واشنطن: بعثنا برسالة لإيران مفادها أن التصعيد ليس في مصلحتها
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
قالت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إنها بعثت برسالة إلى إيران مفادها أن التصعيد ليس في مصلحتها، وذلك بعدما ارتفعت حدة التوتر بين طهران وتل أبيب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين، إن الوزير أنتوني بلينكن وجه "رسالة متسقة" تفيد بالإحجام عن التصعيد، وتهدئة التوتر في الشرق الأوسط.
وأوضح ميلر، أن بلينكن تحدث إلى رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بشأن التوتر في الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، "من المهم أن يتخذ جميع الأطراف خطوات في الأيام المقبلة باتجاه الامتناع عن التصعيد وتهدئة التوترات".
وارتفعت حدة التوتر في المنطقة في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في العاصمة الإيرانية طهران الأربعاء.
وجاء اغتيال هنية بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت أودت بحياة فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران مثل حماس.
وتتصاعد المخاوف من أن تتحول الحرب التي تشنها إسرائيل على المسلحين الفلسطينيين في غزة منذ أكتوبر إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وتتهم إيران وحماس إسرائيل باغتيال هنية، وتوعدتا ومعهما حزب الله بالانتقام. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية، ولم تنف ذلك.
وكان موقع "أكسيوس"، أورد أن بلينكن، أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع، الأحد، بأن هجوما من إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ في غضون 24 ساعة.
وأجرى بلينكن مكالمة جماعية للتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين ومحاولة ممارسة ضغوط دبلوماسية أخيرة على إيران وحزب الله للحد من ردهم قدر الإمكان، مشددا على على أن ذلك "أفضل فرصة لمنع اندلاع حرب شاملة".
وذكر "أكسيوس"، أن بلينكن أكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سيردان معا.
وعززت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إیران وحزب الله
إقرأ أيضاً:
ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
واشنطن ـ لم تدُم المهلة التي تحدثت عنها المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن اتخاذ قرار تجاه إيران أكثر من يومين، رغم أن الأخيرة دعت للانتظار والترقب لمدة أسبوعين.
وجاءت الضربة الأميركية مبكرة، ومفاجئة، مستهدفة 3 منشآت نووية في عمق الأراضي الإيرانية، وسط تبريرات متباينة وتحليلات متضاربة في واشنطن.
ووصفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنها "خطوة استباقية لحماية الأمن القومي الأميركي"، مستندة -وفق تصريح لمسؤولين- إلى معلومات استخباراتية تحدثت عن تسارع الأنشطة النووية الإيرانية ووجود "خطر وشيك" على الأمنين الإقليمي والدولي.
ورغم أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون شددت على أن العملية كانت "محدودة" وتهدف إلى إرسال رسالة واضحة دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة، فإن ترحيبا واسعا صدر من تل أبيب، حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الضربة بأنها "خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أن "التهديد النووي الإيراني لم يعد يُحتمل ولا يحتمل التأجيل".
ويشير مراقبون إلى أن الضربة الأميركية جاءت في وقت حساس، إذ تدخل المواجهة بين إيران وإسرائيل أسبوعها الثاني، وسط دعوات إسرائيلية متكررة إلى تحرك عسكري دولي لـ"كبح المشروع النووي الإيراني"، مما يعزز فرضية أن الضربة لم تكن قرارا أميركيا صرفا، بل جاءت بتأثير مباشر من الحليف الإسرائيلي.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال النائب الجمهوري السابق توم غاريت إن الضربة "محدودة ومبررة"، مضيفا أن "إيران تهدد بتدمير أميركا منذ عام 1979، وحين تقترب من امتلاك سلاح نووي، يصبح التحرك واجبا".
وأضاف أن طهران "تورطت في صراعات أنهكت المنطقة، وخصوصا في اليمن، ما يجعل تهديداتها جزءا من واقع لا يمكن تجاهله".
وفي المقابل، شكّك عدد من الباحثين في دوافع القرار الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، معتبرين أنه لم يُبن على معطيات استخباراتية مستقلة، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية من إسرائيل.
إعلانوتقول باربرا سلافين، الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، للجزيرة نت، إن "صقور إسرائيل والمقربين منهم في واشنطن أقنعوا ترامب بأن اللحظة مواتية لضربة تقضي على البرنامج النووي الإيراني، بينما تمر طهران وشركاؤها بمرحلة ضعف". لكنها حذرت من أن الضربة قد تكون "نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى أن "التهدئة باتت بعيدة المنال على المدى المنظور".
وعقب الضربة، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم بأنه "جريمة شنعاء"، مؤكدا أن واشنطن وتل أبيب "تجاوزتا خطا أحمر بمهاجمة منشآتنا النووية"، مضيفا "لا أعلم إن كان بقي أي خط للتفاوض بعدها".
وفي حين أعلن ترامب أن الضربة "دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، نفت طهران تعرض المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان لأضرار كبيرة، وأكدت استمرار البرنامج "دون توقف"، مع تلويح بإغلاق مضيق هرمز وتهديد مباشر لسلاسل إمداد الطاقة العالمية، وهو ما أثار مخاوف من أزمة طاقة جديدة.
ورغم التصعيد، تراهن الإدارة الأميركية على أن الضربة، إضافة إلى الضغط العسكري المتواصل من إسرائيل، قد تدفع إيران إلى العودة لطاولة المفاوضات.
ورفض جيم هانسون، المحارب الأميركي السابق والخبير في دراسات الأمن القومي، التعليق للجزيرة نت، مكتفيا بالقول إنه يفضل الحديث لقناة فوكس نيوز. لكنه صرّح لهذه بأن "النظام الإيراني قد يلوّح بالتصعيد، لكنه لا يريد حربا شاملة"، متوقعا أن "هاتف البيت الأبيض سيرنّ قريبا بمكالمة من طهران تعلن فيها استعدادها للعودة إلى التفاوض".
وفي السياق ذاته، قال النائب السابق توم غاريت إن "ما تقوله إيران وما يمكنها فعله فعليا أمران مختلفان"، مضيفا أن "الشعب الإيراني هو الخاسر الأكبر، في ظل نظام لا يظهر أي استعداد للتخلي عن طموحه النووي".
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة تطرح سؤالا مفتوحا حول طبيعة الرد الإيراني واتجاه التصعيد، وسط أجواء مشحونة تشير إلى دخول المنطقة في فصل جديد من المواجهة، قد يصعب التحكم بمآلاته، خاصة مع غياب أفق واضح للتهدئة أو التفاوض.