كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

ترأس الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، اليوم، أعمال جلسة "مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته" ضمن فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والذي يعقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر لعام 1446هـ بعنوان: (دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال).

وعقب وزير الأوقاف، بكملة نقل فيها خبرة مصر في قضية الإلحاد فقال: قمنا في مصر بدراسة قضية الإلحاد في مصر من سنة 2012م إلى اليوم، مؤكدًا أن الإلحاد له أربعة أسباب:

السبب الأول: قبح الخطاب الصادر من تيارات التطرف التي صدَّرت خطابا صريحا صارخا دمويا أدى إلى ردة فعل عنيفة أدت إلى نفور بعض الشرائح عن قضية الدين بالكلية.

السبب الثاني: التخلف الحضاري في بعض دولنا وأوطاننا وفي أوضاعنا عموما كمسلمين والتي جعلت بعض الشباب ينبهر بحضارة أخرى أدت فلسفتها في نهاية الأمر إلى إنكار قضية الألوهية، ولم يجدوا منا إسهاما حضاريا يعزز قضية الإيمان.

السبب الثالث: الأمية الدينية عند بعض شرائح شبابنا التي جعلت الأوليات من شئون الإسلام وعقائده مجهولة وغائبة.

السبب الرابع: هو عالم السوشيال ميديا المفتوح الذي يمكن أن يكون فرصة عظيمة ومنبرًا لنشر العلم والهداية لكن يمكن أن يكون مصدرًا للخطر كذلك.

وأكد وزير الأوقاف أن هذه الأسباب للإلحاد جاءت بعد تأمل ودراسة، مضيفًا أن الإلحاد مر في بلادنا وفي منطقتنا بعدة أطوار، حيث كانت هناك موجة من الإلحاد في الثلاثينات والأربعينات كان عندنا منها في مصر إسماعيل مظهر، وإسماعيل أدهم، ومنصور باشا فهمي قبل أن يعود إلى رشده، وكان منها في العراق الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي، والشاعر معروف الرصافي، وأسماء أخرى أعلنت الإلحاد في الثلاثينات والأربعينات ثم انطوت هذه الموجة تماما وكانت ظاهرة فردية في ذلك الوقت، ثم طرأت موجهة أخرى في السبعينات كان من أشهر رموزها عندنا في مصر الدكتور مصطفى محمود الذي ثاب إلى رشده وألف كتابه حوار مع صديقي الملحد وكتابه رحلتي من الشك الى الإيمان، ثم تأتي الموجة الثالثة المعاصرة التي نشهدها اليوم والتي بدأت في العالم من حولنا سنه 2005م في أوروبا وعدد من الدول ثم تصاعدت عندنا في عام 2011م بعد الأحداث التي شملت عدة دول في محيطنا العربي والإسلامي.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث هي أشدها خطرًا لوجودها في زمن السوشيال ميديا الواسعة الانتشار لأنها واكبت موجة الإرهاب التي عانينا منها في السنوات الماضية فأعطت دفعا كبيرا في اتجاه النفور من الدين، موضحًا أن الملحدين أربع طوائف، الطائفة الأولى الملحد المطلق الذي لا يعترف بوجود الإله أصلا وعلى رأس هؤلاء المنظرين للإلحاد حاليا الفيزيائي الكبير استيفن هوكن الذى يرى أن القانون الفيزيائي هو الذي انشأ العالم، والملحد المشهور دوكينز الذي ألف كتابه وهم الإله، الطائفة الثانية الملحد الربوبي الذي يعتقد بوجود قوة غيبية ما أوجدت العالم ثم ينكر الوحي والنبوات والرسل ويقول اكتفي بأن أومن بقوة مبهمة أوجدت العالم ثم لا تطالبوني بالإيمان بشيء زائد وأشهر منظر للإلحاد في هذه الشريحة هو المنظر انتوني فلو الذي ألف كتابه THRE IS NO GOD ثم بعد السبعين من عمره جعل عنوان الكتاب THERE IS GOD وقال إنه يؤمن بوجود قوة غيبية وينكر النبوات والرسل هذه شريحة أخرى من الملحدين، الطائفة الثالثة الملحد اللا أدري الذي يقول لم أعد أستطيع الجزم بوجود إله أو عدم وجود إله وأشهر منظر لهذه الشريحة برتراند راسل وهيكسلي ودارون صاحب نظرية التطور، الطائفة الرابعة المنفجرة نفسيًا هذه الشريحة قد تكون الأكثر انتشارًا في بلادنا وأوطاننا وهي الأقل احتكامًا إلى الدليل العقلي وهي شريحة هشة النفس تحملت في السنوات الماضية ضغطًا كبيرًا من موجات الإرهاب فصارت تأخذ موقفًا نافرًا من الدين وعند التحقيق يقول أنا لا أنكر وجود الله لكنني غاضبٌ من الله لكثرة ما رأيت من الشر في الكون فانتقلنا إلى معضلة وجود الشر في الكون التي عاشتها أوروبا في القرن الثامن عشر والتي ولدت موجة النزعة التشاؤمية التي ترى كله شر عند فولتير والنزعة التفاؤلية التي ترى العالم محكم عند ليدنت والنزعة الشكية عند ديفيد نيون.

وأضاف أنه على مدى سنوات مضت فتشنا في كل شبهات الملحدين فوجدنا أن هناك سبعين شبهة يمكن أن تصنف تحت ثلاثة منافذ علمية، الأول (Cosmology) أي علم الكون أو الفيزياء الكونية التي ترى القانون الفيزيائي موجدًا للكون والتي تولد عنها عدة شبهات حول وجود الله جل جلاله، الثاني (Biology) أي علم الأحياء أو الدارونية والدارونية الحديثة، الثالث (Neuroscience) أي علم الأعصاب أو فلسفة الوعي والذكاء والإدراك.

وأكد أن السبيل الأمثل للتعامل مع الإلحاد في ظل عدم اعتراف هؤلاء بالقرآن والسنة هي بالرجوع إلى الأدلة العقلية التي تستطيع إقامة الأدلة والحجج على وجود الله ثم على النبوات والانتقال منها إلى جدلية الإيمان.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الدولار إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب انهيار عقار الساحل زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان أسامة الأزهري وزير الأوقاف الإلحاد سوشيال ميديا وزیر الأوقاف الإلحاد فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

نيابة عن وزير الأوقاف.. وفد يقدّم واجب العزاء في شهيدات المنوفية | صور

أدى الدكتور محمد نبيل عراقي، مساعد وزير الأوقاف للشئون الهندسية، مساء السبت 28 يونيو 2025، واجب العزاء في ضحايا الحادث الأليم الذي وقع بقرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وراح ضحيته عدد من الفتيات، وذلك نيابةً عن الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وباسم وزارة الأوقاف.

جاء ذلك بحضور اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية؛ والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق؛ والدكتور محمد رجب خليفة، مدير مديرية أوقاف المنوفية؛ وعدد من قيادات الدعوة بالمديرية وأئمتها.

وقد ألقى كلمة العزاء باسم وزارة الأوقاف الدكتور محمد رجب خليفة، مدير مديرية أوقاف المنوفية، ناقلًا خالص العزاء لأسر الشهيدات، ومؤكدًا وقوف الوزارة بكامل أجهزتها إلى جانب الأسر المفجوعة، وداعيًا الله أن يتغمّد بناتهِنّ بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويهنّ الصبر والسلوان.

وقد رافق الدكتور عراقي وفدٌ رفيع من قيادات مديرية أوقاف المنوفية، ضم كلًّا من: الدكتور محمد رجب خليفة، مدير المديرية؛ والدكتور حسام الشتيحي، مدير عام الدعوة؛
والشيخ سمير الصعيدي، مدير إدارة أوقاف منوف؛ والشيخ محمد تعيلب، مدير إدارة أوقاف شبين الكوم؛ إلى جانب مشاركة ميدانية واسعة من أكثر من خمسين إمامًا، حرصوا جميعًا على تقديم واجب العزاء، والدعاء للشهيدات بالرحمة والمغفرة، سائلين الله أن يحفظ مصر وأبناءها من كل مكروه وسوء.

طباعة شارك الأوقاف عزاء شهيدات المنوفية وزير الأوقاف

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يلتقي عدداً من أبناء الجالية السورية في إسطنبول
  • أسامة الأزهري أول وزير مصري يزور الفلبين منذ سنوات.. صور
  • محكمة الإستئناف تؤيد حبس المهداوي في قضية وزير العدل
  • حصري.. عائلة الأنصاري الإستقلالية تطلب الإلتحاق بالبام لخوض الإنتخابات المقبلة
  • نيابة عن وزير الأوقاف.. وفد يقدّم واجب العزاء في شهيدات المنوفية | صور
  • مستقبل التسويق في العالم العربي.. خدمات السوشيال ميديا للموزعين وأصحاب المشاريع
  • وزير الخارجية: قضية المياه وجودية لمصر ولن نفرط في هذا الحق
  • المخرج الهندي راكيش أوبدهياي يُهدي العالم رسالة حب بعنوان "DIL se" ويُشعل السوشيال ميديا برسالة إنسانية مؤثرة
  • وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمي
  • وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمي الذي أسفر عن عدد من الوفيات والإصابات