على جهات حكومية لا صلة مباشرة لها بالجيش.. مثل إصدار التأشيرات لموظفي الإغاثة، وترتيبات استقبال العون الإنساني وتوزيع المساعدات، وحماية الفرق العاملة على إيصال تلك المساعدات للمحتاجين إليها، والترتيبات المتعلقة بتشغيل المستشفيات والمرافق الصحية لتلقيص معاناة المدنيين من احتلال متمردي الدعم السريع لغالبها مما أدى إلى خروجها عن نطاق الخدمة‼️*
???? *لماذا تجاهلت أمريكا دعوة حركات الكفاح المسلح (القوات المشتركة) التي أصبحت طرفاً أساسياً في الحرب الحالية بدخولها ميادين القتال بجانب الجيش، سعياً منها لحماية منسوبيها والمناطق التي ينتمون إليها بعد أن نكل بها متمردو الدعم السريع وفعلوا بأهلها الأفاعيل⁉️*
???? *غني عن القول أن الموقف المعلن للحكومة السودانية ينص بوضوح على التمسك بتنفيذ مخرجات جدة، وعدم السماح للمتمردين بالتنصل منها بأي نهج، وضرورة وضع خارطة طريق واضحة المعالم لأي تفاوض جديد، بتوضيح شروط وآليات وضمانات التنفيذ، كي لا يصيبها ما حاق بمخرجات منبر جدة، التي تحولت إلى هباء منثور ووريقات تتقاذفها الرياح.*
???? *فوق ذلك يجب على الحكومة الأمريكية أن توضح سبب قصرها للمشاركة على الإمارات ومصر (بصفة مراقب).. على أي أساس ولماذا يقتصر أداء ذلك الدور على دولتين اثنتين فقط⁉️*
???? *في المجمل تبدو الدعوة لفتح منبر تفاوضي جديد يُحاط بحديث مبهم ومعمم عن استناده إلى مخرجات منبر جدةً فخاً كبيراً للحكومة السودانية، المطالبة بالتمسك بشرعيتها وحقها القانوني في أن تفاوض بالإنابة عن جيشها وشعبها، ولا تكرر خطأ قصر التفاوض على وفد من الجيش، وأن تشترط أحد أمرين، أولهما أن يعود التفاوض إلى جدة لتضمن بناء القادم على السابق، أو توسيع منبر جنيف ليشمل وسطاء ومراقبين آخرين، مثل الصين وروسيا وقطر وتركيا لضمان توازن المنبر وحياده وقوة تأثيره، بدلاً من الزج بطرف متورط في العدوان على الشعب السوداني بصفة مراقب، وإشراك الاتحاد الإفريقي الذي شهدت ردهاته تآمراً مفضوحاً وانحيازاً كريهاً على السودان منذ بداية الحرب.*
???? *سيضمن القبول بالدعوة الفضفاضة لوقف العدائيات استمرار سيطرة متمردي الدعم السريع على المدن والقرى وكل الأعيان المدنية التي احتلوها عقب توقيعهم على اتفاقي جدة، وسيمنحهم فرصةً لاحقة للتفاوض لتحقيق مكاسب سياسية لقوة مسلحة تمردت على الدولة السودانية ولم تستند إلى أي مشروع سياسي واضح المعالم، لأنها ليست حزباً
سياسياً ولا تمثل تحالفاً مدنياً يمتلك شرعية السعي للوصول إلى السلطة.*
???? *الدعوة إلى التفاوض بالنهج الذي طرحته أمريكا تستهدف:*
_*شرعنة وجود الدعم السريع في الساحة السياسية السودانية*
_*وتمكينه من الاحتفاظ بالمواقع التي ينتشر فيها*
_*وتخليص الإمارات من الورطة الكبيرة التي زجت بنفسها فيها،*
_*ومحاولة إثناء السودان عن تصعيد شكواه ضدها ومنع عرضها على الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بوجود تقرير رسمي من لجنة خبراء الأمم المتحدة يؤكد تورط الإمارات في الحرب السودانية بتوريد السلاح والعتاد الحربي للمتمردين*
_*ومنع السودان من تصعيد الشكاوى إلى منابر دولية أخرى، مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.*
???? *دعوة معيبة لمنبر مفخخ وغير متوازن، يجب على قيادة الدولة السودانية أن تنتبه لها جيداً، وأن لا تخضع للضغوط التي تستهدف إجبارها على القبول بتفاوض جديد يتم على أسس غير واضحة، وعليها أن تتعامل مع هذه الدعوة بوعي وحكمة وحزم، كي لا تتورط فيها بلا هدى، فتثير حفيظة شعبها عليها وتهز تماسك جيشها الرافض لأي تساهل أو تنازلات مع متمردين متوحشين، ارتكبوا كل موبقات الدنيا في حق السودان وجيشه وشعبه ومقدراته كافة.*
???? *التفاوض (وسيلة) وليس غاية في حد ذاته، والمنبر المقترح في جنيف سيضم أمريكا والسعودية والإمارات (الرباعية ناقص بريطانيا)، وقد رأينا حصاد عواسة الرباعية في الشأن السوداني بالاتفاق الإطاري الذي مثّل وصفة كاملة الدسم للحرب، وبالتالي فإن تكرار الوصفة نفسها بنفس طَبّاخيها سيمثل تجريباً للمجرب، ومن جرَّب المجرَّب حاقت به الندامة‼️*
د. مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع منبر جدة
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.