حَيثُ تعرض الاقتصاد الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين لضربات مدوية على وقع التوجس من عمليات إيرانية لبنانية يمنية عراقية؛ رداً على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على البلدان الأربع، وهو ما يفتح باب التكهنات حول مدى انهيار اقتصاد الصهاينة إذَا ما نفذت طهران وصنعاء وبيروت عملياتها في عمق الكيان الإسرائيلي.

ومنذ الساعات الأولى لاغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة طهران وقبله القيادي بحزب الله فؤاد شكر، بدأت المنظومة الاقتصادية الإسرائيلية بالانكماش،

حَيثُ هبطت أسعار “الشيكل” وانهارت بورصة “الكيان الصهيوني” إلى أدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر، على وقع التوجس من الرد الإيراني اللبناني اليمني العراقي؛ ما يؤكّـد أن تعرض العدوّ الصهيوني لعمليات نوعية قد يهوي باقتصاده إلى أدنى المستويات، حيثُ إن انهيار الشيكل والبورصة من مُجَـرّد التوجس، يضع العدوّ أمام سيناريوهات اقتصادية قاسية حال تعرضه لأية ضربة.

وعطفاً على الضربات السابقة المتمثلة في وقف صادرات العدوّ وإفلاس ميناء أم الرشراش وتوقف 77 % من الشركات وعزوف رؤوس الأموال والاستثمارات، أكّـدت مصادر تراجع المؤشر الرئيس في بورصة “تل أبيب”، الأحد، مع بداية التعاملات الأسبوعية، موضحة أن التراجع في “بورصة تل أبيب” سَجَّلَ أدنى مستوى له في 3 أشهر.

وأكّـدت المصادر أن هذا التراجع يأتي على وقع مخاوفَ من أية عمليات عسكرية توجّـهها إيران أَو حزب الله أَو اليمن أَو العراق ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

وفي السياق بينت وسائل إعلام دولية أن مؤشر تل أيبب (تيس 35 – TASE 35) تراجع بنسبة 2,55 % إلى 1933 نقطة وهو أدنى مستوى منذ أول مايو الماضي، وفق بيانات بورصة تل أبيب، مؤكّـدة أن الأداء السيئ لمؤشرات وول ستريت في تعاملات الجمعة، فاقم من البداية السلبية لبورصة تل أبيب، الأحد، لافتة إلى الضغوطات التي يتعرض لها كيان العدوّ جراء التهديدات الإيرانية اليمنية اللبنانية العراقية.

وفي سياق الانهيار الاقتصادي الإسرائيلي، ذكرت وسائل إعلامية دولية –من بينها رويترز– أن عملة الكيان الصهيوني (الشيكل) واصلت تراجعها؛ إذ انخفضت إلى 3,79 شيكلات مقابل الدولار من 3,76 شيكلات مقابل الدولار في بداية التعاملات.

ويرى خبراءُ ومراقبون أن التأثير المباشر على الكيان الإسرائيلي جراء عمليتَي الاغتيال في طهران وبيروت والقصف على مدينة الحديدة، يظهر مباشرة على سعر صرف الشيكل، في إشارة إلى مدى هشاشة اقتصاد العدوّ الذي يتأثر سريعاً بالتكهنات والتوجس قبيل أي ردٍّ عسكري مؤثر، لتعود للواجهة تهديدات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أكّـد أن الرد على كيان العدوّ الصهيوني سيكون فاعلاً ومؤثراً؛ وهو ما يرفع سقف توقعات الانهيار الاقتصادي في صفوف العدوّ، وقد لاحت هذه المؤشرات من خلال موجات هروب غير مسبوقة لرجال الأعمال ورواد الاستثمارات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وفي السياق ذاته يرى خبراء اقتصاديون أن الأثرَ الذي ستتركُه العملياتُ الإيرانية اللبنانية اليمنية على الاقتصاد الصهيوني على المدى البعيد، سيكون منهكًا جِـدًّا للعدو الإسرائيلي.

أما على المستوى اللحظي فَــإنَّ وسائل إعلام عبرية قد أشَارَت إلى أن الاضطرابات في الجبهة الشمالية مع حزب الله ستدفع العدوّ الإسرائيلي إلى استدعاء مزيدٍ من جنود الاحتياط؛ مما يؤثر على عمل الشركات؛ فضلاً عن مزيد من التراجع للشيكل، وكلّ ذلك علاوة على التراجع المتواصل في البورصة وتلاشي الاستثمارات وتبدّد الصادرات والأزمات المتكتلة التي تركتها العمليات اليمنية؛ جراء حصارها لميناء أم الرشراش؛ ما أَدَّى لإفلاسه.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: أدنى مستوى تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الردع الإيراني لمواجهة الكيان الصهيوني

حاتم الطائي

 

إيران تُلقن إسرائيل درسًا قاسيًا ستتجرع مرارته لعقود

إسرائيل كيان مُجرم وأمريكا شريكة أصيلة في كل جرائمه

غطرسة القوة لن تحقق الأمن والسلام.. والدبلوماسية هي الحل الأوحد

 

لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ومُواصلة أقبح احتلال عرفته البشرية؛ بل يتمادى لانتهاك سيادة الدول واغتيال قادتها وعلمائها، وهو ما نُشاهده على الهواء مُباشرة منذ يومين، مع بدء الكيان الصهيوني شن عدوانه الهمجي والبربري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتنفيذ عمليات اغتيال غادرة بحق كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، في مشهد يعكس مدى خسِّة ووقاحة هذا الكيان الغاصب.

لم تمض سوى ساعات قليلة، وبدأت إيران ردها العنيف، وقصفت عدة مواقع عسكرية، منها مُحيط وزارة الدفاع الإسرائيلية ومناطق واسعة مما يعرف بـ"تل أبيب الكبرى"، علاوة على تدمير مقرات وأبنية في قلب عاصمة الكيان الإسرائيلي. الرد الإيراني اشتمل على إطلاق مئات الصواريخ الباليستية ومئات الطائرات المسيرة، ولأوَّل مرة إطلاق صواريخ من غواصة إيرانية، باتجاه إسرائيل.

وتأكيدًا على فداحة الخسائر، تعمدت إسرائيل فرض حالة من التعتيم التام على الأضرار التي لحقت بقواعدها العسكرية، لا سيما تلك التي انطلقت منها الموجة الأولى من الغارات العدوانية على طهران، كما استهدفت نقاطًا عسكرية، أعلنت عنها إيران، لكن إسرائيل سعت للتغطية عليها.

كشفت الصور والفيديوهات المرصودة، حجم الدمار الكبير الذي لحق بأجزاء عدة من تل أبيب، لتؤكد أنَّ منظومة ما يُسمى بـ"القبة الحديدية" فشلت في صد الهجوم الإيراني، رغم أنَّ القوات الأمريكية في المنطقة تُساعد إسرائيل في تنفيذ عمليات دفاع جوي، سواء من خلال الدفاعات الأرضية أو الجوية.

المشهد الذي نراه الآن لا يعكس سوى حقيقة واحدة، وهي أن إسرائيل كيان مُجرم، اعتاد على تنفيذ جرائمه وتلطيخ يده بدماء الأبرياء، دون رقيب أو حسيب، وذلك لأنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلفه في كل خطوة، وقد ثبت أنَّ ما أُثير عن "خلافات" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو، لم يكن سوى جزء من المخطط الشيطاني الذي يستهدف خداع الجميع، والإيهام بأنَّ أمريكا ليست راضية عن تصرفات نتنياهو، ومن المؤسف أنَّ القوة العالمية التي كان منوطاً بها أن تعمل على حفظ الأمن وإرساء الأمن والعدل في المنطقة والعالم، هي التي تدافع وتحمي هذا الكيان المجرم، بل وتشاركه في عمليات الخداع وقيادة الأطراف إلى الأفخاخ، ومن ثم الانقضاض عليهم.

أمريكا التي يجب أن تحمي مصالحها في المنطقة، بعد أن حصلت على تريليونات الدولارات، تتعمد إشعال الشرق الأوسط بحرب مُدمرة، لا أحد يعلم عواقبها الخطيرة، فلقد استهدفت إسرائيل عدة مواقع نووية إيرانية، ولولا كفاءة التخطيط الإيراني وعمليات التحصين النوعية لهذه المواقع، لكانت كارثة نووية وقعت خلال الساعات القليلة الماضية، وستكون دول الخليج والمنطقة أوَّل من يتعرض للمخاطر البيئية والصحية. فهل يُمكن أن تؤتمن أمريكا على أمن المنطقة بعد اليوم بعدما سمحت للمجنون والمُختل العقلي نتنياهو بأن يتعامل مع الخطر النووي باستهتار وغباء، فقط لأنه يُريد إشعال نار الجحيم في الشرق الأوسط.

لا يُنازعنا شك في أنَّ البرنامج النووي الإيراني يستهدف الاستخدامات المدنية وحسب، وأن مزاعم الكيان المُجرم وقادته المُختلين بأنَّ إيران تسعى لامتلاك قنبلة نووية، ليست سوى ادعاءات لتبرير شن العدوان العسكري على قوة عسكرية عظمى في المنطقة وهي إيران، والدليل أنَّ طهران أبرمت اتفاقًا نوويًا في 2015، بينما انسحب منه ترامب في 2018، لتنطلق المفاوضات النووية هذا العام 2025 من جديد من الصفر. وكما لم تُمهل إدارة ترامب طهران الوقت لتنفيذ اتفاق 2015، كررت السيناريو ذاته، وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشن عدوانها، دون أن تمنح إيران الفرصة لخوض المفاوضات والتوصل لاتفاق، رغم أنَّ ترامب أعلن إمكانية إبرام الاتفاق وأنه في متناول اليد. وهذا عين التناقض الأمريكي، لأن ساكن البيت الأبيض لا يريد سوى الدمار والحروب، من أجل إنعاش الصناعة العسكرية التي تُدر على بلاده مليارات الدولارات.

إنَّ الهدف الحقيقي من هذا الإجرام والعربدة الصهيونية في المنطقة، يتمثل في سعي هذا الكيان المُجرم للهيمنة على الشرق الأوسط، وإضعاف جميع الدول، وتدمير القوى المركزية فيه، لترسيخ نموذجه الاستعماري البغيض، القائم على اغتصاب الأراضي وإبادة البشر، لضمان خضوع الجميع لسطوة هذا الكيان الحقير. فبعدما ابتلع الضفة الغربية ودمّر قطاع غزة، وسرق القدس، وبالتالي اغتصاب الأرض الفلسطينية كاملةً، يخطط الآن لابتلاع المزيد من الأراضي العربية، بعدما نجح- بمساعدة أمريكا- في تدمير دول مركزية، مثل العراق وسوريا.

هذا الكيان المُجرم يُمارس غطرسة القوة بلا حسيب أو ضابط، لقناعته بأنَّ الولايات المتحدة ستظل توفر له الحماية الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، لأنَّ إسرائيل كما نؤكد دومًا هي المشروع الاستعماري الغربي المغروس في قلب الأمة العربية، من أجل ضمان تحجيم قوتها البشرية والاقتصادية، والحفاظ على سيادة وتفوق هذا الكيان المارق، الذي يؤدي دورًا وظيفيًا يخدم أمريكا والغرب، ويعمل على تدجين المنطقة العربية لصالحه، مُستخدمًا مخالب الصهيونية المجرمة.

ويجب أن يُدرك الجميع أنَّ الرد الإيراني الذي شاهدناه ليس سوى بداية المعركة، التي لم يسع لها يومًا، بل فُرِضَت عليه، وقناعتنا أن إيران ستُواصل إلحاق الضرر والأذى بإسرائيل التي جنت على نفسها بأن استفزت العملاق الفارسي، وجرته إلى ساحة حرب ظل يسعى طوال الوقت أن يتفادها، بحكمةٍ وصبر استراتيجي طويل جدًا، والإعلان الإيراني عن اعتزام طهران إطلاق 2000 صاروخ باليستي خلال المعارك الدائرة حاليًا، يؤكد أن هذا الكيان قد كتب السطر الأخير في حياته المحكوم عليها مُسبقًا بالإعدام، لأنه كيان غاصب وغير شرعي. وقد نجحت إيران في التعافي من صدمة الضربة الأولى المُفاجئة، والتقطت أنفاسها سريعًا خلال ساعات، للدفاع عن نفسها ورد الاعتبار. كيان الاحتلال كان يستهدف في عدوانه الغاشم، إسقاط النظام الإيراني، لا تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن التَّعاطي الإيراني وتماسك الجبهة الداخلية الإيرانية، كل ذلك وَأَدَ المسعى الإسرائيلي.

إننا اليوم أمام إيران القوية، إيران التي ترد على العدوان بهجمات غير مسبوقة على الكيان الصهيوني، بإرادة سياسية وعسكرية مُستقلة، وهو ما لا تريده إسرائيل ولا أمريكا ولا الغرب، فهؤلاء لا يريدون أي دولة مستقلة في الشرق الأوسط، لذلك يرون إيران تهديداً مُباشرًا لهم، وباتت إيران الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمثل تهديدًا عسكريًا- وتحديدًا عبر قوتها الصاروخية- لإسرائيل.

ويبقى القول.. إنَّ الإجرام الإسرائيلي في الشرق الأوسط سيضع كل الدول على حافة حرب عالمية، لأنَّ مختلًا عقليًا يُريد إشعال المنطقة ويتلقى كل الدعم من أمريكا، ولذلك يجب على عقلاء العالم أن يتحدوا في مواجهة غطرسة القوة لدى إسرائيل وأمريكا، وأن تتحد دول المنطقة لمواجهة الخطر الوجودي غير المسبوق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الان .. موجة صواريخ ايرانية جديدة تنهال على الكيان
  • رئيس الوزراء يشيد بالرد الايراني في عمق الكيان الصهيوني
  • علماء السنة والجماعة “جنوب اليمن” يباركون الضربات الإيرانية ضد الكيان الصهيوني
  • عاجل : الصواريخ الإيرانية تضرب عمق الكيان الصهيوني من جديد (تفاصيل)
  • عاجل- الشيكل يهتز أمام الضغوط السياسية والعسكرية.. تعرف على سعره الآن لحظة بلحظة
  • هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة على الكيان الصهيوني خلال ساعات
  • الردع الإيراني لمواجهة الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يقصف مستشفى للأطفال في طهران
  • إيران تقصف تل أبيب ردا على هجوم الكيان الصهيوني 
  • خامنئي: لن ينجو الكيان الصهيوني من هذه الجريمة سالماً