هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مضحكاً؟
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
انتشر مقطع فيديو، مؤخراً، يظهر طفلاً وكلبه في "بودكاست ساخر" على منصات التواصل الاجتماعي، محققاً ملايين المشاهدات بعد أن استخدم الكوميديان جون لاجوي أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعته.
ورغم قدرة هذه التقنيات على إنتاج الصور والصوت وتحريك الشخصيات، قال لاجوي إنها ليست "مضحكة بطبيعتها" ولا تزال عاجزة عن منافسة حس الفكاهة البشري، مؤكداً أنها لا تهدد عمله.
اقرأ أيضاً: باحثون يحذرون من "أنانية" الذكاء الاصطناعي
النكات الآلية
بالمقابل، يرى صانع المحتوى كينج ويلونيوس، في الذكاء الاصطناعي فرصة واسعة لتطوير أعماله. إذ يبدأ بكتابة فكرة أولية ثم يصقلها باستخدام روبوت محادثة، قبل تحويلها إلى فيديو أو أغنية عبر أدوات التوليد الذكي.
لكن ويلونيوس شدد على أن طلب نكتة مباشرة من الذكاء الاصطناعي لا يعطي نتائج جيدة، موضحاً أن "النكات الآلية تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة التي تجعلها مضحكة فعلاً".
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
اللمسة الإنسانية
قالت الباحثة ميشيل روبنسون من جامعة نورث كارولينا، إن كثيراً من المحتوى الكوميدي بالذكاء الاصطناعي يبدو "ركيكاً، ولا يثير سوى ابتسامة عابرة" رغم إتقانه قواعد بناء النكتة.
وأكدت روبنسون أن الذكاء الاصطناعي "يفتقد الجرأة واللمسة الإنسانية المرتبطة باللحظة والسياق".
ويتفق معها الباحث كاليب وارن من جامعة أريزونا، في أن الفكرة الكوميدية الأصلية تبقى "بشرية بالكامل"، بينما تساعد الأدوات الذكية على تقديمها بصرياً أو موسيقياً، لا على ابتكارها.
الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار "شياطين الغبار" في المريخ
احتجاجات فنية وجدل قانوني
وفقاً لوكالة أسوشيتد برس، أثار الذكاء الاصطناعي موجة احتجاجات في الوسط الفني، فقد رفعت الكوميدية سارة سيلفرمان دعوى قضائية تتهم فيها مطوري روبوتات الدردشة بانتهاك حقوق كتابها.
ووصفت ابنة الممثل الراحل روبن ويليامز المقاطع المزيفة لوالدها بأنها "بشعة ومزعجة".
كما توصّل ورثة الكوميديان جورج كارلين إلى تسوية قانونية بعد استخدام صوته في عرض كوميدي.
وخصّص مسلسل "ساوث بارك" حلقة ساخرة عن انتشار المقاطع المزيفة والاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.
ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
استخدام حذر
يرى لاجوي أن دور الذكاء الاصطناعي يجب أن يظلّ محصوراً في "تنفيذ أفكار ما كان ليتمكن من إنتاجها بميزانية محدودة"، لكنه وجد أنه يفشل في كتابة سيناريو كوميدي جذاب.
وأوضح: "طلبت من روبوت دردشة أن يكتب سيناريو لفيلم سينمائي، فقدم لي قصة مملة. الكوميديا ليست مجرد كلمات، بل أداء وتوقيت ووجهة نظر".
وختم لاجوي ساخراً: "عندما يحصل الذكاء الاصطناعي على وجهة نظر.. عندها يجب أن نخاف كما علّمنا Terminator"، في إشارة إلى سلسلة الأفلام الشهيرة التي تدور حول خروج الذكاء الاصطناعي عن سيطرة البشر.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التوليدي أدوات الذكاء الاصطناعي الأفلام الكوميدية نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الكوميديا أفلام الكوميديا عالم الكوميديا الذكاء الاصطناعي الدراما الكوميدية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي
صراحة نيوز-د.م. أمجد عودة الشباطات
تنظر الدول اليوم إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره نافذة استراتيجية لإعادة بناء منظومتها الإدارية والاقتصادية، لا مجرد أداة تقنية. وفي لحظة يتسارع فيها العالم نحو نماذج جديدة في الإنتاج والخدمات والإدارة، يصبح على الأردن أن يعيد تقييم موقعه، وأن يحدد أين يمكن أن يقف خلال العقدين المقبلين إذا أحسن تنظيم قدراته وتوجيهها. هذه النافذة مختلفة لأنها لا تعتمد على موارد تقليدية، بل على سرعة التعلم، والاستفادة من تكنولوجيا أصبحت متاحة للجميع تقريبًا، ومع التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي أصبح اللحاق بالعالم المتحضر أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وهو ما يفرض على الأردن استغلال هذه الفرصة بدل الاكتفاء بدور المتلقي.
من هذا المنطلق، يبرز استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي—سواء ككيان مستقل أو بدمج مدروس مع وزارة الاقتصاد الرقمي—كخيار استراتيجي يرتبط مباشرة بالتحديث الإداري والاقتصادي للدولة. فالتحول الرقمي الذي تقوم به وزارة الاقتصاد الرقمي يشكل قاعدة مهمة، لكن الذكاء الاصطناعي يتطلب طبقة مؤسسية مختلفة تُعنى بتطوير النماذج الذكية، إدارة البيانات المتقدمة، تنظيم استخدام الخوارزميات، والانتقال من “رقمنة الخدمات” إلى “صنع سياسات تعتمد على البيانات والتنبؤ”. وهذا ما يجعل دور الوزارة المقترحة مكمّلًا، لا مكررًا.
ولأن الجهد يجب أن يتركّز بدل أن يتوزع، فإن التوجه الأمثل هو اختيار مجالات محددة يملك الأردن فيها قاعدة بشرية أو ميزات نسبية، ثم بناء منظومة تعليمية وبحثية وتشريعية داعمة حولها، وبناء هوية تكنولوجية تتمحور حوله بحيث تصبح هذه المجالات نقطة قوة وطنية لا مجرد مشاريع منفصلة. ويمكن أن تشمل هذه المجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة، تقنيات المياه، التعدين، أو إدارة الموارد، شرط أن تُدار ضمن رؤية موحدة تجمع الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص.
وعلى المستوى العملي، يمتلك الأردن قدرة على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية. في القطاع الصحي يمكن تعزيز قدرات التشخيص والتحليل وإدارة البيانات الطبية بالتعاون مع الكليات الطبية والهندسية. وفي الصناعة والتعدين والدفاع يمكن استخدام الأنظمة الذكية لرفع الكفاءة التشغيلية، تحسين جودة العمليات، وتطوير نماذج محاكاة وصيانة تنبؤية. أما في المياه والطاقة—وهي من أكثر الملفات ضغطًا على الدولة—فيتيح الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط الاستهلاك، تحسين تشغيل المحطات، وضبط الإدارة التشغيلية بما يقلل الهدر ويعيد تنظيم الموارد.
استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي لا يرتبط بإضافة هيكل حكومي، بل بإنشاء إطار وطني يربط التكنولوجيا بالأولويات الاقتصادية والإدارية الكبرى، ويوفر قدرة على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات واستشراف المستقبل بدل الاكتفاء بالتحسينات التشغيلية. وفي ظل التطور السريع للأنظمة الذكية، تصبح الجهة التي تقود هذا التحول عنصرًا حاسمًا في تحديد موقع الأردن في المرحلة المقبلة، وفي قدرته على استثمار هذه النافذة قبل أن تفقد قيمتها الاستراتيجية.