يمانيون – متابعات
قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم إن السلام مطلب كل اليمنيين، ومن يطالب بغير ذلك فهو خاسر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية آت حتما وسيتحقق.

وأوضح القحوم، في حوار مع الجزيرة نت، أن الرد على العدوان الإسرائيلي على محافظة الحديدة سيكون موجعا ومزلزلا ومرعبا، مفيدا بأن الغارات الأميركية البريطانية على اليمن وصلت إلى نحو 500،

وتاليا نص الحوار.

قبل نحو أسبوع أعلنت جماعة الحوثي جديتها في تحقيق سلام مع دول الجوار، داعية إلى البدء في بناء علاقات ثنائية، هل هذا يعني وجود مؤشرات على اقتراب تحقيق سلام دائم في اليمن؟
بوابة السلام مفتوحة، الأولوية للملفات الإنسانية ووقف العدوان ورفع الحصار، وخروج القوات الأجنبية، وإعادة الإعمار، وجبر الضرر مع المعالجات الاقتصادية الملحة، ومنها صرف المرتبات وتعزيز الاقتصاد، وإلغاء الإجراءات البنكية.

بالإضافة إلى تحييد الاقتصاد والثروات الوطنية من الصراعات والاختلافات السياسية، لا سيما وهي تمثل مكاسب اقتصادية سيادية، وهي ملك وطني لكل الشعب اليمني، وهذه كلها خطوات أولية لتخفيف المعاناة الإنسانية التي كان سببها العدوان طيلة التسع سنوات الماضية.

هي مرحلة أولى وضرورية وملحة، لحل ومعالجة تداعيات العدوان والحصار بشكل كامل، كرزمة واحدة تتلوها المراحل التالية من خارطة الطريق لإحلال السلام، وبها ستكون دافعة لتحريك عجلة السلام والاستقرار لليمن والمنطقة ولدول الجوار، مع رعاية المصالح المشتركة وبناء علاقات متكافئة، وحل المشاكل بالحوارات السياسية.

يتطلب إنجاز ذلك جسارة وتحركا جادا دون مماطلة أو تلاعب، فهذه حقوق لا تنازل عنها ولا انتقاص فيها، وستنتزع انتزاعا، وسيادة واستقلال اليمن والوحدة الوطنية ملفات سيادية لا تنازل عنها إطلاقا، ولا عبث فيها، ولا مجال للتكتيك السياسي وكسب الوقت كرهان لتغيير المناخ الدولي، أو انتظار نتائج الانتخابات الأميركية لتغيير المواقف والتوجهات للسلام وتحقيقه في اليمن.

إن انتظار ذلك يعتبر رهانا خاسرا، ومن يفكر فيه فعليه أن يعتبر مما جرى في سنوات العدوان التسع، فاليمن دولة وقائد وشعب وإجماع وطني ثابت في موقفه، ولن تغيره الأحداث ولا المناخات السياسية الدولية، فالسلام مطلب كل اليمنيين ومن يراهن على غير ذلك فهو خاسر حتما، وخسارته ستكون كبيرة ومشهودة بإذن الله.

تم مؤخرا الاتفاق على خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن، أين وصل مسار تنفيذ هذا الاتفاق؟
ما تم الاتفاق عليه في الجانب الاقتصادي مع السعودية خطوة إيجابية، وننتظر تنفيذ ذلك في الواقع، ولا بد من التحرك بتنفيذه بشكل مستعجل دون التأخر لأسباب سياسية أو غيرها، فالجانب الاقتصادي لا يرتبط بالجانب السياسي.

وتنفيذ هذا الاتفاق فيه مصلحة عامة لكل الشعب اليمني ودول الجوار، وندعوهم لترجمة الاتفاق على الواقع، ليكون واقعا ملموسا مثمرا، وسيكون خطوة دافعة لتحريك عجلة السلام والتقدم في الجوانب الأخرى.

بناء على هذا الاتفاق، كان مقررا تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء إلى القاهرة والهند قبل أيام، لماذا تأخر التنفيذ حتى اليوم؟
نعم، نص الاتفاق على ذلك، لكن يتضح أن هناك عرقلة واضحة ومتعمدة بتأخير ما تم الاتفاق عليه برعاية أممية ومباركة دولية وإقليمية، وهذه العرقلة ليست في مصلحتهم، فهذه حقوق الشعب اليمني، وتنفيذها ضرورة ملحة لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وهناك وعود لتنفيذ الاتفاق ونأمل أن تتحقق وتنفذ، وإلا فالدول الرباعية تتحمل المسؤولية وتبعات التعنت والإصرار على العرقلة والتسويف والعبث بحقوق الشعب اليمني، وهذا ليس في مصلحتهم، وعليهم حساب ذلك والمضي قدما بتنفيذ الاتفاق، وننتظر النتائج والمحاولات، والاتصالات مستمرة لتحقيق ذلك إن شاء الله.

يعد ملف إعادة تصدير النفط في اليمن أحد الملفات الحيوية الراهنة، أين وصلتم بخصوص ذلك؟
نعم هذا يعتبر من الملفات الحيوية، لا سيما وأن هذه الملفات السيادية والثروة الوطنية التي هي حق لكل الشعب اليمني، لا بد من تحييدها وعدم إقحامها بالملفات السياسية، ولا بد من حلها وإيجاد الآليات الضامنة المستدامة لها، لا سيما أنها تعد خطوة أولية وضرورية لتحقيق السلام، وبها تصرف المرتبات، وتعالج المشاكل الاقتصادية، وتخفف المعاناة الإنسانية.

ما الرد المتوقع منكم في صنعاء على اغتيال هنية بالتنسيق مع محور المقاومة، وكيف سيبدو هذا الرد؟
السيد القائد عبد الملك الحوثي تحدث في خطابه الأخير أن الرد قادم لا محالة، فالشهيد إسماعيل هنية قائد فلسطيني ويمثل الأمة، ويجب على الجميع أن يرد على اغتياله من قبل الصهاينة المجرمين، لا سيما أن اليمن له موقف معلن وواضح منذ البداية بنصرة وإسناد فلسطين وقطاع غزة وشعبها المظلوم ومجاهديها الأبطال.

إن العمليات العسكرية الكبرى والإستراتيجية مستمرة حتى يتوقف العدوان عن غزة، ويرفع الحصار عنها، وهذا موقف ثابت لن يتغير حتى تحقيق ذلك، وأما كيف سيكون الرد وماهيته، فهذا يعود للقيادة ولوزارة الدفاع، في دراسة وتحديد كيف سيكون ومتى وأين؟ ولكنه آت حتما، وسيتحقق بإذن الله.

عقب العدوان الإسرائيلي على اليمن، توعدت جماعتكم تل أبيب أكثر من مرة بالعقاب، لكن هناك من يقول إنه لا يوجد حتى اليوم أي رد، كيف ترى ذلك؟
العدوان الإسرائيلي على الحديدة كان عدوانا إجراميا، استهدف المرافق المدنية، وأضر بالبنية الحيوية، وبمقدرات الشعب اليمني، وهذا خط أحمر، وانتهاك للسيادة اليمنية، وإثبات أن الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني هي حرب أميركية بريطانية إسرائيلية، واليد التي قامت بذلك ستقطع، والرد حتمي لا نقاش فيه، وسيأتي من حيث لا يتوقعه الإسرائيلي إطلاقا، وسيكون موجعا ومزلزلا ومرعبا لهم.

العمليات العسكرية اليمنية مستمرة في إسناد ونصرة فلسطين حتى إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وهي في مرحلتها التصعيدية الخامسة، التي ثبتت معادلة جديدة بوضع تل أبيب تحت الاستهداف، حيث باتت غير آمنة، وهي معادلة إستراتيجية ومهمة وفاعلة ومؤثرة، وقلبت موازين القوى وقواعد الاشتباك.

كما شكلت هذه العمليات كابوسا مزعجا للكيان الصهيوني الزائل حتما، وأربكت قياداته الإجرامية، وكشفت ضعف وهشاشة منظوماته الدفاعية، وأثبتت أن لليمن اليد الطولى، لا سيما مع تعاظم القدرات العسكرية والصناعات الحربية اليمنية، التي بات في جعبتها من الأسلحة والقدرات العسكرية والصناعات العسكرية المتطورة والإستراتيجية، مما يضع اليمن في مصاف الدول الكبرى.

إسرائيل تشن غارة على الحديدة في اليمن

هناك تقديرات عن خسائر مادية كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي على الحديدة، هل لديك إحصائية بهذا الشأن؟
الإحصاءات أعلنت عنها الجهات الحكومية المختصة (في صنعاء) وذات العلاقة في وقتها وفي حينه، ولا يوجد لدينا تفاصيل أخرى.

مع تواصل الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن، هل بالإمكان ذكر العدد الإجمالي لهذه الغارات حتى اليوم، وهل تضرر اليمن فعليا منها؟
العدوان الأميركي البريطاني مستمر على اليمن وغاراته مستمرة، وهي بحدود الـ500 غارة -تقديرا- وأتت جراء الفشل بحماية إسرائيل ووقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين وغزة، فهذا العدوان انتهك سيادة دولة وبلد عربي إسلامي في محاولات يائسة وفاشلة لحماية الكيان الإسرائيلي، ودعم العدوان الصهيوني على غزة فلسطين.

كما أن هذه الغارات الجوية استهدفت المستهدف سابقا وليست مؤثرة، ولكنها عدوان وانتهاك للسيادة، وإضرار بمقدرات الشعب اليمني واستهدافها بشكل متعمد، والردود اليمنية قوية ومستمرة وفاعلة ومؤثرة، وقد بات ذلك واضحا في مواقف أميركا وبريطانيا وضجيجهم السياسي المعلن.

وهذا يثبت أن اليمن دولة قوية بقائدها وشعبها وإجماعها الوطني وصناعتها العسكرية وقدراتها المتطورة، ولها اليد الطولى في حماية سيادتها واستقلالها ونصرتها للقضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس، وستظل عربية إسلامية، وستزول إسرائيل بإذن الله.

هناك تحذيرات من عواقب بيئية جراء عدم حل وضع السفينة “روبيمار” الغارقة في البحر الأحمر بعد أن تعرضت لهجوم من قبل قواتكم في فبراير /شباط الماضي، هل هناك مستجدات بخصوص وضعها؟
أي عواقب أو مخاطر بيئية تتحملها أميركا وبريطانيا وإسرائيل، والحل في غزة لإيقاف كل شيء، أي عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي في فلسطين ويرفع الحصار عن غزة، وهو الحل لإيقاف التوتر في المنطقة والحد من توسع الصراع فيها.

إن التعنت والإصرار الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، والاستمرار بالعدوان وحصار غزة وقتل الشعب الفلسطيني يثبت أن ذلك سيكون كارثة عليهم، وعليهم تحمل المسؤولية والعواقب الوخيمة المترتبة على توسيع رقعة الصراع وما يجري في البحر الأحمر، فموقف اليمن ثابت ومستمر بإسناد ومناصرة فلسطين وغزة حتى الانتصار بإذن الله.

مطلع يوليو/تموز انعقدت مشاورات في مسقط لتبادل الأسرى في اليمن، وتم الإعلان عن استئناف هذه المفاوضات بعد شهرين من ذلك الموعد، هل ما زال الموعد قائما؟ وكيف تنظر لمستقبل هذا الملف الإنساني الحيوي؟
نعم انعقدت مشاورات في مسقط لإجراء مباحثات في ملف الأسرى، وعلى قاعدة الكل مقابل الكل، وتم الإعلان عن استئناف المفاوضات بعد شهرين لاستكمال المباحثات والاتفاق على إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين، والكشف عن المفقودين من قِبل الجميع، وحل هذا الملف وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، لا سيما وأنه ملف إنساني بحت لا يرتبط بالملفات السياسية الأخرى.

الموعد لا يزال قائما، ونأمل وندفع بقوة لإنجاح الملف، ونقدم كل الجهود لحله بشكل كامل وشامل، وهو خطوة مهمة للتقدم والدفع باتجاه السلام والاستقرار، وتحريك عجلة السلام والمضي قدما في الملفات الأخرى.

مصير السياسي البارز المحتجز لديكم محمد قحطان لا يزال مجهولا، لماذا لا يتم الكشف عن ذلك، وهل لديك معلومات بخصوص وضعه؟
ليس لدينا معلومات كافية ولا تفاصيل عن الموضوع، وهذه المعلومات موجودة ومتوفرة لدى الجهات المختصة والمعنية في ملف الأسرى، واللجنة الوطنية للأسرى معنية بهذا، وقد ناقشت كثيرا حول هذا الموضوع، وقدمت خيارات ومبادرات لإطلاقه.

لكن العرقلة والمماطلة كانت من مأرب، حيث إنهم يضعون العراقيل لإجراء عملية التبادل والصفقة، والتي يكون ضمنها الأستاذ محمد قحطان، ولكن كل ذلك يرد عليه بالتعنت وبالمطالب غير المنطقية، لا سيما وأن هناك استثمارا من الإخوة في الإصلاح إعلاميا وسياسيا بخصوص اعتقال الأستاذ قحطان، ويعتبرونه معتقلا ويطالبون بالإفراج عنه، دون أن يكون مقابل ذلك أي أسير أو معتقل من مأرب.

إنهم يتحملون المسؤولية في عدم إطلاقه، لا سيما وأن هناك جهودا من قبلنا في صنعاء لإبرام صفقة، لكنها تتعثر بسبب تعنت وعدم الجدية من مأرب، ومن الإخوة في الإصلاح تحديدا، وهنا ندعو إلى ضرورة إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والكشف عن المفقودين، وإبرام صفقة شاملة وكاملة تحل هذا الملف الإنساني البحت، وتخفف المعاناة الإنسانية.

ونأمل التحرك بمسؤولية يمنية وطنية مطلقة في إنجاح عملية التبادل، فالتقدم في هذا الملف وحله هو انتصار لكل اليمن، وبه تتعزز الأخوة وتنتهي المعاناة والاختلافات السياسية، وتدفع للتحكم بالعقل والنهج الحواري وإنهاء الاختلاف السياسي، وتذوب المشاكل وتهيئ الظروف والأجواء للتقدم والمضي للسلام، وبناء اليمن الواحد القوي والعزيز والمقتدر والمستقل والسيادي والموحد بإذن الله.

المصدر : الجزيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی على المعاناة الإنسانیة الشعب الیمنی الاتفاق على على الیمن بإذن الله هذا الملف فی الیمن لا سیما

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يجددّ تأكيد ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين والعداء للعدو الإسرائيلي الأمريكي

الثورة نت /..

جددّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على ثبات الموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني والعداء للعدو الإسرائيلي والأمريكي الذي يشكل خطورة على الأمة الإسلامية بأكملها.

وقال السيد القائد في كلمة له اليوم، ضمن مسيرات إحياء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بأمانة العاصمة والمحافظات، “المخطط الصهيوني هو مخطط عدواني تدميري، يستهدف الأمة في دينها ودنياها، فلن نألوا جهدًا في مواجهة ذلك العدو مع إخوتنا في محور القدس والجهاد والمقاومة وأحرار الأمة”.

وأضاف “مهما كانت التحديات والصعوبات وحجم التضحيات ومستوى اللوم والضغوط والهجمات الإعلامية، وغير ذلك مما نواجه به من كل أشكال الحرب والاستهداف من أمريكا وإسرائيل وعملائهما الموالين والمؤيدين لهما والمعادين لأي توجه لا يقبل بالخنوع لأمريكا، فإن ثباتنا على مواقفنا هو خيارنا الحاسم الذي لا يمكن التراجع عنه، مستعينون بالله ومتوكلون عليه، واثقون به وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير”.

وأشار قائد الثورة إلى ثبات الشعب اليمني على الانطلاقة الإيمانية في المشروع القرآني المبارك الذي يقوم على أساس التمسك بالقرآن الكريم وحمل راية الإسلام، والتحرك في إطار المسؤوليات الإسلامية المقدسة في الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأوضح أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما يعنيه من امتداد من موقع الهداية والأسوة، مشيرًا إلى أن الإمام الحسين عليه السلام هو صاحب قضية، وقضيته هي الإسلام.

وأوضح أن الإسلام الذي مضى عليه الإمام الحسين عليه السلام هو الإسلام الذي يصنع السلام لا استسلام، مبينًا أن تحول المعالم الكبرى للإسلام أوصلت إلى أن يواجه سبط رسول الله الإمام الحسين الغربة والتخاذل.

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الإمام الحسين عليه السلام، قدّم للأمة من بعده حتى قيام الساعة أعظم الدروس في الاستجابة الإيمانية لله والنهضة للحق، والقيام لله بأمر الإسلام والعزة الإيمانية، ومعه أهل بيته والقلة القليلة من الأنصار.

وتابع “الإمام الحسين عليه قدّم أيضًا أعظم الدروس في الإيمان والصدق والوفاء والثبات على الحق، في أقسى الظروف والمراحل وكسر حاجز الصمت وأحيا في الأمة الحرية وتتابعت الثورات من بعده حتى أطاحت بطغاة بني أمية وأعطى للحق دفعًا وامتدادًا عبر الأجيال”.

واستشهد بكلمات خالدة للإمام الحسين حينما حاصره الأعداء الذين امتلأت بهم صحراء كربلاء ووضعوه بين خيارين إما الذلة والاستسلام للطغاة والمجرمين، وإما الحرب والقتل والإبادة فقال عليه السلام “ألا وأن الدّعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، ونفوس أبية، وأنوف حمية، تؤثر مصارع الكرام على طاعة اللئام”.

وعد الإمام الحسين، مدرسة ملهمة للأجيال ومواجهة الطغاة في كل زمان ومكان، ولاتخاذ القرار الصحيح حينما توضع الأمة بين هاذين الخيارين، إما السلة وإما الذلة في كل ساحة من ميادين المواجهة وليبقى للحق امتداده وليسعى المؤمنون لاستعادة الإسلام في نقائه وكماله ومعالمه الكبرى ومبادئه الأساسية التي تتحقق بها ثمرته في الدنيا تحررًا من الطاغوت وسموًا في الأخلاق والقيم وعزًا وكرامة وعدلًا ونورًا وبصيرة ومنهجًا ربانيًا للحياة.

وقال “إن معركتنا في مواجهة الطغيان الأمريكي، والإسرائيلي، هي من منطلق ثورة الإمام الحسين، لما يمثله الأمريكي، والإسرائيلي من خطر على الأمة في طمس هويتها الدينية واستهداف مقدساتها والسعي للسيطرة عليها والاستبعاد لها وإذلالها واستباحتها”.

وأشار السيد القائد “إلى ما يرتكبه العدو بحق هذه الأمة بدءًا بما يفعله في فلسطين من إبادة جماعية وانتهاك لحرمة المقدسات وكل أشكال الظلم والإجرام، وفي غير فلسطين من العالم الإسلامي وفي حربه الناعمة الشيطانية، التي يستهدف بها الأمة، ومخططه العدواني الهادف لاحتلال الأوطان ونهب الثروات واستعباد المجتمعات، كل ذلك يحتم علينا كمسؤولية إيمانية دينية وأخلاقية أن نواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، والتصدي لإجرامهما”.

وأضاف “مسؤوليتنا الدينية أن نتصدى لإجرام الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وأن نتحرك ضد فسادهم وباطلهم، وألا نقبل أبدًا بالخنوع لهم، ولا بالطاعة للطغيان الأمريكي والإسرائيلي، لأن في ذلك خسارة في الدنيا والآخرة”.

وأكد قائد الثورة، “أنه مهما كانت الصعوبات والتحديات وحجم التضحيات فالقضية مقدسة تستحق منا التضحية التي لها أعظم ثمرة في الدنيا والآخرة، في الدنيا أن نكون أحرارًا أعزاء، نتشرف بذلك ونتشرف بقيم الإسلام وننعم بذلك، وفي الآخرة ما وعد الله به من الجنة والرضوان والنجاة من عذاب الله والفوز العظيم، وهو الخيار الأسلم في مقابل خسارة الاستسلام والخنوع التي ثمنها فظيع ونتائجها كارثية في الدنيا والآخرة”.

وتابع “إن انطلاقتنا في مسيرة الحق والإسلام والقرآن، هي بثقة تامة بوعد الله تعالى بالنصر لعباده المؤمنين، ونحن نشاهد تنامي هذه الانطلاقة لأمتنا في الموقف الحق ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي”.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن من النماذج الراقية، الصمود والثبات والاستبسال في غزة ولبنان، والجمهورية الإسلامية في إيران وأحرار العراق والنهضة الإيمانية الكبرى في يمن الإيمان وأحفاد الأنصار بزخمها المليوني وتضحياتها الكبيرة وثباتها الحديدي وصبرها العظيم واستمرارها دون كلل ولا ملل”.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يدين العدوان الصهيوني على الحديدة ويؤكد على حق اليمن في الرد
  • إيران تدين العدوان الصهيوني على اليمن وتدعو مجلس الأمن لوضع حد لتقاعسه تجاه هذه الجرائم
  • أنصار الله الحوثيون يتبنّون شن هجوم على سفينة في البحر الأحمر قبالة اليمن
  • حزب الله يدين الاعتداء الإسرائيلي على الموانئ والمنشآت في اليمن
  • غارات إسرائيلية تستهدف محافظة الحديدة الساحلية في اليمن
  • حزب الله: كل عدوان لن يزيد‎ ‎اليمن إلا صلابة وثباتًا
  • لن يُحقق أهدافه.. حزب الله دان الاعتداء الإسرائيليّ على اليمن
  • حركات المقاومة الفلسطينية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على اليمن
  • بعد ساعات من قصف اليمن.. الحوثيون يطلقون صاروخين تجاه الأراضي المحتلة
  • قائد الثورة يجددّ تأكيد ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين والعداء للعدو الإسرائيلي الأمريكي