جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@05:55:40 GMT

الاستحمار العالمي

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

الاستحمار العالمي

 

 

الطليعة الشحرية

 

استنكر فيما مضى وصفة الحمرنة والاستحمار، وأتعجب من استخدامها بكثرة عند توبيخ الكبار للصغار بجملتهم المشهورة "أنت حمار ما تفهم!" أو قولهم "انتبه يا حمار"؛ إلّا أن أدرك اليوم أن العالم يُقاد ويُدار من قبل مجموعة من القرود اغتصبوا السلطة ويفرضون وضع الاستحمار على جميع سكان الكرة الأرضية.

بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران انقسم المثقفون والإعلاميون والمتصهينون إلى معسكرين طائفيين شامتين، وهو انحراف فكري متصهين خطير بحصر الاغتيال في خندق الطائفية والشماتة، منتزعًا من عملية الاغتيال والمغتال غيلة كل الشرعية والحقوق الإنسانية في أقل صورها.

لم يكن الاختراق الأمني والاعتداء على إيران باعتبارها دولة ذات سيادة أمرًا يسيرًا يضرب بكل الأعراف والأسس والاتفاقيات الدولية عرض الحائط. وليس لإسرائيل تلك القوة- وهي المُنهكة والمُستنزفة في حرب على جبهتي غزة ولبنان- والقدرة على تخطيط وتكتيك عملية بالغة التعقيد والدقة دون مساعدة ودعم أمريكي فاضح واختراق. ومن البديهي التساؤل عن مدى الاختراقات في الدول الأخرى ذات الإمكانيات المتواضعة مقارنة بإيران. الصورة الأشمل للتحولات العالمية لا تحصرها خنادق طائفية ولا اختراقات أمنية ولا معسكرات عرقية.

لكل الصامتين والمتفرجين والمثقفين المتصهينين وغيرهم، فإن هناك من يقود دفة السلطة العالمية يشاهد مذابح وتطهيرًا عرقيًا وتجارب أسلحة على شعب أعزل.. شعب يتم تجوعيه وقمعه، بل وترتفع مطالب الصهيونية لاغتصاب الأسرى بشكل فاضح وقذر، وهم يعلمون يقينًا أن لن تردعهم منظمة حقوقية أو تُجرِّمهم مؤسسة دولية أو قوة عظمى تدّعي حفظ الحريات الإنسانية!

ما هي قيمتك كعربي دون النظر إلى طائفتك وعقيدتك؟ أقلت المروءة فيكم! بخروج مثقفين عرب يُشيطنون إيران بعد مقتل هنية؛ باعتبارها معسكرًا شيعيًا، وخروج المستهزئ الذي يسأل عن الرد واضعًا صورة كاريكاتيرية حبات من الخيارات على شاكلة صواريخ متناسيًا أنه أول من فتح برنامجهم والبيت للاستماع إلى المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال.. أي استحمار للعقول؟!

الفارس العربي مات في صفحات كتب التاريخ وما تبقى أولئك الذين تم استحمارهم بشعارات غربية وتطور غربي وثقافة وحضارة غربية.

المُستحمَر العربي الجديد أرضخته الثقافة الغربية ودعاة التحرير والتغريب وأصبح يستنسخ كل شيء، تعليم باهت وحريات زائفة، والبعض اعتاد سفك دماء إخوتهم بالدم وبالعقيدة!

أشد سرطان يفتك بهذه الأمة هي تبعية الاستحمار دون مُساءلة، دون الوعي بالدور الإنساني للفرد في المجتمع والأمة، الكل يتكئ وينكفئ على الدعاء بالفرج، متقيدين بالقاعدة الذهبية "انظر لمن هم دونك أولئك الأسوأ حظًا في الحياة منك، فيهون عليك حالك ويقوى صبرك على ما أنت فيه"، ولكن الحقيقة أن من يرضى بالظلم يُظلم، فما بالكم بمن يُعين الظالم.

من مهام عمل المتصهينين الجدد ولجانهم الإلكترونية إلهاء الإنسان وإشغاله فيما لا يسمن ولا يغني عن جوع، وتعدد آليات وأساليب الإلهاء بين دينية وترفيهية وعلمية مزيفة؛ ليبقى الفرد مُنشغلاً بسفاسف الأمور واتفهها، والهدف هو الإبعاد عن طلب حقك الأساسي الذي به يتحقق وجودك الإنساني.

تُساق الشعوب بإغفالها عن حقوقها الأساسية وتشغل بحقوق أخرى ليست بذات القدر من الأهمية. كحادث اغتيال هنية يتم تُعمد إشغال الجميع في صراع طائفي عرقي عمدًا والابتعاد عن تساؤل جوهري: كم عدد الدول المخترقة؟ وهل سلسلة الاغتيالات ستطال كل من لا يأتي على مزاج إسرائيل؟ ومن يُساعد من الداخل؟

لماذا يتم خلق جبهة صراع طائفية عرقية بعيدًا عن المبادئ العقدية المتأصلة بين إخوة الدين؟ لأن الغبي إذا انتبه أدرك أنه سيكون الضحية التالية!

الرضا بالتطهير العرقي يفتح أبواب التحرير الغربي بعقليته العلمانية الماسو- صهيونية والتي ستخلق معارك وحروبًا وهمية لإلهاء المُستحمَرين الجُدد وتتعدد مُسمياتها وشعارتها، من تجديد الدين والصراعات الطائفية وتحرير المرأة وسيطرة الموروث الثقافي وإطلاق الاتهامات الباطلة، وتدليس العقيدة والتشريعات.. وكل ذلك لاستقطاب نموذج التحرير الغربي السام!

كل ما نراه في الواقع الحالي ليس سوى نزعة فردية استهلاكية مُتخمة بالذاتية دون وجه حق المساءلة أو التمحيص في كل تلك الدعوات، وبذلك ينشأ بيننا مُستحمَرون قابلون لفكرة التحضُّر والتحرر وفق منظور غربي شاذ.

هناك ارتباط عضوي بين التحولات العالمية الكبرى والتحولات المجتمعية الثقافية. وقد أبصرت أعين بعض المُستحمَرين الاصطفاف العالمي بقيادة مُشعلي نيران الفتن وأحلافهم من اتباع العلمانية الماسو- صهيونية، وخلط المتعقدات وتدليس الحقائق وعمليات الإلهاء العقلي وإشغال المُستحمَرين عن الانتباه لحقوقهم المشروعة؛ ليقف هذا العالم المُتفرِّج، فإن رجحت كفة أعداء البشرية نُجبَر جميعًا على أن يَمسك زمام الأمور ويدير دفة السفن، المتحولون جنسيًا، وستُفرض قوانين تُجرِّم من يرفض قبول هؤلاء المتحولين الشواذ، وسيكون العالم بمثابة موطن للمُستحمَرين يحكمهم متحولون جنسيًا، ويفرض عليهم قبول الشذوذ والتحوُّل الجنسي بصدر رحب!

كلها سلسة عِقْدٍ تنفرط حباته، وسيكون هناك مُستحمَرون يشاهدون نارًا عظيمة في عُقر دارهم وسيطالبون بقية المُستحمَرين بالإكثار من الدعاء، وستعظُم النار وتأكل الأخضر واليابس، وسيُقدِّم المُستحمَر الولاء والطاعة لمُتحوِّل يستحمِره!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تركيا تتصدر نمو مبيعات “بي واي دي” العالمية

أنقرة (زمان التركية) – في مؤشر واضح على تحولات سوق السيارات التركي، كشفت شركة “بي واي دي” الصينية عن تحقيقها أعلى معدلات نمو مبيعاتها في تركيا مقارنة بأسواق أوروبا الأخرى.

وأوضح إسماعيل أرغون، المدير العام للشركة في تركيا، أن الأداء التركي يتجاوز بكثير المتوسط الأوروبي، مما يجعل السوق التركي أحد الأسواق الاستراتيجية الداعمة للتوسع الأوروبي للعلامة الصينية.

طفرة في سوق السيارات التركي

شهد سوق السيارات التركي أداءً استثنائياً خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، حيث سجلت مبيعات شهر أبريل الماضي رقماً قياسياً بلغ 105,352 مركبة، محققة نمواً بنسبة 40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبلغ إجمالي المبيعات خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 381,636 مركبة، وهو ما يعكس انتعاشاً ملحوظاً في القطاع.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يتوقع خبراء القطاع تباطؤاً في وتيرة النمو خلال النصف الثاني من العام، وذلك بسبب عدة عوامل أبرزها احتمالية زيادة الضرائب على المركبات، واستمرار سياسات التشديد المالي، إضافة إلى صعوبات الحصول على التمويل التي يواجهها المشترون.

التحول نحو الكهرباء يتسارع

يبرز الاهتمام المتزايد بالمركبات الكهربائية كأحد أهم محركات النمو في السوق التركي. وتشير البيانات إلى أن حصة السيارات الكهربائية من إجمالي المبيعات تجاوزت 15% في أبريل الماضي، مقارنة بـ10% فقط في العام السابق. كما ارتفعت حصة السيارات الهجينة القابلة للشحن إلى أكثر من 7.5%، فيما وصلت حصة مركبات “الطاقة الجديدة” بمختلف أنواعها إلى 23% من إجمالي المبيعات.

وتمكنت “بي واي دي” من حجز مكانة متقدمة في السوق التركي، حيث تسيطر على أكثر من نصف مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن. ويعزو أرغون هذا النجاح إلى استراتيجية الشركة في تقديم تكنولوجيا متطورة بأسعار تنافسية، مما جعل هذه الفئة من المركبات في متناول شريحة أوسع من المستهلكين.

أهداف طموحة للتوسع

تسعى العلامة الصينية لتعزيز وجودها في السوق التركي، حيث تخطط لإطلاق طرازين جديدين من السيارات الكهربائية قبل نهاية العام. كما تعمل على توسيع شبكة وكلائها لتصل إلى 37 وكيلاً في 29 مدينة تركية، في إطار استراتيجية تهدف إلى تحقيق مبيعات تصل إلى 50 ألف مركبة بنهاية العام الجاري.

يعتمد النمو الملحوظ للشركة في السوق التركي على عدة عوامل، أبرزها سياسة “البريميوم بأسعار معقولة”، وتقديم تشكيلة متنوعة تلبي مختلف الأذواق والاحتياجات، إلى جانب التركيز على دمج أحدث التقنيات في جميع موديلاتها. كما تسهم سياسة الشركة المرنة التي تركز على تجربة العميل في تعزيز ولاء العملاء وثقتهم بالعلامة التجارية.

رؤية مستقبلية

تشير التوقعات إلى استمرار نمو قطاع مركبات الطاقة الجديدة في تركيا، مع تزايد إقبال المستهلكين على هذه التكنولوجيا. وتؤكد أداء “بي واي دي” أن السوق التركي أصبح أحد أهم الأسواق الواعدة للسيارات الكهربائية على المستوى الإقليمي، مما يعزز من مكانة تركيا كوجهة استثمارية جاذبة لكبرى شركات السيارات العالمية.

 

Tags: اسطنبولالسيارات في تركيابي واي ديتركياسيارات

مقالات مشابهة

  • مديرية التحرير بأمانة العاصمة تشهد مسيراً شعبياً مسلحاً نصرة لغزة وتأكيداً للجهوزية
  • مديرية التحرير بالأمانة تشهد مسيراً شعبياً مسلحاً نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية
  • وفاة عضو اللجنة التنفيذية السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا
  • وزير السياحة والآثار في لقاء مع رؤساء التحرير: أعيش الواقع ولا أهرب منه.. ولا يمكنني الرد على كل شائعة
  • تراجع كبير.. كيف تأثر سعر الذهب في مصر بهبوط الأسعار العالمية؟
  • تركيا تتصدر نمو مبيعات “بي واي دي” العالمية
  • منظمة التجارة العالمية: اتفاق أميركا والصين خطوة إيجابية لكل العالم
  • رئيس مجلس النواب يتفقد أنشطة الدورات الصيفية في عدد من المراكز بمديرية التحرير
  • الراعي يتفقد أنشطة الدورات في عدد من المراكز الصيفية بمديرية التحرير
  • وزير‎ الخارجية والهجرة يستقبل نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين