حوار مجتمعي لمناقشة تحديت المخطط الإستراتيجي لمدينة قنا
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
شارك الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، اليوم الاثنين، في فعاليات جلسة الحوار المجتمعي والاستماع لعرض مشروع تحديث المخطط الاستراتيجي لمدينة قنا على المواطنين، والجهات المعنية بمسرح قصر ثقافة قنا.
أكد محافظ قنا، أنّ الهدف من عقد جلسة حولر مجتمعي هو مناقشة الملامح الرئيسية للمخطط الاستراتيجي المحدث لمدينة قنا ، تمهيدا لتحويلها إلى مدينة مستدامة ذات موقع متميز تمتلك مقومات التنمية العمرانية القادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات التنمية وتوزيعها بشكل متزن بالمناطق العمرانية القائمة والمستقبلية.
فضلا عن توفير فرص العمل للمواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وتطوير البنية التحتية للمدينة، هذا بالإضافة إلى توفير الخدمات الأساسية لهم، مثل التعليم، والصحة، والخدمات الترفيهية، وتحسين البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك شبكات الطرق والمرافق، والحفاظ على الرقعة الزراعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
و أضاف "عبد الحليم"، أن المشارکة المجتمعية تعد أحد أهم الدعائم الرئيسية لعملية التنمية العمرانية، نظرا لأنها تتيح الفرصة أمام مختلف فئات المجتمع المساهمة في إعداد وإدارة وتنفيذ مخططات التنمية بما يتناسب مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية الوطنية الشاملة، مشيرًا إلى أهمية التشاور والاستماع للمواطنين فى مختلف القضايا ووضع حلول لمشاكلهم طبقاً للإمكانات المتاحة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية وخطتها المستقبلية الموضوعة.
وقال محافظ قنا، أنه حريص على تطبيق المعايير التخطيطية التي تم اتباعها أثناء تحديث المخطط الاستراتيجي لمدينة قنا نظرَا لأهميتها وما يتبعها من تنمية عمرانية، ومشروعات مستقبلية، ومواجهة تحديات المخطط الحالي، مشددا على ضرورة دراسة النطاق الاشمل لمدينة قنا وربطها بالامتدادات العمرانية الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة مثل " مدينة قنا الجديدة، مدينة غرب قنا الجديدة ".
وتابع محافظ قنا، ان المخطط الاستراتيجي هو مخطط يُحدد الرؤية المستقبلية للمدينة ويبين المناطق ذات الأولوية ومراحل التنمية، ويُعد هذا المخطط على المدى طويل الأجل ليتسق مع الأهداف والبرامج الواردة في الخطة القومية للتنمية المستدامة طويلة ومتوسطة الأجل.
شملت مناقشات الجلسة الحوارية، عددًا من الموضوعات الهامة منها، استعراض مراحل الدراسة وهي مرحلة دراسة الوضع الراهن على مستوى كافة القطاعات «العمرانية - الاقتصادية - الاجتماعية - الطرق - البنية الأساسية»، ثم مرحلة إعداد الرؤية المستقبلية للمدينة وينتج عنها تحديد الحيز العمراني للمدينة حتى عام 2030، والذي تم اعتماده من اللجنة الدائمة لاعتماد الأحوزة العمرانية بالهيئة العامة للتخطيط العمراني.
بالإضافة لمناطق الامتداد العمراني، ذلك الأمر الذي يتواءم مع توجهات الدولة في الحفاظ على الرقعة الزراعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وصولًا إلى مرحلة إعداد المخطط الاستراتيجي العام لتشمل أهم القضايا والمحددات.
كما استعرض الدكتور بكر هاشم خبير واستشاري الهيئة العامة للتخطيط العمراني، تفاصيل المشروع، وقدم عرض تناول مراحل المشروع ورؤية المدينة والحيز العمراني والمشروعات المقدمة، و استعرض ملخص الدراسات القطاعية، وتحديث استعمالات الأراضي، واستعمالات الأراضي خلال عام 2020، والدراسات السكانية للتعرف على معدلات النمو ودراسة للخدمات المجتمعية والاقتصادية بمدينة قنا.
حضر اللقاء، الدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء حسام حمودة السكرتير العام، واللواء محمد صلاح أبوكريشة السكرتير العام المساعد، والدكتور بكر هاشم خبير واستشاري الهيئة العامة للتخطيط العمراني، المهندس السيد أحمد بدوي رئيس المركز الإقليمي لتخطيط التنمية العمرانية لإقليم جنوب الصعيد، والمهندس وليد أبو العباس مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية بقنا ، وكافة الاطراف، وشركاء التنمية والقطاعات الخدمية، ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حوار جلسة الحوار المجتمعي مدينة قنا المخطط الاستراتیجی التنمیة العمرانیة العامة للتخطیط لمدینة قنا محافظ قنا
إقرأ أيضاً:
الرفض الإستراتيجي.. فن القادة في عصر الأهداف المستحيلة
استوقفتني مؤخرًا مقالة قرأتها حول موضوع يهمّ كل من يعيش في بيئة عمل ديناميكية تتغير باستمرار، وتُلقى على كاهله مسؤوليات ضخمة قد تتجاوز حدود المعقول. المقالة تحدّثت عن مفهوم بالغ الأهمية في عالم الإدارة، وهو “الرفض الاستراتيجي”، ووجدت فيه ما يستحق أن يُشارك مع القارئ، لأننا جميعًا، بدرجات مختلفة، نعيش تحت وطأة مطالب تفوق طاقتنا، ونقف حائرين بين القبول الذي قد يهلكنا، والرفض الذي قد يُساء فهمه.
القصة التي افتُتحت بها المقالة تدور حول “جون”، وهو مدير تنفيذي في شركة تقنية ناشئة، وُضِع أمامه هدف ضخم لا يمكن تحقيقه: زيادة غير واقعية في المبيعات ضمن إطار زمني قصير، مع تنفيذ تحوّل شامل في نموذج العمل، وتحديثات تقنية كبرى، وإعادة هيكلة شاملة، بل وإلزام الموظفين بالعودة إلى المكاتب. تلك المهام، لو طُلبت من عدة فرق على مدار أعوام، لربما كانت ممكنة، لكن أن تُطلب دفعة واحدة من فريق واحد؟ فتلك وصفة حتمية للفشل أو الانهيار.
هنا تبرز المعضلة التي يواجهها كثير من المدراء: هل يقولون “نعم” على أمل إثبات الذات؟ أم يتحلّون بالشجاعة ليقولوا “لا”، ولكن بطريقة مدروسة ومبنية على معطيات واقعية؟ فالقول “نعم” قد يُرضي رؤساءهم على المدى القصير، لكنه يضعهم في دوامة من التوتر والضغط والفشل المحتمل. أما “الرفض الاستراتيجي”، فهو لا يعني الهروب من المسؤولية، بل هو ممارسة واعية للحفاظ على استدامة الأداء وحماية الفرق من الإنهاك.
الرفض الاستراتيجي لا يقوم على العاطفة أو التهوّر، بل على معادلة عقلانية تُوازن بين أهمية المهمة وإمكانية تنفيذها. فهناك مهام قد تبدو جذابة أو ضرورية، لكنها في الواقع تُهدد التوازن العام للمؤسسة. هنا يصبح الرفض هو القرار الحكيم. ويمكن التعبير عن هذا الرفض بلغة ذكية لا تُقلّل من أهمية المقترح، وإنما تُعيد توجيهه نحو ما هو أكثر جدوى. فبدلاً من أن يقول المدير: “لا يمكننا تنفيذ هذا”، يستطيع أن يقول: “يمكننا تنفيذه، ولكن بشرط تأجيل مشروع آخر أكثر أهمية، فهل توافقون؟”.
القادة الناجحون لا يخشون هذا النوع من المحادثات، لأنهم يعلمون أن وظيفتهم ليست تنفيذ كل ما يُطلب منهم، بل قيادة فريقهم نحو أفضل النتائج بأقل التكاليف البشرية والمادية الممكنة. وهم يدركون أن الرفض الذكي قد يكون أعظم أداة لحماية جودة العمل وسمعة المؤسسة، لا سيما عندما يكون مبنيًا على بيانات واضحة، وتحليل للموارد، وتقييم للأولويات.
بعض المؤسسات المتقدمة باتت تُدرج أدوات عملية لدعم هذا التوجه، مثل “مراجعات الفريق الأحمر” التي تختبر واقعية أي مشروع قبل اعتماده، أو جلسات “التحليل المسبق للفشل” التي تفترض أسوأ السيناريوهات لتجنّبها مسبقًا. والهدف من هذه الممارسات ليس تثبيط المبادرات، بل التأكد من أنها قابلة للتنفيذ دون استنزاف الفرق أو إضعاف الثقة الداخلية.
القيادة ليست في عدد المشاريع التي تُطلق، بل في نوعية القرارات التي تُتخذ. القائد القوي هو الذي يملك الشجاعة ليقول “لا” في الوقت المناسب، وبالطريقة الصحيحة، من أجل “نعم” أكثر فاعلية في المستقبل. إن التوازن بين الطموح والواقعية، وبين الحماس والانضباط، هو ما يصنع الفرق بين مدير منهك يلهث خلف إنجازات متفرقة، وقائد ملهم يعرف طريقه جيدًا نحو النجاح المتوازن.
لا يجب ان نخجل من استخدام كلمة “لا”، ليس كرفض عبثي، بل كأداة استراتيجية ترسم لنا خارطة أولويات واقعية، وتعيد للعقل مكانه الطبيعي في قيادة القرار. فبعض النجاحات تبدأ بكلمة: “لا”.
jebadr@