حقنة نصف سنوية تمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة الإيدز!
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
لأكثر من عقد من الزمان، كان تناول حبة دواء يوميًا هو الحل الوحيد شبه الفعال من الناحية النظرية للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV (الإيدز). إلا أنه لدى التطبيق في الواقع لا يحرص الجميع على تناول ذلك العلاج الوقائي بانتظام، وفقًا لموقع راديو NPR الأمريكي، خاصة مع خوف النساء من ظن أزواجهن أو شركائهن بأنهن مصابات بالفعل بالفيروس.
ولكن يبدو أن العلم اقترب أخيرًا من التوصل لحل أكثر فاعلية لمحاربة الفيروس الخطير، إذ انطلقت تجربة سريرية بمشاركة 5300 امرأة من أوغندا وجنوب أفريقيا لعلاج جديد يسمى ليناكابافير Lenacapavir.
ويعتبر هذا العلاج الأول من نوعه الذي يتسم بكونه طويل المفعول حيث يمكن لتلقي جرعة واحدة منه كل ستة أشهر عن طريق الحقن أن يحقق الحماية ضد الفيروس، وفقًا لموقع المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة.
وحصل العقار الجديد بالفعل على الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز لدى المرضى الذين لا يمكن علاج العدوى لديهم بالعلاجات الأخرى المتاحة، إما بسبب مقاومة أجسامهم لها أو عدم تحملها أو لاعتبارات السلامة مع الأدوية الأخرى.
وتنقسم المشاركات في الدراسة إلي مجموعتين، فبينما تم حقن المجموعة الأولى بالدواء الجديد، تناولت المجموعة الثانية الحبوب اليومية عن طريق الفم لمنع انتقال العدوى بالفيروس.
وحتى الآن، لم تصب أي امرأة تلقت الحقن بالدواء الجديد بفيروس نقص المناعة البشرية ووصلت كفاءة العلاج لنسبة 100 بالمئة، وفقًا لموقع ساينس ألرت العلمي.
وأعرب المتخصصون عن حماسهم للنتائج الأولية للدواء الجديد. ففي بيان صادر عن منظمة تحالف بيبولز ميديسنز ، والتي تضم أكثر من 100 منظمة حول العالم تدعو لتوفير الدواء للجميع، اعتبرت المنظمة أن الدواء الجديد "مغيرًا حقيقيًا لقواعد اللعبة" خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون الوصم والتمييز بسبب إصابتهم بالفيروس.
ويهاجم فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) خلايا الدم البيضاء في الجسم، مما يضعف الجهاز المناعي ويسهل الإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والالتهابات وبعض أنواع السرطان. وتنتقل العدوى بالفيروس من خلال سوائل الجسم (الدم وحليب الأم والسائل المنوي للرجال والإفرازات المهبلية للنساء).
ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بحوالي 39 مليون شخص، وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية. ويتواجد ثلث هذا العدد، أي أكثر من 25 مليون شخص، في دول جنوب الصحراء الكبرى بقارة أفريقيا.
ومن المقرر استمرار الاختبارات علي الدواء الجديد، على أمل اعتماده قريبًا ضمن المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن علاج الفيروس.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: نقص المناعة البشریة بفیروس نقص المناعة وفق ا لموقع
إقرأ أيضاً:
فحص دم جديد يتيح تشخيص حالة المناعة الذاتية دون الحاجة إلى تناول الغلوتين
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها للشؤون الصحية ناتاشا ماي قالت إن مرضى الاضطرابات الهضمية قد لا يحتاجون قريبا إلى تناول كميات كبيرة من الغلوتين للحصول على تشخيص دقيق. فقد أظهر بحث أسترالي نُشر يوم الثلاثاء في مجلة طب الجهاز الهضمي أن فحص الدم للخلايا التائية الخاصة بالغلوتين يتمتع بدقة عالية في تشخيص داء الاضطرابات الهضمية، حتى في حالة عدم تناول الغلوتين.
ويُعاني حوالي 1 بالمئة من سكان الدول الغربية من داء الاضطرابات الهضمية، وهو حالة مناعة ذاتية يُسبب فيها الغلوتين رد فعل التهابيا في الأمعاء الدقيقة.
وأشارت الدراسة إلى أن جميع الطرق المُعتمدة لتشخيصه حاليا تتطلب تناول الغلوتين، حيث تتطلب طرق الاختبار الحالية - فحوصات الدم أو تنظير المعدة - أسابيع من تناول الشخص للغلوتين، مع تحمله غالبا لأعراض مثل الإسهال وآلام البطن والانتفاخ.
وعلى الرغم من أهمية التشخيص المبكر، قال الباحثون إن الكثير من الناس يتراجعون لأنهم لا يريدون أن يمرضوا من الاختبارات.
وأظهرت أبحاث سابقة أن أكثر من حالة من كل حالتين من حالات مرض الاضطرابات الهضمية إما لم يتم تشخيصها أو تم تشخيصها متأخرا.
وقال البروفيسور جيسون تاي-دين، أحد المؤلفين الرئيسيين للورقة البحثية ورئيس مختبر أبحاث مرض الاضطرابات الهضمية في معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية (WEHI) في ملبورن، أستراليا: "من المحتمل أن يكون هناك ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية غير المشخص لمجرد أن طريق التشخيص صعب، وفي بعض الأحيان، منهك".
وأضاف تاي-دين أن البحث الجديد قد يكون "عامل تغيير"، حيث يساعد في معالجة "أحد أكبر العوامل الرادعة في ممارسات التشخيص الحالية".
وقيّمت الدراسة إمكانية استخدام فحص دم لقياس مؤشر مناعي، وهو الإنترلوكين 2 (IL-2). في عام 2019، اكتشف باحثو معهد WEHI أن المؤشر يرتفع في مجرى دم مرضى الاضطرابات الهضمية بعد تناولهم الغلوتين بفترة وجيزة.
كما حلل الباحثون عينات دم من 181 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاما، جُنّدوا في مستشفى رويال ملبورن. وشمل ذلك 75 شخصا مصابا بالداء البطني، ممن اتبعوا نظاما غذائيا خاليا من الغلوتين لمدة عام على الأقل، و13 شخصا مصابا بالداء البطني النشط غير المعالج، و32 شخصا مصابا بحساسية الغلوتين غير المرتبطة بالداء البطني، و61 شخصا من مجموعة ضابطة لم يُعانوا من الداء البطني أو حساسية الغلوتين.
وباستخدام نظام تشخيصي جديد طُوّر بالتعاون مع شركة Novoviah Pharmaceuticals، خُلطت عينات دم المشاركين بالغلوتين لمعرفة ما إذا كانت إشارة IL-2 قد ظهرت. وجدوا أن الاختبار كشف عن الحالة بحساسية تصل إلى 90% ودقة 97% - حتى لدى المرضى الذين يتبعون نظاما غذائيا صارما خاليا من الغلوتين، وفقا للمؤلفة الرئيسية، أوليفيا موسكاتيلي، التي شُخِّصت بمرض الاضطرابات الهضمية في سن الثامنة عشرة.
وأضاف المؤلفون أن شركة نوفوفيا للأدوية كانت شريكا صناعيا في الدراسة، لكنها لم تلعب أي دور في تنفيذ البحث أو تفسيره. وأوضح تاي-دين أن الشركة تهدف إلى إدخال الاختبار إلى الاستخدام السريري في غضون عامين.
وأقر الباحثون بحدود الدراسة، حيث إنها شملت مشاركين من مركز واحد فقط بأحجام مجموعات فرعية صغيرة نسبيا، وأن الأطفال والمرضى الذين يتناولون مثبطات المناعة لم يتم تقييمهم.
وقال البروفيسور بيتر غيبسون، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي من جامعة موناش، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، لكن "العلم عالي الجودة، وأعداد الأشخاص الذين تم اختبارهم كبيرة، وحالاتهم الكامنة موصوفة جيدا، والنتائج مبهرة للغاية".
وأضاف: "الاختبار بسيط للغاية من الناحية التقنية، لذا يُمكن تعديله بسهولة ليُناسب الفحوصات المخبرية الروتينية".
ووصفه بأنه "خطوة كبيرة إلى الأمام في تشخيص داء الاضطرابات الهضمية، على الأقل في ظل الظروف السريرية غير المؤكدة".
وقال البروفيسور المساعد فينسنت هو، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في كلية الطب بجامعة غرب سيدني: "هذا الاختبار جديد تماما، ويحتاج إلى التحقق من صحته في مختبرات أخرى، وأن يكون فعالا من حيث التكلفة مقارنة بالاختبارات الحالية قبل استخدامه في الممارسة السريرية".
وأضاف هو أن أحد أكثر الاختبارات دقة المستخدمة حاليا لتقييم داء الاضطرابات الهضمية هو اختبار الأجسام المضادة للبطانة الداخلية، بنسبة حساسية 98 بالمئة وخصوصية 98 بالمئة.
وأشار هو إلى صغر حجم عينة الدراسة، وأنه من المهم تكرار النتائج في دراسات أخرى أكبر في مراكز أخرى.
وقال هو: "أظهرت الأبحاث أن جرعة واحدة من الغلوتين (10 غرامات، أو ما يعادل أربع شرائح من خبز القمح) لدى مرضى الداء البطني (السيلياك) تُحدث رد فعل مناعيا يُمكن رصده في عينة دم في المختبر".
وتابع: "هذا يعني نظريا أنه يُمكن تشخيص الداء البطني دون الحاجة إلى أسابيع من التعرض للغلوتين".
ولكن، بما أن الاختبار يُقيّم الاستجابة المناعية للغلوتين، فإن هذا يعني أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة قد لا يُظهرون أي رد فعل.