تشهد محافظة حضرموت مواجهات وتطورات متسارعة من شأنها إعادة رسم خريطة النفوذ العسكري والسياسي فيها، في ظل تداخل أدوار القوى المحلية والإقليمية والدولية وتضارب أجنداتها ومخاوف من “سودنة حضرموت” مع وجود بعض التشابهات مقارنة بما يجري في السودان، وخصوصاً ما يتعلق بجانب الثروة والنفوذ والارتباطات الخارجية.
الفاعلون المحليون وخلفيات الصراع
تبرز في مشهدية الصراع الدائر في حضرموت أطراف محلية عدة لها توجهات وارتباطات وأجندة متباينة. ومن أبرز تلك الأطراف “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يسعى إلى بسط السيطرة الأمنية والعسكرية على حضرموت وثرواتها باعتبارها محوراً استراتيجياً لمشروعه السياسي الداعي إلى الانفصال. ولخدمة هذا الهدف، يضع تحركه وسلوكه العسكري في حضرموت ضمن إطار “محاربة الإرهاب”، ويتهم خصومه بالاستيلاء على “بترو مسيلة”.
أما التوجه الثاني، فيتمثل في “حلف قبائل حضرموت” بقيادة بن حبريش، الذي يتبنى مشروع “الحكم الذاتي الحضرمي”، ويقدم نفسه كحامٍ لثروات المحافظة، وهذا ما يفسر سيطرة الحلف على حقول النفط والغاز في المسيلة بهدف “منع التدخلات الخارجية”، ويرى الحلف أن تحشيد الانتقالي عسكرياً محاولة لفرض أمر واقع، فيما يتهمه خصومه بقطع طرق وإعاقة تصدير النفط.
وهناك توجه ثالث، وهو الأضعف في معادلة الصراع القائم، ويتمثل في رئيس ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” رشاد العليمي (المقيم غالباً في الرياض) ورئيس ما يسمى باللجنة الأمنية الذي تم تعيينه بـصفة “محافظ حضرموت”، ويسعى هذا التوجه إلى محاولة احتواء التوتر، وتطبيع الوضع، وإعادة قوات الانتقالي إلى المحافظات التي قدمت منها، ومحاولة احتواء مطالب أبناء حضرموت، وهذا ما برز في تصريحاتهم خلال اليوميين الماضيين.
هذه التوجهات المتباينة تعكس شرخاً عميقاً بين شركاء المشهد الجنوبي من ناحية، وتنعكس داخل ما يسمى بالمجلس الرئاسي المتشكل من 8 شخصيات تمثل أطرافاً متصارعة غير متجانسة ومتعددة الولاءات والارتباطات الخارجية، ويعزز ذلك التصريحات المتناقضة بين رشاد العليمي والبحسني وعيدروس.
صراع نفوذ إماراتي _ سعودي: إعادة تموضع أم “سودنة”؟
صراع الأجندة بين القوى الداخلية قد يقدم جانباً لتفسير ما يجري في حضرموت، لكن التفسير لا يكتمل من دون قراءة البعد الإقليمي وتداخل الأدوار الخارجية التي باتت تضبط إيقاع الجماعات المسلحة المتعددة وتحدد مساحات حركتها ومناوراتها ميدانياً وسياسياً.
فيما تسعى الإمارات لترسيخ وجودها عبر ما يسمى “النخبة الحضرمية” وميلشيات الانتقالي، بهدف السيطرة على موانئ حضرموت وساحلها وحقولها النفطية، فإن السعودية في المقابل تعزز حضورها عبر إنشاء ألوية جديدة وإعادة تموضع في الوادي والصحراء، لمنع تمدد الخصم الإقليمي والحفاظ على سيطرتها في حضرموت التي تراها بمنزلة بوابة شرقية لها. هذا التباين بين أجندة الإمارات والسعودية ينعكس انقساماً حاداً على ما يسمى بـ”المنطقة العسكرية الأولى” بين نفوذ الرياض وأبو ظبي، ما يعني أن الصراع في حضرموت مواجهة غير مباشرة – تُدار على أرض حضرموت بثرواتها وموقعها الاستراتيجي – بين أدوات الشريكين الخليجيين اللدودين (السعودية والإمارات). وفي ظل هذا المشهد المعقد والمنقسم والمتصارع، تحاول القوى والفعاليات المدنية مقاومة تحويل حضرموت إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية.
حقيقة المشهد في حضرموت تؤكد أن أكبر المحافظات اليمنية بموقعها وثروتها وإطلالتها على البحر العربي تقف أمام ثلاثة سيناريوهات: أن يتم تقديم مبادرات محلية أو إقليمية لاحتواء الموقف والاتجاه، بالتالي في مسار تهدئة مشروط بالتوافق وتقاسم الكعكة، أو الدخول في مواجهة مفتوحة في ظل استمرار التحشيد المتبادل وتضارب أجندة الفاعلين، أو إعادة التموضع الإقليمي بين السعودية والإمارات على الأرض اليمنية (حضرموت) وإعادة ترتيب أدواتهما المحلية بما يضمن عدم خروج الأمور عن السيطرة، وخصوصاً مع حساسية الحقول النفطية.
ساحة صراع
ما يمكن أن نخلص إليه هو أن ما يجري في حضرموت لم يعد مجرد صراع محلي بين قوى قبلية وسياسية وعسكرية وميليشاوية؛ بل أصبحت ساحة صراع إقليمي ودولي تتقاطع فيها مصالح كبرى تُعيد رسم خارطة النفوذ في جنوب اليمن والجزيرة العربية والبحر العربي والقرن الأفريقي.
المحافظة التي تمتلك أطول سواحل اليمن وأكثر حقوله النفطية إنتاجاً تحولت إلى نقطة ارتكاز حيوية في التوازنات بين الرياض وأبو ظبي من جهة، ومحل اهتمام دولي من جهة أخرى، وخصوصاً أمريكا وبريطانيا وشركات النفط العالمية، في ظل ما يشهده العالم من تنافس على الممرات البحرية والطاقة وتأمين خطوط التجارة.
وفيما يبدو أن القوى المحلية المنقسمة والمتصارعة هي صاحبة القرار في المشهد الظاهر، فإن قراءة أعمق تكشف أن قرار السلم والحرب في حضرموت وغيرها يرتبط بشكل مباشر بالفاعلين الإقليميين والدوليين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مونديال 2026.. 3 سيناريوهات أمام منتخب مصر في دور الـ 32
أسفرت مراسم سحب قرعة بطولة كأس العالم 2026 لكرة القدم ، التي أقيمت مساء أمس الجمعة في مركز "كينيدي للفنون" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عن تشكيل المجموعات الـ12 التي ستتنافس في النسخة المقبلة من المونديال، والتي تشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
ووقع منتخب مصر الوطني بقيادة حسام حسن، ضمن منافسات المجموعة السابعة رفقة منتخبات بلجيكا وإيران ونيوزيلندا.
منتخب مصر الوطني بقيادة حسام حسن، يستهل مشواره في مونديال 2026 بمواجهة نظيره منتخب بلجيكا يوم 15 يونيو القادم على ملعب صوفي في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ثم يلاقي منتخب مصر الوطني بقيادة حسام حسن نيوزيلندا يوم 21 يونيو على ملعب ملعب بي سي بليس بمدينة فانكوفر الكندية ثم يواجه إيران يوم 26 يونيو على ملعب بي سي بليس في كندا أيضا.
سيناريوهات منتخب مصر في دور الـ32
السيناريو الأول يشمل أنه في حال احتل منتخب مصر الوطني المركز الأول سوف يواجه أحد أفضل 3 منتخبات ، بالمجموعات الأولى أو الخامسة أو السابعة أو الثامنة أو التاسعة.
حال احتلال منتخب مصر الوطني بقيادة حسام حسن المركز الثاني في السيناريو الثاني سوف يواجه ثاني المجموعة الرابعة من منتخبات أمريكا أو باراجواي أو أستراليا أو المتأهل من الملحق الأوروبي بين تركيا ورومانيا وسلوفاكيا وكوسوفا.
السيناريو الثالث لمنتخب مصر في حال بلوغه ضمن أفضل ثوالث سوف يواجه أول المجموعة الثانية التي تتضمن منتخبات كندا أو قطر أو سويسرا أو المتأهل الأوروبي والأقرب إيطاليا أو تواجه أول المجموعة التاسعة التي يأتي على رأسها منتخب فرنسا.
موعد لقاء منتخب مصر والإمارات
يخوض منتخب مصر الثاني بقيادة حلمي طولان مباراة مصيرية أمام نظيره منتخب الامارات فى الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثالثة ببطولة كأس العرب المقامة حاليا فى قطر بمشاركة 16 منتخبا .
يدخل فى الثامنة والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة منتخب مصر الثاني تحديا صعبا عنما يواجه منتخب الامارات فى الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثالثة ببطولة كأس العرب المقامة حاليا فى قطر بمشاركة 16 منتخبا .