يمانيون – متابعات
قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم إن السلام مطلب كل اليمنيين، ومن يطالب بغير ذلك فهو خاسر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية آت حتما وسيتحقق.

وأوضح القحوم، في حوار مع الجزيرة نت، أن الرد على العدوان الإسرائيلي على محافظة الحديدة سيكون موجعا ومزلزلا ومرعبا، مفيدا بأن الغارات الأميركية البريطانية على اليمن وصلت إلى نحو 500،

وتاليا نص الحوار.

قبل نحو أسبوع أعلنت جماعة الحوثي جديتها في تحقيق سلام مع دول الجوار، داعية إلى البدء في بناء علاقات ثنائية، هل هذا يعني وجود مؤشرات على اقتراب تحقيق سلام دائم في اليمن؟
بوابة السلام مفتوحة، الأولوية للملفات الإنسانية ووقف العدوان ورفع الحصار، وخروج القوات الأجنبية، وإعادة الإعمار، وجبر الضرر مع المعالجات الاقتصادية الملحة، ومنها صرف المرتبات وتعزيز الاقتصاد، وإلغاء الإجراءات البنكية.

بالإضافة إلى تحييد الاقتصاد والثروات الوطنية من الصراعات والاختلافات السياسية، لا سيما وهي تمثل مكاسب اقتصادية سيادية، وهي ملك وطني لكل الشعب اليمني، وهذه كلها خطوات أولية لتخفيف المعاناة الإنسانية التي كان سببها العدوان طيلة التسع سنوات الماضية.

هي مرحلة أولى وضرورية وملحة، لحل ومعالجة تداعيات العدوان والحصار بشكل كامل، كرزمة واحدة تتلوها المراحل التالية من خارطة الطريق لإحلال السلام، وبها ستكون دافعة لتحريك عجلة السلام والاستقرار لليمن والمنطقة ولدول الجوار، مع رعاية المصالح المشتركة وبناء علاقات متكافئة، وحل المشاكل بالحوارات السياسية.

يتطلب إنجاز ذلك جسارة وتحركا جادا دون مماطلة أو تلاعب، فهذه حقوق لا تنازل عنها ولا انتقاص فيها، وستنتزع انتزاعا، وسيادة واستقلال اليمن والوحدة الوطنية ملفات سيادية لا تنازل عنها إطلاقا، ولا عبث فيها، ولا مجال للتكتيك السياسي وكسب الوقت كرهان لتغيير المناخ الدولي، أو انتظار نتائج الانتخابات الأميركية لتغيير المواقف والتوجهات للسلام وتحقيقه في اليمن.

إن انتظار ذلك يعتبر رهانا خاسرا، ومن يفكر فيه فعليه أن يعتبر مما جرى في سنوات العدوان التسع، فاليمن دولة وقائد وشعب وإجماع وطني ثابت في موقفه، ولن تغيره الأحداث ولا المناخات السياسية الدولية، فالسلام مطلب كل اليمنيين ومن يراهن على غير ذلك فهو خاسر حتما، وخسارته ستكون كبيرة ومشهودة بإذن الله.

تم مؤخرا الاتفاق على خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن، أين وصل مسار تنفيذ هذا الاتفاق؟
ما تم الاتفاق عليه في الجانب الاقتصادي مع السعودية خطوة إيجابية، وننتظر تنفيذ ذلك في الواقع، ولا بد من التحرك بتنفيذه بشكل مستعجل دون التأخر لأسباب سياسية أو غيرها، فالجانب الاقتصادي لا يرتبط بالجانب السياسي.

وتنفيذ هذا الاتفاق فيه مصلحة عامة لكل الشعب اليمني ودول الجوار، وندعوهم لترجمة الاتفاق على الواقع، ليكون واقعا ملموسا مثمرا، وسيكون خطوة دافعة لتحريك عجلة السلام والتقدم في الجوانب الأخرى.

بناء على هذا الاتفاق، كان مقررا تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء إلى القاهرة والهند قبل أيام، لماذا تأخر التنفيذ حتى اليوم؟
نعم، نص الاتفاق على ذلك، لكن يتضح أن هناك عرقلة واضحة ومتعمدة بتأخير ما تم الاتفاق عليه برعاية أممية ومباركة دولية وإقليمية، وهذه العرقلة ليست في مصلحتهم، فهذه حقوق الشعب اليمني، وتنفيذها ضرورة ملحة لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وهناك وعود لتنفيذ الاتفاق ونأمل أن تتحقق وتنفذ، وإلا فالدول الرباعية تتحمل المسؤولية وتبعات التعنت والإصرار على العرقلة والتسويف والعبث بحقوق الشعب اليمني، وهذا ليس في مصلحتهم، وعليهم حساب ذلك والمضي قدما بتنفيذ الاتفاق، وننتظر النتائج والمحاولات، والاتصالات مستمرة لتحقيق ذلك إن شاء الله.

يعد ملف إعادة تصدير النفط في اليمن أحد الملفات الحيوية الراهنة، أين وصلتم بخصوص ذلك؟
نعم هذا يعتبر من الملفات الحيوية، لا سيما وأن هذه الملفات السيادية والثروة الوطنية التي هي حق لكل الشعب اليمني، لا بد من تحييدها وعدم إقحامها بالملفات السياسية، ولا بد من حلها وإيجاد الآليات الضامنة المستدامة لها، لا سيما أنها تعد خطوة أولية وضرورية لتحقيق السلام، وبها تصرف المرتبات، وتعالج المشاكل الاقتصادية، وتخفف المعاناة الإنسانية.

ما الرد المتوقع منكم في صنعاء على اغتيال هنية بالتنسيق مع محور المقاومة، وكيف سيبدو هذا الرد؟
السيد القائد عبد الملك الحوثي تحدث في خطابه الأخير أن الرد قادم لا محالة، فالشهيد إسماعيل هنية قائد فلسطيني ويمثل الأمة، ويجب على الجميع أن يرد على اغتياله من قبل الصهاينة المجرمين، لا سيما أن اليمن له موقف معلن وواضح منذ البداية بنصرة وإسناد فلسطين وقطاع غزة وشعبها المظلوم ومجاهديها الأبطال.

إن العمليات العسكرية الكبرى والإستراتيجية مستمرة حتى يتوقف العدوان عن غزة، ويرفع الحصار عنها، وهذا موقف ثابت لن يتغير حتى تحقيق ذلك، وأما كيف سيكون الرد وماهيته، فهذا يعود للقيادة ولوزارة الدفاع، في دراسة وتحديد كيف سيكون ومتى وأين؟ ولكنه آت حتما، وسيتحقق بإذن الله.

عقب العدوان الإسرائيلي على اليمن، توعدت جماعتكم تل أبيب أكثر من مرة بالعقاب، لكن هناك من يقول إنه لا يوجد حتى اليوم أي رد، كيف ترى ذلك؟
العدوان الإسرائيلي على الحديدة كان عدوانا إجراميا، استهدف المرافق المدنية، وأضر بالبنية الحيوية، وبمقدرات الشعب اليمني، وهذا خط أحمر، وانتهاك للسيادة اليمنية، وإثبات أن الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني هي حرب أميركية بريطانية إسرائيلية، واليد التي قامت بذلك ستقطع، والرد حتمي لا نقاش فيه، وسيأتي من حيث لا يتوقعه الإسرائيلي إطلاقا، وسيكون موجعا ومزلزلا ومرعبا لهم.

العمليات العسكرية اليمنية مستمرة في إسناد ونصرة فلسطين حتى إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وهي في مرحلتها التصعيدية الخامسة، التي ثبتت معادلة جديدة بوضع تل أبيب تحت الاستهداف، حيث باتت غير آمنة، وهي معادلة إستراتيجية ومهمة وفاعلة ومؤثرة، وقلبت موازين القوى وقواعد الاشتباك.

كما شكلت هذه العمليات كابوسا مزعجا للكيان الصهيوني الزائل حتما، وأربكت قياداته الإجرامية، وكشفت ضعف وهشاشة منظوماته الدفاعية، وأثبتت أن لليمن اليد الطولى، لا سيما مع تعاظم القدرات العسكرية والصناعات الحربية اليمنية، التي بات في جعبتها من الأسلحة والقدرات العسكرية والصناعات العسكرية المتطورة والإستراتيجية، مما يضع اليمن في مصاف الدول الكبرى.

إسرائيل تشن غارة على الحديدة في اليمن

هناك تقديرات عن خسائر مادية كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي على الحديدة، هل لديك إحصائية بهذا الشأن؟
الإحصاءات أعلنت عنها الجهات الحكومية المختصة (في صنعاء) وذات العلاقة في وقتها وفي حينه، ولا يوجد لدينا تفاصيل أخرى.

مع تواصل الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن، هل بالإمكان ذكر العدد الإجمالي لهذه الغارات حتى اليوم، وهل تضرر اليمن فعليا منها؟
العدوان الأميركي البريطاني مستمر على اليمن وغاراته مستمرة، وهي بحدود الـ500 غارة -تقديرا- وأتت جراء الفشل بحماية إسرائيل ووقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين وغزة، فهذا العدوان انتهك سيادة دولة وبلد عربي إسلامي في محاولات يائسة وفاشلة لحماية الكيان الإسرائيلي، ودعم العدوان الصهيوني على غزة فلسطين.

كما أن هذه الغارات الجوية استهدفت المستهدف سابقا وليست مؤثرة، ولكنها عدوان وانتهاك للسيادة، وإضرار بمقدرات الشعب اليمني واستهدافها بشكل متعمد، والردود اليمنية قوية ومستمرة وفاعلة ومؤثرة، وقد بات ذلك واضحا في مواقف أميركا وبريطانيا وضجيجهم السياسي المعلن.

وهذا يثبت أن اليمن دولة قوية بقائدها وشعبها وإجماعها الوطني وصناعتها العسكرية وقدراتها المتطورة، ولها اليد الطولى في حماية سيادتها واستقلالها ونصرتها للقضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس، وستظل عربية إسلامية، وستزول إسرائيل بإذن الله.

هناك تحذيرات من عواقب بيئية جراء عدم حل وضع السفينة “روبيمار” الغارقة في البحر الأحمر بعد أن تعرضت لهجوم من قبل قواتكم في فبراير /شباط الماضي، هل هناك مستجدات بخصوص وضعها؟
أي عواقب أو مخاطر بيئية تتحملها أميركا وبريطانيا وإسرائيل، والحل في غزة لإيقاف كل شيء، أي عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي في فلسطين ويرفع الحصار عن غزة، وهو الحل لإيقاف التوتر في المنطقة والحد من توسع الصراع فيها.

إن التعنت والإصرار الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، والاستمرار بالعدوان وحصار غزة وقتل الشعب الفلسطيني يثبت أن ذلك سيكون كارثة عليهم، وعليهم تحمل المسؤولية والعواقب الوخيمة المترتبة على توسيع رقعة الصراع وما يجري في البحر الأحمر، فموقف اليمن ثابت ومستمر بإسناد ومناصرة فلسطين وغزة حتى الانتصار بإذن الله.

مطلع يوليو/تموز انعقدت مشاورات في مسقط لتبادل الأسرى في اليمن، وتم الإعلان عن استئناف هذه المفاوضات بعد شهرين من ذلك الموعد، هل ما زال الموعد قائما؟ وكيف تنظر لمستقبل هذا الملف الإنساني الحيوي؟
نعم انعقدت مشاورات في مسقط لإجراء مباحثات في ملف الأسرى، وعلى قاعدة الكل مقابل الكل، وتم الإعلان عن استئناف المفاوضات بعد شهرين لاستكمال المباحثات والاتفاق على إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين، والكشف عن المفقودين من قِبل الجميع، وحل هذا الملف وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، لا سيما وأنه ملف إنساني بحت لا يرتبط بالملفات السياسية الأخرى.

الموعد لا يزال قائما، ونأمل وندفع بقوة لإنجاح الملف، ونقدم كل الجهود لحله بشكل كامل وشامل، وهو خطوة مهمة للتقدم والدفع باتجاه السلام والاستقرار، وتحريك عجلة السلام والمضي قدما في الملفات الأخرى.

مصير السياسي البارز المحتجز لديكم محمد قحطان لا يزال مجهولا، لماذا لا يتم الكشف عن ذلك، وهل لديك معلومات بخصوص وضعه؟
ليس لدينا معلومات كافية ولا تفاصيل عن الموضوع، وهذه المعلومات موجودة ومتوفرة لدى الجهات المختصة والمعنية في ملف الأسرى، واللجنة الوطنية للأسرى معنية بهذا، وقد ناقشت كثيرا حول هذا الموضوع، وقدمت خيارات ومبادرات لإطلاقه.

لكن العرقلة والمماطلة كانت من مأرب، حيث إنهم يضعون العراقيل لإجراء عملية التبادل والصفقة، والتي يكون ضمنها الأستاذ محمد قحطان، ولكن كل ذلك يرد عليه بالتعنت وبالمطالب غير المنطقية، لا سيما وأن هناك استثمارا من الإخوة في الإصلاح إعلاميا وسياسيا بخصوص اعتقال الأستاذ قحطان، ويعتبرونه معتقلا ويطالبون بالإفراج عنه، دون أن يكون مقابل ذلك أي أسير أو معتقل من مأرب.

إنهم يتحملون المسؤولية في عدم إطلاقه، لا سيما وأن هناك جهودا من قبلنا في صنعاء لإبرام صفقة، لكنها تتعثر بسبب تعنت وعدم الجدية من مأرب، ومن الإخوة في الإصلاح تحديدا، وهنا ندعو إلى ضرورة إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والكشف عن المفقودين، وإبرام صفقة شاملة وكاملة تحل هذا الملف الإنساني البحت، وتخفف المعاناة الإنسانية.

ونأمل التحرك بمسؤولية يمنية وطنية مطلقة في إنجاح عملية التبادل، فالتقدم في هذا الملف وحله هو انتصار لكل اليمن، وبه تتعزز الأخوة وتنتهي المعاناة والاختلافات السياسية، وتدفع للتحكم بالعقل والنهج الحواري وإنهاء الاختلاف السياسي، وتذوب المشاكل وتهيئ الظروف والأجواء للتقدم والمضي للسلام، وبناء اليمن الواحد القوي والعزيز والمقتدر والمستقل والسيادي والموحد بإذن الله.

المصدر : الجزيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی على المعاناة الإنسانیة الشعب الیمنی الاتفاق على على الیمن بإذن الله هذا الملف فی الیمن لا سیما

إقرأ أيضاً:

لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه

ذكر اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، أن "إسرائيل تقترب  من هجوم سيجعل السابع من أكتوبر ذكرى صغيرة".

وقال بريك في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إن "كان فشل حزب الله في شنّ هجوم متزامن مع حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 معجزةً لدولة إسرائيل، لكن هذه المعجزة قد لا تتكرر فالمستويان السياسي والعسكري يواصلان سلوكهما كما كانا قبل هجوم حماس وفي المرة القادمة، سيُعرّض هجومٌ مشتركٌ من جميع القطاعات إسرائيل لخطرٍ وجوديٍّ حقيقي".

وأضاف، أن "يوم القيامة، الذي تستعد له حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيون والفلسطينيون والمتطرفون البدو والعرب داخل دولة إسرائيل بوتيرة متسارعة، سيأتي عاجلاً أم آجلاً حيث سيتجلى ذلك في هجوم بري متزامن ومشترك على إسرائيل - من لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية، ومن المتطرفين داخل إسرائيل".

وأوضح، أنه "سيُرافق هذا الهجوم إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية من لبنان من قِبل حزب الله، ومن إيران، ومن اليمن من قِبل الحوثيين هذه هي الخطة الكبرى لأعدائنا، دون أن يُبدي أحدٌ من المستويين السياسي والعسكري رأيه فيها أو يُحضّر لها، وهذا ما حدث بالضبط قبيل هجوم حماس على قطاع غزة، إلا أنه هذه المرة سيُعرّض إسرائيل لخطر وجودي حقيقي".

وأشار بريك إلى أن "المستوى السياسي منقطعٌ تمامًا، كما انقطع عن هجوم حماس على قطاع غزة، والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الرأي العام، ما حدث في غلاف غزة لن يكون شيئًا مقارنةً بما سيحدث في الحرب الإقليمية القادمة، التي ستجلب كارثةً لدولة إسرائيل وتهدد وجودها".

وأردف، أن "الخوف من غزو قوات الحوثيين (أو القوات التابعة لها) من سوريا إلى منطقة مرتفعات الجولان حيث كشف وزير الدفاع يسرائيل كاتس في نقاش في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن هناك مخاوف معقولة من سيناريو غزو قوات الحوثيين من سوريا إلى منطقة مرتفعات الجولان".



التحذيرات الرئيسية
السيناريو الرئيسي: أشار كاتس إلى أن هناك إمكانية للتسلل أو الغزو سيرًا على الأقدام من قبل نشطاء الحوثيين أو أولئك الذين يعملون تحت رعاية إيران، عبر الحدود السورية إلى الأراضي الإسرائيلية، وخاصة في منطقة مرتفعات الجولان.

السياق السوري: يأتي كشف الوزير على خلفية تقارير عن تمركز عناصر إرهابية في سوريا، بما في ذلك محاولات من حماس والجهاد الإسلامي، وخاصةً الوجود الحوثي في البلاد، الذي تُحركه إيران وفيلق القدس. تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين سبق أن عملوا في سوريا، خلال الحرب الأهلية هناك، وأنهم مُرسلون من إيران.

الأهمية الاستراتيجية: توضح هذه الأمور تحول الساحة الشمالية (سوريا ولبنان) إلى جبهة أخرى وأكثر تحدياً ضد الحوثيين، الذين يتركز نشاطهم الرئيسي حتى الآن على البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى من اليمن.

وتابع اللواء الاحتياط، أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، لم يوقف جهود إعادة إعمار الحزب وفيما يلي النقاط الرئيسية في إعادة إعمار حزب الله منذ اتفاق وقف إطلاق النار (بناءً على التقارير حتى الشهر الماضي.

زيادة الدعم والتمويل الإيراني
مساعدة مالية كبيرة: أفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن الحرس الثوري الإيراني حوّل مبالغ طائلة (تُقدّر بمليار دولار منذ بداية العام) لإعادة بناء قدرات المنظمة وبنيتها التحتية المدنية.

اعتراف علني: أقرّ كبار المسؤولين الإيرانيين والأمين العام الفعلي لحزب الله علنًا بالمساعدة الإيرانية "الهائلة".

التعامل مع تحديات نقل الأسلحة
تعطيل الطرق المنتظمة: أدى سقوط نظام الأسد في سوريا (ديسمبر/كانون الأول 2024) والحظر الذي فرضته الحكومة اللبنانية على الرحلات الجوية المباشرة من إيران (فبراير/شباط 2025) إلى تعطيل الطرق البرية والجوية الرئيسية لتهريب الأسلحة والمساعدات التكنولوجية.

طرق بديلة: نفذت إيران وحزب الله طرقًا جديدة، بما في ذلك، التهريب عبر تركيا والعراق، واستخدام الموانئ البحرية ومكاتب الصرافة بالإضافة استمرار الاعتماد على شبكات التهريب على الحدود السورية اللبنانية، رغم الجهود المبذولة لإحباطها بحسب المقال.

إعادة بناء الجيش وتعزيزه
اقتناء الأسلحة وإنتاجها: أفادت مصادر استخباراتية غربية أن حزب الله يُسرّع وتيرة إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة تجهيزه بالأسلحة (على الأرجح الصواريخ) وإنتاج الأسلحة.

تجنيد المقاتلين: يستمر تجنيد مقاتلين جدد للمنظمة.

إعادة تأهيل المواقع والقواعد: تعمل المنظمة على إعادة تأهيل المواقع والقواعد المتضررة، وخاصة شمال نهر الليطاني، وذلك لتجنب تطبيق الاتفاق جنوب النهر.

إعادة تأهيل الوضع الاجتماعي والسياسي
استغلال الأزمة الاقتصادية: دخل لبنان اتفاق وقف إطلاق النار في وضع اقتصادي كارثي. ويحاول حزب الله، مستغلًا موارده وسيطرته الإيرانية، أن يصبح القوة الرئيسية وراء أعمال إعادة الإعمار المدنية، بهدف استعادة وتعزيز مكانته السياسية والاجتماعية في المجتمع الشيعي وفي لبنان ككل.

ولذلك، استمرت أعمال إعادة الإعمار بالتوازي مع جهود إسرائيل لمكافحة التمرد، ورغم التغيرات الجيوسياسية التي عطّلت بعض مسارات المساعدات الإيرانية الأصلية.

وبحسب المقال فإن كل هذا يسمح لحزب الله بالمشاركة في هجوم بري مشترك في حرب إقليمية ضد إسرائيل باستخدام قوة الرضوان وبمساعدة إطلاق الصواريخ والقذائف.

وزعم بريك أن إيران متورطة في تمويل ودعم حماس وحزب الله، وفي محاولات إنشاء بنى تحتية إرهابية على الحدود الإسرائيلية الأردنية.

وعن الدعم الإيراني لحماس وحزب الله بشكل عام، فإنها تعتبر أكبر ممول وداعم لكلتا المنظمتين حيث تقدم إيران مساعدات مالية كبيرة، تُقدر بملايين ومئات الملايين من الدولارات سنويًا لكلٍّ من المنظمتين (حماس وحزب الله). تُنقل هذه الأموال بطرق متطورة، بما في ذلك من خلال آليات غسل الأموال وقنوات التهرب من العقوبات.

كما تقدم المساعدة والتدريب العسكري الذي يشمل الدعم أيضًا نقل الأسلحة والمعرفة والتكنولوجيا والتدريب العسكري. وقد اعترف مسؤولون في إيران والتنظيمان أنفسهما بتلقي مساعدات عسكرية ساعدتهم على شنّ هجمات في عمق إسرائيل وفقا لبريك.

ولفت إلى أن اعتماد هذه المنظمات على إيران، اقتصاديًا ومعرفيًا، يسمح لإيران بالتأثير على قراراتها والعمل كقوة دافعة وراء "تحالف الساحات" ضد إسرائيل.

وتابع، أنه "فيما يتعلق بمحاولات إنشاء خلايا إرهابية تحديدًا على الحدود الإسرائيلية الأردنية، يُعد هذا جهدًا إيرانيًا مُركّزًا لإنشاء جبهة شرقية جديدة".

و منذ عام 2022 على الأقل، تُبذل إيران جهودًا لتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الحدود الأردنية حيث يُجري التهريب وكلاؤها في سوريا وعناصر محلية، وهو مُوجّه للأجنحة العسكرية لحركة حماس ومنظمات أخرى.

كما تفيد تقارير بأن شركاء إيرانيين محليين كثّفوا جهودهم لإنشاء خلايا مسلحة في وادي الأردن ومخيمات اللاجئين في الأردن، بهدف استخدام هذه المنطقة كنقطة انطلاق للنشاط الإرهابي ضد إسرائيل وفق زعم اللواء الإسرائيلي.

وتناول اللواء بريك الاعتقالات التي جرت في الأردن في نيسان/ أبريل الماضي حيث ألقت قوات الأمن الأردنية القبض على أعضاء خلايا تابعة لجماعة الإخوان المسلمين (التي تتبع لها حماس) كانوا يخططون لهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة. وكان بعض المعتقلين قد تدربوا في لبنان، مما يشير إلى صلات بحزب الله أو أي جهة أخرى تابعة لإيران.

وحول الجماعات العراقية المسلحة تشير التقارير أيضًا إلى وجود ميليشيات شيعية مدعومة من إيران على طول أجزاء من الحدود الأردنية السورية، والتي أطلقت طائرات بدون طيار على إسرائيل وعطلت حركة شاحنات الوقود إلى الأردن، مما يدل على النشاط المتزايد للوكلاء الإيرانيين في محيط الحدود الشرقية بحسب الكاتب.

وخلص اللواء الاحتياط، إلى أن إيران تقدم باستمرار تمويلًا ودعمًا واسعَين لحماس وحزب الله، ويشمل هذا الجهد أيضًا استراتيجيةً مُحدّدةً لفتح جبهة إرهابية شرقية، من خلال تهريب الأسلحة ومحاولات إنشاء بنية تحتية إرهابية تُشغّلها أذرعها (مثل حماس وغيرها) عبر الحدود الأردنية الإسرائيلية وسيكون هذا السيناريو أشدّ وطأةً بعشرات المرات من هجومٍ لحماس على محيط غزة، خاصةً إذا جاء هجومًا مُشتركًا مع قطاعاتٍ أخرى.



حماس في غزة
وقال بريك، إن إلحاق أضرار جسيمة بحماس في قطاع غزة، ولكن ليس تدميرها بالكامل. عملت إسرائيل على تدمير قدراتها العسكرية وحكم حماس، ولكن حتى الآن لم تتوقف الحركة تمامًا عن العمل ككيان عسكري ومدني في أجزاء كبيرة من القطاع.

كما أن هناك أدلة على أن حماس تحاول إعادة تأسيس نفسها في المناطق التي انسحب منها جيش الدفاع الإسرائيلي أو أكمل عملية فيها (على سبيل المثال، في الشجاعية)، وتواصل تجنيد المقاتلين والسيطرة على مناطق واسعة.

وأشار إلى أنه في حال استمرت حماس في السيطرة على مناطق معينة، فقد يظل احتمال التهديد بالغارات على إسرائيل قائماً إذ قد  يحاول التنظيم إعادة تشكيل التهديد الموجه لإسرائيل، من خلال تطوير قدرات جديدة أو إعادة تأهيل قدرات سابقة، ليشكل تهديدًا شاملًا لإسرائيل.

وأوضح أن قدرة حماس على شن هجوم واسع النطاق متجدد، بالتوازي مع الهجوم الذي يشنه حزب الله من القطاع اللبناني وقوى إرهابية أخرى في القطاع السوري والأردني والضفة الغربية، لا تزال قائمة بدرجات متفاوتة على الرغم من الأضرار التي لحقت بها، وتظل تشكل تحدياً أمنياً شاملاً لإسرائيل في عام 2025.

ولفت إلى "التهديد الذي يشكله المتطرفون البدو والعرب داخل دولة إسرائيل"، مبينا أن الوضع خطير للغاية إلى درجة أن المتطرفين البدو، الذين يعيشون في الغالب في النقب ويحملون مئات الآلاف من الأسلحة في أيديهم، يمكن أن ينزلوا إلى شوارع المدن والبلدات ويرتكبوا مجازر هناك وفق زعمه.

وتابع، "سيتمكن المشاغبون أيضًا من دخول معسكرات الجيش ومعسكرات القوات الجوية، وهي غير محمية، ويجب الافتراض أننا لن نتمكن من إيقافهم. كل هذا بسبب عدم تشكيل حرس وطني، وعدم وجود قوات لحماية معسكرات الجيش. هذا قبل الأخذ في الاعتبار احتمال اندلاع حرب على طول حدود البلاد".

وأردف، "يرسل لي جنود الاحتياط الذين يخدمون في معسكرات الجيش مقاطع فيديو يصورونها، تُظهر الخراب الذي لا يُصدق في المعسكرات والمستودعات. الذخيرة والمعدات متناثرة بلا حراسة (لا يوجد تقريبًا أي ضباط أو جنود في مستودعات الطوارئ بسبب التخفيضات الهائلة في القوى العاملة المهنية في السنوات الأخيرة، والتي أُجريت لتوفير الرواتب)".

ولفت إلى أن المعسكرات بلا حراسة، والأسوار مُخترقة، وتنتشر سرقة الأسلحة والذخيرة على نطاق واسع؛ ومع الكميات الهائلة من الأسلحة التي بحوزة البدو في الجنوب، يُمكن تشكيل فرقتين.

وبحسب بريك فإن "من المرجح أن تتعرض دولة إسرائيل لهجوم بري مُشترك مدعوم بإطلاق الصواريخ والقذائف من جميع القطاعات التي ذكرتها. وهذا هو التحدي الأكثر إلحاحًا وصعوبة الذي تواجهه دولة إسرائيل حاليًا".

وختم قائلا، إن "المستوى السياسي منقطع تمامًا، والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الرأي العام. ما حدث في قطاع غزة لن يُقارن بما سيحدث في الحرب الإقليمية القادمة، التي ستجلب كارثة على دولة إسرائيل وتهدد وجودها. ما لم يُشَمِّر المستويان السياسي والعسكري عن سواعدهما ويشرعا فورًا في إعادة بناء الجيش وتوسيعه، ويدخلا في اتفاقيات دفاعية مع حلفاء إسرائيل، فلن يكون لدينا أي أمل".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70 ألفاً و 366 شهيدا
  • حمادة: الحكومة لم تقدّم فلسًا واحدًا لمن فقد منزله من جراء العدوان الإسرائيلي
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70365 شهيدًا
  • 70365 شهيداً حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70 ألفًا و365 شهيدًا
  • اليمن.. المجلس الانتقالي يسيطر على منشأة نفطية و«أنصار الله» تناشد الأمم المتحدة!
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 70,365 شهيدا
  • لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه
  • كاتب سياسي مغربي: الدعم اليمني لغزة أجبر الاحتلال على وقف العدوان
  • “الشعبية” تشيد بالدور الصيني الداعم للشعب الفلسطيني ووقف العدوان “الإسرائيلي”