القاهرة «رويترز»: حرم اغتيال إسماعيل هنية في إيران حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من أحد أكثر قادتها السياسيين دهاء لكنه لن يؤثر على قيادة الجناح العسكري للحركة الذي تحاول إسرائيل القضاء عليه في غزة.
ولدى حماس عدة مرشحين محتملين لخلافة هنية من أبرزهم خالد مشعل زعيم الحركة السابق الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الأردن عام 1997 ويقيم حاليا في قطر.
وبصرف النظر عمن سيظهر، يقول الخبراء إنه لن يؤثر على الطريقة التي تدير بها حماس حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة، حيث يقود زعماء من بينهم يحيى السنوار العمليات بدرجة كبيرة من الاستقلالية أثناء الصراع.
لكن بالنسبة لقادة حماس المقيمين خارج الأراضي الفلسطينية، يشير الاغتيال في طهران إلى تزايد المخاطر المحيطة بهم. وهنية هو ثاني زعيم لحماس يُقتل في إحدى عواصم الشرق الأوسط هذا العام، بعد غارة بطائرة مسيّرة أودت بحياة نائب زعيم الحركة صالح العاروري في بيروت في يناير.
ويسعى الكيان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر إلى تصفية قادة حماس المتمركزين في غزة. وقالت إسرائيل في مارس إنها قتلت مروان عيسى، نائب القائد العسكري لكتائب القسام، وأكدت الولايات المتحدة مقتل عيسى في عملية إسرائيلية ولم تؤكد حماس أو تنف مقتله.
وفي يوليو، أسفرت محاولة إسرائيلية في غزة لقتل محمد الضيف، قائد كتائب القسام والذي يُعتقد أنه أحد العقول المدبرة لهجمات السابع من أكتوبر، عن استشهاد عشرات الفلسطينيين ولكن لم يتم تأكيد أنه كان من بينهم. ونفى خليل الحية، المسؤول الكبير في حماس المقيم في قطر، مقتل الضيف.
وقال مصدر مقرب من الحركة لرويترز في غزة طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية الموضوع «حماس لا تتأثر بالاغتيالات». وقال المصدر «المقاتلون في الميدان لديهم أوامرهم الخاصة، وهم يواصلون القتال حسب الأوامر إلى أن تصدر إليهم أوامر أخرى من السنوار وقيادة الحركة في حال التوصل إلى صفقة».
وردا على سؤال للتأكد من مسؤولية إسرائيل عن اغتيال هنية، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية «نحن لا نعلق على هذا الحادث بالذات».
«نصر زائف»
تولى هنية رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017. وقال سامي أبو زهري، وهو مسؤول كبير في حماس بالخارج، إن إسرائيل اغتالت هنية لأنها فشلت في هزيمة الجماعة في غزة، ووصفها بأنها محاولة لتصوير «نصر زائف». وأشار إلى أن حماس واجهت العديد من الاغتيالات على مر السنين، بما في ذلك الشيخ أحمد ياسين، المؤسس المشارك والزعيم الروحي لحركة حماس، الذي استشهد في غارة صاروخية بطائرة هليكوبتر عام 2004 أثناء مغادرته مسجدا في مدينة غزة.
وقال أبو زهري لرويترز «حماس فكرة وحماس مؤسسة وليست أشخاصا ونحن سنمضي على هذا الدرب مهما بلغت التضحيات».
تأسست حماس عام 1987 باعتبارها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين التي اجتذبت أتباعا في جميع أنحاء العالم العربي منذ تأسيسها في مصر عام 1928.
وقال أشرف أبو الهول، المتخصص في الملف الفلسطيني ومدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة، إن حماس لديها سياسيون مخضرمون آخرون مثل مشعل يمكن الاعتماد عليهم. وأضاف «سيكون له دور كبير». لكن على الجبهة العسكرية، لن يتغير شيء.
وقال «لم يكن لهنية أي دور عندما يتعلق الأمر بالجانب العسكري. (هذا) متروك للقادة العسكريين في غزة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
انقسام في إسرائيل بشأن إنهاء حرب غزة
تشهد الساحة السياسية في إسرائيل انقساما واضحا بشأن مستقبل الحرب في قطاع غزة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والدولية للتوصل إلى تسوية تنهي العمليات العسكرية المستمرة منذ أشهر وتعيد كل الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن "الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة"، مطالبا بإنهاء الحرب وتغليب الحلول السياسية.
من جانبه، شدد رئيس حزب معسكر الدولة، بيني جانتس، على ضرورة التوصل إلى اتفاق يضمن "إعادة كل المختطفين دفعة واحدة مهما كلف الأمر، حتى لو تطلب الأمر وقفا طويلا لإطلاق النار".
كما انضم زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان، إلى هذه الدعوات، مؤكدًا ضرورة إعادة الأسرى دفعة واحدة "حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب".
في المقابل، عارض وزير المالية وزعيم الحزب الصهيوني الديني، بتسلئيل سموتريتش، أي حديث عن وقف الحرب أو التفاوض مع حماس، وقال: "الحرب في غزة يجب أن تنتهي بالنصر الكامل – لن نستسلم"، محذرا من أن الاستسلام سيبعث "الرسالة الأخطر لمستقبل إسرائيل".
ودعا سموتريتش رئيس الوزراء إلى عدم الدخول في أي صفقات جديدة مع حماس، مؤكدا أن "القرار واضح – تدمير حماس وإعادة الرهائن من موقع القوة".
على الصعيد الإقليمي، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن "الجهود مستمرة من أجل الوصول إلى اتفاق أوسع"، لكنه أكد أنه "لا توجد محادثات مباشرة بشأن غزة حاليا"، مضيفًا: "نرى لغة إيجابية من واشنطن بشأن الوصول إلى اتفاق، ونواصل الضغط من خلال شركائنا للفصل بين المفاوضات وإدخال المساعدات".